اكتشاف وجبة عشاء عمرها 3 آلاف عام في بومبي البريطانية.. ما مكوناتها؟
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إنّها فترة أواخر الصيف قبل 2،850 عامًا، حيث اجتاح حريق قرية مبنية على ركائز تطفو فوق نهرٍ موحل بطيء الحركة يمتد عبر الأراضي الرطبة شرق إنجلترا.
واشتعلت النيران في المنازل المستديرة المكتظة التي صُنِعت من الخشب، والقش، والعشب، والطين بعد 9 أشهر من بنائها فحسب.
وهرب سكانها تاركين وراءهم جميع ممتلكاتهم، بما في ذلك ملعقة خشبية في وعاء من العصيدة، ولم يكن هناك وقت لإنقاذ الحملان السمينة التي حُوصرت واحترقت وهي حية.
هذا المشهد عبارة عن لقطة قوية ومؤثرة استنتجها مجموعة من علماء الآثار لمجتمع كان مزدهرًا في أواخر العصر البرونزي في بريطانيا يُعرف باسم Must Farm، بالقرب ممّا يُعرف الآن ببلدة بيتربورو.
ونَشَر فريق البحث دراسة أحادية الموضوع مكونة من مجلدين الأربعاء تصف عمليات التنقيب والتحليل المضنية التي كلّفت 1.4 مليون دولار في الموقع بمقاطعة كامبريدجشاير.
ووصف الخبراء الموقع بكونه الوحيد في بريطانيا الذي يرقى إلى مستوى "بومبي"، وذلك في إشارة إلى المدينة التي تجمدت إلى الأبد بسبب ثوران بركان جبل "فيزوف" في عام 79 ميلادي.
شملت القطع المُكتشفة فأسًا بمقبض خشبي. Credit: Cambridge Archaeological Unitوقال عالم الآثار، كريس ويكفيلد، من وِحدة كامبريدج الأثرية بجامعة كامبريدج: "في موقع نموذجي من العصر البرونزي، إذا كان لديك منزل، فمن المحتمل أن تجد العشرات من ثقوب الأعمدة في الأرض، وهي بقايا للمكان الذي وقفت فيه ذات يوم فحسب. إذا كنت محظوظًا حقًا، فستجد قطعتين من الفخار، وربما حفرة بها مجموعة من عظام الحيوانات. وشكّل هذا (المشروع) عكس تلك العملية تمامًا. لقد كان أمرًا لا يُصدَّق".
وتابع ويكفيلد، وهو كان عضوًا في الفريق المكوَّن من 55 شخصًا الذي قام بالتنقيب في الموقع بعام 2016: "استُخدِمت جميع علامات الفؤوس لتشكيل الخشب ونحته. بدت كلها جديدة، كما لو قام بها شخص ما الأسبوع الماضي".
ومكّنت حالة الموقع ومحتوياته التي تم الحفاظ عليها بشكلٍ جيّد الفريق الأثري من استخلاص معلومات جديدة شاملة حول مجتمعات العصر البرونزي، وهي اكتشافات قد تغير الفهم الحالي لما كانت عليه الحياة اليومية في بريطانيا خلال القرن التاسع قبل الميلاد.
لغز محير رسمة تخيلية للمنازل من الداخل. Credit: Judith Dobieوكشف الموقع، الذي يعود تاريخه إلى 8 قرون قبل وصول الرومان إلى بريطانيا، عن 4 منازل مستديرة، وهيكل مربع استُخدِم كمدخل بلغ ارتفاعه مترين تقريبًا فوق مجرى النهر، كما أنّه كان محاطًا بسياج مصنوع من الأعمدة المدببة.
ورُغم تفحّم المستوطنة نتيجة الحريق، إلا أن المباني المتبقية ومحتوياتها بقيت في حالة جيدة من الحفظ بسبب حالة نقص الأكسجين في المستنقعات، أو الأراضي الرطبة.
وشملت المحتويات العديد من العناصر الخشبية والنسيجية التي نادرًا ما تبقى في السجل الأثري.
وترسم آثار المستوطنة معًا صورة للحياة المنزلية المريحة والوفرة النسبية.
