عربي21:
2024-11-16@05:23:28 GMT

أزمة جديدة في وجه الأردن

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

كل فترة تقوم إسرائيل بتسريب معلومات جديدة، حول نيتها بناء جدار عازل بين الأردن وفلسطين، على طول الحدود، التي تمتد مئات الكيلومترات لاعتبارات مختلفة.

علينا أن نلاحظ 3 قصص إسرائيلية يتم تردادها سياسيا وأمنيا من جانب إسرائيل، الأولى أن إسرائيل تلقي القبض بشكل دائم على مجموعات أردنية أو من جنسيات مختلفة تحاول تهريب السلاح إلى الضفة الغربية، والقصد هنا أن الحدود في حالة فوضى، ولا حل سوى بناء هذا الجدار العازل، والثانية تتعلق بالنغمة الإسرائيلية حول محاولات تهريب سلاح من سورية ولبنان إلى الأردن ثم الضفة الغربية، من خلال جماعات تابعة لإيران حزب الله، والقصد هنا حرف البوصلة نحو استهداف أمن إسرائيل فيما الكل يعرف أننا أمام عصابات تهريب مخدرات من سورية، وإذا كانت هناك أسلحة مهربة فهي موجهة لجماعات محلية في الأردن، وليس للوصول إلى الضفة الغربية، لأن تهريب السلاح عبر الجولان أو جنوب لبنان إلى فلسطين أسهل وأقرب بكثير من تهريبه إلى الأردن ثم فلسطين، والثالثة أن هناك شكاوى إسرائيلية متواصلة من جانب مستوطني الأغوار، وتم تسريب إشارات كثيرة وتقارير إعلامية حول شكاوى مختلفة، بما يعني أن الاحتلال يريد حماية هؤلاء من خلال الجدار العازل الذي يتم التهديد به كل فترة.



هذه أزمة قديمة جديدة توجب اللجوء إلى مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وإثارة أزمة في وجه الإسرائيليين، ولا بد من الوقوف مطولا عند إصرار البعض في عمان على عدم جواز الدخول في مواجهة مكلفة مع إسرائيل من خلال هكذا إجراءات، أو تجميد معاهدة وادي عربة، أو حتى إلغاء المعاهدة، لأن هذا التيار لا يقدم لك بالمقابل أي حل أمام التهديدات الإسرائيلية.

الجدار العازل لا يمكن أن تتم إقامته في وجه دولة لها حدود وجغرافيا كما الأردن دون غايات إستراتيجية أخطر، من بينها أيضا إنهاء كل مشروع الدولة الفلسطينية وحدودها في الأساس مع الأردن، ومصادرة أرض غور الأردن في الجهة الفلسطينية، وغير ذلك من أهداف لا توجب السكوت، خاصة أن إسرائيل سبق أن أقامت حاجزا من جبال الملح جنوب فلسطين يمتد على مساحة تقترب من أربعين كيلو متر بين فلسطين المحتلة والأردن، وكما هو معروف فإن إسرائيل محاطة بالجدران العازلة من كل الجهات، حول الضفة الغربية، ومع قطاع غزة، ومصر. 

الجدار العازل سوف يتسبب بكارثة بيئية والسبب أن إقامته ستؤثر على الزراعة والمياه الجوفية، وستؤثر على حركة الجريان السطحي لمياه الأمطار وتصريفها، وقد يؤدي إلى تراكم مياه الأمطار في مناطق معينة وتوقفها عن الوصول إلى مناطق أخرى، وقد يتسبب في فيضانات ببعض المناطق، وفي جفاف بمناطق أخرى، إضافة إلى أن هذا الجدار ستقام عليه محطات أمنية للرقابة والتشويش والتجسس بما يعني تأثير ذلك أمنيا وصحيا على المناطق الأردنية وسكانها من بحيرة طبريا وصولا إلى خليج العقبة، مرورا بالأغوار ووادي عربة.

هذه رسائل تهديد ضمنية، تؤخر إسرائيل تنفيذها لاعتبارات مالية أحيانا، أو بسبب انشغالها اليوم بحرب غزة، فيما يرى محللون أن إسرائيل ما دامت تخطط لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن-إذا استطاعت أصلا-فإن بناء جدار عازل يبدو مستحيلا، كونها تريد أن تبقى الحدود البرية مفتوحة على مدى مئات الكيلومترات لضمان تدفق الناس في حالة فوضى يتم تصنيعها، وأصحاب هذا الرأي يرون أن مشروع الجدار سيبقى مؤجلا حتى تتضح الصورة.

في كل الأحوال، نحن أمام وضع حساس في جوار الأردن، وداخل الأردن أيضا، لاعتبارات مختلفة، مما يجعل كل أملنا أن يمر عام 2024 بأقل الخسائر والكلف والأخطار علينا.
(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة غزة الاحتلال طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجدار العازل الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

بعد سعي إسرائيل لضم الضفة الغربية.. مصطفى بكري: مخطط التهجير لن يقف عند حدود غزة

أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن التصعيد مستمر في المنطقة على الرغم من الأحاديث حول وقف إطلاق النار، مشيرا إلى تصريح وزير المالية الاسرائيلي الذي أكد فيه سعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمضي قدما نحو ضم الضفة الغربية للسيادة الاسرائيلية وشدد على ضرورة التواصل مع الاداراة الأمريكية الجديدة للحصول على الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية عام 2025.

وقال مصطفى بكري، خلال تقديمه لبرنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، إن التصريح يكشف عن النوايا الاسرائيلية في الاستمرار بالتصعيد، مؤكدا أن مخطط التهجير لن يقف عند حدود غزة، بل سيشمل الضفة الغربية.

وتابع مصطفى بكري، أن هناك أحد المؤيدين لاسرائيل في الحكومة الأمريكية، والذي أكد أن الضفة الغربية جزء لا يتجزأ من اسرائيل، ومن هنا نستطيع أن نفهم ان المخطط الذي يتم تجهيزه على المستوى الدولي واضح والدعم المريكي برعاية ترامب واضح.

مقالات مشابهة

  • "العربي للدراسات": إسرائيل تخطط لابتلاع الضفة الغربية في 2025
  • العدوان الإسرائيلي على فلسطين.. مأساة إنسانية في غزة وخطط ضم بالضفة الغربية
  • سفير أمريكا الجديد في إسرائيل: أعارض حل الدولتين ولن أستخدم مصطلح الضفة الغربية
  • كيف سيتعاطى ترامب مع رغبة إسرائيل بضم الضفة الغربية؟
  • بعد سعي إسرائيل لضم الضفة الغربية.. مصطفى بكري: مخطط التهجير لن يقف عند حدود غزة
  • فلسطين: فشل وقف حرب غزة يشجع إسرائيل على ضم الضفة
  • هجوم قوي من إسبانيا على إسرائيل بشأن تصريحات ضم الضفة الغربية
  • هل يدعم ترامب ضم إسرائيل للضفة الغربية؟
  • «الخارجية الفرنسية» تدين تصريحات سموتريتش بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل
  • سفير ترامب الجديد إلى إسرائيل يتوقع ضم الضفة الغربية للاحتلال