ابرهيم موعد : قصة قصيرة.. تراجيديا عصريّة
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
ابرهيم موعد عانت عائلة أبو حجر من شظف العيش لقرون طويلة ، حيث كانت تقتات على البقول والثمار البرية قبل أن تتعرّف على اساليب الري والزراعة وايقاد النار وصيد البّر والبحر . وكان بديهيّاً أن تتحسّن ظروف معيشتها ، فتفاخر يوم ألأحد عادة، بالعاب الروديو وحفلات الشواء الباذخة . وكان ألأكثر سعادة في هذه الأجواء، صغارها الذين كانت اسماؤهم الشائعة تتراوح بين حصى وطبشور وبرونز وحديد ،مع اضافة صفة التأنيث المناسبة .
وبتوالي السنين، أصبح للعائلة تراثاً جسّدته برسوم مميّزة زيّنت زوايا كهفها . في ألأثناء ، وفي ليالي الشتاء الطويلة ، كان أطفال العائلة يتحلّقون حول الجدة حجر عثرة ،مصغين لقصصها عن الجن والعفاريت وعنترة والسندباد وعلي بابا والشاطر حسن وذات الرداء ألأحمر وقاتل العمالقة . والغريب ، أن الجدة اخترقت حاجز الزمان وأبدت اعجابها الشديد بمغامرات هاري بوتر من دون أن يختلط عليها ألأمر ، فتظنه قلب الدفاع الانكليزي هاري مغوايير . ولحسن حظ العائلة ، أضاءت الكهرباء الكهف 24 على 24 ، ما دفع ربّ العائلة أبو حجر الى السوق ،وإبتاع مذياعاً أمدّ العائلة بأخبار واغنيات العوائل المجاورة . وحقق ترنداً عالياً في نفوس العائلة مسلسل سمارة الذي كان البرنامج العام التابع لقبيلة القاهرة ، يحرص على بثه بموعد ثابت ، في تمام الخامسة والربع مساءً . وسرعان ما أكل الغبار الراديو والكاسيت ، ليلمع في ألأفق التلفزيون . فكان أبو سليم الطبل وجحيم المعركة ويانصيب شفيق جدايل ومسلسل فارس ونجود الذي عقبته الفانتازيا البليدة للعديد من المسلسلات المصرية فالمكسيكية والسورية والتركية .فصفّقت العائلة لقيامة ارطغرل على حريم السلطان . وحاليّاً ، لحلقات عشق منطق وانتقام ! ! استمتعت العائلة بذلك حتى الثمالة ،الى أن سيطرت شبكة الانترنت على العالم . وهنا ، تفوّقت العائلة بواسطة :like وDislike على ظاهرة البيتلمانيا . لكن هذا جلب لها الخمول ،فعافت اعمالها التي وقعت كلها على كاهل ابو حجر . فإستبد به الغضب ذات يوم ، ودرز كل العائلة بالكلاشن ،وتاه في زحمة المدن مقاوماً برأسه كتل ألأخبار العاجلة . وكان أحدها أن مقاوماً فلسطينيّاً دهس اسرائيلياً فاشيّاً . ولمّا كان رأسه حجراً ، صنّف المقاوم ارهابيّاً . وبإندلاع الحرب الروسية / الأوكرانية ، انحاز الى اوكرانيا بعدما سخسخته سباياها ذوات الجمال الباهر . وتمتم دعاء داعش ، بأنه سيقطع رأس بوتين في اقرب سانحة . لكن عندما رأى مثاله ألأعلى بايدن يتعثّر دائماً في مشيه ، لم يقوَ على العيش ، فقرر ألإنتحار ، ليس بالهاريكيري أو الروليت الروسية ، بل بسيف الحجاج الذي قيل أنه حسن اسلامه ، في آخر ايامه . تلك كانت تراجيديا أبوحجر .كما بلغتنا بالتمام والكمال . فلنأخذ العبرة بقلب سليم ،والله المستعان على ما كان ،وكان . كاتب فلسطيني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
درة : “وين صرنا” وثيقة تاريخية عن معاناة الشعب الفلسطينى.. كنت أتمنى التصوير فى قطاع عزة .. حوار
درة لـ صدى البلد : وثيقة تاريخية عن معاناة الشعب الفلسطينىكنت أتمنى التصوير فى قطاع عزة الإخراج لم يكن سهلا بالنسبة لى
الفنانة درة صاحبة فلسفة خاصة، تعشق التحدى، تمتلك قدرات فنية جعلتها واحدة من أبرز النجمات على الساحة الفنية، ولكونها تبحث دائما عن التفرد وتحقيق الانجازات على المستوى المهنى، قررت أن تخوض تجربة فريدة من نوعها ولكن هذه المرة خلف الكاميرا وليس أمامها، لتجلس بمقعد الإخراج من خلال فيلمها الأول “وين صرنا”، وتعيش عالم أخر مليئ بالسحر والإبهار، وبرغم المعاناة التى تعرضت لها بسبب تنفيذ فيلمها الإخراجى الأولى الا أن الإبداع يولد دائما من رحم هذه المعاناة، لتقدم لجمهورها عملا وثائقيا معبرا عن القضية الفلسطينية ومدى الأوجاع والآلام التى تعرضوا لها، عن هذه التجربة وصعوباتها تحدثنا درة.
