واشنطن متهمة باستخدامه لتخويف خصومها.. تعرف على تنظيم الدولة بخراسان
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
مساء الجمعة الماضي، كانت قاعة للحفلات بمركز كروكوس للتسوق شمال غربي العاصمة الروسية موسكو تعج بمئات المرتادين الذين كانوا يأخذون مقاعدهم لحضور حفل موسيقي، دخل 4 رجال يرتدون زيا عسكريا إلى القاعة وفتحوا النار على من بداخلها، فقتلوا 143 شخصا وأصابوا نحو 152، وفق لجنة التحقيقات الروسية.
بعد ساعات من الهجوم الدموي، أعلنت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي -تقدم نفسها على أنها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية– مسؤولية التنظيم عن الهجوم، في حين نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تؤكد مسؤولية التنظيم عن الهجوم.
فماذا نعرف عن تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد خراسان؟ وما أبرز الهجمات التي شنها خلال السنوات الأخيرة؟ وهل يقف حقا وراء الهجوم الأخير في موسكو؟
البداياتظهر تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان شرقي أفغانستان أواخر 2014، وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته، واستمد اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية نشاطا، وشهد عدد أعضائه انخفاضا منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريبا. وألحقت حركة طالبان والقوات الأميركية خسائر فادحة بالتنظيم.
وقالت الولايات المتحدة إن قدرتها على زيادة النشاط الاستخباراتي ضد الجماعات المسلحة في أفغانستان، مثل الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، تراجعت منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد عام 2021.
يشير تقرير نشرته وكالة رويترز -أمس الاثنين- إلى أن زعيم التنظيم شاب يدعى أشرف الشاب ثناء الله غفاري (29 عاما)، وقد عُين أميرا لتنظيم الدولة الإسلامية في خراسان عام 2020.
ووفق مصادر من طالبان، فإن غفاري هو أفغاني طاجيكي كان جنديا في الجيش الأفغاني قبل أن ينضم إلى صفوف التنظيم، وقد اشتهر اسمه في غضون عام بعد الهجوم الذي هز مطار كابول عام 2021، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان حينها، وقد أعلنت واشنطن حينها عن مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأسه.
ويلف الغموض مصير غفاري ومكان إقامته، فقد نقلت رويترز عن مصدرين من طالبان الأفغانية والباكستانية -لم تسمهما- قولهما إن تقارير أولية أفادت بمقتل غفاري في أفغانستان يونيو/حزيران الماضي، لكن تقريرا للوكالة أكد أنه لم يُقتل، بل فرّ عبر الحدود إلى باكستان بعد إصابته بجروح.
ويشير تقرير رويترز إلى أن الاعتقاد السائد هو أن غفاري يعيش في إقليم بلوشستان الحدودي الذي لا يخضع لحكم القانون، وفق رويترز.
أبرز هجماتهعند تتبع الهجمات التي أعلنت منصات في وسائل التواصل الاجتماعي تقدم نفسها على أنها تابعة للتنظيم، وكثيرا ما تنشر البيانات المنسوبة إليه والتي يتبنى فيها عمليات مختلفة، يمكن القول إن التنظيم شن هجمات داخل أفغانستان وخارجها، بعضها استهدف مساجد.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قالت الولايات المتحدة إنها اعترضت اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص.
وجرى التفجير الانتحاري المزدوج في إيران خلال تأبين قائد الحرس الثوري الراحل قاسم سليماني بالقرب من قبره، ويعد الهجوم الأكثر دموية في إيران منذ عام 1979.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، أعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابل.
كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على مطار كابل الدولي عام 2021 أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأميركية الفوضوية من أفغانستان.
"واشنطن تستخدم التنظيم فزاعة"
لكن اللافت في هجوم موسكو الأخير الذي نسب إلى التنظيم هو أن روسيا شككت في تأكيدات الولايات المتحدة أن تنظيم الدولة الإسلامية بولاية خراسان هو المسؤول عنه.
