ما حقيقة الحرب بين البنك المركزي في عدن وصنعاء وارتباطها بإغلاق شركات الصرافة والبنوك التجارية؟
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
المصدر: يمن إيكو
أوقف البنك المركزي في عدن خلال الأسابيع القليلة الماضية التعامل مع 18 بنكاً تجارياً وشركة صرافة، قال إنها خالفت تعليماته، تزامن ذلك مع قيام البنك المركزي اليمني في صنعاء بإيقاف التعامل مع شركات صرافة، لتعاملها مع صرافين غير مرخص لهم قانونياً من البنك. هذا التزامن الإجرائي جعل البعض من المراقبين والمتابعين، يفسر ذلك بأنه انعكاس لحربٍ بين البنكين، فما حقيقة ذلك؟
من خلال متابعة ورصد موقع “يمن إيكو” لتعميمات البنك المركزي في صنعاء والمنشورة على موقعه الرسمي وعلى موقع جمعية الصرافين اليمنيين، يتضح أن البنك المركزي في صنعاء يتخذ إجراءات بشكل- شبه دائم- ضد شركات مخالفة، خصوصاً التي تتعامل مع صرافين غير مرخصين، وعندما يتم تسوية تلك المخالفات قانونياً يتم استئناف التعامل مع تلك الشركات.
غير أن أحد تلك الإجراءات تزامن مع قرار البنك المركزي في عدن، الصادر في الـ20 من مارس الجاري والقاضي بإيقاف التعامل مع ذلك العدد من البنوك التجارية وشركات الصرافة، ما جعل البعض يفسر ذلك التزامن بأنه حرب بين البنكين، فيما توضح المعطيات أن لا صحة لذلك.
ففيما يرجع البنك المركزي في صنعاء قرارات الإيقاف لتعامل تلك الشركات مع شركات غير مرخصة، وبالتالي ينتهي الإيقاف بالتسوية وإعادة التعامل مع الشركات الموقوفة، برر بنك مركزي عدن قراره بمخالفة البنوك والشركات الموقوفة لتعليماته، في وقت رفضت تلك البنوك والشركات التعامل مع ما يسمى بشبكة التحويلات الموحدة التي أنشأتها الحكومة اليمنية، مؤخراً، وتعمل وفق نظام تابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وفي سياق تلك الإشارة، كان موقع “يمن إيكو” قد كشف في تقرير حصري نشره- قبل يومين- عن الأسباب التي دفعت بالبنك المركزي اليمني في عدن وفرعه في محافظة مارب إلى إيقاف وإغلاق 18 بنكاً تجارياً وشركات صرافة، وعلاقة ذلك بالمساعي الأمريكية لتنفيذ العقوبات المصاحبة لتصنيف أنصار الله الحوثيين في اليمن كجماعة إرهابية.
ونقل موقع “يمن إيكو” عن مصادر مصرفية خاصة، تأكيدها أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أشرفت مؤخراً على وضع أنظمة جديدة للبنك المركزي في عدن، منها “الشبكة الوطنية الموحدة” وهي نظام تحويلات مالية، وقام البنك المركزي في عدن بمطالبة البنوك وشركات الصرافة والتحويلات بالانضمام حصراً إلى ذلك النظام، وهو ما رفضه معظم البنوك التجارية وشركات الصرافة والتحويلات.
وأضافت المصادر أن الانضمام للشبكة الموحدة يمثل بالنسبة للحكومة اليمنية مصدراً لجني مليارات الريالات كرسوم استخدام لنظام الشبكة الموحدة والعمولات على التحويلات المالية، وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فإن الشبكة الموحدة التي صممتها الوكالة الأمريكية الحكومية “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” يمكنها من الاطلاع على البيانات المالية والمصرفية والتحويلات المالية لاستخدامها في مراقبة حركة الأموال والشركات في اليمن، بهدف فرض العقوبات باسم تنفيذ قرار تصنيف الحوثيين.
ورجحت المصادر التي تحدثت لموقع “يمن إيكو” أن يتراجع البنك المركزي في عدن عن قراره، لأن إيقاف البنوك يمثل ضربة للقطاع المصرفي في مناطق الحكومة التي تعد سوقاً صغيراً مقارنة بمناطق سيطرة حكومة صنعاء التي تضم أكثر من 80% من عدد سكان اليمن، الذي يقدر بنحو 30 مليون نسمة.
