الرؤية- رويترز

قال مصدران إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا سيتفقان الشهر المقبل على توطيد التعاون العسكري بينهما بما يشمل إجراء محادثات بشأن أكبر تغيير محتمل منذ عقود في هيكل القيادة الأمريكية في شرق آسيا.

وذكر المصدران المطلعان أن واشنطن ستدرس تعيين قائد رفيع المستوى للإشراف على قواتها في اليابان ليكون نظيرا لرئيس المقر المقترح لقوات الدفاع الذاتي اليابانية الذي يشرف على جميع العمليات العسكرية في البلاد.

وردا على سؤال بشأن هذه التقارير، قال يوشيماسا هاياشي كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أمس الاثنين في إفادة صحفية دورية "نناقش كيف يمكن لقيادتنا المشتركة المقررة تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية".

وأضاف أن جدول أعمال قمة بايدن-كيشيدا لم يتحدد بعد.

ويريد كيشيدا إنشاء مقر القيادة المشتركة قبل نهاية مارس 2025. وقالت طوكيو إنها تشعر "بقلق بالغ" من تنامي القوة العسكرية للصين والتهديد الذي تشكله على تايوان الواقعة على بعد يتجاوز قليلا مئة كيلومتر من الأراضي اليابانية.

وعلى عكس كوريا الجنوبية المجاورة حيث يمكن للقوات الأمريكية والكورية الجنوبية العمل تحت قيادة موحدة لجنرال رفيع المستوى، يقود قائد أقل رتبة القوات الجوية والبرية والبحرية الأمريكية في اليابان والتي ليس لها أي سلطة على القوات اليابانية.

وسيضاهي القائد رفيع المستوى رتبة نظيره الياباني في المقر الجديد. ويقول الخبراء إن ضابطا أمريكيا بهذه الرتبة قد يضع الأساس لقيادة يابانية أمريكية موحدة في المستقبل.

وقال أحد المصدرين إن بعض المسؤولين الأمريكيين يريدون أن يكون أي قائد أمريكي جديد هناك مسؤولا فقط عن المناورات المشتركة والتدريب وتبادل المعلومات مع المقر الجديد لقوات الدفاع الذاتي اليابانية.

وأفادت صحيفة يوميوري وفاينانشال تايمز في وقت سابق بأن بايدن وكيشيدا سيكشفان عن خططهما عندما يلتقيان الشهر المقبل في واشنطن.

وتلعب اليابان دورا حاسما بالنسبة للقوة العسكرية الأمريكية في آسيا إذ تستضيف 54 ألف جندي أمريكي ومئات الطائرات والمجموعة الهجومية لحاملة طائرات أمريكية. وتمكن القواعد الموجودة على الجزر اليابانية الولايات المتحدة من استعراض قوتها العسكرية في أرجاء المنطقة والحد من نفوذ الصين.

ومن المقرر أن يستضيف بايدن رئيس الوزراء الياباني في حدث رسمي سيتضمن عشاء رسميا واجتماعا سياسيا.

 

ويأتي التعاون الوثيق بين الحليفتين في الوقت الذي تبتعد فيه اليابان عن سلمية ما بعد الحرب التي شكلت تخطيطها الدفاعي لعقود.

وتعهدت اليابان في نهاية عام 2022 بمضاعفة الإنفاق الدفاعي إلى اثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بما يشمل الأموال اللازمة لشراء صواريخ كروز التي يمكنها ضرب سفن أو أهداف برية على بعد ألف كيلومتر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جميل مطر يروي سر تشفير مقال هيكل!

في كتابه السيري الممتع "حكايتي مع الصحافة" يصحبنا الدبلوماسي والكاتب المصري جميل مطر في رحلة ممتعة إلى دهاليز الصحافة والسياسة وكواليس مطبخ صناعة الأحداث وكيف كانت تمررها الدولة المصرية للشعب، في عهد جمال عبد الناصر، عبر أذرعها في الصحف، خاصة صحيفة "الأهرام" التي احتفظ لها مطر في قلبه بمكانة خاصة منذ الطفولة.

