#أزمة_جديدة في وجه #الأردن – #ماهر_أبوطير
كل فترة تقوم إسرائيل بتسريب معلومات جديدة، حول نيتها بناء جدار عازل بين الأردن وفلسطين، على طول الحدود، التي تمتد مئات الكيلومترات لاعتبارات مختلفة.
علينا أن نلاحظ 3 قصص إسرائيلية يتم تردادها سياسيا وأمنيا من جانب إسرائيل، الأولى أن إسرائيل تلقي القبض بشكل دائم على مجموعات أردنية أو من جنسيات مختلفة تحاول تهريب السلاح إلى الضفة الغربية، والقصد هنا أن الحدود في حالة فوضى، ولا حل سوى بناء هذا الجدار العازل، والثانية تتعلق بالنغمة الإسرائيلية حول محاولات تهريب سلاح من سورية ولبنان إلى الأردن ثم الضفة الغربية، من خلال جماعات تابعة لإيران حزب الله، والقصد هنا حرف البوصلة نحو استهداف أمن إسرائيل فيما الكل يعرف أننا أمام عصابات تهريب مخدرات من سورية، وإذا كانت هناك أسلحة مهربة فهي موجهة لجماعات محلية في الأردن، وليس للوصول إلى الضفة الغربية، لأن تهريب السلاح عبر الجولان أو جنوب لبنان إلى فلسطين أسهل وأقرب بكثير من تهريبه إلى الأردن ثم فلسطين، والثالثة أن هناك شكاوى إسرائيلية متواصلة من جانب مستوطني الأغوار، وتم تسريب إشارات كثيرة وتقارير إعلامية حول شكاوى مختلفة، بما يعني أن الاحتلال يريد حماية هؤلاء من خلال الجدار العازل الذي يتم التهديد به كل فترة.
هذه أزمة قديمة جديدة توجب اللجوء إلى مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وإثارة أزمة في وجه الإسرائيليين، ولا بد من الوقوف مطولا عند إصرار البعض في عمان على عدم جواز الدخول في مواجهة مكلفة مع إسرائيل من خلال هكذا إجراءات، أو تجميد معاهدة وادي عربة، أو حتى إلغاء المعاهدة، لأن هذا التيار لا يقدم لك بالمقابل أي حل أمام التهديدات الإسرائيلية.
الجدار العازل لا يمكن أن تتم إقامته في وجه دولة لها حدود وجغرافيا كما الأردن دون غايات إستراتيجية أخطر، من بينها أيضا إنهاء كل مشروع الدولة الفلسطينية وحدودها في الأساس مع الأردن، ومصادرة أرض غور الأردن في الجهة الفلسطينية، وغير ذلك من أهداف لا توجب السكوت، خاصة أن إسرائيل سبق أن أقامت حاجزا من جبال الملح جنوب فلسطين يمتد على مساحة تقترب من أربعين كيلو متر بين فلسطين المحتلة والأردن، وكما هو معروف فإن إسرائيل محاطة بالجدران العازلة من كل الجهات، حول الضفة الغربية، ومع قطاع غزة، ومصر.
الجدار العازل سوف يتسبب بكارثة بيئية والسبب أن إقامته ستؤثر على الزراعة والمياه الجوفية، وستؤثر على حركة الجريان السطحي لمياه الأمطار وتصريفها، وقد يؤدي إلى تراكم مياه الأمطار في مناطق معينة وتوقفها عن الوصول إلى مناطق أخرى، وقد يتسبب في فيضانات ببعض المناطق، وفي جفاف بمناطق أخرى، إضافة إلى أن هذا الجدار ستقام عليه محطات أمنية للرقابة والتشويش والتجسس بما يعني تأثير ذلك أمنيا وصحيا على المناطق الأردنية وسكانها من بحيرة طبريا وصولا إلى خليج العقبة، مرورا بالأغوار ووادي عربة.
هذه رسائل تهديد ضمنية، تؤخر إسرائيل تنفيذها لاعتبارات مالية أحيانا، أو بسبب انشغالها اليوم بحرب غزة، فيما يرى محللون أن إسرائيل ما دامت تخطط لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن-إذا استطاعت أصلا-فإن بناء جدار عازل يبدو مستحيلا، كونها تريد أن تبقى الحدود البرية مفتوحة على مدى مئات الكيلومترات لضمان تدفق الناس في حالة فوضى يتم تصنيعها، وأصحاب هذا الرأي يرون أن مشروع الجدار سيبقى مؤجلا حتى تتضح الصورة.
في كل الأحوال، نحن أمام وضع حساس في جوار الأردن، وداخل الأردن أيضا، لاعتبارات مختلفة، مما يجعل كل أملنا أن يمر عام 2024 بأقل الخسائر والكلف والأخطار علينا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أزمة جديدة الأردن الضفة الغربیة الجدار العازل فی وجه
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعلن عن خطط عسكرية لتسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن
أعلن وزير حرب الاحتل يسرائيل كاتس أمس الاثنين، خططاً لتسريع بناء سياج على طول الحدود الشرقية مع الأردن، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.
ونقل موقع "واي نت" الإخباري عن كاتس قوله خلال زيارة للقيادة المركزية، "سنتحرك بسرعة وحزم لمنع تحول الضفة الغربية إلى غزة أخرى"، مبينا أن بعض المناطق ستتطلب إصلاحاً شاملاً لتعزيز التدابير الأمنية.
وأكد الوزير، على الحاجة إلى مواجهة الجهود المستمرة والمنظمة» التي تبذلها إيران لإنشاء جبهة ضد إسرائيل في الضفة الغربية.
ومنتصف الشهر الماضي، قال وزير الطاقة في دولة الاحتلال، إيلي كوهين، إنه سيعمل على تسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن.
وأضاف كوهين، "مع دخول المتسللين، وتهريب الأسلحة غير المشروعة والعمليات المعادية، سأعمل في الحكومة على تسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن، على غرار السياج الذي أقيم على الحدود مع مصر".
وتابع كوهين: "إنه ليس خيارًا، إنه أمر لا بد منه".
ويبلغ طول الحدود الأردنية مع دولة الاحتلال والضفة الغربية 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية، وسبق للحكومة الأردنية أن نفت مزاعم إسرائيلية عن تهريب أسلحة من الأردن.
بدوره، أعرب رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، عن عزمه بناء سياج على الحدود مع الأردن على غرار السياج الذي تم بناؤه على الحدود مع مصر.
اظهار ألبوم ليست
ومنتصف أيلول/ سبتمبر، قالت صحيفة "يسرائيل اليوم" العبرية إن "الجيش الإسرائيلي بدأ بحفر خندق على الحدود مع الأردن".
الصحيفة نشرت على موقعها الإلكتروني صورا لآليات كبيرة تابعة للجيش تقوم بأعمال حفر.
وأضافت أنه "عقب مخاوف من تسلل مسلحين على طول الحدود الشرقية مع الأردن، سارع الجيش إلى تنفيذ خطة حفر خندق في منطقة شمال وجنوب وادي عربة".
وقبل ساعات، قال جيش الاحتلال في بيان، إنه رصد عددا من المسلحين تسللوا من الأردن جنوب البحر الميت، مشيرا إلى أنه تمكن من تحييد مسلحين اثنين أطلقا النار نحوه.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إلى إصابة جنديين إسرائيليين جراء إطلاق النار في المنطقة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، قتل 3 إسرائيليين متأثرين بإصابتهم بجروح خطيرة إثر عملية إطلاق نار نفذها السائق الأردني ماهر جازي، في معبر "اللنبي" (جسر الملك الحسين) الرابط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن.