"معلومات الوزراء" يستعرض سياحة اليخوت البحرية وملامح استراتيجية الدولة لتعظيم العائد منها
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا معلوماتيًا حول "سياحة اليخوت البحرية في مصر"، أشار من خلاله أن سياحة اليخوت تُعَد نوعًا جديدًا من أنواع السياحة الموجودة على أرض مصر، وهى واحدة من أغنى وأرقى أنواع السياحة؛ إذ تميزت مصر بالعديد من المزايا التنافسية التي جعلتها من أولى الدول الرائدة في جذب سياحة اليخوت عالميًّا، إذ تتميز بموقعها الجغرافي الذي يقع عند ملتقى ثلاث قارات، كما تمتلك شبكة مواني بحرية على امتداد سواحلها تربطها بمختلف دول العالم، وتمتلك أيضًا خطًّا ساحليًّا واسع النطاق على البحرين الأحمر والمتوسط، فضلًا عن تمتُّعها بمدن ساحلية ترفيهية من الدرجة الأولى، مثل: شرم الشيخ، ونويبع، ودهب، وطابا، بالإضافة إلى مدينة العلمين التي تُعًد مدينة سياحية واعدة.
وتعَد سياحة اليخوت فرصة اقتصادية قوية لأي دولة تستطيع استغلالها، خاصة تلك الدول المطلة على البحر المتوسط؛ حيث تتركز نصف سياحة اليخوت حول العالم في البحر المتوسط؛ ويبلغ عدد اليخوت به أكثر من 30 ألف يخت سياحي سنويًّا؛ مما يترتب عليه عوائد كبيرة وفعّالة لجميع الدول التي تسعى إلى تعزيز وجذب هذا النوع من السياحة، فعلى المستوى العالمي، يبلغ حجم سياحة اليخوت 12 مليار يورو، وذلك دون احتساب قيمة ما ينفقه سياح اليخوت على البر.
وأكد التحليل أن سياحة اليخوت تعتبر مصدرًا مهمًّا لزيادة تدفقات العملة الأجنبية؛ نظرًا لاقتصارها على الأثرياء، فعادةً ما تكون اليخوت مملوكة للأثرياء، أو على الأقل فإنهم يستطيعون الوصول إليها وتأجيرها، كذلك، يُعَد معدل إنفاق السائح القادم على متن اليخت أعلى بكثير من معدل إنفاق السائح العادي؛ نظرًا لتعدد أوجه وصور إنفاق سائح اليخت سواء كانت في صورة رسوم دخول اليخت، أو مقابل خدمة تراكي اليخت، أو جميع الخدمات الأخرى المقدمة لليخت من صيانة ووقود أو نفقات معيشة وترفيه؛ فمعدل إنفاق السائح اليومي الذي يزور مصر عبر اليخوت يرتفع عن متوسط إنفاق السائح العادي بنسبة 94%؛ مما ينتج عنه مضاعفة إيرادات السياحة من العملة الأجنبية.
وتلعب سياحة اليخوت دورًا مهمًّا في توفير فرص التوظيف المباشرة وغير المباشرة؛ حيث توفر سياحة اليخوت فرص عمل مباشرة بمعدل 4.4 فرصة توظيف مباشرة لكل يخت، بالإضافة إلى توفير 100 فرصة عمل غير مباشرة في قطاع الفنادق وشركات السياحة والصناعات الخدمية، وتشير التقديرات إلى أن مساهمة سياحة اليخوت في أوروبا عام 2016 خلقت نحو 180 ألف وظيفة.
وأوضح "معلومات الوزراء" أنه في إطار تعظيم القيمة المضافة وتنمية القطاع الأزرق والعمل على الجاذبية السياحية لليخوت في مصر، وضعت الدولة المصرية إطارًا تشريعيًّا ومؤسسيًّا لسياحة اليخوت، بجانب خطة استراتيجية مع الجهات المختصة ذات الصلة، ليقوم نهجها في الترويج لسياحة اليخوت على ستة محاور أساسية، وقد شرعت الدولة في تنفيذها على قدم وساق لتكون في مصاف الدول الرائدة في سياحة اليخوت.
ويذكر أنه قد تم وضع لائحة لتنظيم سياحة اليخوت الأجنبية في المراين والموانئ البحرية الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2721 لسنة 2022، وتضمن القرار تولي وزارة النقل مسؤولية تنفيذ الخطة الاستراتيجية لتعزيز وتعظيم سياحة اليخوت وضمان استمرارية تنفيذها وتطويرها مستقبلًا، بالإضافة إلى إنشاء نافذة رقمية موحدة لليخوت الأجنبية لتتولى وزارة النقل إدارتها وتشغيلها والإشراف عليها وتطويرها واتخاذ إجراءات إنهاء الموافقات والتصاريح اللازمة.
وأكد التحليل أنه في إطار قرار رئيس مجلس الوزراء المذكور فقد تم تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون الجمارك رقم 207 لسنة 2020 الصادرة بقرار وزير المالية رقم 430 لسنة 2021، باستبدال وإضافة بعض النصوص بما من شأنه رفع أية قيود قد تجابه سياحة اليخوت وبما لا يغل يد أصحاب الشأن عن استخدامهم لليخوت الخاصة بهم داخل المياه الإقليمية طوال سريان فترة الإقامة ودون التقيد بمدة، ومن ناحية أخرى تُكفل لهم الحرية في مد الفترة التخزينية لليخوت الخاصة بهم وبما يكفل فتح المجال أمام الأنشطة الأخرى المتوقعة ذات الصلة بهذه السياحة.
وأشار المركز إلى تشكيل لجنة وزارية عليا لوضع استراتيجية لجذب سياحة اليخوت إلى مصر، برئاسة وزير النقل وعضوية الوزارات المعنية كوزارات السياحة والآثار، والمالية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والجهات المعنية الأخرى، وتتركز استراتيجية الدولة في دعم وتعظيم سياحة اليخوت على ستة محاور رئيسة مدعمة بعدد من الإجراءات وتشمل:
1- إنشاء سياسة سعرية موحدة، وتقديم تخفيضات وحوافز جاذبة للسفن واليخوت السياحية: فمن أجل معالجة مشكلة عدم تناسق رسوم سفن الصيد لليخوت الأجنبية في الموانئ المصرية وضمان سلاسة العمليات والخدمات في الموانئ السياحية؛ طبقت وزارة النقل تعريفة موحدة لرسوم سفن الصيد، ويسري هذا القرار المنصوص عليه في قرار رئيس الوزراء رقم 2721 لعام 2022 على جميع الأرصفة والموانئ السياحية ومحطات الركاب الخاضعة لرقابة الوزارة. كما قد تم فرض تعريفة موحدة مقومة بعملة واحدة تهدف إلى تجنب أي تضارب أو تعقيدات تتعلق برسوم سفن الصيد.
2- رفع كفاءة الموانئ السياحية الموجودة حاليًّا، وإنشاء مراين أخرى جديدة: حيث قامت الحكومة المصرية بالعمل على صيانة الموانئ سواء السياحية أو التجارية التي بها أرصفة سياحية ورفع كفاءتها بصفة دورية، والمرور على المراين بشكل دوري للتأكد من استمرار صلاحيتها للعمل من ناحيتي السلامة البحرية والحفاظ على البيئة البحرية، وإلزام ملاك المراين بإجراء أعمال (تطوير/وصيانة) دورية لجذب عدد أكبر من ملاك اليخوت لزيارة المراين المملوكة لهم، بالإضافة إلى العمل على إنشاء مراين إضافية، بما في ذلك: ميناء دولي بمدينة العلمين الجديدة، ومرسى بمدينة الجلالة، ومراسي مارينا ونادي اليخوت التابع لها، كما تم إصدار قرار بالترخيص لقناة السويس بتأسيس شركة لتصنيع وصيانة وتصدير اليخوت والوحدات البحرية.
3- إعداد خطة تسويقية للترويج لسياحة اليخوت وتشجيع السياحة البحرية: وقد قامت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بإنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية مترجمة باللغة الإنجليزية تستعرض خلالها الإمكانات التي تتمتع بها المراين المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، مع التركيز على التنوع والإمكانات السياحية الفريدة لمدن المراين القريبة، وقد تم الاشتراك في معرض موناكو الدولي لليخوت للإعلان عن الإجراءات التي قامت بها الدولة المصرية لتسهيل إجراءات اليخوت الأجنبية.