يحكي أنه كان دائماً أول من يفتح باب الشقة ليسحب نسخة الأهرام الموضوعة برفق وعناية فوق "الدوَّاسة". يأتي بها كل صباح صبيٌ يكلفه بائع صحفٍ يحتكر التوزيع على سكان ثلاثة أو أربعة شوارع في وسط البلد. كانت نسخة الأهرام الملقاة أمام باب شقتهم فاتحة علاقة طويلة الأجل مع الأهرام؛ جريدة ومؤسسة. يقول: "اعتدت أن أقضي ليلة بيوم أو يومين في الأسبوع تارة في "البيت الكبير"، بشارع أمير الجيوش الجواني، المعروف اختصاراً بمرجوش؛ حيث تقيم وتجتمع العائلة الممتدة جدتي لأمي، وتارة في بيت الخالة المتزوجة بعالم أزهري حاصل على العالمية ويدرس أصول الدين بالأزهر، خاصة في المناسبات الدينية. كان الشيخ بيومي يحرِّم على بناته الخمس وولديه وأنا معهم وخالتي أيضاً لمس نسخة الأهرام التي يأتي بها كل صباح موزع الصحف. حرَّم علينا قراءتها أو نقلها من مكانها إلى مكان آخر قبل أن تحملها له كل مساء وبعد العشاء أكبر بناته ليقرأها في وجودنا مجتمعين".

تلعب الأقدار لعبتها، وتجعل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل شخصاً مهماً في حياة جميل مطر، سواء قبل أن يعرفه بشكل شخصي، أو بعد أن التحق بمؤسسة الأهرام ليعمل في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لها. يحكي مطر كواليس العمل الدبلوماسي في أكثر من دولة آسيوية، والضغوط التي تعرض لها، لكن ما كان يعنيه أكثر هو أن يصوِّر لنا قوة هيكل في عصر عبد الناصر، لدرجة أن تقوم وزارة الخارجية بتشفير مقاله وتعميمه على جميع السفارات.

يقول: "كانت أصعب أيام عملي في السفارة في بكين يومي الخميس والجمعة. ففي مساء الخميس تصلنا برقية رمزية فريدة من نوعها، مخالفة لكافة التعليمات الأمنية الخاصة بأعمال الرمز والتشفير. برقية مطولة جداً نعرف سلفاً مضمونها، ألا وهو المقال الأسبوعي الذي يكتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل في عموده الشهير الذي يحمل عنوان بصراحة".

ويعلق: "ما لم نفهمه، لا نحن في سفارة الصين ولا في السفارات المصرية الأخرى في كافة أنحاء العالم، هو لماذا تشفر الوزارة مقالاً منشوراً لعامة القراء في مصر وخارجها، خاصة وأن المقال يحتاج فك شفرته لعدد هائل من الساعات وملل شديد وجهد عصبي وآلام في الرقبة وإرهاق في البصر. أذكر أنني عاتبت هيكل بعد مرور سنوات ونحن معاً في الرحلة التي أخذتنا إلى الصين. وقتها تذكرت مشقة فك شفرة مقالاته، وحاولت أفهم منه الدافع إلى التشفير وهي في الأصل منشورة أو مذاعة على الكافة. تبرأ من مسؤولية التشفير ولم يحدد وقتها الجهة في الدولة المصرية التي أمرت بذلك. كل ما يعرفه هو أن تعليمات وصلت للخارجية بضرورة تشفير مقاله الأسبوعي وإرساله إلى جميع السفارات. قدرت في ذلك الحين، وهو نفس تقدير الزملاء في مواقع أخرى، أن الدولة لجأت إلى تعميم مقال هيكل لأنها لم تكن تثق بقدرة أو أمانة معظم كبار الصحفيين في نقل مبادئ ثورة يوليو ونشر الوعي بتجاربها في صنع سياسة خارجية مستقلة. أما لماذا التشفير بينما كان يمكن بتكلفة أقل وجهد أبسط إرسالها كما هي وكما ستُنشر في عدد الجمعة من الجريدة، كان الرد السائد وقتها أن التشفير يعطيها قوة وصدقية وأهمية".

