تطييف ونشر للإرهاب والتطرف.. الحوثي يستثمر المساجد في رمضان
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
تحت شماعة "تعزيز الهوية الإيمانية"، كثفت ميليشيا الحوثي الإيرانية من إقامة الندوات والمحاضرات الدينية داخل المساجد بصنعاء وباقي المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرتها. وسط إجبار المواطنين ومسؤولي المكاتب التنفيذية على حضور هذه الفعاليات الطائفية التي تروج للإرهاب ونشر الفكر الشيعي المستوحى من النهج الإيراني.
منذ مطلع رمضان، أقام ما يسمى "مكتب التعبئة" التابع للميليشيات الحوثية، سلسلة من الفعاليات داخل المساجد الخاضعة لسيطرتهم، وركزت تلك الفعاليات على نشر معتقدات وأفكار متطرفة وإرهابية ضمن شماعة "تعزيز الهوية الإيمانية" التي تستغلها الميليشيات لتطييف المجتمع المدني والتغرير بهم وإرسالهم لجبهات القتال.
فعاليات إجبارية
يقول "محمد العصري" وهو موظف في مؤسسة حكومية بمحافظة حجة، إنه أجبر على حضور ندوة نظمها مكتب التعبئة الحوثي في المحافظة. وأشار إلى أن الندوة أقيمت في أحد مساجد مدينة حجة، وألقاها أحد رجال الدين الحوثيين، تحت شعار " تعزيز الهوية الإيمانية ودور المجتمع في مناصرة قضايا الأمة". وأضاف محمد: "تم إجبار مديري المكاتب التنفيذية ومسؤولي التعبئة وعقال الحارات وموظفين ومواطنين على حضور تلك الندوة التي تعقد بشكل دوري في مختلف مساجد المحافظة وتركز على نشر أفكار خاطئة ومعتقدات شيعية تروج للإرهاب والتطييف".
بحسب مصادر في وزارة الأوقاف والإرشاد في صنعاء أكدت أن القيادات الحوثية المسيطرة على الوزارة أعدت ما أسمته برنامجاً دينياً للمساجد الرئيسية في صنعاء وباقي المحافظات، ويرتكز البرنامج على إقامة محاضرات وندوات لرجال دين حوثيين، وكذا بث محاضرات لزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي تحت مسمى "محاضرات رمضانية". موضحة أن القيادات الحوثية قامت بتزويد المساجد بشاشات عرض وأيضا طالبت مشرفي الجماعة في الأحياء السكنية بإجبار السكان على حضور تلك الفعاليات التي تقام في أوقات صلاة التراويح التي تم منعها في المساجد.
انتهاكات مستمرة
بيان حقوقي صادر عن المركز الأمريكي للعدالة "ACJ" فند سلسلة من الانتهاكات والاعتداءات التي شنتها ميليشيا الحوثي الإيرانية ضد المساجد في مناطق سيطرتها منذ بداية شهر رمضان الكريم. وكشف البيان الصادر السبت 24 مارس، عن تضييقات تمارسها الجماعة خلال الأيام القليلة الماضية في محافظتي صنعاء وعمران على حرية العبادة عبر منع المصلين من أداء صلاة التراويح في المساجد بشكل كلي في بعضها وجزئي في الآخر.
ورصد البيان بعضا من تلك الحوادث ومنها ما وقع في مسجد "عطية" الكائن بمديرية شعوب في صنعاء، عبر قيادي في جماعة الحوثي الذي يقوم بتجهيز مجالس للقات أثناء أداء الأفراد للصلاة إلى جانب التعرض للمصلين خلال خروجهم ومحاولة إجبارهم على البقاء وسماع محاضرة قائد الجماعة التي تبث من جميع المساجد كل ليلة لمدة ساعتين تقريبًا.
وفي حادثة أخرى، تم رصد مضايقات لأفراد يتبعون جماعة الحوثي في مسجد "عمر بن الخطاب" المجاور لمنزل الشيخ "صالح بن علي طعيمان" الذي يصلي فيه باستمرار، حيث قام أولئك الأفراد بمضايقة الإمام والمصلين عدة مرات ومنعوا إقامة صلاة التراويح وإجبار المسجد على بث كلمة قائد الجماعة.
وأشار المركز إلى ما قام به الحوثيون في اليوم العاشر من رمضان الموافق 20 مارس 2024، بالاعتداء على إمام المسجد ومعهم مشرف وطقم عسكري، حينها قام الشيخ "صالح" بالدفاع عن الإمام وطلب منهم المغادرة لكنهم رفضوا وتبادلوا إطلاق النار فلقي أحد عناصر جماعة الحوثي حتفه فيما أصيب ثلاثة آخرون، الأمر الذي دفع الجماعة لإحضار حملة عسكرية أكبر بغية اعتقال الشيخ "صالح" وأبنائه، ولا زالت الجماعة مصرة على تسليم الشيخ لنفسه حتى بعد تسليمه أحد أبنائه للوسطاء من أجل التخفيف من الاحتقان.