4- إنشاء منصة إلكترونية يمثل فيها الجهات المعنية بسياحة اليخوت كافة؛ وذلك بهدف تبسيط الإجراءات والحصول على الموافقات الأمنية: حيث تم إطلاق النافذة الرقمية الواحدة لسياحة اليخوت الأجنبية في 1 سبتمبر 2022، بموجب القرار رقم 2721 لسنة 2022، والذي بموجبه تكون الجهة المسؤولة عن إدارتها وتشغيلها وتطويرها هي وزارة النقل؛ حيث تتيح النافذة لليخوت السياحية الحصول على موافقة واحدة، واستلام فاتورة واحدة إلكترونيًّا بالدولار الأمريكي، ومنذ إطلاق المنصة على الإنترنت في عام 2022 تجنَّبت الدولة معظم المشكلات والعقبات التي واجهتها في جذب صناعة سياحة اليخوت إلى مصر، والتي من أبرزها تقليص الوقت اللازم لإصدار موافقة السلطات على اليخوت لتصبح بين 3 إلى 6 ساعات.
5- إنشاء كود موحد لجميع الجهات المعنية العاملة بالمراين السياحية والموانئ المصرية لتوحيد متطلباتها: حيث تم إعداد ذلك الكود بغرض إنشاء وتشغيل مراين اليخوت السياحية، ويضمن الكود الموحد وصف مقومات المراين والموانئ السياحية المصرية، بالإضافة إلى الجهات التي تتعامل مع اليخوت السياحية بالموانئ والمراين السياحية، والمهام والإجراءات الخاصة بها، وخارطة المراين والموانئ السياحية المنشأة والمخطط إنشاؤها على سواحل الجمهورية، والعديد من القواعد التنظيمية الأخرى.
6- تحديث خريطة مواقع المراين الدولية القائمة والمقترح إنشاؤها على مستوى الجمهورية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: معلومات الوزراء اليخوت البحرية الموانئ السیاحیة لسیاحة الیخوت سیاحة الیخوت بالإضافة إلى وزارة النقل الیخوت ا
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يستعرض مع وزيرة التخطيط ملامح خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدوليّ اليوم الاثنين؛ وذلك لمتابعة عدد من ملفات عمل الوزارة.
جاء ذلك بحضور الدكتور ماجد عثمان، الرئيس التنفيذي للمركز المصري لبحوث الرأي العام ( بصيرة)، والمهندسة نهاد مرسي، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية لشئون البنية الأساسية، وإسماعيل يوسف، المشرف على قطاع إعداد ومتابعة الخطة بوزارة التخطيط، وهبة عبد المنعم، رئيس قطاع التنمية البشرية والاجتماعية بوزارة التخطيط، وتامر طه، مستشار وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي للابتكار وريادة الأعمال، والدكتورة سمر الأهدل، المشرف على قطاع التعاون الأوروبي بوزارة التخطيط والتعاون الدوليّ.
وخلال اللقاء، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط ملامح خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2025/2026، التي يتم مناقشتها مع مختلف الوزارات وجهات الدولة، استنادًا إلى منظور تنموي شامل ينطلق من رؤية مصر 2030، وأولويات برنامج عمل الحكومة، والخطط والاستراتيجيات القطاعية، مع تطبيق التوجهات الحديثة التي نص عليها قانون التخطيط الجديد، وبما يدعم الجهود التي تقوم بها الحكومة لتنفيذ "وثيقة سياسة ملكية الدولة"، وإفساح المجال للقطاع الخاص.
وفي هذا الإطار، استعرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية أبرز التوجهات الأساسية لخطة العام المالي المقبل، والتي تستهدف مراعاة الاستحقاقات الدستورية للتعليم، والبحث العلمي، والصحة، بجانب دعم مشروعات الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وكذلك الاستمرار في تنفيذ المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير قرى الريف المصري، والتركيز على التنمية الصناعية، مشيرة إلى أن قطاعات التنمية البشرية تستحوذ على النسبة الأكبر من الاستثمارات الحكومية بنحو 45% وهو ما يعكس انحياز الدولة للقطاعات التي ترتبط بشكل مباشر بالمواطنين، بينما تستحوذ البنية التحتية والتنمية الصناعية على 35% من الاستثمارات، و19.7% للتنمية المحلية والمحافظات.
