شهدت قرية الرشايدة جنوب محافظة سوهاج إنهاء مُحفِظ قرآن حياته شنقًا داخل الكُتاب الذي كان يعطي فيه دروسًا تساعد أهالي القرية على التمسك بالدين والبُعد عن المعاصي.

وبدون سابق إنذار، قرر إسماعيل. ع 30 عامًا إنهاء حياته دون إشعار أيًا من المحيطين حوله بخطته، حيث مارس حياته بشكل طبيعي مع الأهل والأصدقاء إلى أن حانت اللحظة التي قرر فيها تسليم روحه بيده إلى الله بعد صلاة الفجر داخل الكًتاب الذي كان يعمل به.

دليل واحد

لم يذكر المحيطون به أي دليل على احتمالية قيام مُحفِظ القرآن بإنهاء حياته، حيث قال أصدقاؤه أنه كان جالسًا معهم بعد صلاة التراويح وتسامر معهم وكان في حالة جيدة متحدثًا معهم عن استعداده لعقد قرانه وتجهيزه شقة الزوجية. 

وأكد شقيقه وأهالي القرية أن (إسماعيل) لم تكن لديه أية أعراض مرضية أو مشاكل نفسية، فضلًا عن أنه كان يحفزهم على التحلي بالصبر والتفاؤل والتوكل على الله. 

وقال عم المتوفى أن مُحفِظ القرآن السوهاجي هدد بإنهاء حياته قبل ساعات من الواقعة ثم خرج من المنزل في حالة من القلق والتوتر إلا أن الجميع ظن انه لن ينفذ تهديده. 

في يوم الواقعة (يوم الأحد)، ذهب إسماعيل لصلاة الفجر في الجامع وسط أهالي قريته، ثم عاد إلى الكُتاب الذي يعمل فيه وكتب منشورًا على الفيسبوك قال فيه " يارب كم كنت أتمنى ألاًّ آتيك بمعصية ولكن أتيتك بأكبر معصية وهي الانتحار ولكن يارب عفوك ورحمتك وسعت كل شيء فسامحني ياربي وأغفر لي"

ثم طلب السماح ممن أخطأ في حقهم قائلًا "وأرجو أن يسامحني كل من أخطأت في حقه، وتصدقوا عليا ولو بشق تمرة"، ثم وجه رسالة إلى طلابه مفاداها "وأرجو من طلابي الأحباب الدعاء لي بالرحمة والمغفرة وختم المصحف كل رمضان لمن استطاع ذلك صدقة علي".

لغز خفي

وطلب إسماعيل السماح من ذويه قائلًا "وأرجو أن يسامحني أبي وتسامحني أمي وأخواتي وجدتي وأحبابي على مافعلته" مطالبًا إياهم بعدم الحزن عليه وارتداء الأسود قائلًا "وماحدش يزعل عليا ولا يلبس أسود أنا أكيد في مكان أحسن إوعي يا أمي تزعلي أو تلبسي أسود".

ثم قدم لهم وصيته: "ووصيتي الدعاء وأن تصلوا عليا وقت في مسجد الخطيب من أوقات الصلوات المفروضة ياريت التراويح وتصلوا عليا صلاة الجنازة بمسجد الخطيب لأودع الأحباب، كما أطلب منكم أن يذاع علي الجنازة في كل المساجد زي أي جنازة عادية وصيتي للجميع أرجوا الالتزام بها."

وأضاف: "بالله عليكم لازم تلتزموا بالوصية دي مهما يحصل حتي لو اتأخرت الجنازة لتاني يوم عادي، كل ما في الدنيا مُتعِب وكل من فيها مُتعَب، لبَّيك إن العيشَ عيش الآخرة".

واختتم منشوره: "ماحدش يكرر غلطي دا لأني والله مش حابب دا أصلا، سامحوني وأسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة والجنة مع الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم".

وبعدها بدقائق، قام مُحفِظ القرآن بشنق نفسه مرتديًا كامل ملابسه، وبعد قرابة النصف ساعة اكتشف أهالي القرية الحادث وأبلغوا الشرطة.

وباستجواب الأهل والجيران، أكد شقيق إسماعيل أنه لا توجد أية شبهه جنائية في واقعة وفاة أخيه، كما أنه أقدم على الانتحار نظرًا لمروره بأزمة نفسية قوية لا أحد يعلم سببها ولا يوجد سبب أخر لانتحاره غير ذلك.

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بعد ذلك رثاءً في مُحفِظ القرآن وعلق الكثير منهم على منشوره معبرين عن صدمتهم وحزنهم على فراقه واتخاذه مثل هذا القرار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محفظ قرآن جثة محفظ قرآن سوهاج انتحار شنق

إقرأ أيضاً:

ما الدرس المستفاد من ذكر قصة البقرة في القرآن؟.. علي جمعة يوضح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن قصة البقرة (فى سورة البقرة) تعلم المسلمين كيف يتعاملون مع الفقه, ومع الأحكام الشرعية, فالفقه والأحكام الشرعية هي أحكام من عند الله, فوجب عليك أيها المسلم أن لا تفتش وأن لا تسأل عن أشياء إن تبد لك تسؤك" دعوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم "، قال تعالي { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ },{ بِهَا} أي بسببها.

وأضاف علي جمعة، عبر صفحته على فيس بوك أن هنا في البقرة يعلمك كيف تفكر؟ وكيف تتعامل مع أوامر الله, وأن هذا الدين مبناه اليسر لا العسر, وأن الدين مبناه اليقين لا الشك، وأن الدين مبناه المصلحة لا المضرة والمفسدة والضرر"لا ضرر ولا ضرار",وأن الدين مبناه النية الصالحة المخلصة, فالأمور بمقاصدها " إنما الأعمال بالنيات", والدين ليس هو أن تُحَلِّي ظاهرك وتظهر علامات علي جسدك, ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل " إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم "وهكذا.

وأشار علي جمعة، إلى أن تسمية الله سبحانه وتعالي للسورة بكمالها البقرة فيها إشارة إلى أن نلتفت ونحن نقرأ هذه السورة, نلتفت إلي تلك القصة فهي من أهم مكونات عقل المسلم ،وإن كان الله قد ضربها على أقوام سابقين, وإن كان الله قد تكلم عن أشياء أخري ولكن المقصود هو الفكر الذي وراء أصحاب هذه البقرة { وإذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً } إذًا الأمر بسيط واضح, قال رسول الله ﷺ :" لو ذبحوا أي بقرة لكفتهم" ولكن هناك التنطع, التفتيش, الورع الكاذب, ما هو التنطع ؟ التشدد, المشرب الشديد, رؤية الحول والقوة عند الإنسان وهو لا حول ولا قوة بك إلا بالله.
اذبحوا بقرة, لماذا الاستقواء؟ ومع من ؟ مع رب العالمين!
ثانى شيء التفتيش, خذ الحكم الشرعى أو الفتوى بلا تفتيش وزيادة أسئلة, والسائل يفتِّش ويفتِّش, وهو يعتبر هذه تقوي .
ثالث شيء الورع الكاذب, هم قتلوا ويتورعوا في البقرة ؛ خلل.
إذن نهانا عن التفتيش ، والتنطع ، والورع الكاذب.

مقالات مشابهة

  • ما حكم قراءة الفاتحة على قبر المتوفى؟.. دار الإفتاء تجيب
  • "التربية" تكرّم الطلبة الفائزين في مسابقة القرآن الكريم
  • ما الدرس المستفاد من ذكر قصة البقرة في القرآن؟.. علي جمعة يوضح
  • أسرة الشيخ مصطفى إسماعيل تشكر قناة مصر قرآن كريم لإحيائها ذكرى وفاته
  • الكشف عن صفقة سريّة كانت ستحصل بين الأسد وإسرائيل.. ماذا تضمّنت عن لبنان وحزب الله؟
  • تفاصيل جديدة حول اغتيال إسماعيل هنية
  • حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.. الإفتاء توضح
  • في ذكرى وفاته.. أبرز المعلومات عن أسطورة التلاوة القرآنية الشيخ مصطفى إسماعيل
  • في ذكرى رحيله.. "مصر قرآن كريم" تذيع تلاوات متعددة لمصطفى إسماعيل
  • في ذكرى وفاته.. الأزهر يسلط الضوء على مسيرة الشيخ مصطفى إسماعيل