لبنان ٢٤:
2024-11-24@20:06:54 GMT

ثروة بيئية للبنان مهددة.. هل من ينقذها؟

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

ثروة بيئية للبنان مهددة.. هل من ينقذها؟

كتبت زيزي اسطفان في "نداء الوطن": صورة طيور اللقلق البيضاء وهي ترتاح على أغصان أشجار الصنوبر في حرج حاريصا شكلت فرحة للعيون، كما شكّل قبلها الفيديو المتداول لمجزرة الطيور العابرة بالأسلحة الحربية صدمة للعقول. فكيف يتساوى الجمال والقبح على أرض واحدة؟ الخبراء يجزمون أنه لو عرف الناس قيمة الطيور لما تجرأوا على التطاول عليها.

قوى الأمن تقوم بواجباتها حين تعرف بالمخالفة ووزير البيئة متعاون لكن عين الدولة بصيرة ويدها قصيرة وقاصرة، والجهود والإمكانيات أقل بكثير مما هو مطلوب لحماية الطيور.
خضة في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل، وبيئيون يطرحون الصوت وينادون بالفضيحة كلما نشر أحدهم صورة لأكوام طيور اصطادها وعرضها كغنيمة يتباهى بها. لكن ما يحدث في الخفاء وبعيداً عن أعين الكاميرات في حق الطيور العابرة والمفرّخة والمقيمة في لبنان يرتقي الى مصاف جريمة بيئية مستمرة يتم تجاهلها لأسباب كثيرة، ليس أقلها غياب الوعي والتوعية عن الدور الكبير الذي تلعبه الطيور في النظم البيئية، وصولاً الى عدم القدرة على مراقبة الصيد الجائر الذي يفتك بالطيور. ما يصيب الطيور العابرة يتخطى قصة الصيد بحسب ما يشرحه لـ»نداء الوطن» فؤاد عيتاني رئيس جمعية حماية الطيور في لبنان، فعوامل كثيرة تساهم في الضرر، الى جانب الصيد الجائر للطيور المحمية والمهددة بالإنقراض، منها التلوث، فقدان موائل الطيور بسبب اجتياح البناء وتراجع الأحراج، ارتفاع أبراج الاتصالات، خطوط التوتر العالي، مراوح الطاقة، استخدام المبيدات الزراعية والتغيير المناخي. ويضيف عيتاني أن أهمية الطيور العابرة لا يتنبه لها معظم الناس بسبب نقص التوعية حول الموضوع، لأن بعض أنواعها مثل اللقلق والعقبان والصقور تقضي على الجراد والحشرات والقوارض التي تفتك بالمحاصيل الزراعية خلال عبورها النهاري، وكذلك تفعل الطيور التي تعبر ليلاً مثل البومة. وثمة طيور عابرة، مثل النسر الأسمر والنسر المصري والأسود، تقوم بتنظيف الطبيعة من جيف الحيوانات النافقة، أما الطيور الأصغر فتقضي على الحشرات والديدان فتخفف بذلك من الحاجة الى استخدام المبيدات وتعزز بالتالي نوعية الخضار وصحتها، فالسنونو مثلاً او طائر الخطّاف هي طيور تأكل ما يعادل وزنها من البرغش، أما الصلنج وأبو زريق فتأكل الحشرات الضارة التي تفتك بشجر الأرز واللزاب والسنديان، فيما طيور الهدهد والمنجال والوقواق فتقضي على دودة الصندل الضارة التي تصيب الصنوبر.

وفي حين يتعامل البشر بقسوة مع الطير للتسلية والتجارة فإن الطير على عكسهم يغدق عليهم منافع كثيرة. ويشرح الخبير فؤاد عيتاني فائدة ما تقوم به بعض أنواع الطيور الى جانب القضاء على الحشرات والحفاظ على الأنظمة البيئية، عدا عن أن الطيور الصغيرة تساهم في إعادة تشجير غابات لبنان، فالكيخن مثلاً يبتلع بذور اللزاب في معدته ليفرغها من جديد في مكان آخر فتنمو وتكبر، أما ابو زريق فيخبئ البلوط الذي تحمله شجرة السنديان في أمكنة من التراب ليأكلها متى احتاجها، لكنه يترك الكثير منها فتنمو وتتحول الى شجيرات. ويمكن القول إن 30% من الطيور الصغيرة مسؤولة عن تلقيح الأزهار مثلها مثل النحل وبالتالي عن استمرارية الحياة...

لبنان يملك ثروة بيئية مجهولة من معظم أهله فهو غني بـ420 صنفاً من الطيور التي تتوزع بين طيور عابرة تمر فوقه، وأخرى تمضي الشتاء فيه أو الصيف لتفرخ صغارها إضافة الى طيوره المقيمة مثل البلبل والحجل والدوري والحسون والشحرور. ويعود هذا التنوع الى تنوع المناطق اللبنانية بين جبلية وساحلية وشبه صحراوية كما في رأس بعلبك وهي تؤمن موائل مختلفة للطير، وهذا الغنى، برأي عيتاني ومحبي البيئة، يمكن ان يتحول الى مادة سياحية بيئية تجتذب البيئيين والباحثين ومحبي الطبيعة والتصوير، شرط ان يحافظ لبنان على طيوره ويحترم الاتفاقيات المعقودة مع الدول الأوروبية لحماية الطيور العابرة وأبرزها طائر اللقلق الذي يعتبر رمزاً لدولة بولندا. وقد سعى لبنان قبل ازماته لعقد اتفاقية حماية اللقلق مع بولندا أيام وزير البيئة الاسبق فادي جريصاتي والتي ساهمت بتراجع صيد هذا الطائر بشكل كبير، لكن مع تبدّل الأولويات وتراكم الأزمات تمّت إشاحة النظر عن المراقبة وعادت الطيور العابرة الى دائرة الخطر.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران

23 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: قال الصحافي الأميركي توماس فريدمان، أن العراق يحتل مكانة محورية في الاستراتيجية الإيرانية، حيث يُنظر إليه كركيزة أساسية لضمان أمن إيران القومي وموقعها الإقليمي.

واعتبر الكاتب ان إيران لا ترغب في وجود دولة عراقية معادية وان العراق يشكل نقطة انطلاق جغرافية في مشروع محور المقاومة، حيث يربط الهلال الخصيب من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان.

واضاف ان البنية التحتية التي تصل هذه المناطق تعزز النفوذ الإيراني وتدعم طموحاتها الجيوسياسية.

ومع تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصاً مع إسرائيل والولايات المتحدة، قد يتحول العراق إلى مركز التركيز الإيراني في حال تقلص تأثيرها في جبهات أخرى مثل لبنان وغزة.

والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد الفصائل في العراق تعكس احتمالية أن يشهد العراق تصعيداً كبيراً، مما يجعله ساحة صراع رئيسية في المرحلة المقبلة، ويدفع إيران لتعزيز وجودها ونفوذها فيه كضرورة استراتيجية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟
  • عن التوغل البريّ في لبنان واتّفاق وقف إطلاق النار.. ما الذي قاله لواء إسرائيليّ؟
  • كاتب أمريكي: العراق ركيزة أساسية في محور المقاومة الذي تقوده إيران
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • باحثة: مفاوضات التسوية بين إسرائيل ولبنان وصلت إلى طريق مسدود
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • رسالة الراعي: الكيان اولا وتعويض الفراغ الرئاسي
  • بلاسخارت لمناسبة الاستقلال: أحيي الشعب اللبناني الذي يستحق الأمن والاستقرار
  • أوكرانيا: موسكو استهدفتنا بصاروخ عابر للقارات