لا تزال الظروف التي دمّرت المستوطنة غامضة بعض الشيء.
ويعتقد الباحثون أنّ الحريق وقع في أواخر الصيف أو أوائل الخريف لأن بقايا الهياكل العظمية للحملان بإحدى المنازل أظهرت أنّ عمر هذه الحيوانات، التي تولد في الربيع عادةً، تراوحت بين 3 و6 أشهر.
ولكن، السبب الدقيق للحريق المدمر لا يزال غير واضح، وكان من الممكن له أن يكون عرضيًا، أو مفتعل عن عمد.
ووصف أستاذ دراسات ما قبل التاريخ البريطاني في معهد الآثار في كلية لندن الجامعية، مايك باركر بيرسون، التقرير والموقع بأنّهما يتميزان بالاستثنائية..
وأضاف باركر بيرسون، الذي لم يشارك في البحث، عبر البريد الإلكتروني: "ربما كانت النيران كارثية بالنسبة للسكان، لكنها نعمة لعلماء الآثار".
قلب الأفكار حول مجتمعات العصر البرونزي عمل فريق مكوَّن من 55 شخصًا في الموقع الأثري بعام 2016. Credit: Cambridge Archaeological Unitكانت محتويات المنازل الأربعة المحفوظة "متشابهة بشكلٍ ملحوظ".
وتمتع كل منزل بمجموعة من الأدوات التي شملت المناجل، والفؤوس، وشفرات يدوية لقص الشعر أو القماش.
ويبدو أنّ كل مسكن احتوى على مناطق مخصصة لأنشطة محددة، وهي سمة يمكن مقارنتها بالغرف الموجودة في المنازل الحديثة.
وأشار باركر بيرسون إلى أنّه "من خلال رسم مواقع كل هذه الاكتشافات، من الأواني.. والأدوات، وحتى فضلات الأغنام، أعاد الفريق الأثري بناء الاستخدام الداخلي للمساحة في المنازل".
وأضاف باركر بيرسون: "كانت منطقة المطبخ في الشرق، ومنطقة التخزين والنسج في الجنوب، والجنوب الشرقي، مع وجود منطقة حظائر الحملان، ومنطقة النوم في الشمال الغربي، ولكننا لا نعرف مكان وجود مدخل كل منزل".
وستُعرَض بعض العناصر التي عثر عليها الباحثون في معرضٍ بعنوان "Introducing Must Farm, a Bronze Age Settlement" في "متحف ومعرض فنون بيتربورو" ابتداءً من 27 أبريل/نيسان.
كشفت بعض البقايا عمّا تناوله سكان هذا المجتمع. Credit: Cambridge Archaeological Unitوكشف التحليل المعملي للبقايا البيولوجية عن أنواع الطعام التي استهلكها هذا المجتمع في السابق.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة إنجلترا العصر البرونزی
إقرأ أيضاً:
الإسكان: جارٍ تنفيذ أعمال الكهرباء والطرق وتنسيق الموقع لأكثر من 7 آلاف وحدة سكنية
أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني، أنه جارٍ تنفيذ أعمال الكهرباء والطرق وتنسيق الموقع لـ295 عمارة تضم 7080 وحدة سكنية بالمرحلة الثالثة من سكن موظفي العاصمة الإدارية الجديدة، والجاري تنفيذها بمدينة بدر، بجانب استكمال أعمال الإنشاءات ببعض العمارات والتشطيبات بعمارات أخرى، وكذا المشروعات الخدمية لخدمة المنتقلين.
جاء ذلك خلال متابعة وزير الإسكان، لسير العمل والموقف التنفيذي لعددٍ من المشروعات الجاري تنفيذها بمدينة بدر، ومنها المشروعات السكنية، وأعمال المرافق، والتطوير ورفع الكفاءة، والمشروعات الخدمية بالمدينة، وموقف التعامل مع الظواهر العشوائية، مؤكداً ضرورة تكثيف جميع الأعمال بالمشروعات الجاري تنفيذها، والالتزام بالمواصفات القياسية للتنفيذ.
وفي هذا الإطار، قام المهندس محمد عبد العزيز عامر، رئيس جهاز تنمية مدينة بدر، ومسئولو الجهاز، بجولة تفقدية بالمرحلة الثالثة لسكن موظفي العاصمة الإدارية الجديدة، بالامتداد الشرقي للمدينة، وطالب الشركات المنفذة بسرعة تقديم برنامج زمني مكثف للانتهاء من جميع الأعمال الجارية، والبدء في إتاحة وفتح الطرق بالمشروع، والعمل على إزالة جميع التشوينات أمام أعمال طبقة السن والأسفلت، لسرعة تخصيص وتسليم الوحدات لمستحقيها.
وفي سياق متصل، تفقد المهندس محمد عبد العزيز عامر، ومسئولو الجهاز، مشروعات مرافق وطرق وكهرباء الحي الثالث، مطالباً بسرعة إزالة جميع المخلفات وعرض الموقف لجميع الحالات المخالفة للدراسة وسرعة التعامل معها.
وتفقد المهندس محمد عبد العزيز عامر، أعمال إنشاء النادي الرياضي، والذي يُعد من أهم المشروعات الترفيهية بالمدينة، للتأكد من سير الأعمال طبقاً للجدول الزمني المخطط للمشروع حيث جارٍ الانتهاء من أعمال التشطيبات للمباني الداخلية.
وأشار رئيس جهاز مدينة بدر، إلى أن النادي يعتبر أكبر مشروع ترفيهي بالمدينة، ويقع بمنطقة النوادي بمركز المدينة، بمساحة ١٠٦ آلاف م٢، حيث بلغت نسبة التنفيذ ٩٠%، ويحتوي النادي على عدد 2 حمام سباحة أوليمبي كبير وحمام سباحة أطفال، وعدد 2 ملعب كرة قدم قانوني أوليمبي مزود بمدرجات مغطاة وملعب خماسي، وعدد 2 ملعب تنس، وعدد 2 ملعب متعدد الأغراض وصالة ألعاب دورين ومسرح مكشوف، ومبنى اجتماعي 3 أدوار ومركز تجاري ومطاعم وكافيتريات ومساحات خضراء متنوعة مزودة بالأشجار والزهور.
وتابع المهندس محمد عبد العزيز عامر، أعمال تركيب اللافتات الإرشادية، والعلامات المرورية وأعمال تخطيط الطرق بالشوارع الرئيسية، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من أعمال تعزيز السلامة المرورية على الطرق والتقاطعات المرورية بمدينة بدر بهدف توفير عناصر السلامة لمستخدمي الشوارع والمساهمة في القضاء على الحوادث وتحقيق السيولة المرورية.
وأشار رئيس الجهاز إلى أنه جارٍ استكمال تركيب العديد من اللافتات واللوحات الإرشادية والتحذيرية على تقاطعات الشوارع بالمدينة، مضيفاً أنه تم تنفيذ أعمال الدهان لتحديد المسار على عددٍ من الشوارع، ودهان المطبات، وتركيب العواكس، بالإضافة إلى تركيب إشارات تحذيرية على رءوس الجزر والتقاطعات في عدد من المواقع، وتركيب لوحات إرشادية ومرورية جديدة واستبدال التالف منها.
وطالب رئيس جهاز مدينة بدر، الشركات العاملة بمتابعة أعمال النظافة والصيانة وزراعة المسطحات الخضراء وتكثيف العمالة بجميع الأحياء والمجاورات، والعمل على أكمل وجه وإظهار المدينة بالشكل اللائق.
وأكد رئيس الجهاز، أنه في حالة تقاعس أو عدم التزام الشركات القائمة في تنفيذ الأعمال المطلوب تنفيذها طبقاً للمواصفات الفنية، فسيتم سحب الأعمال وتكليف شركات أخرى بالتنفيذ خصماً من مستحقات الشركات المتقاعسة.
اقرأ أيضاً«الشربيني» يلتقي نائب وزير الإسكان الروسي لبحث سبل التعاون
الشربيني: المنتدى الحضري العالمي فرصة لعرض تجربة مصر الرائدة في تحقيق النهضة العمرانية
الشربيني: جهاز «تنظيم المياه» ذراع الوزارة للرقابة والمتابعة