استقبل العلامة السيد علي فضل الله النائب السابق إسماعيل سكرية، مهنئا بشهر رمضان، وتم التداول في الأوضاع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية.   بعد اللقاء، قال النائب سكرية: "هذا البيت بما يحتويه من فكر وعلم وثقافة انفتاح ومؤسسات تخدم الإنسان، يمثل القدوة للبنانيين على مختلف المستويات لأنه ترفّع في الموقف والخطاب والعمل عن كل العصبيات والحساسيات، واستمر خطابه الداعي للوحدة والحوار، ولم يتنازل عن مسيرته الرسالية وعناوينه الجامعة طوال هذه العقود".

  وأضاف: "لقد كان لي شرف الإطلاع على عمل المؤسسات الخيرية والصحية، كما كانت لي زيارة للمركز الصحي التابع لجمعية التآخي في بعلبك، واطلعت على التسهيلات التي يقدمها للناس، وخصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي نمر بها في لبنان، فوجدت أن هذا الأنموذج يتآخى تماماً مع الدعوات للحوار والتقارب، وبأن نكون إلى جانب الناس، تماماً كما هي رسالته الصحية النموذجية".   بدوره أكد السيد فضل الله أن "لبنان يفتقد إلى روح الشفافية والمراقبة التي تراجعت لحساب الفساد المستشري في الإدارات"، مشيراً إلى أن "ذلك لا ينعكس على الوضع الاجتماعي والاقتصادي فحسب، بل على ذهنية الناس وسلوكهم وتصورهم لمستقبل البلد".   وشدد على أن "الخطاب الذي لا يحمل أي لون من ألوان العصبية هو الأساس في جمع اللبنانيين، وهو المقدمة الأساسية للحوار الذي ينبغي أن لا يهرب أحد من طريقه".    ورأى "أننا بحاجة لمقاربة جديدة في الخطاب، وفي كيفية الحفاظ على لبنان الرسالة"، داعيا إلى "العمل بالمبادئ الرسالية والإنسانية التي ركّزت عليها المسيحية وأكدها الإسلام، وهو ما علينا الاستفادة منه في عيد البشارة لكي نبشّر اللبنانيين بولادة جديدة للبلد تطلع من رحم الإصلاح، وعلى أساس خطة نهوض حقيقية تحصّن الوطن وتجعله قادرا على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهنا في الداخل، وما يأتينا من المنطقة، ولا سيما في ظل الخطر الآتي من العدو الصهيوني، والذي يتواصل على غزة ولبنان ويهدد المنطقة بأسرها". 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

باحثون يعرّجون على الخطاب التاريخي للسيد القائد: رسم مسارًا واضحًا للمواجهة في المرحلة الأكثر حساسية

يمانيون../
لم يكن ما ألقاه السيد القائد، الخميس الماضي، خطابًا عابرًا، بل كان خطابًا تاريخيًّا، وبركانًا من العِزَّةِ والاستنهاض والإقدام والجاهزية والاستعداد لمواصلة الموقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد العدوّ الأمريكي والإسرائيلي ومن يتحَرّك لخدمتهم؛ فهو خطاب انطلق من عمق القرآن الكريم ومن مدرسة آل البيت، حَيثُ أقام من خلاله الحجّـة الكاملة، على العالم العربي والإسلامي والأمة كلها، ورسم المسارات وحدّد الخيارات، وكشف المؤامرات الأمريكية التي تتربص بالأمة الإسلامية، والحال المذل والمؤسف الذي عليه العرب والمسلمون ومواقفهم المخزية أمام ما يقوم به الأعداء في سوريا بعد غزة ولبنان، دون أن يحركوا ساكنا.

الخطاب ثبّت بُوصلة مقاومتنا نحو أعداء الإسلام والمسلمين، الذي لا أعداء لنا غيرهم، وهم اليهود والذين أشركوا، وكذلك حدّد معيار الموقف وأين نقف من العداوة لليهود التي أمر الله بها، فالإيمان يلزم كُـلّ الشعوب الإسلامية والعربية، أن تقف بالقول والفعل ضد الكيان وترفض التطبيع وتعلن العداوة للعدو الأمريكي والإسرائيلي.

إقامة الحجّـة أمام الله:

وكون خطاب السيد القائد -يحفظه الله- أزال الانكسار الذي أصاب كُـلّ المسلمين في العالم هذه الأيّام؛ بسَببِ ما حَـلّ بغزة من عدوان وما يحل بسوريا من تآمر، ويحتاج أن نعيد قراءته والحديث عنه، والتزود منه بالزاد الذي نتحصن به من أي انكسار أَو ارتباك.

وفي هذا الصدد يقول القاضي عبدالوهَّـاب المحبشى -عضو المكتب السياسي لأنصار الله-: إن “خطاب السيد القائد عبدالملك، كان خطابًا تاريخيًّا بكل ما للكلمة من معنى، خطابًا يكاد يكون هو الأبرز على مستوى معركة طوفان الأقصى بعد الخطاب الأول في بداية انطلاق المعركة”.

