سواليف:
2025-02-17@00:10:28 GMT

تأملات_رمضانية

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

#تأملات_رمضانية د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الاية 36 من سورة الأنفال: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ”.
الصراع الحقيقي في هذه الدنيا هو بين الحق والباطل، وليست الصراعات العسكرية الدولية ولا تلك التي بين المجتمعات، أو بين الاحتكارات الاقتصادية، ولا حتى تلك التي بين الأفراد، إلا أفرع من ذلك الصراع الأزلي الأساسي، والمتمثل دائما بمحاولة الشر قهر الخيرأو على الأقل اسكاته.


لذلك يبقى هنالك على الدوام فسطاطان يتقاتلان: أهل الحق الذين يريدون العدل والعيش بسلام، متسلحين بمنهج الله (الصراط المستقيم)، وأهل الباطل من يبغونها عوجا، ويريدون الاستئثار بكل شيء، متسلحين بالقوة والمال.
ومهما حاول أهل الباطل التحايل على هذه الحقيقة باختراع مسميات خادعة مثل الحفاظ على المصالح و الدفاع عن حقوق الإنسان أو الطفل أو المرأة والمساواة بين الناس والشرعة الدولية ..الخ، فكل ذلك تستر زائف، ينكشف فور استعمالهم سلاح القوة، إذ ينسون فورا كل تلك المبادئ والقيم التي ظلوا يتشدقون بها، ولا يوقفهم عن تحقيق مأربهم شرعة دولية ولا حقوق انسان ولا مثل عليا.. والدليل على ذلك ماثل الآن وبشكل صارخ وأمام أنظار كل العالم، في القطاع الصامد!.
فقد رأينا معسكر الباطل ينتظم بسرعة، ومثلما حدث في الحرب عل الإرهاب، فقد تشكل مرة أخرى أوسع تحالف في التاريخ، انتظم فيه كل معادي منهج الله على اختلاف مللهم وأعراقهم، وانضم إليه المنافقون من العرب، ويتخفون عنهم بادعاء اتباعهم منهج الله شكليا، هذا المعسكر هب كله لنجدة حليفه ورأس حربته –الكيان اللقيط – فور أن أحس أن فئة صغيرة ممن يتبنون منهج الله تجرأت على الهجوم على كيانهم المحصن، وكان سر قلقهم أن يحفز ذلك بقية الأمة المحبوسة في أقبية (سايكس – بيكو) على التحرر منها.
في هذه الآية الكريمة شمول لكل منتسبي فسطاط أهل الباطل، وهم الكفار على اختلاف أنواعهم، سواء كانوا من الملحدين المنكرين، أو المكذبين بالدين من المغضوب عليهم ومن الضالين، أو من المسلمين المنافقين، هؤلاء ينفقون أموالهم بسخاء عندما يكون في معاداة منهج الله وفي محاولة الصد عنه أو معاقبة المتمسكين به، فرأينا المليارات تتدفق بلا حساب على الكيان اللقيط، تمده بالسلاح الباهظ والذخائر المتقدمة، غير آبهين بالكلف الضخمة.
لكنهم لا يعلمون أن الله يمد لهم ويغريهم بهذا الإسراف، ويزين لهم أنها ستؤدي الى كسر شوكة أهل الحق وإخضاعهم، الى أن يفرغ خزائنهم المليئة بأموال السحت.
ولأن الله لن يسلم لهم أهل الحق: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” [الروم:47]، فسوف يبور كيدهم ويخيب مسعاهم، فلا ينتبهون الى سوء ما وقعوا فيه إلا بعد فقدانهم تلك الأموال سدى، وفوق ذلك يغلبون، فلا ينالون إلا حسرة في نفوسهم على خسارتهم المزدوجة، ثم يساقون الى عذاب أليم مقيم يوم القيامة.
إلا أن الخاسر الأكبر من بين كل أهل الباطل في موقعة الطوفان هم المنافقون، فأوجه الخسارة لديهم عديدة:
1 – فقد انكشفوا على حقيقتهم، ولم تنفعهم كل صنوف التخفي التي مارسوها خلال القرن المنصرم، بالحرص على مصلحة الأمة، وبحماية المقدسات تارة، وبتنقية الدين من الإرهاب تارة أخرى، كما لن ينفع إسرافهم على تزيين المساجد وزخرفتها، فقد كشف الكيان اللقيط أنهم هم من يطالبونه بعدم التوقف عن قتل المسلمين وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم قبل القضاء نهائيا على المجاهدين ووأد روح الجهاد لتيئيس المسلمين واجبارهم على الرضوخ لعدوهم تحت مسمى التطبيع.
2 – تقديم الدعم للعدو من غير أن ينالوا حمدا ولا شكورا، وذلك لأنهم مجبرون على إبقائه مخفيا كونه معيب أخلاقيا، ويعتبر خيانة وطنيا، ومن أكبر الكبائر شرعيا.
3 – القهر الذي سيشعرون به حين سيجبرون وحدهم على اعادة إعمار ما هدمه العدوان، ومن غير تحميل العدو المجرم شيئا من تلك الكلف.
4 – أموالهم الوفيرة ستزول، كما زالت أموال قارون، فأموال الخسيس لموازين إبليس.
5 – ستورثهم خسارتهم أموالهم من غير أن تحقق مأربهم حسرة وندامة، فوق أنهم سيحاسبون عليها في الدنيا والآخرة، كونهم اختلسوها من مقدرات الأمة التي وهبها الله إياها لتقوى على أداء واجب الدعوة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تأملات رمضانية منهج الله

