تحديات زراعة البطاطس واستراتيجيات التحكم في التقلبات المناخية
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
تحدت زراعة البطاطس في الفترة الأخيرة التقلبات المناخية، مما أدى إلى تأخر في النمو وتحجيم الثمار.
للتغلب على هذه التحديات، قدمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي مجموعة من النصائح لمزارعي البطاطس لتحقيق أحجام مناسبة للمحاصيل.
ينصح الخبراء برش مخصبات مثل نترات البوتاسيوم وسترات البوتاسيوم بمعدلات محددة وتكرار الرش لتحسين حجم الثمار.
وتحذر الوزارة من خطورة خلط هذه المركبات مع أسمدة أو مبيدات أخرى، وتشدد على عدم تناول أي محصول لمدة 21 يوما بعد الرش.
كما يُنصح بضرورة الرش في وجود نسبة من الرطوبة الأرضية وتجنب الرش في فترات الحر الشديد لتحقيق أفضل النتائج.
تحديات زراعة البطاطس واستراتيجيات التحكم في التقلبات المناخية
1. التحديات التي تواجه زراعة البطاطس:
في ظل التقلبات المناخية التي شهدتها البلاد مؤخرًا، واجهت زراعة البطاطس تحديات عديدة، بما في ذلك تأخر النمو والتحجيم.
2. استراتيجيات للتغلب على التحديات:
للتغلب على هذه التحديات، قدمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي مجموعة من النصائح لمزارعي البطاطس في الموسم الحالي، بهدف تحقيق أحجام مناسبة للمحاصيل.
3. نصائح لتحسين الإنتاجية:
يوصى بتطبيق مخصبات معينة مثل نترات البوتاسيوم بمعدلات محددة وتكرار الرش لتحسين حجم الثمار.
- يجب استغلال التقلبات المناخية، والتوقعات بارتفاع درجات الحرارة، في تنسيق عمليات الرش.
4. أوقات الرش المناسبة:
يُنصح برش المواد المخصبة في أوقات معينة من دورة حياة النبات، مثل قبل حصاد المحصول بـ20 يومًا للبطاطس.
- يفضل رش بعض المركبات قبل الغروب لتحقيق أفضل النتائج.
5. الاحتياطات والتحذيرات:
يجب عدم خلط المركبات المستخدمة في الرش مع أي أسمدة أو مبيدات أخرى.
- يجب مراعاة عدم تناول أي محصول لمدة 21 يوما بعد الرش للسلامة الغذائية.
- يجب تجنب الرش خلال فترات الظهيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على فعالية المركبات.
6. أهمية الرطوبة الأرضية:
يُشدد على أهمية وجود نسبة من الرطوبة الأرضية أثناء عمليات الرش لتحقيق النتائج المثلى.
باستخدام هذه الاستراتيجيات واتباع التوجيهات الصحيحة، يمكن لمزارعي البطاطس تحقيق محاصيل أكثر جودة وكفاءة في مواجهة التحديات المناخية المتغيرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البطاطس زراعة البطاطس التقلبات المناخية التقلبات المناخیة زراعة البطاطس
إقرأ أيضاً:
التغيرات المناخية.. أزمة تُعرقِل التنمية
د. أسماء حجازي **
في الفترة الأخيرة شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا موجة شديدة من التغيرات المناخية التي تمثل تحديًا يهدد بتفاقم حالة الهشاشة والنزاعات، النزوح، التهميش وكذلك الفساد، حيث من المتوقع ان تشهد المنطقة درجات حرارة أعلى بنسبة 20% من المتوسطات العالمية. وهي بالفعل المنطقة الأكثر ندرة في المياه في العالم ومن المتوقع أن تؤدي درجات الحرارة المتزايدة إلى المزيد من الجفاف الحاد والمستمر.
ولم تقتصر تأثيرات التغيرات المناخية فحسب على درجات الحرارة والموارد المائية فحسب، وانما لها العديد من التأثيرات حيث تهدد بتزعزع استقرار الدول الاقتصادي والسياسي والأمني وكذلك الاجتماعي، حيث ان منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة مرشحة لتكون من أكثر الدول شحًا بالموارد المائية حول العالم جراء التغيرات المناخية.