ويضيف: “ميزة هذا الخطاب هو أنه عالج مسألة بالغة الحساسية، كان سماحة السيد (يحفظه الله) يتحاشى الحديث حولها، ولكن عندما قاربها هذه المرة قاربها على أرقى مستويات المقاربة كإقامة للحجّـة“، مؤكّـدًا أن “هذا الخطاب هو خطاب وعي مركَّز، وحجّـةٌ أمام الله على كُـلّ أبناء الأُمَّــة الإسلامية لكيلا يُخدَعوا”.

قراءةٌ واقعيةٌ للأحداث:

في إطار مسؤولية السيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- المنبثقة من التوجيه القرآني لكل من يؤمن به حق الإيمَـان، يقول الباحث في الشؤون الدينية والسياسية الدكتور يوسف الحاضري: “من منطلق المسؤولية الإيمَـانية والإنسانية، يطل علينا السيد القائد، كُـلّ خميس ليلقي للعالم أجمع عامة وللأمتين العربية والإسلامية خَاصَّةً كلمة قرآنية مليئة بالعبر والحكم، يذكّر الجميع بخطورة الوضع ومسؤوليتهم تجاه هذه الأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية، منطلقًا من عين على الأحداث وعين على القرآن”.

ويضيف “لأن أحداثَ الأسبوع الماضي من أخطر الأحداث على الأمتين العربية والإسلامية جاء خطابُ السيد القائد التاريخي، على مستوى الوضع والأحداث، فشمل قراءةً واقعيةً للأحداث والمحدثين لها خَاصَّة فيما يخص سوريا، واستغلال فرصة الانهيار فيها من قبل أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، بل وللبشرية وهم اليهود الصهاينة”.

ويتابع الحاضري في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “الخطاب شخّص الوضع كاملًا والأسباب التي أَدَّت إلى ذلك والأخطار الأشد القادمة، فيما إذَا استمر الوضع كما هو عليه متمثلًا في تنصل السوريين ومحيطهم العربي والإسلامي عن مسؤولياتهم وبقائهم في وضع خضوع وخنوع للعدو الأمريكي الصهيوني، ثم تكلم عن الحلول القرآنية للتصدي لذلك وكيف أن خذلان غزة أَدَّى لهذا الوضع الكارثي وما سيكون من كوارث قادمة”، مؤكّـدًا “أن هذا الخطاب له أهميّة كبيرة في هذا التوقيت، وله مميزات كثيرة منها:

– الحالة النفسية المستاءة للسيد القائد من العدوّ الأمريكي والإسرائيلي، والجرائم التي يرتكبها في فلسطين، ومن تخاذل العرب ومن المسلمين على حَــدٍّ سواء، تجاه ما يحصل في المنطقة.

– النبرة العالية الغاضبة للسيد جراء استمرار الخِذلان لغزة رغم مرور ١٥ شهرًا في وقت أن هناك قوىً وجيوشًا وإمْكَانيات عربية وإسلامية ظهرت في أحداث سوريا.

– السرد الدقيق التفصيلي لبعض جرائم العدوّ في غزة وبالتحديد (مستشفى كمال عدوان) ليضع الجميع عن كُـلّ مأساة حصلت في الجريمة وماذا يجب علينا تجاهها ليخرجَنا من حالة النقل الرقمي إلى التفاعل المشاعري والنفسي.

– التوجيه المباشر للأعداء لليمن سواء في دول العدوان الخليجي على اليمن أَو في مرتزِقتهم في الداخل بأن الردَّ سيكون عنيفًا على الجميع فيما إذَا فكَّروا مُجَـرّدَ تفكير باستنساخ تجربة سوريا في اليمن خدمةً للكيان الصهيوني والأمريكي.

– رفع مستوى التفاعل الشعبي اليمني في الإعداد والتدريب والتأهيل والتحَرّك الشعبي والفردي سواءٌ نصرةً لغزة أَو استعدادًا لمواجهة أدوات العدوّ في الداخل.

– المقارنة الواقعية بين ما يقوم به اليمن في إطار مسؤوليتهم الدينية والإنسانية وبين تخاذل الآخرين واستعدادنا للعمل بما هو أوسع وأشمل وأقوى وأشد”.

ويختتم الباحث في الشؤون الدينية والسياسة الحاضري، حديثه لـ “المسيرة” بقوله: “إن السيد القائد أعلن بشكل واضح موقف الشعب اليمني من العدوّ الإسرائيلي، حَيثُ قال: إننا سنكون سندًا لسوريا كما كنا سندًا لفلسطين ولبنان فيما إذَا كان هناك تحَرّك سوري ضد العدوّ المشترك للجميع المتمثل في العدوّ الإسرائيلي؛ فالمسؤولية الدينية تلزمنا ذلك بعيدًا عن أية اعتبارات مذهبية أَو مناطقية أَو حزبية أَو فئوية أَو فكرية، وهذه رسالةُ إلزام حُجَّـة للأمتين العربية والإسلامية لأهميّة تحمل مسؤوليتهم بعيدًا عن المذهبية الخبيثة التي زرعها اليهودُ ليفرِّقونا؛ فهل من مُدَّكِر؟”.