إقرأ أيضاً:

نتنياهو وكاتس : خطة ترامب الوحيدة التي يمكن أن تنجح

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، ووزير أمنه، يسرائيل كاتس،مساء الأحد 16 فبراير 2025 ، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهالي غزة من القطاع، هي "الوحيدة" التي يمكن أن تنجح، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن موضوع التهجير، قد أخذ حيّزا كبيرا من المحادثة بينهما.

وتطرّق نتنياهو إلى لقائه بوزير الخارجية الأميركي، وذكر خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، الذي عُقد الأحد، بحسب بيان صدر عن مكتبه، أن "التنسيق بيننا وبين هذه الإدارة (الأميركية) كامل. على عكس المنشورات... لدينا إستراتيجية مشترَكة، وننسّق ونعمل بتعاون كامل".

وأضاف "يحدث هذا حتى قبل أن ينشر الرئيس ترامب رؤيته لغزة، وهي رؤية ثورية تنطوي على تغيير كبير بالنسبة لدولة إسرائيل، وهذا ليس مفاجئًا، فقد عرفنا ذلك، وتحدّثنا عنه من قبل".

وقال نتنياهو "أنا والرئيس ترامب نعمل بتعاون وتنسيق كاملين؛ لا أستطيع الخوض في كل التفاصيل، لكن لدينا إستراتيجية مشتركة، بما في ذلك متى وكيف ’ستُ فتح أبواب الجحيم’، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع رهائننا".

وتابع "على أية حال، نحن ملتزمون معًا بتحقيق أهداف مشتركة؛ ليس فقط (في ما يتعلّق) بإطلاق سراح الرهائن، والقضاء على حماس ، وبطبيعة الحال، فإن الهدف هو ضمان ألّا تشكّل غزةتهديدا لإسرائيل مرة أخرى، بالإضافة إلى خطة الرئيس (ترامب) التي تقول إن غزة ستكون مختلفة تماما".

وشدّد بالقول "نحن ملتزمون بهذا، ونعمل على ذلك، في إستراتيجية مشتركة مع رئيس الولايات المتحدة".

وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية "أنا لم أتصرّف بطريقة حزبيّة؛ لقد تصرّفت بطريقة صهيونيّة، ورأيت أنه من الضروري أن أعزّز في مواجهة الرأي العامّ ورأي الزعماء في الولايات المتحدة، دعم إسرائيل بالآراء التي أقودها".