من جهة أخرى، تطرقت الدكتورة رانيا المشاط إلى جهود الوزارة في إعداد السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية، التي تستهدف تعزيز التنمية الاقتصادية والإصلاحات من أجل النمو والتوظيف وتحقيق اقتصاد مرن، موضحة في هذا الصدد أن الوزارة تعمل على إعداد خطة تنفيذية شاملة تهدف إلى تحقيق نمو مستدام وتعزيز القدرة التنافسية، من خلال إطار اقتصادي موحد يرتكز على إصلاحات زمنية محددة، ومزيج متكامل من السياسات، يضمن تعظيم الاستفادة من الإصلاحات والمشروعات الجارية، مع مستهدفات كمية واضحة على المدى؛ القصير، والمتوسط، والطويل.
وفي هذا السياق، أوضحت الوزيرة أن الفترة المقبلة ستشهد عقد 4 موائد مستديرة مع الوزارات والجهات التنفيذية المعنية، وكذلك اللجان الاستشارية التابعة لمجلس الوزراء؛ من أجل عرض ومناقشة تلك الرؤية، مؤكدة أن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية تستهدف تحول هيكل الاقتصاد المصري نحو القطاعات القابلة للتجارة، بما يزيد من معدلات التصدير.
وخلال اللقاء أيضا، تابع رئيس مجلس الوزراء جهود التنسيق بين الوزارات المختلفة؛ من أجل تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، وفي هذا الصدد عرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الإصلاحات الهيكلية المنفذة في ضوء آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة، بما يُعزز استقرار الاقتصاد الكلي، والقدرة التنافسية للاقتصاد المصري، ويحفز التحول إلى الاقتصاد الأخضر، موضحة أنه في إطار التنسيق مع الجهات الوطنية المعنية لتنفيذ المرحلة الثانية من الآلية يجري العمل على تنفيذ 114 إجراء في مختلف قطاعات التنمية، بما يفتح الآفاق للقطاع الخاص، ويحفز بيئة الأعمال للشركات.
على صعيد آخر، تابع الدكتور مصطفى مدبولي، خلال اللقاء، استعدادات إطلاق تقرير التنمية البشرية لعام 2025، وذلك بحضور الدكتور ماجد عثمان، الرئيس التنفيذي لمركز "بصيرة"، حيث يجري العمل على إصدار التقرير رقم 13 في سلسلة تقارير التنمية البشرية الوطنية، والذي يُسهم في تعزيز الحوار المجتمعي حول السياسات الوطنية بشأن التنمية الاقتصادية الشاملة التي تعود بالنفع المباشر على المواطنين، بالإضافة إلى تحليل الفجوات التنموية وحلول سد تلك الفجوات لتسريع النمو الاقتصادي.
وفي ختام الاجتماع، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط أبرز مستجدات الجهود المبذولة من جانب المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، والموقف التنفيذي فيما يتعلق بتعريف الشركات الناشئة، والتيسيرات المصاحبة لإطلاق التعريف، وتسهيل إجراءات التأسيس والتراخيص، والمبادرة التمويلية الموحدة، وغيرها من محاور العمل.
وفي هذا الإطار، أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي استمرار اجتماعات مجموعات العمل، والأمانة الفنية للمجموعة الوزارية، والتنسيق بشكل متواصل مع الجهات الوطنية المعنية؛ من أجل الوصول لأفضل القرارات التي تُسهم في تسهيل ودفع بيئة عمل الشركات الناشئة، بما يُعزز تنافسية الاقتصاد المصري.
وتطرق الاجتماع إلى متابعة الموقف التنفيذي للشق الاقتصادي في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث أكدت الدكتورة رانيا المشاط أنه يتم التنسيق مع مختلف الجهات الوطنية المعنية؛ من أجل الوقوف على أولويات المرحلة المقبلة في إطار تلك الشراكة ومحاورها المختلفة، خاصة على صعيد تعزيز الاستقرار الاقتصادي، والتجارة والاستثمارات، والاستثمار في رأس المال البشري وزيادة المهارات، فضلًا عن جهود تفعيل آلية ضمانات الاستثمار بقيمة 1.8 مليار يورو؛ من أجل تشجيع استثمارات الشركات الأوروبي، ودعم رؤية الدولة الهادفة لتحقيق نمو مستدام وشامل بقيادة القطاع الخاص.
في سياق متصل، عرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تفعيل منظومة البرامج والأداء، في إطار تنفيذ قانون التخطيط العام للدولة رقم 18 لعام 2022، والإطار المؤسسي المنظم لتطبيق "