أكد سامح شكري وزير الخارجية ان الدبلوماسية المصرية الشامخة استطاعت بكل اقتدار، أن تحمى مصالح مصر العليا وأمنها القومي في أوقات السلم والحرب، وفي مراحل التوتر والأزمات وفترات الاستقرار والبناء والتحديث، موجها تحية إكبار وتقدير لكل من نفذ سياسة مصر الخارجية من أبناء هذه المؤسسة العريقة على مر العصور ،مشددا على ان الدبلوماسية المصرية تمضي على المسار الصحيح للحفاظ على مقدرات ومصالح الوطن.

جاء ذلك خلال كلمة سامح شكرى وزير الخارجية خلال احتفالية "يوم الدبلوماسية المصرية" التى نظمتها وزارة الخارجية بمناسبة الذكرى (١٠٢) لـ"يوم الدبلوماسية المصرية"...والذي يوافق الخامس عشر من شهر مارس من كل عام... تاريخ إعلان استقلال مصر عام ١٩٢٢ ونهاية الحماية الأجنبية وإعادة العمل بوزارة الخارجية.

وقال وزير الخارجية إن احتفالنا هذا العام يأتي في ظل واقع إقليمي ودولي شديد التعقيد...نشهد فيه مأساة إنسانية يعيشها أشقاؤنا في قطاع غزة...ومن المؤسف، بل ومن المشين، أن يقف المجتمع الدولى عاجزاً عن وضع حد لهذه المأساة لأكثر من خمسة أشهر منوها بوجود أزمات عديدة ومتلاحقة، تزداد حدة وخطورة مع مرور الوقت، منها حرب روسية/أوكرانية خلفت واقعاً دولياً سمته الاستقطاب، وسباق التسلح والتوتر...حروب أهلية ومخاطر حقيقية تُنذر بتفكك الدول... ويضاف إلى ذلك كله ما نشهده من انتشار غير مسبوق للتحديات العابرة للحدود...كانتشار الأمراض والأوبئة، والتغيرات المناخية، والإرهاب الدولى، والهجرة غير الشرعية وغيرها...وكلها تحديات تضع على عاتق الدبلوماسية المصرية مسئولية التعاطي معها بيقظة بالغة... ورؤية ثاقبة...وحلول مبتكرة.

واضاف شكري: " تجد الدبلوماسية المصرية نفسها اليوم في لحظة مفصلية... ترسم فيها سياسية مصر الخارجية في "جمهوريتنا الجديدة" في ظل واقع إقليمي ودولي صعب...وأمواج عاتية...تبحر فيها بمصر إلى بر الأمان، محافظةً على توازنها واعتدالها تحت قيادة سياسية حكيمة، لا تغامر بمصالح مصر وأمن شعبها...ولا تتأثر بحالة الاستقطاب الراهنة...محتفظة بمبادئها الراسخة التي تأسست وحافظت عليها على مر العصور".

وأشار إلى أنه مع التسليم بأهمية الحفاظ على تلك الثوابت، فإن التعامل مع تلك التحديات المتغيرة والمتصاعدة، أكسب الدبلوماسية المصرية قدرات وعوامل قوة إضافية...أهمها المرونة والقدرة على الابتكار... وخلق شراكات جديدة تُعزز من قدرة مصر على التكيف مع التحديات الاقتصادية والأمنية المتزايدة...والتوسع في استخدام أدوات الدبلوماسية الاقتصادية والدبلوماسية العامة والتكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعي، تحقيقاً لمصالح المواطن المصري في الداخل والخارج، والترويج لعملية التطوير والتحديث الشاملة التي تشهدها مصر على مدار السنوات الماضية.

ولفت الى انه لكي تستمر الدبلوماسية المصرية في الدفاع عن مصالح الوطن على النحو الذي عهدته، استثمرت وزارة الخارجية بقدر كبير في تدريب أعضاء السلك الدبلوماسي لتسليحهم بأحدث الأدوات التي تمكنهم من فهم والتعامل مع التحديات الراهنة، قائلا " وقد مكنتنا استراتيجية الاستثمار في كوادر الدبلوماسية المصرية حديثي الالتحاق بوزارة الخارجية من تكثيف التعاون في مجال التدريب مع مختلف مؤسسات الدولة، الامر الذي أتاح لشباب الدبلوماسيين فهم أعمق لكيفية عمل تلك المؤسسات ولطبيعة التحديات المتشابكة التي تواجه الأمن القومي المصري من مختلف الأبعاد.

ووجه وزير الخارجية رسالة الى  كل الدبلوماسيين بوزارة الخارجية للمحافظة على تقاليد تلك المؤسسة العريقة التي ننال شرف الانتماء إليها، وعلى مبادئ المهنة التي ورثناها عمن سبقونا، مؤكدا إن مستقبل هذا الوطن والدفاع عن مصالحه أمانة بين إيدينا جميعاً...ورسالتي إلى الجيل الجديد من الدبلوماسيين أن تضعوا نصب أعينكم ما أقسمتم عليه عند التحاقكم بالسلك الدبلوماسي...فهذا القسم ليس مجرد كلمات تُتلى، وإنما هو إيمان والتزام بأن مستقبل هذا الوطن والدفاع عن مصالحه أمانة بين إيديكم.

وتوجه بخالص التقدير والعرفان للأجيال المتعاقبة من السادة السفراء الذين نستلهم من خبراتهم ومبادئهم التي تمسكوا بها مثالاً يحتذى به في العطاء والمهنية والتضحية ، متوجها برسالة شكر وامتنان لكافة العاملين بالسلك الدبلوماسي المصري على ما يقدمونه من جهد وتضحيات وعطاء تقديراً لوطنهم الجليل لرفع راية مصر عالية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزير الخارجية يوم الدبلوماسية المصرية الدبلوماسیة المصریة وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

بوتين يتحدث حول لقاء ترامب واجتماع الرياض والحرب في أوكرانيا

تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء حول اللقاء المرتقب بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب، والذي من المتوقع أن يركز على وضع حد للحرب في أوكرانيا.

يأتي ذلك بعد يوم من مباحثات في الرياض بين الولايات المتحدة وروسيا، لتسوية خلافات البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا وقضايا التجارة والطاقة والتسلح.

ومن مدينة سان بطرسبورغ الروسية، قال بوتين: "مستعد بكل سرور للقاء ترامب ولكن بعد التحضير المناسب".

وأوضح الرئيس الروسي أن مجرد الاجتماع مع ترامب ليس كافيا "بل يتعين العمل على حل القضايا الأكثر أهمية بما في ذلك أوكرانيا".

وقال: "قبل الاجتماع مع ترامب نحتاج إلى إعداد الأسئلة للوصول إلى حلول مقبولة للطرفين بما في ذلك بشأن أوكرانيا".

وأوضح أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على القضايا الاقتصادية وأسواق الطاقة والفضاء ومجالات أخرى.

زيادة الثقة

وبخصوص اللقاء الروسي الأميركي الذي استضافته الرياض الثلاثاء، لفت بوتين إلى أن الهدف كان زيادة الثقة بين البلدين اللذين تضررت علاقاتهما كثيرا في السنوات الأربع الماضية.

وقال إنه سيتصل بولي العهد السعودي "لأشكره شخصيا على دور بلاده في المحادثات".

وأضاف: "المفاوضات في الرياض جرت في أجواء ودية وكانت نتائجها إيجابية".

إعلان

وقال الرئيس الروسي إن نظيره الأميركي وعد بحل الأزمة الأوكرانية سريعا، لكنه غير موقفه بعد تلقيه معلومات في منصبه الرئاسي "وهذا أمر طبيعي".

وقد أوضح بوتين أن بلاده مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا التي غزتها روسيا في 2022 وسيطرت على مساحات كبيرة من أراضيها.

ونفى أن تكون موسكو رفضت الاتصالات مع الأوروبيين وأوكرانيا "بل هم من أوقفوا أو منعوا الاتصالات".

وقال: "لا مبرر لرد الفعل الأوكراني على اجتماع الرياض ولم يستبعد أحد كييف من عملية التفاوض".

وشدد بوتين على أنه يعطي أولوية كبرى لتسوية الوضع في أوكرانيا.

وأكد أنه لا يمكن تسوية الأزمة الأوكرانية من دون رفع مستوى الثقة بين روسيا والولايات المتحدة؟

سياسي مستقل

من جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء بالرئيس الأميركي دونالد ترامب لإلقائه اللوم في النزاع الأوكراني على التحركات الرامية إلى ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال لافروف أمام المشرعين في مجلس الدوما الروسي "إنه أول قائد غربي حتى الآن، وفي رأيي، القائد الغربي الوحيد الذي قال في العلن وبصوت عالٍ إن أحد الأسباب العميقة للوضع الأوكراني كان موقف الإدارة (الأميركية) السابقة وإصرارها على جر أوكرانيا إلى الناتو".

ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن لافروف قوله "ترامب سياسي مستقل تماما. بالإضافة إلى ذلك، فهو شخص اعتاد على الحديث بكل صراحة. مثل هؤلاء الأشخاص لا يخفون عادة آراءهم حول أفراد مثيرين للشفقة مثل زيلينسكي".

وكانت العاصمة السعودية الرياض استضافت أمس الثلاثاء اجتماعات بين مسؤولين أميركيين وروس لإجراء أهم محادثات حتى الآن بين الجانبين بشأن إنهاء حرب موسكو في أوكرانيا.

ويأتي الاجتماع بعد شهر واحد فقط من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، ويعكس تحولا كبيرا عن موقف واشنطن خلال إدارة الرئيس جو بايدن، الذي تجنب الاتصالات العلنية وخلص إلى أن روسيا ليست جادة بشأن إنهاء حرب أوكرانيا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الصادق الرزيقي: الوجوه التي تسلقت سيقان البلاهة العجفاء في نيروبي، جاءت لتكتب شهادة وفاة لمشروع بائس
  • الخارجية: إضاءة البرج الأيقوني احتفالاّ بمئوية العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا | صور
  • الأعرجي وحسين يشددان على دعم الدبلوماسية العراقية بما يخدم مصالح البلاد العليا
  • بوتين يتحدث حول لقاء ترامب واجتماع الرياض والحرب في أوكرانيا
  • الخارجية الروسية: محادثات الرياض بداية لحل المشاكل العالمية التي خلقتها إدارة بايدن
  • الغزيري يوضح التحديات التي تواجه شركات تأجير الطائرات .. فيديو
  • اللجنة المصرية توزع المساعدات على المواطنين العائدين إلى بيوتهم شمال قطاع غزة
  • الحريزي: تسعى مليشيات درع الوطن لفرض واقع يخدم مصالح قوى أجنبية على حساب أمن المهرة واستقرارها
  • الخارجية المصرية تعلن إرجاء القمة العربية الطارئة بشأن غزة إلى هذا الموعد
  • وزير الاقتصاد الإيراني: طهران أعدت سيناريوهات مختلفة للتغلب على التحديات المستقبلية