دراسة: الدم في مرحلة محددة من العمر قد يتنبأ بإصابتك مستقبلا بالخرف
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن التغيرات الدماغية في منتصف العمر التي لم تتم دراستها جيدا، يمكن أن تتنبأ بخطر إصابة الشخص بالخرف.
وبحلول عام 2050، سيتضاعف عدد سكان العالم البالغين من العمر 60 عاما فما فوق تقريبا، ما يؤدي إلى ما يصل إلى 153 مليون حالة من حالات الخرف. ولهذا السبب، قامت أستاذة علم الأعصاب في جامعة كوليدج كورك، البروفيسورة إيفون نولان، والطالب سيباستيان دوم هانسن ألارد، بالتحقيق في العلاقة بين مخاطر الإصابة بالخرف وما يوجد في دمائنا.
لعقود من الزمن، ركز العلماء على الشيخوخة باعتبارها الوقت الذي تتراجع فيه الحدة العقلية وصحة الدماغ عادة. لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أننا ربما نغفل فترة حرجة يمكن أن تشكل مستقبلنا المعرفي: منتصف العمر (المرحلة التي يتراوح فيها العمر بين 40 و65 عاما).
ونظرت الدراسة الحديثة المنشورة في مجلة Trends in Neurosciences في أدلة من الدراسات التي تركز على الإنسان والحيوان لتحليل الدماغ في مرحلة "منتصف العمر". وقاموا بمراجعة الأدلة الناشئة التي تشير إلى أن منتصف العمر هو فترة تحددها عمليات مركزية فريدة من نوعها تشكل المسارات المعرفية المستقبلية وصحة الدماغ".
ووفقا لنولان وألارد، قد يبدأ الدماغ في التغير بوتيرة أسرع في مرحلة منتصف العمر دون أن نلاحظ ذلك، وقد يكون سبب ذلك (جزئيا) ما هو موجود في الدم.
وهذه المرحلة من شيخوخة الدماغ خلال الأربعينيات إلى الخمسينيات من العمر، أو "منتصف الشيخوخة"، قد تتنبأ بصحتك المستقبلية.
ومن المهم للعلماء أن يكتشفوا عوامل خطر التدهور المعرفي قبل أن يصل المريض إلى سن الشيخوخة، عندما يكون الوقت قد فات في كثير من الأحيان للتدخل.
وبحسب ما أفاد نولان وألارد، فإنه تبين أن محتويات الدم قد تتسبب في شيخوخة الدماغ. موضحين: "مع مرور الوقت، تتدهور الخلايا والأعضاء ببطء، ويمكن لجهاز المناعة أن يتفاعل مع ذلك عن طريق بدء عملية الالتهاب. ويمكن للجزيئات الالتهابية أن تنتهي بعد ذلك في مجرى الدم، وتشق طريقها إلى الدماغ، وتتداخل مع أدائه الطبيعي وربما تضعف الإدراك".
وقال نولان وألارد: "قد يكون منتصف الشيخوخة أكثر أهمية بالنسبة لصحة أدمغتنا في المستقبل مما نعتقد".
ويقترح العلماء تعزيز الشيخوخة المعرفية الصحية من خلال التمارين الرياضية، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات مفيدة على الدماغ.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ألزهايمر امراض دراسات علمية مرض الشيخوخة منتصف العمر
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يكتشف أدوية قد تبطئ أمراض التدهور المعرفي
في دراسة جديدة، حلل العلماء بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي المخزنة في بنك حيوي في المملكة المتحدة وحددوا سبعة جينات مسؤولة عن الشيخوخة البيولوجية السريعة للدماغ و13 دواءً موجودًا يمكنها أن تستهدف تلك الجينات.
يُعد إبطاء عملية التقدم في العمر استراتيجية فعّالة للوقاية من العديد من الأمراض وتعزيز طول العمر.
وقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن القدرة على تأخير الشيخوخة بنسبة 2% فقط يمكن أن تُحقق مبالغ مالية في الرعاية الصحية تصل إلى 7.1 تريليون دولار أميركي خلال أقل من نصف قرن.
على مر السنين، أصبح من الواضح أن نمط تقدم الدماغ في العمر يؤثر بشكل كبير على تقدم الإنسان في العمر بشكل عام، إذ إنه مسؤول عن زيادة خطر التنكس العصبي وتدهور الصحة البدنية والمعرفية.
تُعدّ "الفجوة العمرية للدماغ" من المعايير الأساسية في أبحاث صحة الدماغ، وهي الفرق بين العمر البيولوجي المُقدّر للشخص وعمره الزمني. بمعنى آخر، تقيس الفجوة العمرية للدماغ مدى ظهور عمر دماغ الشخص، في التصوير بالرنين المغناطيسي أو غيره من تقنيات قياس عمر الدماغ، مقارنةً بعمره الفعلي.
تُعدّ الفجوة العمرية للدماغ أيضًا مؤشرًا حيويًا موثوقًا به (أو بديلًا) لدراسة صحة الدماغ. غالبًا ما تُلاحظ فجوة عمرية أكبر للدماغ لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات دماغية مثل ألزهايمر والفصام، وترتبط أيضًا بانخفاض درجات الاختبارات الإدراكية.
على الرغم من أن تأثيرات الفجوة العمرية للدماغ مُعروفة جيدًا، إلا أن تحديد العوامل المُسببة لشيخوخة الدماغ لا يزال يُمثل تحديًا. من المعروف أن الجينات تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل كيفية شيخوخة الدماغ.
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون نماذج تعلم عميق مُدرّبة على فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، وبيانات نمط الحياة، والسجلات الصحية، والمعلومات الجينية من حوالي 39 ألف مشارك في البنك الحيوي البريطاني، بمتوسط عمر 64 عامًا، مع توزيع متساوٍ بين الجنسين، لتحديد جينات مُحددة تُساهم في اتساع نطاق الفجوة العمرية للدماغ.
كشفت نتائج الباحثين أن سبعة جينات (MAPT، وTNFSF12، وGZMB، وSIRPB1، وGNLY، وNMB، وC1RL) تُمثل أهدافًا واعدة لشيخوخة الدماغ.
تنبأ نموذج 3D-ViT للذكاء الاصطناعي بدقة بالعمر البيولوجي للدماغ للمشاركين من خلال تحليل البصمات الرئيسية في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.
بدمج الرؤى حول أهداف جينية محددة، ومناطق الدماغ المرتبطة بالشيخوخة، وبيانات التجارب السريرية المتوفرة، حدد الباحثون 13 دواءً ومكملاً غذائياً، بما في ذلك الهيدروكورتيزون، والتستوستيرون، والديكلوفيناك، والميتفورمين، والتي يمكن إعادة استخدامها لإبطاء شيخوخة الدماغ.
وأشار الباحثون إلى أن الأساس الجيني للشيخوخة، الذي كشفت عنه هذه الدراسة، يمكن أن يُسهّل تطوير أدوية جديدة لإبطاء شيخوخة الدماغ وتحسين الصحة العامة.
ورغم ذلك، حصل الباحثون على نتائج هذه الدراسة من مجموعة سكانية في منطقة محددة. ويتعين إجراء مزيد من البحوث على مجموعات سكانية متنوعة لتقييم المدى الحقيقي لهذه النتائج.
مصطفى أوفى (أبوظبي)