أخيراً بازنقر دارفور تحت إمرة أحفاد الزبير باشا !!
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
هذه الحرب اللعينة أعادت ترتيب الصفوف بمنحها كل ذي قدر قدره، فعادت حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان لبيت طاعة أحفاد الزبير باشا، القائمين على أمر ما تبقى من دولة ست وخمسين، التي تعتبر الإرث التقليدي الذي منحه الانجليز لمن أبلوا بلاءً حسناً في خدمة ورعاية مصالحه، طيلة الثمانية والستين عاماً التي أعقبت خروج المستعمر، وبذلك قد كشفوا للشعب الدارفوري وبكل وضوح، كذبتهم فيما يتعلق بطرحهم الثوري المزعوم، القاضي برد المظالم التاريخية لأهل الإقليم من فك أسد الدويلة القديمة، لقد استهلكوا عقدين من الزمن وهم يغشون ويستبيحون الأرض، ويهتكون العرض بحجة محاربة مركز الدويلة الباشوية الخديوية، التي تسيد مشهدها السلطوي أحفاد سمسار الرقيق وعميل الغزاة الزبير باشا رحمة، فكما حدث في تاريخ تجارة الرق في السودان أن الأوربيين البيض استغلوا بعض الأفراد من السكان المحليين، وخلقوا منهم سماسرة يرشدونه ويدلونه على أماكن تمركز الرجال الأقوياء، فصنع هؤلاء السماسرة الذين يقودون البازنقر من أمثال الزبير باشا رحمة، وأوجد طبقة كبيرة من هؤلاء الجنود البازنقر الذين يسومون بني جلدتهم قسوة السياط للزج بهم في قوافل الرق، فأعاد التاريخ نفسه في نسخة جديدة للبازنقر المستسلمين تمام الاستسلام لأحفاد السمسار الكبير، الذي يسوقهم حيث يشاء لدك حصون قوات التحرير الوطني، التي يقودها جنود وضباط صف وضباط قوات الدعم السريع، لاستعادة ملك دويلة الاخوان المسلمين التي هزمها هذا الجيش القائم بمهمة تحرير ربوع السودان، فهؤلاء البازنقر لا يروق لهم استنشاق أوكسيجين الحرية، إلّا بالانصياع التام لسياط السمسار الجلّاد الذي حزمهم في حبل واحد، ثم باعهم للبيض القادمين من وراء البحار، في جريمة نكراء مازالت الشعوب الزنجية تدفع ثمنها، رغم الاعتذارات الخجولة التي قدمتها بعض الأنظمة والحكومات الأوروبية.
بعد فجر الخامس عشر من شهر أبريل من العام الماضي، انخرطت القوى المهمشة الساعية للخلاص من الدويلة الدينية الإخوانية، المرتكزة على أعمدة البنيان الذي أرسى دعائمه سماسرة تجار الرقيق، والمستعمران التركي والإنجليزي، وكما هزموا السلطان إبراهيم قرض بسلطنة دارفور في معركة منواشي، وهم يحملون بنادق سمسار الرقيق الأشهر، ويطلقون النار باتجاه صدور جنود السلطنة، ها هم اليوم يبعثون بجندهم البازنقر الجدد تحت إمرة أحفاد ذات السمسار، في محاولة يائسة منهم لإعادة سيناريو معركة منواشي على تخوم أم درمان وكسلا وبورتسودان، متجاوزين رغبة أهل الشرق في الخلاص من ظلم وتهميش أحفاد الزبير باشا رحمة، الذين سيطروا على الموانئ والتجارة، وتركوا سكان الإقليم الشرقي يركنون لداء السل الرئوي وبطالة الشباب، فتاريخ هؤلاء البازنقر القريب شاهد على ارتزاقهم وامتهانهم لحمل البندقة المدفوعة الأجر، في كل من ليبيا وتشاد وجنوب السودان، فالبازنقر لا دين ولا عهد ولا ميثاق لهم، يضربون في فجاج الأرض شرقاً وغرباً بحثاً عن الدولار الملوث بالدم، فعندما هُزموا في دارفور يمموا وجوههم شطر الشمال والشرق ليتخيروا لهم أرضاً جديدة، يمارسوا عليها السرقة والنهب وقتل النفس، فبعدما قويت شوكة هؤلاء البازنقر في الماضي القريب، أذاقوا أهل دارفور الموت الزؤام، واغتصبوا الحرائر في مهاجرية وغرابش وشعيرية، وأطلقوا العنان لغرائزهم المتوحشة، ففتكوا بالمدن والأرياف فعاثوا فساداً في برام ونتّيقة وطويلة وقريضة، وأهدروا الدماء واستباحوا الحرمات وفعلوا الأفاعيل الشنيعة بأهل الأقليم المنكوب، إلى أن غيض الله للأبرياء ذلكم الفتى البدوي الذي جاء من أقصى البادية يسعى، فألجم بعير البازنقر وأدبّه خير تأديب في وادي البعاشيم وقوز دنقو، فاستراح سكان الإقليم من كابوس الدماء المسفوحة وفظائع الجثث المبعثرة.
