"القمر الدموي" بين الوحش المفترس ودعوات الشفاء!
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
شهدت الكرة الأرضية في 27 يوليو من عام 2018 خسوفا للقمر هو الأطول منذ 100 عام، في ظاهرة طبيعية نادرة تعرف باسم "القمر الدموي".
إقرأ المزيدذلك الخسوف النادر يعوف أيضا بـ "المواجهة الكبرى مع المريخ"، وهو تموضع يحدث مرة كل 15 أو 17 عاما، وكان آخرها في 27 أغسطس 2003.
ما يوصف بالخسوف الأطول في القرن الواحد والعشرين استمر 4 ساعات، وتمت مراقبته في العديد من أرجاء الأرض.
في ذلك الحدث الذي تابعه بشغف المهتمون والخبراء، والعديد من الأناس العاديين في مختلف بقاع العالم، ظهر فيه كوكب المريخ تحت قمر اقترب من الأرض، حتى تهيأ لمن شاهده أنه بدا أكبر من القمر العادي بخمس مرات.
مثل هذا النوع من الخسوف ينتقل فيه البدر إلى ظل الأرض الذي تمده الشمس عليهاـ فيظلم للحظات، فيما يستمر وصول بعض ضوء الشمس على القمر، وينكسر بسبب الغلاف الجوي للأرض، ويضيئ بتوهج يتراوح بين الرمادي والأحمر القاني، بحسب الظروف الجوية، ولذلك يعرف بـ "القمر الدموي".
خسوف القمر وجد تجلياته منذ القدم في ثقافات وأساطير شعوب الأرض، حيث حاولت الحضارات القديمة إيجاد تفسير لهذا "المجهول"، فنسجت من وحي ثقافتها المحلية حكايات وأساطير عنها.
العيدد من الحضارات الغابرة، رأت في "القمر الدموي" فألا سيئا، وفسر شعب "الإنكا" في أمريكيا اللاتينية اللون الأحمر على أنه عبارة عن "جاكوار"، وهو حيوان يشبه الفهد، يهاجم القمر ويأكله.
هذه الحضارة العريقة كان أرادها يعتقدون أن الجاكوار يمكن أن يحول انتباهه بعد ذلك إلى الأرض، لذلك كان القدماء هناك يصرخون ويلوحون برماحهم ويجعلون كلابهم ترفع نباحها، على أمل إحداث ضوضاء كافية لإبعاد هذا الحيوان المفترس الخيالي ومنعه من التهام الأرض!
أما في بلاد الرافدين فقد كان خسوف القمر بالنسبة للقدماء بمثابة هجوم مباشر على الملك، ولذلك كانوا يتحوطون بفضل قدرتهم على التنبؤ بدقة معقولة بالخسوف، وذلك بوضع ملك بديل مزيف طول مدة الظاهرة.
يوضع شخص مجهول يتظاهر بأنه الملك، فيما يختبئ الملك الحقيقي وينتظر مرور الخسوف، وعندها يعود الملك الحقيقي على عرشه، ويختفي الملك المزيف!
بعض الحكايات الشعبية الهندوسية تفسر خسوف القمر على أنه نتيجة شرب الشيطان "راحو"، إكسير الخلود، فيما الآلهة التوأم الشمس والقمر تقطع رأس الشيطان على الفور، ولكن بما أنها استهلكت الإكسير، يبقى رأس "راحو" خالدا.
سعيا للانتقام، يطارد رأس "راحو" الشمس والقمر لالتهامهما، وإذا أمسك بهما، يحدث الخسوف، حيث يبتلع "راحو" القمر، إلا أنه يعود للظهور من رقبته المقطوعة.
قبائل هوبا ولويس إرمو الأمريكية الأصلية من كاليفورنيا كانت في زمنها تعتقد أن الخسوف يعني أن القمر أصيب أو مرض، وبعد الظاهرة يكون بحاجة لاسترداد عافيته تماما، ولذلك كان رجال هذه القبائل البدوية من الهنود الحمر يتولون المهمة بترديد أغاني الشفاء للقمر المتوعك!
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أرشيف ظواهر فلكية
إقرأ أيضاً:
إيطاليا: مزارعون ينتفضون ضد زيت الزيتون التونسي ودعوات لحماية الإنتاج المحلي
أحاطت عشرات الزوارق المطاطية بسفينة محملة بزيت الزيتون التونسي البكر الممتاز لدى وصولها إلى ميناء تشيفيتافيكيا الإيطالي حيث صعد على متنها مزارعون مسجلون لدى جمعية "كولديريتي". وفي الوقت نفسه، احتشد آلاف مزارعي الزيتون على رصيف الميناء رافعين شعارات تطالب بحماية إنتاجهم المحلي من المنافسة الخارجية.
