موعد ليلة القدر.. هل ممكن أن تكون في ليلة زوجية من العشر الأواخر
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إنه لا يعلم ليلة القدر إلا الله، ولكن الإمام الغزالي رحمة الله عليه يقول أنها متحركة، كما أن الأولياء عندما ينتظروا رؤية فإنها تكون متحركة، بينما الشخص الذي يقوم برصد ليلة القدر يقول أنها ثابتة، وجابر بن عبد الله رضى الله عنه يقول ويقسم بالله أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان.
وأضاف علي جمعة، أن الإمام النحاس- رضي الله تعالى عنه- قال إن سورة القدر 30 كلمة، والكلمة «هي» التي تشير إلى ليلة القدر رقمها 27، ولكن ليلة القدر تظل مجهولة، ويظل الإنسان يسعى لها وكل شخص يقول شيء عن موعدها، ولكنها تظل مجهولة.
هل يمكن ان تثع ليلة القدر في ليلة زوجية وليست وترية
الراجح من أقوال العلماء استنادا لعدة أحاديث تؤكد أن ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ، ، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " ، روي البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى - أي تخاصم وتنازع - رجلان من المسلمين ، فقال : " خرجت لأخبركم بليلة القدر ، فتلاحى فلان وفلان فرفعت ، وعسى أن يكون خيرا لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة " . أي في الأوتار .
إلا أن هناك بعض الأحاديث والآثار تؤكد احتمال ليلة القدر في الليالي الشفع منه وليس الوتر أي الليالي الزوجية وليس الفردية .
ومن هذه الأحاديث والآثار التي قد ذكرها الشيخ محمد سعد عبد الدايم في مقال له :
1- عن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسو الله صلى الله عليه وسلم : " التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان " رواه محمد بن نصر في الصلاة وصححه الألباني في صحيح الجامع (1238) .
وهذا يحتمل أن تكون هذه الليلة زوجية أو فردية .
2- عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له ، فلما انقضين أمر بالبناء فقوض ، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر فأمر بالبناء فأعيد ، ثم خرج على الناس فقال : " يا أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة " .
قال قلت : يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا ، قال : أجل نحن أحق بذلك منكم ، قال قلت : ما التاسعة والسابعة والخامسة ؟
قال : إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة " رواه مسلم في الصيام باب فضل ليلة القدر .
فهذا تفسير أبي سعيد رضي الله عنه بأنها في الليالي الزوجية ، وهو الذي روى حديث ليلة الحادي والعشرين كما تقدم ، مما يدل على أن ليلة القدر قد تكون في الليالي الزوجية أيضا .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة القدر موعد ليلة القدر فضل ليلة القدر صلى الله علیه وسلم العشر الأواخر لیلة القدر فی رضی الله عنه من رمضان
إقرأ أيضاً:
دعاء ليلة القدر مكتوب .. أحد أسباب العتق من النار
بدأ العد التنازلي للعشر الأواخر من شهر رمضان، تلك الأيام المباركة التي اختصها الله بالعتق من النيران، وفيها أعظم ليلة، ليلة القدر، التي وصفها القرآن الكريم بأنها "خيرٌ من ألف شهر". في هذه الليلة المباركة تتنزّل الملائكة بإذن ربها، ويستجيب الله فيها الدعوات، ويمحو الذنوب، ويبدّل السيئات بالحسنات لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، كما قال النبي ﷺ: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه".
وقد كان النبي ﷺ يُرشد أصحابه إلى اغتنام هذه الليلة المباركة بالدعاء والاستغفار، وسألته السيدة عائشة رضي الله عنها ذات مرة: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر، فبمَ أدعو؟ فقال لها: "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني".
دعاء ليلة القدر مكتوب
يحرص المسلمون خلال العشر الأواخر من رمضان على الإكثار من الدعاء، وخاصة في الليالي الوترية التي يُحتمل أن تكون ليلة القدر في إحداها، ومن أهم الأدعية التي يُستحب ترديدها في هذه الليلة المباركة:
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.ليلة القدر ليست مجرد ليلة عابرة، بل هي ليلة عظيمة تُضاعف فيها الحسنات، وتُرفع فيها الدرجات، ويعتق الله فيها رقاب العباد من النار. لذلك، يُستحب أن يجتهد المسلم فيها بالصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، طلبًا للرحمة والمغفرة والنجاة من العذاب.
وقد كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان "شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله"، في إشارة إلى شدة اجتهاده في العبادة في هذه الأيام المباركة، خاصة في الليالي الوترية، تحريًا لليلة القدر.
نسأل الله أن يكتب لنا ولكم فيها القبول، وأن يرزقنا حسن العبادة، وأن يجعلنا ممن تنالهم رحمته وعفوه، وأن يعتق رقابنا ورقاب أهلينا من النار.