وكعادة المرتزقة العابرين للحدود من طرابلس لأنجمينا إلى جوبا، لا يقيمون في وطن معلوم، لأنهم لا يؤمنون بقيمة الأوطان، ولا يعملون من أجل تراب تربوا عليه وعاشوا بين مزارعه وبساتينه ومروجه الخضراء، بل يفعلون كما فعل قائد العدل والمساواة الراحل حينما ساند أبناء عمومته في أنجمينا، عندما وصلت المعارضة الوطنية هناك لتخوم القصر الرئاسي، مهددة سلطة ابن عمه الرئيس الراحل إدريس دبي، وبعد ذلك أيضاً ناولهم العقيد الراحل معمر القذافي أجر المساندة الميدانية في حربه على ثوار ليبيا، هكذا البازنقر، لا يهدأ لهم بال حتى يطوفوا بالأقطار الافريقية حاملين أسباب الموت والدمار للشعوب الآمنة والمطمئنة في حواكيرها وإرث أجدادها، ومن مضحكات البازنقر أنهم هربوا من إقليم دارفور الذي رفعوا في سماءه الرايات المكتوب عليها (التحرير) و(العدالة)، ثم أطلقوا سيقانهم للريح فارين من نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، لتصدهم متاريس ميناء بورتسودان، والآن يستغفلون سكان الشرق ليمرروا مخططهم الخبيث، الذي كان سبباً في إخراجهم من دارفور خافضي الرؤوس، لا يلوون على شيء، وذات سيناريو إخراجهم من دارفور سيحدث عندما ينهض شباب المدن السودانية ليركلوهم الركلة الأخيرة القاضية، الموقعة إياهم في شرك (أم زرّيدو) الذي لا يرحم، وهكذا تكون نهاية حملة البنادق المدفوعة الأجر، من أمثال هؤلاء المنبتّين الذين لا أرضاً قطعوا ولا ظهراً أبقوا، الذين يميلون كل الميل لمن يدفع أكثر، ولا يلتفتون لمناد ينادي من أجل القضية، ولا ترتعد أبدانهم لقطع رؤوس الأبرياء، فينفقون كما تنفق البهائم السائبة، لا عين تحزن لنفوقهم ولا سجل تاريخي يحفظ اسمائهم، فيدفنون بين مجاري التربة الزراعية، بأيدي الأشاوس الذين هزموا امبراطورية سماسرة الرقيق.
إسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
25مارس24
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الزبیر باشا
إقرأ أيضاً:
الحديث النبوي: من هم الذين تحرم عليهم النار؟
في حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ تُحَرَّمُ عَلَيْهِ النَّارُ؟» فسأله الصحابة: «بلى يا رسول الله»، فأجاب صلى الله عليه وسلم: «عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ، لَيِّنٍ، قَرِيبٍ، سَهْلٍ». (صحيح ابن حبان)
معنى الحديث وشرح الكلماتهذا الحديث الشريف يوضح لنا صفات بعض الأشخاص الذين تُحَرَّمُ عليهم النار يوم القيامة. وقد ورد الحديث في سياق حديث النبي ﷺ عن النجاة من النار وخصوصًا تلك الصفات التي يجب أن يتسم بها المؤمن ليكون من الذين يُثابون بالجنة ويجنبون عذاب النار.
1. "هَيِّن":
يأتي من كلمة "الهون"، وهي تعني السهولة واللين في التعامل مع الناس. الشخص "الهين" هو الذي لا يصعب عليه أمر في الحياة ولا يحمل قلبه قسوة تجاه الآخرين. بل هو شخص بسيط ومتواضع.
2. "لَيِّن":
اللين ضد الخشونة، وتعني أن يكون الشخص حليمًا، قادرًا على التحمل والتفاهم مع الآخرين، بعيدًا عن الانفعال والغضب. الشخص "اللين" هو الذي يتعامل مع المواقف والأشخاص بمرونة وصبر.
3. "قَرِيب":
أي أن الشخص يكون قريبًا من الناس في علاقاته، ويميل إلى مجالستهم وملاطفتهم. الشخص "القريب" هو الذي يسعى للتواصل مع الآخرين ويُظهر عاطفته لهم، ما يجعلهم يشعرون بالراحة والألفة.
4. "سَهْل":
يعني أن الشخص سهل المعاملة، لا يحمل في قلبه صعوبة تجاه الآخرين. فهو يساعدهم في قضاء حوائجهم بسهولة وبدون تردد. الشخص "السهل" هو الذي لا يعقّد الأمور ويقدم يد العون للآخرين دون تأخير أو تعسف.
في هذا الحديث الشريف، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد بوضوح مجموعة من الصفات التي يتمتع بها المؤمن الذي يُحَرَّمُ عليه عذاب النار.
من خلال هذا الحديث، يتضح أن الإسلام يحث على التسامح والرفق في التعامل مع الآخرين، ويشجع على أن يكون المسلم شخصًا سهلًا في حياته الاجتماعية، لا يكلف الآخرين أعباءً أو صعوبات.
3 فضائل مستفادة من الحديثالرفق في التعامل مع الناس:
يُظهر هذا الحديث أهمية الرفق واللين في العلاقات الإنسانية. فإذا كان الشخص يتمتع باللين والتفاهم مع الآخرين، فإنه يبتعد عن النزاعات ويعمل على بناء علاقات طيبة.
التيسير في قضاء حوائج الناس:
الحديث يلفت نظرنا إلى أن المؤمن يجب أن يسعى لتسهيل الأمور على الآخرين، وأن يكون عونًا لهم في الأوقات الصعبة، وهو بذلك يحقق معاني التعاون والتآزر.
البساطة والتواضع:
الحديث يؤكد على أن التواضع والبساطة في التعامل مع الناس، وعدم تعقيد الأمور، من السمات التي يحبها الله ورسوله، وتؤدي إلى النجاة من عذاب النار.
إن هذا الحديث يوضح لنا الطريقة المثلى للتعامل مع الناس في حياتنا اليومية، من خلال التحلي بالصفات الأربعة المذكورة، يمكن للمؤمن أن يكون قريبًا من الله سبحانه وتعالى، وأن يكسب رضا الله ورسوله، مما يضمن له النجاة من النار في الآخرة. لذلك، علينا أن نتذكر دائمًا هذه الصفات ونحاول تطبيقها في حياتنا اليومية، لنكون من الذين تُحَرَّمُ عليهم النار.