«فنان النحاس».. مشوار «مصطفى» بدأ بالكسكسي وانتهى بالأنتيكات
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
«فنان النحاس».. مشوار «مصطفى» بدأ بالكسكسي وانتهى بالأنتيكات
كان الصباح بالنسبة لـ«مصطفي» ذي الثمانية أعوام وقتًا ممتعًا، خلال مساعدته لوالده عبد العزيز شديد في بيع «الكسكسى» بناصية شارع خان الخليلي في القاهرة، لم تدفعه حالة أسرته المادية إلى ذلك العمل، وإنما حبه للعمل في حد ذاته جعله بعد خمسين عامًا واحدًا من أكبر مصنعي مشغولات النحاس المطعم بالفضة في الشرق الأوسط.
نجح مصطفي شديد في الموازنة بين الدراسة والعمل مع أبيه، حتى أرسله الأخير إلى تاجر أحجار كريمة وأصداف للعمل عنده، قبل أن ينتقل الطفل الذى يطمح أن يكون تاجرًا إلى العمل مع عمه، الذي يبيع المشغولات الفضية في خان الخليلي، وفي أحد الأيام وبينما كان «مصطفي» يقوم بتنظيف الأنتيكات المعروضة في «البازار»، اتجه نحوه سائح ألماني بصحبة زوجته ليسأله عن شيء، فجرب «مصطفي» التحدث معهما بما تعلمه خلال دراسته الثانوية، فحياهما بلغتهما مما أبهرهما به كونه صبيًا يجيد التحدث بالألمانية، لينتهز «مصطفي» الفرصة مستعرضًا مهارته كتاجر لأول مرة.
لم تصرفه الدراسة في معهد المساحة عن طموحه في التجارة، وذات يوم صادف أستاذه في اللغة الإنجليزية بصحبة رجل أمريكي، فانتهز مصطفي شديد الفرصة لتغيير نظرة الأستاذ عنه وتحدث الإنجليزية بطلاقة أذهلت الأمريكي، فقرر الأخير أن يأخذه معه إلى واشنطن واستطاع «مصطفي» وهو في عمر 18 عامًا أن يكتسب ثقة رب العمل، الذي أتاح له الفرصة لكى يبيع ويتعامل مع الزبائن بدلاً من الاكتفاء بتنظيف المحل، ولم يكد يستقر به المقام في الغربة حتى قرر العودة إلى أحضان أسرته البسيطة بعد ستة أشهر من السفر، وبعد عودته إلى وطنه، انتقل للعمل عند أحد التجار، مثبتًا كفاءة منقطعة النظير: «بدأ حبي للحاجات القديمة من هنا فاتعلمت النقش على النحاس لحد ما ربنا فتحها عليا وقدرت أشتري المحل»
احترف المهنة وذاع صيته، وقصده الزبائن المهتمون بالأنتيكات من سوريا والمغرب والخليج العربي وبريطانيا: «بدأت أنمى تجارتى بروحي، أنا كنت ميال للتصميمات الإسلامية القديمة اللي بشوفها في جامع الحسين، وبدأت أتعلم صناعة الصواني والأباريق النحاسية، لحد ما بقى عندي محلات بره مصر واحترفت صنعة تنزيل الفضة على النحاس».
لدى مصطفي شديد فلسفة خاصة بمفهوم الثروة، فهو لا يعتبرها مالاً وجاهًا وإنما ذرية صالحة تعينه على الحياة في الكبر، ومثلما شيد امبراطوريته في الصناعات التراثية على غرار المسلسل الشهير «لن أعيش في جلباب أبي»، لحسن الحظ أبناؤه يحبون عمله ويساعدونه، فمنذ صغرهم وهم يعشقون كل ما له علاقة بالماضي: «عندي طارق الكبير مخلص هندسة وبيستغل اللي اتعلمه في تصميم الأنتيكات وأخوه سامي مخلص سياسة واقتصاد وبيلاقي نفسه في التجارة فاشتريتلهم محل بيبيعوا فيه اللي بيصنعوه بإيديهم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصطفى شديد خان الخليلي أنتيكات النقش على النحاس
إقرأ أيضاً:
النحاس يهبط إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر بفضل الحرب التجارية
انخفضت العقود الآجلة للنحاس إلى ما دون 4.20 دولار للرطل، اليوم الثلاثاء، مسجلةً بذلك أدنى مستوى لها في أربعة أشهر، مع تزايد المخاوف من أن الحرب التجارية المتصاعدة للرئيس ترامب قد تؤدي إلى ركود عالمي.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية إذا لم ترفع بكين رسومها الجمركية على السلع الأمريكية، مما أثار مخاوف من تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.
مع ذلك، لا تزال الآمال في تخفيف التوترات قائمة بعد أن أشار ترامب إلى انفتاحه على المحادثات مع الشركاء الرئيسيين، بما في ذلك اليابان.
وأشار وزير الخزانة الامريكي، سكوت بيسنت، إلى أن ما يقرب من 70 دولة تواصلت للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية، وهو ما جعل الأسواق تهدأ قليلاً بعد موجة خسائر متتالية.
تستثني الرسوم الأمريكية الجديدة النحاس والذهب والطاقة وبعض المعادن الأساسية غير المستخرجة محليًا، وارتفعت أسعار النحاس إلى مستويات قياسية في أواخر شهر مارس الماضي وسط تكهنات بإمكانية استهداف المعدن، لكن هذه المخاوف خفت، مما أدى إلى تراجع الأسعار.
الدولار الكندي
إلى ذلك ارتفع الدولار الكندي نحو 1.41 لكل دولار أمريكي، مقتربًا من أعلى مستوى له في أربعة أشهر والمسجل في 3 أبريل، مع تقييم المستثمرين لعزلة كندا النسبية عن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة القاسية.
وساهمت الإشارات إلى أن كندا ستظل معفاة إلى حد كبير من الرسوم الجمركية الموسعة بموجب اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) في تهدئة المخاوف التجارية، بينما لا تزال مفاوضات الرسوم الجمركية الدولية الجارية تُقدم الدعم.
اقرأ أيضاًحرب ترامب التجارية تشعل الأسواق العالمية.. ومصر الأقل نصيبا في الرسوم الجمركية
هل تتعارض «اتفاقية الكويز» بين مصر وأمريكا بعد فرض رسوم جمركية بـ 10%؟.. خبير يوضح
وزير الخزانة الأمريكي: كل الخيارات مطروحة بشأن الرسوم المفروضة على أوروبا