5 أسباب للتشكيك في مسؤولية "داعش" عن هجوم "كروكوس"
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
شكك الصحفي البلجيكي إيلايجا مانييه في مصداقية إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم "كروكوس" الإرهابي في ضواحي موسكو، وذلك بناء على تحليل البيان والفيديو اللذين نشرهما التنظيم.
وكتب مانييه في منشور عبر منصة "إكس" مساء أمس الاثنين: "لقد تابعت تنظيم داعش عن كثب منذ ظهوره في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان، واستنادا إلى عملي الميداني ودراساتي كخبير في الإرهاب ومكافحة الإرهاب وأكاديمي وصحفي حرب، أشكك في الادعاء أن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤول عن هجوم موسكو".
#MoscowAttack#Russia
I have followed #ISIS closely since its inception in Afghanistan, Iraq, Syria and Lebanon, drawing on my fieldwork and studies as a terrorism and counter-terrorism expert and academic and a war journalist. With this background, I question the claim that… pic.twitter.com/pGkBuXxMcw
وأوضح أن شكوكه تعتمد على عدد من الحقائق الشاذة والجوانب غير العادية التي تقوض صحة ادعاء "داعش"، وهي:
استخدام مصطلح "مقاتلون" في البيان أمر غير نمطي، وقد فضلت البيانات السابقة مصطلحات "المجاهدون" أو "الفرسان" أو "الاستشهاديون".تصريح وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش" بأن المهاجمين "انسحبوا بسلامة" يتناقض مع تقارير القبض عليهم. وعادة ما تنتظر "أعماق" اتضاح كل نتائج الهجوم قبل الإعلان عنها، لكنها في هذه الحالة أعلنت عن "نجاح" الإرهابيين قبل الأوان رغم أنه تم اعتقالهملم يستخدم "داعش" قط مبدلات الصوت في تسجيلاته. الجدير بالذكر أنه حتى عندما قام "الجهادي جون" بتغيير صوته بسبب جنسيته البريطانية وذياع صيته، لم يلجأوا إلى مبدلات الصوت. ولم يكن المهاجمون في هذه الحالة من أبناء الغرب، وإنه أمر غير مسبوق أن يستخدم أعضاء "داعش" غير الغربيين أدوات تغيير الصوت حتى عندما يهتفون "الله أكبر" أو آيات قرآنية.البث المباشر للهجمات عبر الإنترنت ليس أسلوبا يستخدمه "داعش"، ورغم استخدامهم كاميرات Go-Pro في الماضي، إلا أنها لم يقوموا قط ببث مباشر لتجنب مخاطر الاعتراض، ما لم تكن هناك قدرة متقدمة على تشفير الإشارة بعد الإرسال.تنشر "أعماق" عادة اسم الوكالة باللغتين العربية والإنجليزية عندما تقع هجمات خارج الشرق الأوسط، وهو ما لم يحدث هذه المرةوخلص الصحفي البلجيكي إلى القول إنه "للأسباب الموضحة أعلاه، بالإضافة إلى نزعتي المهنية إلى الشك بناء على تجربتي السابقة في الهجمات المزعومة في إيران حيث تم تصحيح البيانات بشأنها لاحقا، فإنني أميل إلى استبعاد ادعاء تورط داعش في هجوم موسكو".
إقرأ المزيدوكان الرئيس الروسسي فلاديمير بوتين قال إن السلطات الروسية تعرف أن هجوم "كروكوس" نفذ بأيدي "إسلاميين متطرفين"، لكن يجب معرفة الجهة التي أمرت بتنفيذه.
وأضاف أن هذا الهجوم قد يكون مجرد "حلقة في سلسلة كاملة من المحاولات التي يقوم بها أولئك الذين يقاتلون بلادنا منذ عام 2014 على أيدي نظام النازيين الجدد في كييف"، لافتا إلى أن "يجب معرفة سبب محاولة الإرهابيين الهروب إلى أوكرانيا ومن كان ينتظرهم هناك، كما أن الولايات المتحدة تحاول إقناع الجميع بأن أوكرانيا ليست متورطة في الهجوم".
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في وقت سابق، أن واشنطن تختلق الأعذار لكييف، وتحاول أن تتستر على نفسها وعلى نظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بلصق التهمة بتنظيم "داعش".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الإرهاب جماعات ارهابية داعش هجوم كروكوس الإرهابي
إقرأ أيضاً:
ما بعد رحيل القامة الشامخة: مسؤوليةٌ تصنعُها الدماء
أنس عبدالرزاق
رحيلُ شهيد الإسلام والإنسانية ليس نهايةَ المسيرة، بل شعلةٌ تُضيء دربَ الأمانة الجديدة: أمانة البناء على أكتاف التضحيات. ليست المسؤوليةُ هتافاتٍ عابرةً، بل عهدًا مع الدماء لتحويل الألم إلى إرادَة صُلبة. فالأوجاع التي تُغرس في الصدور ليست دموعًا تُذرف، بل بذورٌ لِشَجَرةِ المقاومة التي تُروى بالوعي، وتُنمى بالثبات، وتُحصَّن بمواجهة المؤامرات بلا تردّد.
علينا أن نصنع من الفقدِ مدرسةً للجهاد المتواصل: في الفكر، والعمل، والسياسة، والحياة. كُـلّ خطوةٍ نحو العدل، وكلُّ كلمةٍ تدحض الظلم، وكلُّ موقفٍ يُجسِّد الحقَّ هو جزءٌ من “الملحمة” التي ستُخلِّدُ اسم الشهيد في سفر التاريخ. لن يكون الثباتُ شعارًا، بل منهجًا يوميًّا يُترجم محبتنا إلى فعلٍ يُزهرُ انتصارات.
هذه الأمانة ليست عبئًا، بل شرفٌ يقتضي أن نكون أهلًا لدماءٍ سُكبتْ دفاعًا عن القيم. فليكن رحيلُه شرارةَ يقظةٍ لا تنطفئ، ولتكن ذكراه وقودًا لِمعركةِ الحق التي لن تنتهي إلا بملحمةِ النصر أَو الشهادة.
ولنكن حروبًا صامتة تهز أركان الظلم.
فالمسؤولية الآن أن نحمل روح الشهيد في كُـلّ مسلك: في تربية جيل يقرأ التاريخ بعيون المستقبل، ويبني الحضارة بأدوات العلم والقيم. ليست مُجَـرّد واجب وطني أَو ديني، بل هي حربٌ وجودية تستنزف أعداء الإنسان في صمت، حَيثُ ينكشف عجزهم عن إطفاء نار الحق التي أشعلها الشهيد.
علينا أن نحول الفقد إلى وحي يسري في شرايين الأُمَّــة: مدارس تصنع رجالا ليسوا أرقاما، ومؤسّسات ترفض الانحناء، وسياسة ترفض أن تكون وسيلة لخدمة الأغراض. كُـلُّ ذلك بقوة من يعلم أنه وارثٌ لدم لم يجف، وراية لم تسقط.
فاليوم.. ليس وقتَ الرثاء، بل وقت نكتب فيه دستور المقاومة الجديد، دستور يجعل الألم سلاحًا، والفقد محورًا، والذكرى خطة عسكرية لكسر قيود التخلف. هكذا تبنى الملاحم.. ليست بالقصائد، بل بصمت العظماء وصخب الإنجازات.