متى يتعظ أصحاب برنامج الهبوط الناعم من ألاعيب “الإسلاميين”؟
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
بقلم: إبراهيم سليمان
يقول حرفاء ألعاب الورق، "الكِيشة ألعب به"، والكِيشة بالطبع المستجد غير المتقن للعبة، يبدو أنّ الحركة الإسلامية الماكرة، تطبق هذه النظرية، على كِيش الساحة السياسية، لعبوا بهم سياسة في 11 أبريل 2019م، إذ نجحوا في "تدقيسهم" بوثيقة دستورية معطوبة، تحتوى على ثقوب تمرر جمل، تولى كبر تلك الوثيقة التي عرفت بوثيقةــ2019م الدستورية، أصحاب برنامج الهبوط الناعم، من التنظيمات السياسية، وهم قادة لحسابات خاصة بهم، يخططون لميراث السلطة بعد نظام الإنقاذ، بصورة ناعمة، بعيداً عن الراديكالية، التي تستأصل شأفتهم بصورة جذرية، وبضربة قاضية على مرتكزاتهم، وهم يرون لا بأس من قدر من اللين معهم والعطف عليهم، ولا غضاضة في التسامح مع بعض تجاوزاتهم في الحق العام، والإبقاء على مدعي الاعتدال منهم في المشهد السياسي.
خلال الأسبوع المنصرم، تصّدر "ترند" المشهد السياسي السوداني، مشروع مسودّة لاتفاق سياسي بين الأطراف المتصارعة، سربتها صحيفة القدس العربي تحت عنوان (مقترح الحل السياسي لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية" تبرأت عنه تنسيقية "تقدم" ونفت قوات الدعم السريع معرفتها به، إلاّ أن المقترح يحمل في طياته، بصمات واضحة لأصحاب برنامج الهبوط الناعم، إذ أنها تجاهلت إزالة التمكين، وغض الطرف عن المحاسبة الجنائية من تداعيات الحرب وعن فترة حكم الإنقاذ، وطرح حصانة جنائية للقيادات العسكرية المتورطة في الحرب الحالية.
من المعلوم بالضرورة، غالباً أن الإشاعة جزءاً من الحقيقة، وأحياناً المرجفون وأصحاب اللجاجة السياسية، يطلقون بالونات اختبار لجسّ نبض الشارع السياسي، تمهيداً لكشف القناع عن المخططات الشريرة، أو الإفصاح عن حقيقة المشروعات الشيطانية، وكان واضحاً أن الغرض من تسريب المقترح المشار إليه، وتخفي من هم ورائه، هو الحصول على الـ feedback من الشارع الثوري والسياسي، والذي يبدو أنه لم يمت رغم أزير المدافع وقعقعة السلاح.
أغبى سياسي، يدرك أنّ الإبقاء على كوادر الحركة الإسلامية وعضوية حزب المؤتمر الوطني، في مفاصل الدولة، وركائز الخدمة المدنية، لا يمكن معه، بناء الدولة السودانية الحديثة، دولة الحلم، ذلك أن أي عنصر منهم، يعتبر طابور خامس لتقويض التغيير المنشود، فلماذا تغيب هذه الحقيقة عن أصحاب أجندة الهبوط الناعم، الذين أطلقوا بالونة اختبار لمشروعهم السياسي القديم المتجدد؟
ليس مستغرباً من هؤلاء هكذا طرح، إذ أنهم ضمن منظومة حرس الدولة السودانية القديمة، دولةــ56 الفاشلة، الحريصون على الحفاظ على امتيازاتهم التاريخية، فهم يختلفون مع الإسلاميين في الطرح، ويتفقون معهم في الغاية، ألا وهى رعاية المصالح المركزية المتوارثة، وإبقاء الوصاية على مقدرات أقاليم السودان المغلوبة على أمرها.
من خلال التجارب الماثلة، والشواهد الدامغة، منذ السقوط الشكلي لنظام الإنقاذ، ليس هنالك سبيل لتأسيس الدولة السودانية "الحديثة"، وترسيخ الحكم المدني ــ الديمقراطي، إلا بكسر شوكة الحركة الإسلامية، المنتهجة للعنف، والمتعطشة لإراقة الدماء، سبيلاً لاحتكار السلطة، ومقارعة خصومها السياسيين، هذه هي الآلية التي ترتكز عليها هذه الجماعة الإرهابية في كافة دول الجوار الإقليمي، تلجأ إليها متى ما ضُيّقت عليها الخناق السياسي.