تشخيص مسؤول وعلاج مأمول:

من جانب آخر، اعتبر سياسيون خطاب السيد القائد، تشخيصًا مسؤولًا وعلاجًا مأمولًا، مؤكّـدين أنه خطاب العزة والكرامة والإيمَـان، والثقة بالنصر، والاستمرار بمواجهة أعداء الله نصرة لله وللمستضعفين في فلسطين ولبنان، وكل بلد إسلامي يتعرض لعدوان من قبل اليهود.

وأكّـدوا استمرار موقف السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في خطابه الأخير تجاه ما يجري من حرب الإبادة في غزة، فقد سرد بشكل مفصل كُـلّ ما قام به العدوّ الصهيوني من جرائم وعدوان وتدمير واعتداء على المستشفيات خُصُوصًا مستشفى كمال عدوان والإندونيسي شمالي القطاع، وقدم أرقامًا وإحصاءات عن عدد المجازر والشهداء والمصابين.

ولم يتغير موقفه قيد أنملة من مساندة اليمن واليمنيين لغزة مهما كانت الأثمان والتضحيات؛ لأَنَّ ذلك هو “الواجب الذي لا تراجع عنه” ومن ذلك خروج المسيرات المليونية، وضرب الاحتلال بالصواريخ والمسيرات وفرض الحصار البحري على الكيان وداعميه.

كذلك لم يتغير تشخيص السيد القائد، لحالة الضعف والهوان والتخاذل التي تمر بها الأُمَّــة العربية والإسلامية، والتي تمنعها من مواجهة أعدائها وتجعلها أُمَّـة ذليلة وخانعة؛ بسَببِ عدم استعدادها للمواجهة والتضحية وقبولها بمخطّطات العدوّ للسيطرة على خيراتها ومقدراتها.

ولم تختلف نبرة الألم العميق والحزن الشديد التي تنبعث من صوته القادم من اليمن متجهًا نحو فلسطين وسوريا ولبنان؛ باعتبَارها الجغرافيا الأقرب للعدو والتي تتعرض بشكل يومي لهجماته واعتداءاته.

ورغم ذلك فقد احتلت سوريا مساحة واسعة من خطابه التاريخي ولم تكن عادة من ضمن الجبهات الساخنة التي يمر عليها في خطاباته كما اليمن والعراق ولبنان، وكان واضحًا إدانتُه للعدوان الصهيوني على سوريا وفي مساندته لسوريا، بغض النظر عمن يحكمها الآن.

وثمة نقطتان بارزتان أسماهما معادلاتٍ ضمن مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى الاحتلالُ لتكريسِه:-

أولًا: معادلة الاستباحة؛ فالعدوّ يضرب في كُـلّ مكان وفي كُـلّ وقت يدمّـر ويقتل دون توقف، وليس ذلك في غزة وفلسطين فقط بل في فلسطين وسوريا، ومن المتوقع أن ينتقل بالتدريج لاستباحة كُـلّ الدول الأُخرى في الأُمَّــة.

ثانيًا: معادلة التفوق، بأن تكون قدرات الدول العربية تحت سقف معين فلا تمتلك الأُمَّــة الأدوات المناسبة للدفاع عن نفسها. وفي الحقيقة أن الاستباحة متحقّقة فعليًّا بدرجة كبيرة، والتفوق بدا واضحًا في القدرات والإمْكَانيات العسكرية والتكنولوجية والتدميرية والأمنية التي يملكُها العدوّ.

وهناك الكثير من النقاط المهمة والرسائل الواضحة والعميقة التي أدلى بها السيد القائد في هذا الخطاب التاريخي، والذي رسم منهجيةً واضحةً لمواجهةِ الأعداء في المرحلة القادمة، والتي هي المرحلةُ المفصليةُ والأكثرُ حساسية.

المسيرة: عباس القاعدي

مقالات مشابهة

  • سويسرا تحظر حزب الله اللبناني
  • بالأغلبية...البرلمان السويسري يحظر حزب الله اللبناني
  • سويسرا تقر حظر حزب الله اللبناني .. تفاصيل
  • البطريرك الماروني اللبناني: انتخاب رئيس للبلاد في 2025
  • رئيس وزراء اليونان: نؤكد دعمنا للجيش اللبناني.. وسوريا أصبحت في بؤرة الاهتمام
  • خلف الحبتور: الجيش اللبناني أثبت أنه العمود الفقري للوطن وقدم نموذجا يحتذى به
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • باحثون يعرّجون على الخطاب التاريخي للسيد القائد: رسم مسارًا واضحًا للمواجهة في المرحلة الأكثر حساسية
  • إسرائيل ترى في خطاب نعيم قاسم اعترافاً بأزمة غير مسبوقة
  • ‏إسرائيل تعلن أنها ستغلق سفارتها في دبلن بسبب السياسات المعادية التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية