«الدعم السريع» تعلن تأسيس إدارة مدنية في ولاية الجزيرة .. ازدياد المخاوف من تقاسم السودان بين طرفي القتال
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
في خطوة مفاجئة، أعلنت «قوات الدعم السريع» تأسيس إدارة مدنية لولاية الجزيرة في وسط السودان، مكونة من 31 عضواً، ويترأسها صديق أحمد، وذلك بعدما عمت الفوضى الولاية كثيفة السكان، منذ أن سحب الجيش قواته من قاعدة ود مدني في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وسيطرت عليها «قوات الدعم السريع».
وقالت «الدعم السريع»، في بيان صحافي حصلت عليه «الشرق الأوسط»، إن ما أطلق عليه «مجلس التأسيس المدني» انتخب صديق أحمد رئيساً للإدارة المدنية بولاية الجزيرة، وتم الانتخاب وسط حضور كبير لرموز وقيادات أهلية ومنظمات مجتمع مدني في الولاية.
وتعزز هذه الخطوة مخاوف الكثيرين في السودان من تقاسم الجيش و«الدعم السريع» السلطة المدنية والعسكرية في البلاد، وتحويلها إلى مناطق نفوذ، يحكمها أحد طرفي النزاع، في سيناريو شبيه ببعض الدول في المنطقة.
وإلى جانب ولاية الجزيرة، تسيطر «الدعم السريع» بشكل كامل على ولايات غرب دارفور، وجنوب دارفور، ووسط دارفور، وشرق دارفور، لكنها لم تشكل في تلك الولايات إدارات مدنية، بل أوكلت مهمة الإدارة للقيادة العسكرية التابعة له في تلك المناطق.
حكم فيدرالي
وفور انتخابه، عقد رئيس الإدارة المدنية في ولاية الجزيرة مؤتمراً صحافياً بعاصمة الولاية مدينة ود مدني، تعهد فيه بـ«وضع الأسس المتينة للحكم الفيدرالي رغم التحديات الكبيرة»، وطلب من المواطنين العودة إلى بيوتهم، مستنكراً القصف الذي يستهدف منازلهم من قبل الطيران الحربي التابع للجيش.
ويتكون «مجلس التأسيس المدني» من 31 عضواً يمثلون محليات الولاية المختلفة، اختيروا عبر توافق من «مجتمع المحليات» الذي يترأسه أحمد محمد البشير، ومن صلاحياته انتخاب رئيس الإدارة المدنية. وقال البيان إن الإدارة المدنية الجديدة تعمل على استعادة النظام الإداري وحماية المدنيين وتوفير الخدمات الأساسية بالتنسيق، مع «قوات الدعم السريع» التي تسيطر على الولاية.
ورأى رئيس المجلس التأسيسي المدني أن ما يقومون به «تجربة فريدة»، وناشد المنظمات الدولية بالتعاون لتحقيق أهداف الإدارة المدنية وأهل ولاية الجزيرة للتعاون والعمل من أجل بناء الولاية، داعياً طرفي القتال إلى «اتخاذ قرار شجاع بوقف الحرب».
تجربة جنوب كردفان
ولا تعد تجربة الإدارة المدنية غير التابعة للسلطة المركزية، تجربة جديدة في السودان الذي شهد حروباً أهلية عدة، إذ كانت «الحركة الشعبية لتحرير السودان – قطاع الشمال»، بقيادة عبد العزيز الحلو، قد فعلت الشيء نفسه في مناطق سيطرتها بولاية جنوب كردفان التي تسيطر عليها منذ أكثر من عقد، وتعدها «منطقة محررة» من سلطة المركز في الخرطوم، وأطلقت عليها «السلطة المدنية للسودان الجديد».
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، تعالت الأصوات المحذرة من انقسام السودان إلى دويلات متحاربة على الرغم من إعلان طرفي القتال تمسكهما بالسودان الموحد. غير أن قائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، كان قد هدد في سبتمبر (أيلول) الماضي، بتشكيل سلطة في المناطق التي تسيطر عليها قواته بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وذلك في حال شكل قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، حكومة مدنية في ميناء بورتسودان الذي لجأ إليه بعد خروجه من حصار دام أشهراً في الخرطوم. وخلال الأيام الماضية، ازدادت دعوات ومطالبات بتشكيل حكومة مدنية في بورتسودان من قبل أطراف عديدة موالية للجيش.
ويدير السودان منذ انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وزراء مكلفون من طاقم الخدمة المدنية، بعد فشل قائد الجيش عقب انقلابه على الحكومة المدنية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في تشكيل حكومة، نتيجة للضغط الشعبي الهائل الرافض للانقلاب، والاحتجاجات المستمرة منذ اليوم الأول للانقلاب.
«الشرق الأوسط»
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الإدارة المدنیة ولایة الجزیرة مدنیة فی
إقرأ أيضاً:
السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع
طالب السودان الولايات المتحدة بالضغط على الإمارات "لوقف شحنات السلاح" التي تصل إلى قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يوقف الحرب الدائرة في البلاد.
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم أمس الخميس، طلب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، من الولايات المتحدة أن "تصنف مليشيا الدعم السريع ممجموعة إرهابية، وأن تضغط على الإمارات لوقف شحنات السلاح"، مشيرا إلى أن ذلك "من شأنه أن يوقف الحرب.
وعبر الحارث عن تقدير السودان "للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الإغاثة والبحث عن حل لوقف الحرب وارتباطها الايجابي مع السودان".
وأشار إلى أن "جملة ما خصصته أمريكا للإغاثة الإنسانية فاقت أكثر من بليون دولار"، مشيرا إلى أن "وزارة الخارجية الأمريكية واصلت بشكل منتظم إداناتها لفظائع وجرائم مليشيا الدعم السريع"، وأن أمريكا "طلبت من المليشيا رفع الحصار عن مدينة الفاشر".
ولفت إلى "المساعي التي بُذلت في الكونغرس لتجريم الدعم السريع ووقف تصدير السلاح إلى الإمارات، فضلا عن ارتباط وكالة العون الأمريكية والمبعوث الأمريكي مع حكومة السودان والزيارات التي قاموا بها".
ويتهم الجيش السوداني الإمارات بالتورط في تغذية الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويتهم الإمارات بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع عن طريق دول تشاد وإفريقيا الوسطى، وقدمت السلطات السودانية ملفا إلى مجلس الأمن يحتوي على ما قالت إنها أدلة تثبت تورط أبوظبي في دعم قوات الدعم السريع.
وكان سجال كلامي قد وقع يوم 18 يونيو بين مندوب الإمارات في الأمم المتحدة محمد أبو شهاب، ونظيره السوداني الحارث إدريس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، خصص لبحث الوضع في السودان اتهم فيه المندوب السوداني الإمارات بدعم ميلشيات الدعم السريع بالسلاح قائلا إن بلاده "تملك أدلة على ذلك".
وعلق مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش نافيا تلك الاتهامات، قائلا: "في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تخفيف معاناة الأشقاء السودانيين يصر أحد أطراف الصراع على خلق خلافات جانبية وتفادي المفاوضات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية"
وأضاف مستشار الرئيس الإماراتي "اهتمامنا ينصب على وقف الحرب والعودة للمسار السياسي.. اهتمامهم يشدد على تشويه موقفنا عوضا عن وقف الحرب".
وقد انزلق السودان إلى صراع في منتصف أبريل 2023 عندما اندلع التوتر بين جيشها والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وامتد إلى دارفور وغيرها من المناطق. وأجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم.