«فنان النحاس».. مشوار «مصطفى» بدأ بالكسكسي وانتهى بالأنتيكات

كان الصباح بالنسبة لـ«مصطفي» ذي الثمانية أعوام وقتًا ممتعًا، خلال مساعدته لوالده عبد العزيز شديد في بيع «الكسكسى» بناصية شارع خان الخليلي في القاهرة، لم تدفعه حالة أسرته المادية إلى ذلك العمل، وإنما حبه للعمل في حد ذاته جعله بعد خمسين عامًا واحدًا من أكبر مصنعي مشغولات النحاس المطعم بالفضة في الشرق الأوسط.

طموح لا ينتهي

نجح مصطفي شديد في الموازنة بين الدراسة والعمل مع أبيه، حتى أرسله الأخير إلى تاجر أحجار كريمة وأصداف للعمل عنده، قبل أن ينتقل الطفل الذى يطمح أن يكون تاجرًا إلى العمل مع عمه، الذي يبيع المشغولات الفضية في خان الخليلي، وفي أحد الأيام وبينما كان «مصطفي» يقوم بتنظيف الأنتيكات المعروضة في «البازار»، اتجه نحوه سائح ألماني بصحبة زوجته ليسأله عن شيء، فجرب «مصطفي» التحدث معهما بما تعلمه خلال دراسته الثانوية، فحياهما بلغتهما مما أبهرهما به كونه صبيًا يجيد التحدث بالألمانية، لينتهز «مصطفي» الفرصة مستعرضًا مهارته كتاجر لأول مرة.

صدفة حملته إلى أمريكا والحنين أعاده للوطن

لم تصرفه الدراسة في معهد المساحة عن طموحه في التجارة، وذات يوم صادف أستاذه في اللغة الإنجليزية بصحبة رجل أمريكي، فانتهز مصطفي شديد الفرصة لتغيير نظرة الأستاذ عنه وتحدث الإنجليزية بطلاقة أذهلت الأمريكي، فقرر الأخير أن يأخذه معه إلى واشنطن واستطاع «مصطفي» وهو في عمر 18 عامًا أن يكتسب ثقة رب العمل، الذي أتاح له الفرصة لكى يبيع ويتعامل مع الزبائن بدلاً من الاكتفاء بتنظيف المحل، ولم يكد يستقر به المقام في الغربة حتى قرر العودة إلى أحضان أسرته البسيطة بعد ستة أشهر من السفر، وبعد عودته إلى وطنه، انتقل للعمل عند أحد التجار، مثبتًا كفاءة منقطعة النظير: «بدأ حبي للحاجات القديمة من هنا فاتعلمت النقش على النحاس لحد ما ربنا فتحها عليا وقدرت أشتري المحل»

نجاح تجاوز خان الخليلي

احترف المهنة وذاع صيته، وقصده الزبائن المهتمون بالأنتيكات من سوريا والمغرب والخليج العربي وبريطانيا: «بدأت أنمى تجارتى بروحي، أنا كنت ميال للتصميمات الإسلامية القديمة اللي بشوفها في جامع الحسين، وبدأت أتعلم صناعة الصواني والأباريق النحاسية، لحد ما بقى عندي محلات بره مصر واحترفت صنعة تنزيل الفضة على النحاس».

ثروة مصطفي شديد

لدى مصطفي شديد فلسفة خاصة بمفهوم الثروة، فهو لا يعتبرها مالاً وجاهًا وإنما ذرية صالحة تعينه على الحياة في الكبر، ومثلما شيد امبراطوريته في الصناعات التراثية على غرار المسلسل الشهير «لن أعيش في جلباب أبي»، لحسن الحظ أبناؤه يحبون عمله ويساعدونه، فمنذ صغرهم وهم يعشقون كل ما له علاقة بالماضي: «عندي طارق الكبير مخلص هندسة وبيستغل اللي اتعلمه في تصميم الأنتيكات وأخوه سامي مخلص سياسة واقتصاد وبيلاقي نفسه في التجارة فاشتريتلهم محل بيبيعوا فيه اللي بيصنعوه بإيديهم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصطفى شديد خان الخليلي أنتيكات النقش على النحاس

إقرأ أيضاً:

كأنه حقيقة.. فنان يطوّع الذكاء الاصطناعي لينشئ عالمًا من الصور ساحر وغريب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في كتاب عنوانه "Cursed"، أي "الملعون"، يُصمّم المخرج تشارلي إنغمان صورًا غريبة ومقلقة لجسم الإنسان بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ففي أحد أعماله، يظهر رجل يمشي في بركة مياه ضحلة، فيما يخرج من كتفيه أجنحة خاصة بطائر البجع.

مشهد مريب.. أليس كذلك؟

صورة تعكس أحد أعمال المصور والمخرج، تشارلي إنغمان.Credit: Charlie Engman

هذه ليست سوى واحدة من أعمال إنغمان العديدة، التي يتطلّع من خلالها إلى تحقيق نوع من "التنافر المتوازن".

وقال: "ما هو مرغوب، وما هو مقرف، وما هو جميل، وما هو قبيح.. أنت مجبر على مواجهة ماهية هذه المعايير من الناحية العاطفية".

مقالات مشابهة

  • «الأبيض» يبدأ مشوار «الحلم الخليجي» بـ«نقطة العنابي»
  • مصطفي محمد يسجل ويقود نانت للإطاحة بـ درانسي من كأس فرنسا
  • الكويت وعمان يبدآن مشوار بطولة خليجي 26
  • مصطفى بكرى: يوجد متربحون من العمل باللجان الإلكترونية هدفهم إسقاط مصر
  • خلاف على المرور وراء مشاجرة بين لاعب بالأهلى وشخصين فى العجوزة
  • كأنه حقيقة.. فنان يطوّع الذكاء الاصطناعي لينشئ عالمًا من الصور ساحر وغريب
  • أسعار النحاس اليوم الجمعة 20-12-2024 في بورصة المعادن
  • 36 ألف منتفعة من حملة «مشوار الألف الذهبية.. يبدأ بخطوة» في الشرقية
  • نحاس محروق في طرابلس والمخابرات تتحرك.. إليكم ما حصل
  • "مركز الشباب" يحتفي بالمتأهلين لنهائي "تمكُّن" للعمل الحر المستقل