بعد سنوات من العمل الدبلوماسي يعود مطر إلى مصر، وقد رحب هيكل بعمله في مركز الدرسات بالأهرام، وكانت أول نصيحة له هو ألا يظهر كثيراً في الطابق الرابع، حيث يوجد جيش من السكرتارية ومديري التحرير، لكن مطر يخالف ذلك، فقد كان شغوفاً بمعرفة كيف يدار العمل في جريدة "الأهرام" التي ارتبط بها منذ طفولته.

فوجئ مطر أيضاً بأن هيكل يمنع أول مقال له من النشر. امدهش، وربنا شعر بالقلق، لكنه فهم أساب المنع من هيكل نفسه. قال له في أول لقاء جمعهما: "أدركت من خلال قراءتي للمقال أنك بذلت في إعداده جهداً كبيراً باعتباره أول ما كتبت للأهرام وأحسن ما عندك، وإن عدم النشر في هذه الحالة سوف يؤذي العلاقة بيننا. أما لماذا قررت في البداية عدم نشره فلأنه مقال ممتاز لكن لقارئ آخر غير قارئ الصحف. قارئ الصحف يريد أن يفهم من القراءة الأولى للمقال ما يريد الكاتب قوله، فإذا قابلته صعوبة في الفهم أو فكَّر في قراءته مرة ثانية حتى يفهم، فإنه لن يتهم نفسه بالقصور أو العجز، قد يحاول مرة ثانية ليفهم وتنجح المحاولة فتَكسَبه قارئاً، وقد ينفض عنك ولا يعود فتفقده وقد تفقد معه آخرين".

أراد هيكل، كما يقول مطر، أن يحصل على كل المعلومات عنه في جلسة واحدة. وقد كان بارعاً، بل مذهلاً، في سعيه وراء المعلومة. يعلق: "لا أعرف كيف نجحتُ في مقاومة سعيه في هذا اللقاء لمعرفة تفاصيل الشخص الجالس أمامه. تذكَّرتُ هذا اليوم، ما رأيته بنفسي، وهو كيف يحطم حاجز الإخفاء أو الكتمان عند ملك في مملكة، أو رئيس في جمهورية، أو قائد جيوش في هذه أو تلك، أو رئيس حزب، أو ناشط وناشطة في حركة سياسية أو في قبيلة أو في تنظيم عصيان وتمرد وينفذ من الحطام إلى داخل الرجل، أو المرأة، ويعود بما يريد. كانت متعة لا تعادلها متعة أخرى يوم اخترتُ بعد عامين أو أكثر قليلاً، ونحن نقطع الوقت في طائرة فوق بحر العرب، أو في استراحة بين حركتي سمفونية عريقة في دار أوبرا باريس، أو في غداء على شاطئ أوستيا غرب مدينة روما أن أطلعه على بعض المخفي أو المكتوم. إذ اختار الرجل عبر شهور أن يطلعني على بعض ما أحتاج أن أعرفه عن عالم الصحافة والصحفيين فسمحت له بالاطلاع على بعض ما يسعى لمعرفته عن المخفي في حياتي والمعتم في شخصيتي".

مقالات مشابهة

  • نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية يكشف تفاصيل معركة بحرية مع المدمرة (ستوكديل) في البحر الأحمر
  • اليابان تعرب عن قلقها بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الصين وغيرها
  • مرشحة ترامب للاستخبارات تكشف دعم أمريكا للإرهاب لتغيير الشرق الأوسط .. فيديو
  • القيادة المركزية الأمريكية: هجمات “الحوثيين” البحرية كانت منسقة ومعقّدة ومتطورة
  • جميل مطر يروي سر تشفير مقال هيكل!
  • تفاصيل مثيرة في حادث تحطم الطائرة الأمريكية بعد اصطدامها بالمروحية العسكرية
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
  • خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران - عاجل
  • القيادة تعزي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية في واشنطن
  • القيادة تعزي رئيس أمريكا في ضحايا حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية بواشنطن