يتصاعد الخلاف والكباش الاعلامي الداخلي بين "حزب الله" وخصومه الداخليين. وفي الوقت الذي يحاول "الحزب" تجنب الذهاب بعيداً في الخلافات الاعلامية، يصرّ خصومه على تفعيل الاشتباك الاعلامي ورفع الصوت السياسي المعارض له ولخطواته بشكل كبير، حتى بات الخطاب السياسي المعتمد يطال بيئة "الحزب" وليس فقط بنيته الحزبية والعسكرية.

وهذا له اسباب عملية تخدم قوى المعارضة بشكل تكتيكي ولا تخرج عن اطار تحسين الشروط التفاوضية.
فخصوم "حزب الله" يشعرون بأنه بات الممسك الفعلي بخيوط اللعبة السياسية داخل لبنان، اذ ان الوفود المفاوضة والوسطاء الدوليين يحاولون إما التواصل مع قيادات بارزة في "الحزب" أو ارسال رسائل اليه عبر بعض المسؤولين اللبنانيين، وهذا ما يعني أن التفاوض الفعلي سيكون مع "حارة حريك"، وأن تقسيم النفوذ سينحصر بها وبخصومها الدوليين والاقليميين ما يخرج جزءا كبيرا من المعارضين لها من دائرة التأثير السياسي ومن التسوية العملية.
ولعل زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا الى الامارات العربية المتحدة ساهم في زيادة حجم القلق لدى المعارضين، لان دول الخليج التي كانت الاشدّ خصومة مع "الحزب" بدأت تفتح معه ابواب التواصل. من هنا يصبح رفع الصوت السياسي والاعلامي امراً لا مفر منه، ويساهم بشكل كبير في تعزيز حضور هذه الاطراف داخل الساحة السياسية مما يجعل تخطي حضورها خلال اي عملية تفاوض او في التسوية امرا صعبا للغاية.
فقوى المعارضة تريد تحشيد جزء كبير من الرأي العام خلفها، وتحديداً الرأي العام المسيحي، اذ ان الظاهر هو أن هذه القوى لم تعد قادرة على التأثير على الرأي العام السني خلال حرب غزة، وعليه فإن البنية الشعبية التي يمكن العمل على استقطابها بشكل سريع هي البيئة المسيحية، والتي باتت الاحزاب الاساسية الممثلة لها تخاصم "حزب الله" بشكل علني، الامر الذي يعطيها عمقاً نيابياً وبرلمانياً وليس فقط اعلامياً وشعبياً مما يساعد على فرض بعض الشروط وتحسينها في اطار التفاوض المتوقع في المرحلة المقبلة.
من هنا يصبح عدم دخول "الحزب" في اي معركة اعلامية مفهوماً إلى حدّ كبير، لأنه يدرك أن استعداء الرأي العام أو الشارع المسيحي تحديداً مضر لعدة اسباب، الاول تصعيب المهمة على حليفه "التيار الوطني الحرّ" في حال قرر العودة الى تعزيز التحالف معه، وثانياً خلق بيئة اجتماعية كبيرة معادية له بالكامل. وهذا ما يحاول الحزب تجنبه منذ العام 2005، وثالثاً اعطاء معارضيه مادة سياسية واعلامية يمكن استغلالها والبناء عليها في اطار التراشق والتراشق المضاد.

امام كل هذا الوقائع، وبالتوازي مع المفاوضات الاقليمية الحاصلة للوصول الى وقف لاطلاق نار في قطاع غزة مع ما يستتبع ذلك من تسويات مرتبطة بالمنطقة عموماً، سيكون هناك رفع لسقف الخطاب المعارض لـ "الحزب"، وهذا ما بدأ يظهر علناً عبر وسائل الاعلام، لكن هل ستتعامل "حارة حريك" بعدائية مع خصومها بعد انتهاء الحرب ام انها ستكون حريصة على الاستمرار بسلوكها السياسي الحالي وفي عملية استيعاب المعارضين لنهجها منعاً من الذهاب نحو اصطدام داخلي؟ المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرأی العام حزب الله

إقرأ أيضاً:

أريستوفيتش: "رؤوس الأوكرانيين ستنفجر" بسبب ثرثرة زيلينسكي عن المفاوضات

قال أليكسي أريستوفيتش، المستشار السابق لمكتب زيلينسكي، إن مواطني أوكرانيا قد يصابون بـ"انفجار الدماغ" بعد تصريح فلاديمير زيلينسكي بأن نظامه مستعد لمفاوضات السلام مع موسكو.

وشدد أريستوفيتش، على أن هذا الكلام لا يتناسب مع الأجندة المنتشرة في وسائل الإعلام الأوكرانية.

إقرأ المزيد زيلينسكي: ليس لدينا وقت وعلينا وضع "خطة للسلام" للقمة الثانية

ولفت أريستوفيتش الانتباه إلى أن زيلينسكي ومسؤولين آخرين أعلنوا مؤخرا استعدادهم لإنهاء الأعمال القتالية بحلول نهاية عام 2024، دون الإصرار على العودة إلى حدود 1991.

ووفقا له، تريد كييف كذلك رؤية موسكو في "قمة السلام" الثانية، والتي من المقرر أن يتم الاتفاق فيها على إنهاء الصراع.

ووصف أريستوفيتش هذا بأنه تحول مثير بمقدار 180 درجة في موقف السلطات الأوكرانية.

وأشار أريستوفيتش إلى أن السلطات في أوكرانيا بالذات قامت بوضع أجندتها عندما كانت تتوقع النصر والوصول إلى حدود عام 1991، لكنها بدأت الآن تقول إنها مستعدة للقبول بالواقع.

ويرى المستشار السابق أن السلطات لم تقم بتحضير الرأي العام بشكل مسبق لمثل هذا الانعطاف الحاد في موقفها من المفاوضات.

وشبه أريستوفيتش مزاج الرأي العام بالقطار الكبير المندفع بسرعة 120 كلم في الساعة ولذا لم يعد يمكن وقفه فورا، لكن السلطات رغم ذلك تطالبه بتغيير الاتجاه فورا، وهنا يقول لها السائق: "انتظروا ثانية يا شباب، نحن لا نستطيع الانعطاف الآن لأننا نسير في اتجاه مختلف تماما. طبعا يجب إنهاء النزاع لكن يجب القيام بتحضيرات أولية، يجب تحضير الرأي العام تدريجيا لقبول التغييرات".

وفي وقت سابق، قال زيلينسكي إن كييف ترى أنه من الممكن إجراء مفاوضات مع موسكو بمشاركة وسطاء. كما زعم أنه يعد "خطة شاملة" لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

المصدر: aif.ru

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • المحافظون في بريطانيا يعترفون بفوز متوقع لمنافسيهم بحزب العمال
  • أستاذ إعلام: على الحكومة التواصل مع الرأي العام بشكل مستمر
  • لبنان رهينة السباق بين التسوية وتوسيع الحرب
  • أحزاب سياسية راسخة.. ام تجمعات انتخابية؟
  • ما المطلوب من الحكومة الجديدة في ملف التعامل مع الرأي العام؟
  • الكتائب: التصعيد يقرّب لبنان من انفجار سيقضي على ما تبقى من مؤسسات
  • عدل..بيان هام للمكتتبين بخصوص شهادات التخصيص!
  • البودكاست والرأي العام
  • أريستوفيتش: "رؤوس الأوكرانيين ستنفجر" بسبب ثرثرة زيلينسكي عن المفاوضات
  • هل استعاد حزب الله حاضنته الوطنية فعلاً؟