والعديد من الدول في الشرق الأوسط شهدت حروبًا وصراعات كثيرة، بسبب ما نتج عن التغيرات المناخية من جفاف واوبئة وجوع وفقر وغيرها من المظاهر الأخرى مثل دولة جنوب السودان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكن كابوس التغيرات المناخية يحد من قدرة الأجيال في الحاضر والمستقبل على التمتع بالحق في الحياة، والحق في التعليم والحق في المسكن نتيجة النزوح المستمر في الدول التي تشهد موجات عارمة من الفيضانات والسيول وارتفاع درجات الحرارة والتي ينتج عنها بطبيعة الأمر جفاف وانعدام في الأمن الغذائي.
ففي تونس، على سبيل المثال، شهد مطلع مارس 2024 ارتفاعًا في أسعار مياه الشرب بنسبة تصل إلى 16 بالمئة في مواجهة الشح المائي نتيجة جفاف طيلة السنوات الخمس الماضية. وفرضت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، منذ العام الماضي، نظام الحصص في مياه الشرب، وحظرت استخدامها في الزراعة، وبدأت قطع المياه ليلًا.
وفيما يتعلق بمعدلات النزوح "تؤكد أرقام البنك الدولي على خطورة تغير المناخ، حيث يتوقع أن يدفع ملايين الأشخاص، بما في ذلك 19.3 مليون في شمال أفريقيا، إلى النزوح داخل بلدانهم بحلول عام 2050. هذه الأرقام تسلط الضوء على العواقب الوخيمة لتغير المناخ على المجتمعات والاقتصادات."
وفي هذا الإطار تظهر في الشرق الأوسط ثلاث أزمات مياه تعتبر الأكثر حساسية وإلحاحًا، لاسيما وأنها ترتبط بالأمن المائي لأكثر من نصف مليار إنسان موزعين على الدول المعنية بهذه الأزمات، وهي: أزمة مياه دجلة والفرات بين العراق وتركيا وإيران، أزمة نهر النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا، وأزمة المياه المشتركة بين الأردن وإسرائيل.
قامت إيران بقطع روافد نهر دجلة بشكل كامل مثل نهر الزاب، وروافد سد "دربندخان"، مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي للعراق. وقطع تلك الروافد وتسببها في جفاف حوض ديالى بنسبة 75%، مما أدى إلى معاناة شرق العراق وجنوبه من أزمة جفاف خانقة لاسيما عام 2021 وصيف عام 2023، حيث بلغت إطلاقات المياه من الجانب الإيراني صفرًا
وتشير التقديرات إلى أن 71% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة مهدد بشدة بسبب ندرة المياه، بينما قد تشهد الغابات زيادة في مساحة الاحتراق بنسبة تصل إلى 87% و187% مع ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتين أو ثلاث درجات مئوية على التوالي، مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ورغم مواجهة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتحديات جمة، إلا أنها تمتلك إمكانات هائلة لقيادة التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والابتكار. ويمكن لدول المنطقة، من خلال جذب الاستثمارات وتسهيل نقل التكنولوجيا، أن تتبوأ مكانة رائدة في التنمية الخضراء. تسعى هذه المقالة إلى استكشاف كيفية استغلال هذه الإمكانات لمواجهة التغيرات المناخية، وتسليط الضوء على الآثار المتعددة لهذه التغيرات على المنطقة على الصعيد السياسي والاجتماعي والحقوقي والاقتصادي.
وبالتالي.. لا بُد من اتخاذ إجراءات لمواجهة تغير المناخ في بدايته. وبالتالي، يجب على الحكومات في الشرق الأوسط أن تكثف أهدافها للتكيف مع تغير المناخ وخفض مساهمتها في الاحترار العالمي على حد سواء. ووفق أحدث دراسات أجراها صندوق النقد الدولي عن التكيف وتخفيف الآثار، يتعين استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويًا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات بحلول 2030.
** مدرس مساعد بالبحث العلمي وباحثة حقوقية ومتخصصة في الشأن الأفريقي