وشككت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تأكيدات الولايات المتحدة، وقالت في مقال لصحيفة كومسومولسكايا برافدا: "سؤال للبيت الأبيض: هل أنت متأكدة أنه تنظيم الدولة الإسلامية؟ هل يمكنك التفكير في الأمر مرة أخرى؟".
وقالت المسؤولة الروسية إن الولايات المتحدة تستخدم "فزاعة" تنظيم الدولة لتغطي على أفعالها في كييف، وذكّرت القراء بأن واشنطن دعمت "المجاهدين" الذين خاضوا قتالا ضد القوات السوفياتية في الثمانينيات.
فيديو يُظهر اعترافات أحد منفذي هجوم "كروكس سيتي هول" الإرهابي بعد إلقاء القبض عليهم.#الميادين #روسيا #موسكو pic.twitter.com/Am6lRYKm5y
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 23, 2024
وقد أعلنت موسكو أنها ألقت القبض على 11 شخصا، من بينهم المسلحون الأربعة الذين أطلقوا النار على الحشود التي كانت في قاعة الحفلات الموسيقية ولاذوا بالفرار بعد ذلك.
وبثت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو لأحد المسلحين الذين نفذوا الهجوم، إذ يعترف بعد القبض عليه أنه ورفاقه عُرض على كل واحد منهم مبلغ قدره نصف مليون روبل (نحو 5 آلاف دولار) لتنفيذ الهجوم الدامي.
وقال إن من عرضوا عليهم العمل تواصلوا معهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وإنهم تلقوا منهم الأسلحة والملابس العسكرية التي استخدموها خلال الهجوم.
وأعلنت السلطات الروسية أن بعض المهاجمين قُبض عليهم وهم في طريقهم إلى منطقة بريانسك على بعد نحو 340 كيلومترا جنوب غربي موسكو للتسلل عبر الحدود إلى أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات تنظیم الدولة الإسلامیة فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ولد الوالد: هكذا انتصر العرب على الروس في أفغانستان وأسسوا تنظيم القاعدة
وفي الحلقة الثالثة من برنامج "مع تيسير"، قال ولد الوالد إن بن لادن كان له باع في نصرة المجاهدين قبل تأسيس القاعدة، لأن والده تُوفي وهو في الـ13 من عمره، وقد ترك له ثروة كبيرة منها 15 مليون دولار أوصى بتخصيصها للجهاد في سبيل الله.
ووفقا لولد الوالد، فقد أوصى والد بن لادن بأن يوضع هذا المال بين يدي المهدي المنتظر في حال ظهوره، وقد حولها الشيخ أسامة إلى خدمة الجهاد تنفيذا للوصية.
وانضم بن لادن لجماعة الإخوان المسلمين مبكرا -كما يقول المفتي السابق للقاعدة- وقدَّم مبالغ مالية لدعم حزب السلام في تركيا وجماعة الإخوان في اليمن وسوريا، ثم سافر إلى باكستان بعد أيام من دخول الروس إلى أفغانستان في ديسمبر/كانون الثاني 1979.
وكان قد سافر مؤسس القاعدة إلى باكستان بنية دعم المجاهدين الأفغان رغم أن الجهاد لم يكن قد أُعلن بعد، وكان أول من ذهب من العرب لهذا الغرض وسلم مبلغا من المال لزعيم الجماعة الإسلامية في باكستان أبو الأعلى المودودي.
ومع ذلك، لم يكن بن لادن أول من دخل أفغانستان من العرب لكنه ظل يتردد على باكستان ويلتقي بالجماعات والأحزاب الجهادية حتى عام 1984، التي يقول ولد الوالد إنها كانت نقطة تحول في حركة الجهاد.
إعلان تأسيس مضافة الأنصارفي هذا العام أسس بن لادن وعبد الله عزام مضافة الأنصار في مدينة بيشاور الباكستانية ومكتب الخدمات، اللذين لعبا دروا محوريا في تنظيم المجاهدين العرب، ثم دخل مع بعض مقاتليه إلى منطقة جاجي الأفغانية وأقاموا فيها مركزا خاصا بالعرب.