وترى الجمعية أن واردات الزيت من خارج الاتحاد الأوروبي، التي بلغت نحو 65 مليون لتر في عام 2024، تشكل تهديدًا مباشرًا للقطاع المحلي. فبالإضافة إلى خطر الغش التجاري وخداع المستهلكين، فإن هذه الواردات أدت إلى انهيار أسعار زيت الزيتون الإيطالي البكر، مما دفع المزارعين إلى البيع بأسعار لا تغطي حتى تكاليف الإنتاج.
وتحتل تونس الصدارة بين الدول المصدرة لهذا المنتج، حيث يباع زيت الزيتون التونسي بأقل من خمسة يوروهات للتر الواحد، في حين يتجاوز سعر نظيره الإيطالي تسعة يوروهات. ويجعل هذا الفارق الكبير من المستحيل على المنتجين الإيطاليين منافسة الأسعاردون تكبد خسائر فادحة.
وما يزيد من تعقيد الوضع، وفقًا لكولديريتي، أن بعض المستوردين يقومون بإعادة بيع الزيت المستورد في السوق المحلية على أنه زيت إيطالي، مما يعزز هوامش الربح على حساب الشفافية والجودة. ونتيجة لذلك، لا يقتصر الضرر على تضليل المستهلكين ومعاقبة المنتجين المحليين، بل يؤدي أيضًا إلى إغراق السوق بمنتجات أقل جودة.
**غزو زيت الزيتون التونسي للسوق الإيطالية.. "كولديريتي": الاتحاد الأوروبي يتسبب في انهيار إنتاجنا الفاخر**ويرى ديفيد جرانيري، نائب الرئيس الوطني لكولديريتي ورئيس اتحاد زيت الزيتون الإيطالي (Unaprol)، أن تدفق الزيت المستورد بأسعار زهيدة يشكل خطرًا حقيقيًا على التراث الزراعي والغذائي لإيطاليا، معتبرًا أن "إدخال زيت الزيتون البكر الممتاز منخفض السعر، الذي غالبًا ما يكون مشكوكًا في منشأه وجودته، يمكن أن يلحق ضررًا خطيرًا بالقطاع".
ولطالما ألقت كولديريتي باللوم على سياسات الاتحاد الأوروبي، إذ تتهم التكتّلَ بعدم حماية المزارعين الأوروبيين من تداعيات الواردات الأجنبية. فمنذ عام 2016، سمح اتفاق أوروبي باستيراد ما يصل إلى 56,700 طن من زيت الزيتون التونسي البكر سنويًا دون فرض رسوم جمركية، وهو ما ساهم في تفاقم المشكلة.
ويشكو المزارعون الإيطاليون من تفاوت معايير الجودة والسلامة بين الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء فيه، حيث يُسمح باستخدام مبيدات حشرية في تونس محظورة في إيطاليا، بالإضافة إلى وجود لوائح أقل صرامة بشأن ظروف العمل. وعلى الرغم من مطالبات كولديريتي المتكررة بمراجعة الاتفاقية، خاصة فيما يتعلق بتحديد فترة الاستيراد بين أبريل/ نيسان وسبتمبر/ ايلول لحماية مبيعات الزيت الإيطالي، إلا أن هذه المقترحات لم تلق استجابة.
Relatedأسعار زيت الزيتون تقفز إلى أكثر من 50% في الأسواق الأوروبية خلال عام واحدثلث محصول الزيتون بقي على الأشجار.. حرب غزة تزيد من معاناة مزارعي الضفة الغربية المحتلةإكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت الزيتون لصحتكولزيادة الشفافية ومنع الغش، تدعو كولديريتي ويونابرول إلى إنشاء سجل أوروبي إلكتروني موحد، على غرار النظام الإيطالي "سيان"، لتتبع منشأ الزيت ومعالجته وضمان حماية المستهلكين وتعزيز المنتجات الأصلية.
ورغم الجدل المثار، فإن السوق الإيطالية تعتمد بشكل كبير على واردات زيت الزيتون. فبينما تنتج إيطاليا حوالي 230 ألف طن سنويًا، يقدر استهلاكها السنوي ما بين 400 و450 ألف طن، ما يفرض الحاجة إلى الاستيراد لتغطية العجز.
Relatedأسعار زيت الزيتون ستنخفض إلى النصف في الأسواق العالمية زيت الزيتون يفقد مكانته في إسبانيا: أزمة الأسعار واستغلال المتاجر تغيّر وجهة المستهلكينزيت الزيتون الإسباني في مرمى التعريفات الجمركية الأمريكية مجدداًوبحسب مركز دراسات ديفولجا، استوردت إيطاليا في العام الماضي حوالي 223 ألف طن من الزيت من دول عدة، على رأسها إسبانيا وتونس واليونان والبرتغال وتركيا وتشيلي والأرجنتين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجي زيت الزيتون في إسبانيا؟ أسعار زيت الزيتون ستنخفض إلى النصف في الأسواق العالمية زيت الزيتون الإسباني في مرمى التعريفات الجمركية الأمريكية مجدداً احتجاجاتالاتحاد الأوروبيإيطاليازراعة