وثائقيٌّ إسرائيليٌّ يكشِف خبايا تدمير مفاعل دير الزور السوريّ: النجاح لا ينسحِب على إيران.. واشنطن رفضت تنفيذ الضربة وزوّدت الكيان بمئات الأطنان من القنابل الذكيّة للهجوم وتركيّا صمتت لانتهاك سيادتها
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس: في فيلمٍ وثائقيٍّ جديدٍ عرضته القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ ليلة أمس الأربعاء الاحتلال كُشِف النقاب عن تفاصيل سريّةٍ حول عملية أطلق عليها (أريزونا) بشأن قصف وتدمير مفاعل نوويٍّ كانت سوريّة تبنيه سرًّا، مفاعل دير الزور، وكان لافتًا أنّ جميع أقطاب المؤسستيْن السياسيّة والأمنيّة في ذلك الوقت أدلوا بدلوهم حول العملية، مُشدّدّين في الوقت عينه أنّ ضرب البرنامج النوويّ الإيرانيّ يختلف جدًا عن العملية المذكورة، وهو مُعقّد ومُركّب، وأنّ النجاح في سوريّة، لا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال النجاح في إيران النوويّ السوريّ بمُساعدة كوريا الشماليّة ووفقًا لقائد شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق، عاموس يدلين، فإنّ دائرة المخابرات قد قدّرت في 2002 أنّ سوريّة كانت تبني مفاعلاً نوويًا، بمُساعدةٍ من كوريا الشماليّة، بيد أنّ الوثائقيّ لم يكشِف لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ عن الجهة التي قامت بتزويده بما تُسّمى (المعلومة الذهبيّة).
بوش رفض طلب أولمرت بأنْ تُوجِّه أمريكا الضربة وكشف الوثائقيّ النقاب عن أنّه خلال التحضيرات للعملية السريّة لتدمير مفاعل دير الزور، سافر رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت إلى واشنطن والتقى بالرئيس الأمريكيّ جورج بوش وأطلعه على المعلومات والتحضيرات لضرب المفاعل، ووفق أقوال أولمرت فإنّ بوش قال له: هناك ثلاث إمكانيات، قيام إسرائيل بالضربة، قيام أمريكا بالعملية، والثالثة التوجّه للمسار الدبلوماسيّ لإلزام سوريّة بالتنازل عن برنامجها النوويّ، ولكن أولمرت أبلغ بوش بأنّ إسرائيل تُفضّل أنْ تقوم واشنطن بتدمير دير الزور أوْ إسرائيل، وأنّ المسار الدبلوماسيّ ليس مطروحًا بتاتًا على جدول الأعمال. مزاعمٌ إسرائيليّةٌ: قوّات النخبة تدخل الأراضي السوريّة سرًّا وفي آب (أغسطس) 2007، وضع الجنرال عاموس يادلين، قائد الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة خطّةً لإرسال قوّات النخبة لتدخل عمق الأراضي السوريّة وتفحص المفاعل النووي على أرض الواقع. وبحسب الرواية الإسرائيليّة، فإنّه بالفعل، وصلت الوحدة العسكريّة، وقامت بجمع عيّناتٍ من التربة والنباتات والأوساخ ووضعها في صناديق بلاستيكيّةٍ، وللتأكّد من النتائج، عملت القوات العسكريّة على الحفر داخل الأرض حتى عمقٍ مُحددٍ لفحص وجود اليورانيوم الذي سينتشر في حال ما قامت سوريّة ببناء مفاعل نوويٍّ. وتابعت الرواية الإسرائيليّة: “تمّت المهمة خلال دقائق، وغادرت القوات الإسرائيليّة بسلامٍ دون أنْ يشعر الجيش السوريّ أوْ يكتشِف ذلك حتى أنّ الجنود الإسرائيليين استخدموا جهازًا شبيهًا بالمكنسة الصغيرة لعدم ترك أيّ مسارات على الأرض تكشف وجودهم مستقبلًا.” ووفقًا لما جاء بالفيلم الوثائقيّ، فقد أظهرت العيّنات وجود اليورانيوم، وهذا يعني بدون شك أنّ البناء هو لمفاعل نوويٍّ وعليه قررت إسرائيل شنّ هجماتٍ عسكريّةٍ لتدميره. وبناءً على الصور عالية الدقّة الملتقطة والفحص الميدانيّ قال يدلين إنّ “بضع طائرات يمكنها إنجاز المهمة”، وأطلق على العملية اسم (أريزونا) نفذها سلاح الجو الإسرائيليّ، حيث حلقت الطائرات على علوٍ منخفضٍ للغاية لم يتجاوز 200 قدم. واشنطن أرسلت للكيان مئات الأطنان من القنابل والمقذوفات علاوة على ما جاء أعلاه، كشف رئيس الوزراء أولمرت أنّه بعد أنْ تلقّى الخطّة العسكريّة من قائد هيئة الأركان العامّة، غابي أشكنازي، أرسل مدير مكتبه فورًا وسرًا إلى واشنطن وبحوزته قائمةٍ من الأسلحة المتطورّة والقنابل الذكيّة جدًا بهدف الحصول عليها من واشنطن، وعندما عرض المسؤول الإسرائيليّ القائمة على مستشار الأمن القوميّ الأمريكيّ ردّ الأخير: كيف تريدون الشحن بالطائرات أوْ بالسفن؟ وفعلاً قامت واشنطن بتزويد إسرائيل بالأسلحة لاستخدامها بالضربة، وكشف أولمرت أيضًا أنّه بسبب ضخامة السفن لم تتمكّن من الرسو في ميناء أسدود، جنوب الكيان، ولذا تمّ شحنها إلى اليونان بحرًا ومن هناك إلى أسدود بسفنٍ أصغر. لماذا صمت أردوغان على انتهاك السيادة التركيّة؟ بالإضافة إلى ذلك، كشف الوثائقيّ الإسرائيليّ النقاب عن أنّ بقايا أحد الصواريخ التي كانت محملّةً على مقاتلةٍ إسرائيليّةٍ وقعت عن طريق الخطأ في الأراضي التركيّة، الأمر الذي أغاظ الأتراك، واتصّل أردوغان بأولمرت، وبعد ذلك اتصّل قائد الأركان التركيّ بنظيره الإسرائيليّ الذي اعتذر عن الخطأ، وسكتت تركيّا، ولم تتخّذ أيّ موقفٍ من تدمير المفاعل السوريّ، علمًا أنّ العلاقات السوريّة-التركيّة في ذلك الوقت كانت حسنةً للغاية. وقال أولمرت: “بعد القصف كنّا على أهبة الاستعداد، ولو كانت سوريّة قامت بإطلاق صاروخٍ واحدٍ على الأراضي الإسرائيليّة، لكنّا قصفنا ردًا على ذلك بمئات الصواريخ”، زاعمًا أنّ الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، لا يرغب في الردّ أوْ الهجوم على إسرائيل، وهذا ينّم عن حكمته”، حسب وصفه.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الإسرائیلی ة دیر الزور العسکری ة السوری ة سوری ة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي أن “قوات لواء الكوماندو تواصل العمل في جنوب لبنان، حيث تم تدمير مستودعات أسلحة والعثور على صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون وسترات مجهزة بعتاد عسكري”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “تواصل قوات لواء الكوماندو العمل في جنوب لبنان تحت قيادة الفرقة 91 داخل منطقة معقدة استخدمت لإطلاق الصواريخ والقذائف نحو الأراضي الإسرائيلية في الشمال”.
وأضاف: “من خلال استخدام الوسائل الخاصة واستخدام النيران جوا وبرا تقضي القوات على مسلحين وتتقدم داخل المنطقة للعثور على منصات صاروخية وبنى تحت أرضية ووسائل قتالية”.
وأوضح: “لقد كشفت قوات اللواء 7 مدرعات فتحة نفق استخدمت كمستودع أسلحة احتوى على الكثير من الصناديق المحملة بعبوات ناسفة وذخيرة وقنابل يدوية وتم تدميرها. كما تم العثور على مركبة تحمل آلية إطلاق متعددة القذائف كانت موجهة نحو بلدات الشمال”.
كما أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، إنذارات جديدة للسكان تمهيدا لقصف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان هو الثالث من نوعه اليوم بما يتعلق بالضاحية: “إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدا في مناطق حارة حريك والغبيري. أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب. من أجل سلامتكم عليكم اخلاء المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم أن طائرات سلاح الجو الحربية استكملت شن سلسلة جديدة من الغارات على منطقة الضاحية الجنوبية حيث استهدفت مستودع أسلحة ومقر قيادة وبنى لحزب الله.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيانه أن “جميع الأهداف التي تم ضربها وضعت من قبل حزب الله في قلب المناطق السكنية بشكل متعمد مما يشكل دليلا آخر على استخدام سكان لبنان دروعا بشرية”.