وواهم من يعتقد إمكانية التعايش مع هؤلاء سياسياً، ببساطة لأنهم لا يؤمنون بالتعدد السياسي، ولا يقرون بأهلية الآخرين للحكم، فهم يعنون ما يقولون "فلترق منا الدماء، أو ترق كل الدماء". في الوقت الراهن يطبقون هذا الشعار، مهما كلفهم من خسائر، ومهما كلف البلد من دمار، فقد تربوا على فلسفة "لنا الصدارة دون العالمين أو القبر".
الهوان السياسي لأصحاب برنامج الهبوط الناعم، والذي يدفعهم إلى ترك لصوص الحركة الإسلامية، ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني، وإخلاء سبيلهم بما اختلسوا من أموال وبما نالوا من مقدرات الدولة السودانية، وبما تبوؤا من مناصب ومكاسب وظيفية في مفاصل الخدمة المدنية، عبر التمكين التنظيمي، تعبر بذرة حيوية لتقويض أيّ جهود مستقبلية للتأسيس السليم للدولة السودانية، وهذا لا يحتاج لشواهد، ولا يتطلب أدلة، فقد شهد عليه الجميع طيلة الفترة الانتقالية الماضية.
ليست هنالك دولة من دول الجوار الإقليمي تسامحت من المخططات الشيطانية لحركة الإخوان المسلمين العالمية، وتمكنت من تحقيق الاستقرار، واستطاعت المضي قدما، ولن يكون السودان استثناءً، ولا سبيل لتأسيس الدولة السودانية الحقة، إلاّ بحظر أنشطة هذه الجماعة، ومحاسبتهم حساباً عسيرا، على كافة ما ارتكبوها من جرائم وتجاوزات دون رحمة، مهما كلف من زمن ومهما تطلب من جهد، وتجريدهم من كافة ما اكتسبوه من غير وجه حق.
كان الأجدر بأصحاب أجندة الهبوط الناعم، إن يتعظوا من فشل تجربتهم السابقة، ويتنحوا جانباً، وإفساح المجال للقوى الراديكاليةــ الجذرية، للتعامل مع هؤلاء القتلة، سفاكي الدماء، وكفى عظةً وعبرة من تجربة وثيقة ــ 19 ديسمبر الدستورية، التي أوصلت البلاد لهذه الحرب المدمرة، والتي كانت بالإمكان تلافها، بترك ثورة ديسمبر المجيدة تصل غاياتها في كسر شوكة الحركة الإسلامية الفاسدة مهما كلفت من وقت ومن ثمن.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ـــ 142//
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدولة السودانیة الحرکة الإسلامیة
إقرأ أيضاً:
"الشؤون الإسلامية" تناقش دور برنامج خادم الحرمين في إثراء تجربة المستضافين
نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، يوم أمس الجمعة ندوة إعلامية لضيوف الدفعة الثالثة من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة، والبالغ عددهم 250 معتمراً ومعتمرة من 18 دولة أفريقية بعنوان: "دور برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة في إثراء تجربة المستضافين عن جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين ونشر قيم الوسطية والاعتدال ".
وذلك بحضور المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة الشيخ علي بن عبدالله الزغيبي، والمتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاسلامية عبدالله بن يتيم العنزي، وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.خدمة ضيوف الرحمنوتضمنت الندوة 3 محاور وهي الأول دور المملكة في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، ثانيا؛ أهمية برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين في تعزيز التواصل بين القيادات لنشر منهج الوسطية والاعتدال ، ثالثا: دور البرنامج في تعزيز رسالة المملكة الإنسانية من خلال تمكين الالاف ممن لم يحجوا او يعتمروا من أداء عباداتهم في أجواء إيمانية وخدمات مميزة.
أخبار متعلقة وزير الخارجية يصل القاهرة للمشاركة باجتماع السداسية العربية التشاوريالأرصاد لـ "اليوم": طقس مستقر بمعظم المناطق مع برودة في الشمال والوسط .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الشؤون الإسلامية" تناقش دور برنامج خادم الحرمين في إثراء تجربة المستضافين
وبدأت الندوة الإعلامية بكلمة المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة الشيخ علي بن عبدالله الزغيبي، جدد خلالها الترحيب بالضيوف، مؤكدا أن البرنامج يأتي ضمن حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهم الله ـ على التواصل مع المسلمين وبث روح الأخوة الإسلامية، مشيرا الي تاريخ هذا البرنامج منذ تأسيسه حتى الدفعة الحالية والخدمات المقدمة للمستضافين منذ وصولهم للأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم.