وكان البنك المركزي اليمني في عدن أصدر تعميماً إلى كافة البنوك وشركات ومنشآت الصرافة ووكلاء الحوالات في مناطق الحكومة اليمنية، وجه فيه بإيقاف التعامل مع خمسة بنوك تجارية (بنك التضامن، بنك اليمن والكويت، بنك الأمل للتمويل الأصغر، مصرف اليمن والبحرين الشامل وبنك الكريمي للتمويل الأصغر الإسلامي) لمخالفة تلك البنوك لتعليمات البنك المركزي في عدن.
وتبعاً لذلك، أصدر البنك المركزي اليمني فرع مارب، تعميماً وجه فيه كافة شركات ومنشآت الصرافة، بإغلاق 13 فرعاً من فروع الشركات العاملة في المحافظة مارب، مرجعاً قرار الإغلاق إلى توجيه البنك المركزي اليمني في عدن.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: البنک المرکزی الیمنی فی البنک المرکزی فی عدن شرکات الصرافة فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
عطاف: علينا التعامل بجدية مع التحديات التي تمنع إستقرار إفريقيا وتنميتها
قال وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أن الجزائر تعتقد أن الوقت قد حان للتعامل بجدية مع التحديات والعقبات الرئيسية التي تحول دون استقرار إفريقيا وتنميتها وتكاملها.
وأكد عطاف، في كلمة له خلال مشاركته بجوهانسبرغ في الاجتماع الوزاري “”G20، أن الجزائر تؤيد تأييدا كاملا الأولويات الأربع التي حددها الرئيس سيريل رامافوزا. في خطابه الافتتاحي ظهيرة أمس. وتشيد على وجه الخصوص بتركيزه على حاجيات إفريقيا وتطلعاتها.
مضيفا أن هذا ما يؤكد مرة أخرى أن جنوب إفريقيا كانت ولا تزال مُدافعا صادقا ومُخلصا عن قضايا القارة وطموحاتها المشروعة.
وقال عطاف، أن هناك ثلاثة مساعٍ ذات أبعاد استراتيجية تستحق أن نوليها اهتمامنا الكامل وهي:
أولها إصلاح المؤسسات المالية والنقدية الدولية، فنحن بحاجة إلى مؤسسات تمثل عالم اليوم بصدق. وتستجيب بشكل فوري وبكفاءة عالية لشتى أنواع وأشكال التحديات التي تتهدد الدول النامية والإفريقية منها على وجه الخصوص.
ويتعلق المسعى الاستراتيجي الثاني بالحاجة الملحة لمعالجة أزمة المديونية بإفريقيا بغية الاستجابة لمتطلبات التنمية بها. فإفريقيا في حاجة إلى دعم قوي من مجموعة العشرين في هذا الشأن. بغرض تجاوز الأزمات المتفاقمة والمتمثلة في العسر المالي وتغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي واستفحال النزاعات.
وأضاف الوزير، بأنه لا ينبغي لإفريقيا أن تتخلف عن الثورات الراهنة التي ترسم مستقبل البشرية. سواء فيما يتعلق بالانتقال الطاقوي أو فيما يخص الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
أما المسعى الاستراتيجي الثالث والأخير، فيرتبط بالضرورة الملحة للوفاء بالالتزامات الدولية تجاه إفريقيا. لاسيما فيما يخص تعزيز الدعم المالي والشراكات. وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا بغية تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطلعات الأجندة الإفريقية 2063.
الجزائر تُرحب بمبادرة جنوب إفريقياوفي هذا الصدد، قال الوزير، أن الجزائر ترحب الجزائر بمبادرة جنوب إفريقيا المتعلقة بإنشاء ثلاث مجموعات عمل. تتناول كلا من “النمو الاقتصادي الشامل” و”الأمن الغذائي” و”الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف الوزير، أن مبادرة من هذا القبيل من شأنها أن تضفي زخما جديدا على كيفية التعامل مع القضايا والتحديات العالمية الملحة. كما أنها ستجعل من التعاون الدولي من أجل التنمية العالمية أوسع مضمونا وأكبر فعالية وأكثر جدوى.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور