يعتبر الصرع من أمراض الأعصاب المنتشرة على نطاق واسع، حيث تشخص سنويا إصابة 5 ملايين شخص، 40 بالمئة منهم أطفال.


تقول الدكتورة يلينا أوساتشوفا، أخصائية طب الأعصاب في حديث لصحيفة "إزفيستيا" بمناسبة اليوم العالمي لمرضى الصرع الذي يصادف يوم 26 مارس من كل سنة: "الصرع مرض عصبي مزمن يتميز بتطور نوبات متكررة غير مبررة مع تعطل الوظائف الحركية والحسية والاستقلالية للدماغ نتيجة للإفرازات العصبية المفرطة.

يجب أن نتذكر أنه يوجد عدد من الظروف القاسية التي يمكن أن تتطور فيها نوبة تشنج، خاصة عند الطفل: ارتفاع الحرارة، وأنواع مختلفة من التسمم، واختلال الكهارل".

المزيد

إقرأ المزيد علماء روس يكتشفون سبب نوبات الصرع

وتشير، إلى أن منظمة الصحة العالمية تصنف الصرع على أنه اضطراب له أهمية اجتماعية، لأنه يرتبط بدرجة عالية من الإعاقة وحتى الوفيات. ويرجع هذا قبل كل شيء إلى زيادة الصدمات وما يصاحبها من اضطرابات جسدية وعصبية.

ووفقا للطبيبة، تقسم أسباب الصرع إلى عدة مجموعات: وراثية؛ بنيوية؛ أيضية؛ مناعية ومعدية. وتشمل الأمراض الوراثية مجموعة غير متجانسة من الأمراض التي يمكن أن يكون فيها الصرع إما المتلازمة الرئيسية والوحيدة أو مصاحبا لمظاهر أخرى.

وتقول: "يجري الحديث عن المجموعة الثانية عندما يعاني المريض من تلف هيكلي في الدماغ. ويحتمل أن يكون هذا هو السبب الرئيسي لنوبات الصرع. أما الصرع الأيضي فينسب إلى مجموعة الأمراض ذات الاضطرابات الأيضية الخلقية. وهذا يشمل البيلة الحمضية العضوية المختلفة واعتلال الأحماض الأمينية. وتشمل حالات الصرع المناعي تلك التي تشكل جزءا من بنية التهاب الدماغ المناعي الذاتي.  وسببها هو السرطان أو الأمراض المعدية".

وتشير إلى أنه من 20 إلى 60 بالمئة من حالات الصرع تبقى أسبابها مجهولة.
ووفقا لها، يمكن تشخيص المرض بمساعدة الطريقة الفيزيولوجية العصبية "تخطيط كهربية الدماغ"، التي تعتبر أساسية لأنها تعكس سلوك المريض في شريط فيديو متزامن، ما يسمح بتحديد طبيعة الصرع تقريبا في 100 بالمئة من الحالات.

إقرأ المزيد روسيا.. وسيلة غير مسبوقة لعلاج الصرع

وتقول: "من بين الطرق المستخدمة في تشخيص الصرع- تصوير الأعصاب وتصوير الرأس بالرنين المغناطيسي. وهذه خطوة مهمة في تحديد التشوهات الهيكلية أو الأضرار التي لحقت بالدماغ. كما يجب إجراء بحوث جينية إذا كان المرض غير قابل للعلاج بالعقاقير".

ووفقا لها، الطريقة الرئيسية لمكافحة الصرع، هي استخدام الأدوية المضادة للصرع. الهدف من العلاج هو الإيقاف الكامل للنوبات. ويضمن العلاج بالأدوية نسبة نجاح وشفاء في 70 بالمئة من الحالات.

وتشير الطبيبة، إلى أنه في حالات الصرع المقاوم للأدوية يخضع المريض إلى عملية جراحية لاستئصال بؤر الصرع، ما يؤدي إلى توقف نوبات الصرع وبالتالي إلغاء العلاج بالأدوية.

وتختتم الطبيبة حديثها مشيرة إلى أنه يجب أن نعلم أن الصرع مرض قابل للعلاج. لذلك عند ظهور أولى أعراضه يجب مراجعة الطبيب فورا، حيث أن تشخيص السبب مبكرا واتباع تعليمات الطبيب يساعد كثيرا على تحقيق الشفاء في معظم الحالات.

المصدر: صحيفة "إزفيستيا"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اطفال الصحة العامة امراض معلومات عامة بالمئة من إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما أسباب انتشار التوحد بعصرنا الحالي؟ وما أعراضه وكيف يمكن علاجه؟

وسلط برنامج "للقصة بقية" في حلقته بتاريخ (2024/12/23) الضوء على أسباب انتشار مرض التوحد في العالم العربي، وأسباب ظهور هذه الأعراض على الكبار أيضا، وكيف يمكن علاج ودمج المتوحدين في محيطهم الاجتماعي؟

وعرضت الحلقة -التي حملت عنوان "تحديات التوحد"- نماذج لأطفال متوحدين وحجم المعاناة التي يعانيها الأهالي جراء ذلك في بعض الدول العربية، حيث تشير دراسات إلى أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل 4 أضعاف.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية في عام 2023 إلى أن واحدا من كل 100 طفل في العالم مصاب بطيف التوحد.

آراء مختصين

يقول استشاري طب الأطفال حسين جروان للجزيرة إن اضطراب طيف التوحد هو خلل عصبي بمراحل تطورية من حيث استخدام اللغة والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.

ويعرف التوحد بأنه اضطراب عصبي يظهر في الطفولة المبكرة ويؤدي إلى الميل للأعمال الروتينية ويؤثر على التفاعلات الاجتماعية وطرق التعلم.

وتشير الأبحاث إلى غياب أسباب محددة لاضطرابات طيف التوحد، لكن علماء عزوها إلى عوامل فسيولوجية ونفسية واجتماعية ووراثية، في حين ألمحت دراسة حديثة إلى أن إصابة الأم بعدوى فيروسية خلال الحمل قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالتوحد.

إعلان

بدوره، يعتقد أخصائي الطب النفسي سامي ريشا أنه من الضروري تشخيص الأطفال بشأن الإصابة بمرض التوحد بعمر السنتين في العصر الحالي.

وأرجع ريشا أسباب انتشار الحالات المصابة بالتوحد إلى عوامل طبيعية تؤثر على نمو الطفل وقت الحمل، والتزايد في تناول أدوية الأعصاب وقت الحمل، إلى جانب التلوث والتغيرات المناخية.

من جانبها، تقول الدكتورة سنابل عاكف الأخرس، وهي أخصائية في الطب النفسي واضطراب الطيف التوحدي، إن العامل الوراثي يلعب دورا في الإصابة بالتوحد، وكذلك طريقة المعيشة في الحياة مثل تقدم عمر الوالدين في عمر الإخصاب.

وحسب الأخرس، تحمي الرضاعة الطبيعية الطفل من مرض التوحد، في حين تسهم الحالة النفسية للمرأة وقلقها أثناء شهور الحمل والأمراض التي تصيبها خلال هذه الفترة في الإصابة بالتوحد.

وخلال الحلقة، استعرض ياسر عكروش والد الشاب الأردني حمزة الأسباب والعوامل التي أدت إلى نجاح نجله في قهر مرض التوحد، حيث أسس مركزا لرعاية المصابين بالتوحد ودمجهم في المجتمع وتقديم دورات متخصصة للأهالي.

وقال والد عكروش إنه يرغب في أن يكون ابنه حمزة قدوة لمن يعانون مثله من التوحد، مشددا على ضرورة ألا يخجل الآباء من أبنائهم التوحديين مهما كان وضعهم الصحي والنفسي.

وسلطت الحلقة أيضا الضوء على معاناة أطفال التوحد في قطاع غزة، والانتكاسة التي تعرضوا لها بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الحالية كل المراكز المعنية برعايتهم.

التوحد وأعراضه

وحسب أطباء، فإن من أعراض التوحد ضعف التواصل البصري والتأخر في المهارات اللغوية والمعرفية ووجود اضطرابات سلوكية والميل للانعزال.

وكشفت دراسات أن مرض التوحد قد يصيب بعض الكبار، مما قد يعيق أداء بعض المهام مثل التواصل مع الآخرين وتفهم مشاعرهم.

وأشار أطباء إلى أن من بين أعراض التوحد لدى الكبار الارتباك والقلق الدائم وصعوبة التحدث، إلى جانب العمل الفردي.

إعلان

ومن غير المعتاد -وفق مختصين- وصول الشخص لمرحلة البلوغ من دون تشخيص التوحد، لكن أعراضه قد تتأخر في بعض الحالات.

يذكر أن باحثين في السويد طوّروا نموذجا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنه توقع إصابة الأطفال بالتوحد، في وقت تمكن فيه علماء روس وصينيون من تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي تسهل الكشف عن التوحد من خلال فحص بيانات التخطيط الكهربائي للدماغ.

ووفق علماء، فإنه لم يثبت بعد إمكانية الشفاء التام من التوحد، وقالوا إن العلاج يكون عبر برامج تأهيلية مصممة حسب درجة إصابة كل حالة.

23/12/2024

مقالات مشابهة

  • ما أسباب انتشار التوحد بعصرنا الحالي؟ وما أعراضه وكيف يمكن علاجه؟
  • الصحة العالمية: اليمن يتحمل العبء الأكبر من حالات الإصابة بالكوليرا على الصعيد العالمي
  • الأطفال المصابون يتّبعون نظاما غذائيا سيئا يقوم على الأرز والمعكرونة.. الإسقربوط يرتفع في فرنسا
  • مصادر لـ"اليوم".. مشروع وطني لوقف انتقال 3 أمراض خطيرة من الأمهات إلى الأطفال
  • بالفيديو| مجدي بدران: انخفاض معدلات الأمراض القاتلة في مصر.. واستئصال المزمنة
  • عضو بـ«المصرية للمناعة»: الدولة تهتم بالحفاظ على صحة المواطنين
  • تزايد حالات تشرد الأطفال بمحطة انزكان (+فيديو)
  • مستشفى 57357 تحتفل باليوم العالمي للطيران المدني
  • حافظ على صحة ابنك: 10 خطوات هامة لوقاية الأطفال من الأمراض التنفسية والبرد المنتشر
  • حالات خطيرة.. إصابة 80 شخصا بحادث دهس في سوق بألمانيا