كما لفت البيان الحقوقي إلى حادثة اقتحام أفراد من الجماعة لـ"المسجد الكبير" في محافظة عمران، شمال غرب البلاد، واختطفت عدداً من أعضاء جماعة التبليغ، على خلفية نشاط دعوي تقيمه الجماعة في المنطقة، ونقل عدد منهم إلى سجون جماعة الحوثي بمديرية خمر. وأفاد أن الجماعة وجّهت بقية المساجد بمنع إقامة أي نشاط لجماعة التبليغ في المديرية دون ذكر الأسباب وراء ذلك المنع.
سجل إجرامي
ما تمارسه الميليشيات الحوثية داخل المساجد يأتي استمراراً لسلوكها المعتاد في كل عام خلال شهر رمضان بالتضييق على اليمنيين داخل دور العبادة. وهذا السلوك الإجرامي يشكل اعتداءً واضحا على أبرز الحقوق الأساسية وهو حق العبادة كما أنه يُظهر مخالفة واضحة لخطابات الجماعة المتكررة في حرية إقامة الشعائر الدينية لكافة الأفراد.
بيان المركز الأمريكي للعدالة "ACJ"، أكد أن الميليشيات الحوثية قامت بتغيير بعض أئمة المساجد وفرض أشخاص من عناصرها، إلى جانب مضايقة المصلين أثناء صلاة التراويح برفع أصواتهم وافتراش المساجد كمجالس وسماع خطاب قائد الجماعة. موضحا أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها جماعة الحوثي بمضايقة المصلين خلال شهر رمضان، حيث أضحى هذا السلوك المعتاد، منوهة إلى أن سجل جماعة الحوثي مليء بالاعتداءات على حرية العبادة وإقامة الشعائر الدينية.
وأورد المركز إحصائية رصدها في وقت سابق عن قيام جماعة الحوثي ومنذ عام 2014 بتفجير 76 مسجدا ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، كما أن انتهاكات الحوثيين طالت قرابة 750 مسجدًا في اليمن، تنوعت بين التفجير الكلي والقصف بالسلاح الثقيل والنهب لكافة محتوياته وكذلك تحويلها إلى مخازن للأسلحة ومقرات لتعاطي القات.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: صلاة التراویح جماعة الحوثی على حضور
إقرأ أيضاً:
115 منظمة وشبكة حقوقية تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف جرائم الحوثيين في البيضاء
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
طالبت 115 من منظمات المجتمع المدني في اليمن، الجمعة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف انتهاكات جماعة الحوثي بحق المدنيين والأعيان المدنية، بقرية الحنكة، في قيفة رداع بمحافظة البيضاء (وسط اليمن).
وأدنت المنظمات في بيان مشترك لها، “الجرائم المروعة” التي ترتكبها الجماعة، مع هجومها المتواصل منذ ثلاثة أيام من قصف وحصار غاشم للمنطقة والتي راح ضحيته 13 مدني بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال.
وأكد البيان قيام الحوثيين بمنع إسعاف المصابين إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي قرية الحنكة قبل أن تدفع الجماعة ً بتعزيزات عسكرية كبيرة واعتقال عدد من أبناء المنطقة وسط اتهامات “ملفقة” من قبل الحوثيين، حد وصفه.
واتهمت المنظمات الحوثيين بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصا بين الأطفال والنساء وكبار السن، وزاد من معاناة سكانها، ويهدد بمزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وأضاف البيان أن هذه “الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية”.
ولفت إلى أن هذه الجرائم تعد “انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وترقى الى جرائم حرب وتعكس الطبيعة الإجرامية لجماعة الحوثي”.
وقال البيان، إن هذه الجماعة، “لا تتورع عن استهداف المدنيين الأبرياء دون تمييز وتنفذ أجندة طائفية عنيفة بهدف بث الرعب والخوف بين السكان المدنيين وتعزيز نهجها الدموي.”
وطالبت المفوضية السامية لحقوق الانسان وكافة الآليات الدولية بإدانة هذه الانتهاكات والجرائم والعمل على ملاحقة مرتكبيها والمسؤولين عنها وضمان توفير الحماية للسكان المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ومنذ ثلاثة أيام، تتعرض منطقة “حنكة آل مسعود” في “قيفة” بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، لهجوم كثيف من قبل الحوثيين مصحوباً بقصف بالدبابات والطيران المسير، أسفرت حتى اللحظة وفق إحصائية أوليه، عن مقتل شخص واحد وإصابة 12 آخرين، بينهم 3 نساء، فضلاً عن تدمير عدد من المنازل وتفجير المساجد ودور تحفيظ القرآن.