رؤية الحكومة السودانية لإنهاء تمرد ميليشيا الدعم السريع وإستدامة حالة السلم والأمن القومي
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
رؤية الحكومة السودانية لإنهاء تمرد ميليشيا الدعم السريع وإستدامة حالة السلم والأمن القومي.
منذ صباح الخامس عشر من أبريل واجهت الدولة السودانية تمرد ميليشيات الدعم السريع الذي بدأ بمحاولة إغتيال فاشلة لرأس الدولة حتى يتسنى لقائد الميليشيا إستلام السلطة ومن ثمَّ المُضي مع حلفائه السياسين في مشروع الإتفاق الإطاري الذي يهدف إلى تفكيك القوات المسلحة السودانية ومن ثمَّ إعادة بنائها وفقاً لمصالح دول أجنبية مُعادية ونزع السيادة الوطنية عن الدولة وإستتباعها.
بعد فشل محاولة ميليشيا الدعم السريع لإستلام السلطة وتطاول أمد الحرب قدَّرت الدولة السودانية أن تمرد ميليشيا الدعم السريع قد أخذ بُعدين رئيسيين أولهما هو البُعد العسكري والثاني هو البُعد الإجتماعي وهو ما سيتم توضيح مسار الدولة في التعامل معه بصورةٍ مُفصلة أكثر من الجانب العسكري ضمن هذه الرؤية وهنالك بعدٌ ثالث وهو البعد السياسي لكن لن يتم التطرق إليه في هذه الرؤية حيث أن الكتلة الفاعلة في ثورة ديسمبر وقعت في خطأ إستراتيجي قاتل لإنها تركت الأحزاب السياسية الموالية للتمرد تحتكر تمثيلها وتمثيل الثورة وبالتالي فإن هذه القوى الإجتماعية هي التي يقع عليها تصحيح هذا الخطأ والتعبير عن نفسها بالإصالة عبر بناء تنظيمات جديدة تتمتع بقدر من الديموقراطية والمؤسسية وخالية من الفوضى التنظيمية حتى تعبر عن أجندة هذه الكتلة في التغيير والإصلاح وتزيح القوى السياسية الموالية للتمرد من تمثيلها وليس للدولة أي دور في هذه العملية.
إن الإنتهاكات التي إرتكبها أفراد الميليشيا من قتل ونهب وتنكيل وإغتصاب وحتى بيع للنساء السودانيات في أسواق الرقيق كانت حتمية الوقوع يرجع ذلك بصورة كبيرة إلى خطاب التعبئة المعنوية العنصري الذي قام محمد حمدان دقلو بتعبئتهم به عبر أذرعه الإعلامية وعلي مدار خمس سنوات مثل الصحفي أحمد الضي بشارة وبقال وعلي دخرو وغيرهم مِن الواجهات الإعلامية التي كان قائد الميليشيا يستعلمها للتأثير على شريحة كبيرة من مجتمعات الرحل – هنا من المهم الإحتراس بقول شريحة لإن التمرد فشل في تمثيل هذه المجتمعات بدليل وجود الكثير من أبنائها مقاتلاً في صفوق القوات المسلحة و مدافعاً عن الدولة – مستهدفاً إياها بسبب قلة تعليم كثيرٍ من المُنتمين إلى هذه الشريحة وقابليتهم للإستجابة لمثل هذه الخطابات، وأيضاً كان قائد الميليشيا يعتمد على عدد من النُظار الذين إشتراهم بماله حتى يقوموا بتجنيد شريحة كبيرة من شباب مجتمعات العرب الرحل بإستخدام الإغراءات المادية للقتال تحت لواء الميليشيا.
خطاب التعبئة المعنوية الذي كان يستخدمه قائد الميليشيا والذي يقوم بصورة أساسية على التضليل ومداعبة عاطفة الحقد والحسد الموجودة لدى كل البشر وهتك النسيج الإجتماعي حتى يولّد بيئة مناسبة للحرب عبر إستحضار المظلومية وغياب العدالة ورفع شعور الإستحقاق لدى شريحة كبيرة من شباب مجتمعات الرحل حتى تطفو عند أفراد الميليشيا رغبة جامحة في الإنتقام تعززها عاطفة عمياء وذلك ما يفسر فظاعة الإنتهاكات التي إرتكبوها في حق الشعب السوداني دون أن تهتز لهم شعرة، فقد كان قائد الميليشيا يصور لمجتمعات الرحل أن مجتمعات الشمال والشرق والوسط قد قامت بظلمهم وأخذت حقوقهم وهمشتهم وجعلتهم أدنى درجة منها وأنهم هم مَنْ كانوا يحتكرون السلطة وأن نظام الإنقاذ في حقيقته هو نظام يمثل هذه المجتمعات، الجدير بالذكر هنا أن قائد الميليشيا عبر خطابه الهاتِك للنسيج الإجتماعي نجح في توظيف شريحة كبيرة من شباب مجتمعات الرحل في حربه التي شنها ضد الدولة مستغلاً حالة الأمية وغياب التعليم التي تُعاني منها تلك الشريحة.
أهداف الرؤية :
تهدف رؤية الدولة السودانية للتعامل مع تمرد ميليشيا الدعم السريع إلى تحقيق هدفين رئيسيين :
1- منع الإستقطاب المضاد لإستقطاب الدعم السريع القبلي عبر توضيح أبعاد الحرب حتى لا يتحقق لقائد التمرد هدفه الرئيسي بتحويل الحرب من تمرد على الدولة إلى حرب أهلية بين مكونات المجتمع السوداني.
2- معالجة الإشكالات المُتعلقة بالشباب المُنتمين إلى شريحة العرب الرحل عبر خطة إستراتيجية متكاملة ومتدرجة تبدأ بعملية التوطين والتمدين والتعليم حتى لا يتم توظيفهم من قبل أي أمير حربٍ آخر في حرب ضد الدولة والشعب وإزالة قابلية تلك المجتمعات للإستجابة لأي خطابات عنصرية عبر التعليم الإجباري.
مسار الدولة في التعامل مع تمرد ميليشيا الدعم السريع :
المسار العسكري : ستواصل الحكومة السودانية عبر الجيش والقوات النظامية الأخرى العمليات العسكرية لتحييد خطر ميليشيا الدعم السريع وتُعرِّف نهاية التمرد عسكرياً بإيقاف الإرهاب الممنهج الذي تمارسه الميليشيا وإنصباع قيادتها لشروط الحكومة السودانية والتي تتمثل في الخروج من كافة المدن والأعيان المدنية والتجمع في ثلاث معسكرات تحددها القوات المسلحة بعد تسليم الأسلحة الثقيلة، ويقتصر التفاوض مع قيادة الميليشيا على هذه الترتيبات.
المسار الإجتماعي : ترى الحكومة السودانية أن التعامل مع التعقيدات الإجتماعية التي نتجت عن خطاب قائد الميليشيا العنصري يجب أن يتم بحرص ، لذلك حددت الحكومة السودانية مسارها في التعامل مع هذه التعقيدات على إزالة قابلية الشباب المُنتمين إلى شريحة العرب الرحل للإستجابة لأي خطاب حرب عنصري عبر خطة إستراتيجية تبدأ بتوطين هذه الشريحة ومن ثمَّ تلتزم الحكومة ببناء المدارس وتعليم أبناء هذه الشريحة وفي المرحلة الثالثة تلتزم الدولة بمشاريع تنموية تستهدف توظيف أبناء هذه الشريحة بدخولٍ مجزية مثل مشاريع إنشاء المراعي الحديثة ومصانع الألبان والمسالخ.. إلخ ، كل ذلك لابد أن يحدث عبر تسوية إجتماعية تشارك بها جميع أطياف مجتمع دارفور وترعاها الدولة تحدد آليات التوطين والمشاريع التي تتوافر عوامل نجاحها في الإقليم وأيضاً تتطرق إلى آليات تدخل الدولة الدولة المركزية في الإقليم وتحديد فعاليتها في تحقيق الهدف المنشود وهو توطين الرحل وتعليمهم وتوظيفهم حيث أن هذه هي أولوية قصوى للأمن القومي السوداني.
فيما يتعلق بالعدالة الإنتقالية ومعاقبة مُشعلي الحرب والذين تسببوا بها تعي الدولة السودانية أن [ مثلث الشر الأكبر ] الذي يتمثل في أسرة آل دقلو، والنُظار الذين إشتراهم قائد الميليشيا، والوجوه الإعلامية التي قامت بالترويج لخطابات العنصرية هي المسؤول الأول عن جَرْ شريحة كبيرة من شباب مجتمعات العرب الرحل إلى حربٍ ليست حربهم وهذه الأطراف الثلاثة هي بالتحديد ما ستطالها يد العدالة فأسرة دقلو ومن معهم من قادة الميليشيا والنُظار الذين أشتروهم بالمال لأجل تجنيد الشباب والإعلاميون الذين روجوا لخطاب العنصرية هم معروفون بالضرورة لأجهزة الأمن والمخابرات السودانية وهم من سيتم الإقتصاص منهم وفتح بلاغات جنائية في نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة في مواجهتهم وجلبهم سواء عبر الشرطة الدولية أو عبر عمليات نوعية لجهاز المخابرات العامة ، هنا من المهم أن تتم الإشارة إلى حقيقةٍ مفادها أن الدولة من المستحيل مهما بلغت إمكانياتها أن تقوم بمحاسبة كل من أجرم وسرق ونهب وقتل من أفراد الميليشيا لذلك ذهبت في هذا الإتجاه ، ولسبب آخر وهو فتح المجال أمام مَن يريد العودة من الإجرام حتى يتم إنهاء التمرد في أسرع وقت وبأقل الأضرار الممكنة. كما ستلتزم الحكومة بمنح إعفاءات جمركية فيما يتعلق بالسيارات لكل من أبلغ عن فقدان سيارته وأيضاً فيما يتعلق بالأثاثات والأجهزة الكهربائية لكل مواطني العاصمة والولايات الذين تم نهبهم كنوع من التعويض.
——————————————————–
– ملاحظة : هذه الرؤية لا تمثل الحكومة السودانية وليست خطابها الرسمي ولكنها إجتهاد شخصي لتشكيل خطاب موحد ضد التمرد، وهي ليست رؤية نهائية وقابلة للنقاش والتنقيح.
شادي علي
١٩/٣/٢٠٢٤
#النصر_لجنود_وضباط_القوات_المسلحة
#حرب_التحرير
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الحکومة السودانیة الدولة السودانیة القوات المسلحة هذه الشریحة التعامل مع
إقرأ أيضاً:
أردول : على الحكومة إعادة تقييم قضية انعقاد امتحانات الشهادة السودانية
طالب القيادي بالكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، السلطات الحكومية في بورتسودان، بإعادة تقييم ودراسة بشكل دقيق لقضية انعقاد امتحانات الشهادة السودانية وشمولها لجميع طلاب البلاد.
و قال أردول في تغريدة على منصة “إكس”، إن عدالة التعليم قضية أساسية لايجب إغفالها، فالولايات التي لاتستطيع الحكومة من وصولها بسبب الحرب والحصار ليس عدلا أن يحرم طلابها من الجلوس أو تفوت عليهم الامتحانات.
السودان الجديد
إنضم لقناة النيلين على واتساب