وقبل هذه الفترة، كان المجاهدون العرب يدخلون أفغانستان كضيوف، وكان الأفغان يخشون عليهم القتل فلم يكونوا يقحمونهم في المعارك والمواجهات مع الروس، وهذا من باب التقدير لكنه كان تقديرا مزعجا للعرب، كما يقول ولد الوالد.
ودخل بن لادن أفغانستان مع 100 مجاهد عربي، وبعد عام لم يبقَ معه إلا 10 فقط، لأن غالبيتهم عادوا إلى بلادهم لمواصلة الدراسة، ثم انضم له 100 آخرون بعد انتهاء الدراسة، ولم يتبقَّ منهم أيضا إلا 11 فردا بسبب العودة لبلادهم.
وكان غالبية هؤلاء من السعودية إلى جانب آخرين من مصر والسودان، وبسبب العودة للدراسة لم يتبقَّ مع بن لادن في أفغانستان إلا 3 فقط، وقد عاشوا ظروفا صعبة وكانوا يحفرون الأنفاق والخنادق بأيديهم لإيواء المجاهدين في جاجي.
وفي هذه الفترة، استقبل بن لادن ومن معه عددا من المجاهدين الأفغان، ونصحوهم بإخلاء المكان حرصا على حياتهم، لكنهم رفضوا وأرسلوا رسولا إلى بيشاور فعاد لهم بعد شهرين ومعه 40 رجلا.
واستمرت الأمور على هذا العام حتى 1986، عندما أرسلوا مجموعة استطلاع فوجدت جبلا إستراتيجيا يطل على الروس، لكن المجاهدين ليسوا متواجدين فيه بسبب انكشافه وانكشاف الطريق المؤدي إليه، مما يجعل الوصول إليه مخاطرة كبيرة.
معركة جاجي الفاصلةومع ذلك، قرر بن لادن اتخاذ هذا الجبل نقطة متقدمة، وشرع ومن معه في حفر نفق من أجل الوصول إليه، وكانوا يتعرضون لإطلاق الرصاص من جانب الروس، حتى إنهم كانوا يمشون بظهور منحنية حتى تمكنوا من بلوغه وتأسيس مع عُرف لاحقا بـ"مأسدة الأنصار".
ومن هذا المركز انطلقت معركة جاجي الشهيرة التي ألحق بها المجاهدون العرب هزيمة ساحقة بالقوات الروسية، التي قررت الانسحاب في فبراير/شباط 1989.
إعلانووقعت هذه المعركة في شهر رمضان (مايو/أيار 1987) وشارك فيها 10 آلاف جندي، بينهم 200 من الكوماندوز الروسي، لكن المجاهدين العرب كانوا قد استعدوا لها جيدا بعد معرفتهم بنية الهجوم عليهم من جانب الروس، فبادروا هم بالهجوم عليهم.
وفي الـ25 من رمضان، نسق بن لادن مع الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمت يار والاتحاد الإسلامي بقيادة الشيخ عبد رب الرسول سياف، حيث حضر القائدان في المعركة وقامت قواتهما بالتغطية المدفعية للمجاهدين.
وفي هذه المعركة التي انتهت يوم عيد الفطر، قتل المجاهدون 35 جنديا روسيا بعدما التف المجاهدون عليهم وباغتوهم من الخلف، وغنموا منهم أسلحة كثيرة، فضلا عن كسر هيبة الكوماندوز الروسي.
ومنح هذا النصر المجاهدين العرب دفعة نفسية كبيرة وثقة بأنهم قادرون على هزيمة الروس، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس القاعدة ككيان عسكري لهم، حسب ولد الوالد.
في الوقت نفسه، عززت هذه المعركة لدى الروس فكرة أنهم لن يحققوا نصرا في هذه المعركة، ومن ثم فقد استسلموا لفكرة الانسحاب عام 1989، ليحدث المجاهدون العرب تحولا تاريخيا في قضية أفغانستان.
5/4/2025