وتابع في ما يشير إلى محاولة استمالة ائتلافه الحكومي "هذا هام جدًا، فهو يخلق أملًا هائلا بالنسبة لنا، بمستقبل مختلف تمامًا، وبوضع لم تكن فيه دولة إسرائيل منذ إنشائها؛ ولم تكن هناك مثل هذه الفرص، ولم تكن هناك مثل هذه الشراكة، ولم تكن هناك إمكانية للقضاء على التهديدات وتحقيق الفرص الحقيقية التي لم نحلم بها؛ لذا فإن الأمر يستحق العمل معًا، بما في ذلك التعاون الكامل هنا، وضمان تحقيق كل هذا الوعد العظيم لمستقبل الدولة اليهودية، ومستقبل الشعب اليهودي".

ولاحقا أدلى نتنياهو بتصريحات، قال خلالها بحسب بيان صدر عن مكتبه، إن "خطة ترامب لغزة هي الخطة الوحيدة التي يمكن أن تنجح، وإذا أراد سكان غزة الهجرة فهذا خيارهم".

وأضاف "إننا نعيش لحظات تاريخية بالنسبة لدولة إسرائيل والشرق الأوسط بأكمله؛ ضربنا حماس بقوة، وسنقضي على حماس، وننهي العمل في غزة؛ لقد أجرينا تغييرات دراماتيكية في الشمال، ضربنا حزب الله وضربنا نصر الله، وخلقنا واقعًا جديدًا، وغيّرنا وجه الشرق الأوسط".

وتابع "مهمتنا هي إعادة جميع الرهائن، وتدمير حماس، و(ضمان) على مستقبل مختلف في غزة"، مشيرا إلى أن "لدى الرئيس ترامب رؤية جريئة وسنعمل على تحقيقها معًا؛ الخطة الوحيدة التي طرحها ترامب لقطاع غزة والتي يمكن أن تنجح هي: إذا أراد الغزيون الهجرة فهذا سيكون خيارهم. لماذا لا نعطي سكان غزة فرصا جديدة؟".

وقال وزير الأمن الإسرائيليّ، كاتس، خلال لقاء مع وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الأحد، إن "إسرائيل لن توافق أبدا على إقامة دولة فلسطينية، تعرّض وجودها للخطر".

وشدّد على أن "أولويات إسرائيل واضحة، (هي) منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وإطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس في غزة، ومن ثمّ الاتفاق مع السعودية (التطبيع بين الرياض وتل أبيب)".

وذكر كاتس أن "خطة ترامب بشأن غزة، هي الوحيدة القادرة على ضمان الأمن لسكان الجنوب، ودولة إسرائيل".

وأضاف أنه "يجب منع إيران بكل الوسائل من الحصول على أسلحة نووية، تهدد أمن إسرائيل وأمن الولايات المتحدة، والعالم الغربي بأكمله".

وفي تصريحاته، أشار إلى أن "سياسة الضغط الاقتصادي الأقصى لن تكون كافية هذه المرة، ويجب التأكد من أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية محادثات لعقد قمة في قطر لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة تحقيق يكشف تفاصيل مروعة لإعدام الاحتلال مسنا وزوجته في غزة الكابينت يبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الأكثر قراءة نتنياهو : نأمل أن تفي حماس بكل التزاماتها طولكرم - شهيد برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس الخارجية تعقب على مشروع إسرائيلي يستهدف الضفة الغربية غارات جوية إسرائيلية تستهدف جنوب وشرق لبنان عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ما هي المعوذات التي تقرأ قبل النوم؟.. 15 آية تحميك من أذى الجن والشياطين
  • نتنياهو وكاتس : خطة ترامب الوحيدة التي يمكن أن تنجح
  • أوقات رمضانية مُصمَّمة بعناية
  • خلي بالك.. منتجات رمضانية تصيبك بأخطر الأمراض
  • مقبلات رمضانية: كرات البطاطا بالجبن 
  • استشارية المشروبات التي تساعد على الحرق وسد الشهية .. فيديو
  • أسير تحت الأمواج.. تأملات في سفر يونان كتاب جديد للقمص بنيامين إبراهيم
  • "أسير تحت الأمواج.. تأملات في سفر يونان" كتاب جديد للقمص بنيامين إبراهيم
  • أهم الاستعدادات التي يجب القيام بها قبل الولادة
  • ماكرون: أوروبا يجب أن ترد على "الصدمة " التي أحدثها ترامب