درة كيف بدأت فكرة تقديم فيلم عن القضية الفلسطينية وتتولين إخراجه ؟بدأت الفكرة عندما تواصلت مع نادين، إحدى أفراد العائلة الفلسطينية التي هجرت من فلسطين إلى مصر بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر، وتحدثت لي عن معاناتهم وآلامهم التي لا تعد ولا تحصى، ومع مرور الوقت وازدياد علاقتي بهذه العائلة وتعلقهم بي، قررت أن أقدم قصتهم في عمل فني. كانت تلك فرصة حقيقية لدعم القضية الفلسطينية بطريقة غير تقليدية، مما دفعني إلى حلم طالما راودني: تجربة الإخراج، ولم يكن الإخراج في حد ذاته سهلًا بالنسبة لي، لكن الحلم تحقق من خلال فيلم وثائقي، وهو نوع سينمائي يتطلب مقاربة إخراجية وإنتاجية مختلفة عن الأفلام الروائية، وبدأت دراسة هذا النوع من الأفلام، إذ يمتلك لغة سينمائية خاصة. قررت أن أبدأ بتوثيق القصة عبر جلسات مع العائلة، بالإضافة إلى تصوير مشاهد من غزة، واخترت أن يظهر الفيلم من خلال أفراد العائلة أنفسهم دون الاستعانة بممثلين، ليكون العمل أكثر صدقًا وتأثيرًا”.
درة فى كواليس تصوير فيلم “وين صرنا” وماذا عن الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير العمل ؟واجهتنى تحديات عديدة أثناء تصوير بعض المشاهد داخل قطاع غزة، حيث لم أتمكن من التواجد هناك بشكل شخصي، مما دفعنى إلى الاستعانة بمصور داخل القطاع ليقوم بتوثيق الانفجارات والاعتداءات، مما منح المشاهد طابعًا واقعيًا حقيقيًا، وأن من أبرز الصعوبات التي اعترضتني كانت استحالة إعادة تصوير أي مشهد، كما يحدث في الأفلام الروائية، بسبب تتابع الأحداث بشكل سريع والقصف المتواصل على القطاع، بالإضافة إلى إغلاق المعابر، مما حال دون القدرة على التعديل أو إعادة المشاهد في حال حدوث خطأ تقني، وكان لدي رغبة في إضافة مشاهد أخرى، لكن غلق المعبر حال دون ذلك، رغم كل هذه التحديات، تمكنت في النهاية من إخراج العمل إلى النور، ليبقى شاهدًا على ما مر به القطاع.
إيرادات الأفلام.. محمد سعد في القمة ومين يصدق يواجه شبح الانسحابأول ناس تطعنك في ضهرك.. صدمة منة فضالى فى عشرة عمرهافيلم وين صرنا فيلم وين صرنا تضمن عدد من المشاهد التى توضح معاناة الشعب الفلسطينى والتى تعاطف معها الجمهور.. كيف كان تعاملك معها ؟كنت حريصة على اختيار مشاهد العمل بعناية شديدة وركزت بشكل كبير على اللحظات المليئة بالانفعالات والمشاعر والأحاسيس الإنسانية التى تعبر عن الشعب الفلسطينى ككل وليس العائلة التى ظهرت بالفيلم فقط، وتم تصوير أكثر من عشر ساعات واخترت فقط ساعة وثلث ليكون أكثر تأثيرا وحتى لا يشعر المشاهد بالملل واهتميت بالتفاصيل مختلفة تخص العائلة الفلسطينية القائم عليها الفيلم، وخاصة ركزت على دور المرأة والمعاناة التى تتحملها أثناء الحرب.
درة ما الفارق بين تجربتك الإخراجية والتمثيلية؟لكل منهما متعة خاصة حيث أرى ان تجسيد شخصية على الشاشة وأن تعيش معها كل تفاصيلها وحواسها لها متعتها الخاصة خاصة عندما تحقق المرادج منها وهو ان يتفاعل معها الجمهور، أما الإخراج فها تجربة كانت بالنسبة لى مؤجلة وعندما تجسدت فى فيلم “وين صرنا” شعرت بمتعة خاصة لان العمل خلف الكاميرا له متعته أيضا حيث يحملك مسئولية أكبر خاصة أن المخرج مسئول عن كل تفاصيله فى العمل بعكس الممثل الذى يتعمل عبء تجسيد الشخصية فقط، وأرى أن كل منهما له متعته ومذاقه المختلف.
درة