شكّلت أشجار العلعلان الصنوبرية أحد أبرز عناصر الطبيعة في جبال الحجر الغربي، والإنسان العماني عاش مستفيدا من عناصرها المختلفة، فتارة تسقف أخشابها بيوتهم وتارة أخرى تكون أوراقها مواد للتطبيب، إلا أنها تواجه مرضا شكل تهديدًا صريحًا لبقائها حيث يتسبب في تيبس أغصانها الخضراء وجفاف جذوعها القوية ومات عدد كبير منها، وانحسرت بيئتها الطبيعية.

وعلى الرغم من الأهمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه الأشجار، انخفض عددها بسبب ضعف الإنبات الجديد للشجرة، كما أنها في الآونة الأخيرة، تعاني من أعراض واضحة لمرض الموت التراجعي.

وقال الدكتور حمد بن حمود الندابي، باحث بمركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس: العلعلان، المعروف أيضا بالعرعر في بعض البلدان، هي أشجار صنوبرية تنمو في أعالي جبال الحجر الغربي في سلطنة عمان، مثل الجبل الأخضر وجبل شمس، وتوجد أيضا في جبل القبال وجبل الكور، وتحمل أشجار العلعلان أهمية بيئية واقتصادية وثقافية كبيرة، إلا أن غاباتها تتضاءل وتتراجع بشكل متسارع، وخلال زياراتنا البحثية إلى جبال الحجر الغربي، لاحظنا تقلصا متسارعا في أعداد الأشجار المعمرة وموتها، مما دفعنا إلى تقديم مقترح بحثي للحصول على منحة بحثية من جامعة السلطان قابوس، وتم تقديم هذا المقترح من مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس بالتعاون مع حديقة النباتات العمانية وكلية العلوم الزراعية والبحرية، ولقد حصلنا على الدعم من جامعة السلطان قابوس لتنفيذ دراسة حول مسببات مرض الموت التراجعي لأشجار العلعلان وإجراء المسوحات الميدانية وجمع العينات والتحليل.

وأضاف: بعد عامين من الدراسة والتحليل، تم خلالها دراسة العوامل التي تسبب في تدهور غابات العلعلان والتي تشمل الإجهاد البيئي والبيولوجي، مثل مرض الموت التراجعي، بالإضافة إلى الرعي الجائر والاحتطاب، ويأمل الفريق البحثي في تغطية الجزئيات المهمة المتبقية واستكمال دراستها، ويسعى للتعاون مع المزيد من الجهات لوقف توسع المرض ومنع انتقاله إلى أنواع أخرى من الأشجار، حيث تم التواصل مع عدة جهات للحصول على دعم لاستكمال الجهود وإيجاد حلول لهذا التدهور.

وأشار إلى أن تغير حالة حفظ أشجار العلعلان من الانقراض الأدنى في عام 2008 إلى المهدد بالانقراض في عام 2015 يعكس عدة عوامل وتحديات بيئية وبيولوجية، ويثير هذا الوضع قلقا بالنظر إلى تزايد تدهور الوضع إذا لم تتخذ خطوات مستدامة وتدخل فوري لتقديم حلول شاملة ومستدامة.

وأشار الدكتور حمد الندابي إلى أن مرض الموت التراجعي هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة تؤدي فيها إصابة الأشجار بموت أطراف الفروع أو الفروع بأكملها، مما ينتج عنه تقليل في النمو وإنتاج الثمار، وتدهور الصحة العامة للشجرة، وفي النهاية، موت الشجرة بأكملها، ويمكن أن يُسبب مرض الموت التراجعي عدة عوامل، بما في ذلك العدوى الفطرية والآفات الحشرية والعوامل البيئية مثل الجفاف والرطوبة الزائدة، وقد يحدث تشابك بين أكثر من مسبب، كما هو الحال في حالة الموت التراجعي لأشجار العلعلان.

وأوضح أن هناك عدة سُبل فعّالة يمكن اتباعها للحفاظ على أشجار العلعلان ومنع انقراضها، منها المحافظة على موائلها الطبيعية ومناطقها المحيطة، وتقليل التدهور البيئي والتغيرات في البيئة التي قد تؤثر سلبا على نمو الأشجار وتنوعها البيولوجي.

كذلك، من المهم تقنين الرعي وتنظيمه خاصة في هذه المناطق الحساسة، وينبغي أيضا توجيه جهود التوعية والتثقيف للمجتمع والزوار بأهمية الحفاظ على أشجار العلعلان وتعزيز الوعي بالتأثيرات السلبية للتدهور البيئي وأنشطة الرعي الجائر والاحتطاب وغيرها، وكمثال لأهمية توعية المجتمع المحلي والزوار، فقد سجّل الفريق حالات موت لأشجار يتجاوز عمرها الألف عام بسبب قطع لحاء الأشجار لاستخدامه كموقد للنار من قبل زوار المكان، بالإضافة إلى ذلك، يجب دعم الأبحاث العلمية لفهم أفضل لغابات أشجار العلعلان، وتطوير تقنيات جديدة لزراعتها وتكاثرها، وتحسين استراتيجيات الحفاظ عليها، وأخيرًا، ينبغي تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات البحثية والحكومية والمنظمات غير الحكومية لتطوير وتنفيذ استراتيجيات الحفاظ على أشجار العلعلان وغيرها من الأشجار البرية العمانية، حيث يمكن للبحوث العلمية أن توجه السياسات والإجراءات الفعالة للحفاظ على هذه الأشجار، بينما يمكن للجهات التنفيذية تنفيذ هذه السياسات والبرامج على أرض الواقع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السلطان قابوس

إقرأ أيضاً:

تفاصيل تدهور الحالة الصحية للفنان نعيم عيسى

نعيم عيسى.. تعرض الفنان، نعيم عيسى، لأزمة صحية شديدة، خلال الأيام الماضية، استدعت دخوله غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات بمدينة الإسكندرية، بسبب إصابته بالتهاب رئوي شديد.

تطورات الحالة الصحية للفنان نعيم عيسى

وكشف إبراهيم حفيد الفنان نعيم عيسى، آخر تطورات الحالة الصحية لجده الفنان الكبير إبراهيم عيسى، الذي ما زال في العناية المركزة، وقال: وُضع الفنان نعيم عيسى على أجهزة تنفس صناعي، ليستطيع التنفس بشكل جيد، خاصة وأنه تعرض لنزلة برد شديدة أدت لنقص الأكسجين في الدم، ويحاول الأطباء إجراء فتحة بـ الرقبة لتوصيل خراطيم الأجهزة من الحنجرة، خاصة وأن استمرار وضعه على أجهزة التنفس الصناعية بؤثر على الأحبال الصوتية.

نعيم عيسى أبرز المعلومات عن الفنان نعيم عيسى

- وُلد نعيم عيسى بحي الجمالية في القاهرة 6 يناير 1933.

- نعيم عيسى هو ممثل أفلام وممثل تلفزيوني وممثل مسرحي مصري.

نعيم عيسى

- التحق بفرقة مدبولي وفرقة الإسكندرية في بداية حياته الفنية.

- شارك بعدها في العديد من المسرحيات، ولعل أبرزها: الواد سيد الشغال.

- شارك بعدها في العديد من المسرحيات منها «الزمبليطة في الصالون، ناس كده وكده، ريا وسكينة».

نعيم عيسى

- ثم انتقل للعمل في السينما والتلفزيون ومن أبرز أعماله: «المتسول، مين فينا الحرامي، الباشا تلميذ».

- قدم العديد من الأعمال الفنية المتميزة في السينما والتليفزيون، ومن أبرز أعماله السينمائية «الهروب، صرخة بريء».

نعيم عيسى

- وشارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية: منها "الجوع، أصدقاء الشيطان، سفر الأحلام، مين فينا الحرامي، سري للغاية، الهلفوت، وتمضي الأيام، وإسكندرية ليه، والمتسول، والباشا تلميذ".

-وعلى الصعيد المسرحي، قدم: شاهد مشفش حاجة، وريا وسكينة.

نعيم عيسى

- وعلى الصعيد الدرامي، قدم العديد من الأعمال الدرامية المميزة، التي من أبرزها «صابر يا عم صابر، رحلة أبو الوفا، ضمير أبلة حكمت، شارع عبد العزيز».

نعيم عيسى

- سبق للفنان نعيم عيسى أن تحدث عن معاناته الصحية والفنية، وذلك خلال ظهوره في برنامج واحد من الناس مع الإعلامي عمرو الليثي، حيث أوضح أنه لم يتلقَّ أي عروض للعمل منذ أكثر من عشر سنوات، ويعتمد على المعاش في إعالة أسرته.

نعيم عيسى

- وذكر في اللقاء أنه يعاني من عدة أمراض مزمنة، قائلاً: «أنا تعبان بسبب بطني وضهري، وجاتلي جلطة في رجلي وقلبي، وركبولي دعامتين، وغيرولي الشريان التاجي، وشالوا المياه من على عنيا وركبولي عدسات، والله قاسيت وما زالت رجلي وجعاني».

اقرأ أيضًاآخر تطورات الحالة الصحية للفنان نعيم عيسى

«أنا مش رقاصة».. مي القاضي ترد على انتقادات فيفي عبده لمشاهدها في العتاولة 2

بالأسماء.. مصرع مواطن وإصابة 19 آخرين في حادث انقلاب سيارة نصف نقل بالمنيا

مقالات مشابهة

  • تواصل البطولة الكروية بجامعة السلطان قابوس للمؤسسات
  • مستوطنون يقتلعون أشجار زيتون ويعتدون على ممتلكات المواطنين بمسافر يطا بالخليل
  • تدهور صحة الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو بعد جراحة معقدة في الأمعاء
  • صنعاء.. تدشين زراعة 11 ألف شتلة من أشجار السدر في الحيمة الداخلية
  • تدشين زراعة 11 ألف شتلة من أشجار السدر في الحيمة الداخلية
  • عاصفة هوائية تتسبّب باقتلاع الأشجار وإغلاق بعض شوارع ‏في مدينة دير الزور
  • قبعة الموت.. ما الذي يجعله الفطر السام الأكثر فتكًا بالبشر؟
  • المغرب يتخذ إجراءات مشددة لحماية الثروة البحرية ضد الصيد الجائر
  • تدهور حاد في قيمة الريال اليمني وتراجع سيولة العملة الصعبة
  • تفاصيل تدهور الحالة الصحية للفنان نعيم عيسى