عقب ذلك ألقى رئيس الشؤون الإعلامية المتحدث الرسمي بوزارة الشؤون الإسلامية عبدالله العنزي كلمة قال فيها: " إن البرنامج يحظى باهتمام كبير وعناية بالغة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على البرنامج الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي يوجه باستمرار على توفير كل سبل الراحة والخدمات التي يحتاجها المستضافين حتى يؤدوا مناسك العمرة بكل يسر وطمأنينة في المدينتين المقدستين تحقيقاً لتطلعات ورؤى القيادة الحكيمة-أيدها الله- التي سخرت كل إمكاناتها من أجل راحة هذا الضيف الكريم.
وبيّن العنزي، أن كل الجهود والإنجازات التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوية والإرشاد تأتي بفضل الله عزوجل ثم بفضل ودعم خادم الحرمين الحرمين الشريفين وبمتابعة دؤوبة من سمو ولي العهد الأمين ـ حفظهما الله ـ اللذَين يقدمان الغالي والنفيس من أجل خدمة الإسلام والمسلمين في العالم، داعيا الله أن يحفظ المملكة وأن يزيدها رفعةً وتقدماً وازدهارا في ظل قيادتنا المباركة.
ثم ألقى رئيس النادي الأدبي ومجلة الوسطية بالسنغال الدكتور فاضل غي، أشاد خلالها بجهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد في إيصال رسالة المملكة السامية في نشر الوسطية والاعتدال، وكذلك دور برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والحج والزيارة في تعزيز رسالة المملكة الإنسانية من خلال تمكين من لم يحج او يعتمر وتحقيق التواصل بين الشعوب والدول، مقدما شكره لقيادة المملكة الرشيدة لخدمة الإسلام والمسلمين ونشرها للوسطية والاعتدال، مشيدا بجهود وزارة الشؤون الإسلامية في تنظيم البرنامج بكل اقتدار.نموذج فريدبعد ذلك ألقى الأستاذ مختار شعيب مدير مكتب صحيفة الأهرام المصرية بالمملكة العربية السعودية، استعرض فيها جهود القيادة السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار وتسخيرهم كل الإمكانات حتى يؤدوا المناسك بيسر وسهولة، وفق رؤيتها العالمية 2030.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الشؤون الإسلامية" تناقش دور برنامج خادم الحرمين في إثراء تجربة المستضافين
وأضاف أن الحديث عن دور المملكة في خدمة الاسلام والمسلمين بحاجة الى جلسات كثيرة فهي تقدم نموذجاً فريدا في نصرة الشعوب في العالم علي المستويين الانساني والسياسي وكذلك دورها العظيم في نشر فكر الوسطية والاعتدال ، مشيرا الى ان دور المملكة الانساني والتنموي ليس فقط في الدول الإسلامية بل امتدت خيراتها للدول غير المسلمة فهي تقدم كل ما من شأنه خدمة البشرية في العالم ، داعيا في ختام مشاركته أن يحفظ الله المملكة وقيادتها وأن يجزيهم خير الجزاء على خدمتهم الإسلام والمسلمين.
وخلال الندوة أشاد عدد من القيادات الإسلامية والإعلامية بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- في خدمة الإسلام والمسلمين في العالم وعلى هذه الاستضافة المميزة لأداء العمرة وزيارة الحرمين الشريفين وإبراز المعالم الدينية سائلين الله أن يحزيهم خيرا الجزاء على هذه الجهود العظيمة.
وقال الضيوف : لقد اثري البرنامج تجربتنا وقدم لنا ماكنا نتوق اليه من زيارة الاماكن المقدسة ، ونحن سفراء لهذا البرنامج وللمملكة سنكتب ما شاهدناه وعايشناه لتعريف الراي العام بالدور العظيم انسانيا ودينيا الذي تقدمه المملكة لخدمة الاسلام والمسلمين.
ثم سلم مدير مكتب صحيفة الأهرام المصرية بالمملكة مختار شعيب العدد الأول من النسخة المطبوعة من جريدة الأهرام والتي يزيد عمرها أكثر من 150 عاما لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تكريما لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة والوزارة علي جهودها في خدمة الاسلام والمسلمين واستلمها نيابة عنه المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة الشيخ علي بن عبدالله الزغيبي، وفي ختام الندوة تم التقاط الصورة التذكارية بهذه المناسبة.
جدير بالذكر أن الدفعة الثالثة من البرنامج تضم 250 معتمراً ومعتمرة من 18 دولة أفريقيا وهي (مصر، المغرب، تونس، الجزائر، مالي، السنغال، الكاميرون، تشاد، كينيا، نيجيريا، أوغندا، جنوب أفريقيا، مدغشقر، أثيوبيا، موريشيوس، غينيا، موزمبيق، موريتانيا).