ما حقيقية انسحاب ام تي ان من سوق العمل في السودان وإغلاقها مكاتبها؟
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
ناس كتيرة بتتساءل عن مصير شركة”M. T. N” للاتصالات ووضعها وسط تنامي شائعات عن انسحابها من سوق العمل في السودان وإغلاقها لمكاتبها.
بالتواصل اليوم مع مسؤول في الشركة اكد عدم صحة الكلام ده وقال انه الشركة بتعمل الان وسط الظروف المعقدة دي وتمهد للعودة ابتداءا من ولاية الخرطوم.. العمل الشغالين عليه الان هو “التشبيك” مع واحدة من الشركات العاملة “سوداني او زين” للربط معاها بعد خسائرهم الاتعرضو ليها في مقسماتهم الرئيسية.
خطوتهم الاولى هي العودة لعموم الخرطوم البتعمل فيها شبكتهم بنطاق محدود الان وعندهم ترتيبات للربط من داخل الخرطوم وصولا إلى ولايات اخري قريبة جدا من الخرطوم ومن ثم التشبيك تدريجيا حتي يصل الربط لاوسع نطاق في الشرق و الشمال تمهيدا لعودة الشبكة للولايات واعتذر الرجل بلطف عن تقديم قيد زمني محدد او متوقع لعودة الخدمة للتعقيدات البتصاحب العمليات الفنية المن النوع ده… ده بخصوص ام تي إن.
بخصوص الجزيرة فقد يلاحظ الناس عودة متذبدبة وضعيفة للشبكة في عدد من المناطق والقرى وباستفسار الاخوة في شركة سوداني عرفت انه الامر ناتج عن معالجات فنية عملتها الشركات في الابراج بما يشبه او يعادل توسيع دائرة نطاق امتداد بث الإشارة والشبكة وهي عملية بتتم في الابراج ويطلقوا عليها فنيا ال Up tilting او رفع antenna
.. المعالجة دي بتدي شبكة لحد ما لابعد نقطة وادت فعلا شبكة لسوداني في مناطق داخل الخرطوم تضعف وتتحسن بين المرة والاخرى وان كانت حتكون شبكة ضعيفة وغير مستقرة ولكن في الظروف دي ببقى شيء افضل من ما لا شيء.. طيب والمقسمات يعني ما حتشتغل؟
بخصوص المقسمات سردنا في البوستات السابقة انه الشركات قالت لوفود المجتمعات الاهلية الاتواصلت معاها بهدف ارجاع الشبكة انه هي جاهزة ومحتاجة لضمانات من الدعم السريع تضمن دخولها لمعاينة المقسم والمحطات والابراج وتضمن سلامة العاملين الحيتواجدو فيها… الوفد ده والمكون من قيادات اهلية واعيان ورجال طرق صوفية التقى امس الاول بالجزيرة بقيادة الدعم السريع في الجزيرة بهدف السماح للشركات باعادة الخدمة ودخول الفنيين ولكن للاسف قيادة الدعم السريع هناك قابلت طلبهم بالرفض الشديد وبصريح العبارة ردوا ليهم وبوضوح انه لا.. ما حنسمح.
عليه يبقى الوضع كما هو عليه بعدد من مناطق الجزيرة الما وصلتها الخدمة الا ان يقضي الله امرا كان مفعولا.
في قطاع الاتصالات في مشكلة تانية.. قطاع الاتصالات مرشح لهزة في مقبل الايام بسبب التعنت الحكومي في تحصيل الضريبة من الشركات رغم الظروف المرت بيها والتدهور الصاحب عملها… الحكومة تصر على تحصيل ضريبة ارباح عالية من مجمل راس المال مش فقط من الارباح والمبلغ فوق طاقة الشركات لضخامته.. الوضع ده بقى الان محل خلاف كبير مكتوم بين الشركات والحكومة ومرشح للانفجار في اي لحظة بين الحكومة والشركات ما لم يتم الجلوس لتداركه.
نقطة اخرى مهمة.. الناس او المجتمعات البتشكي من عدم وجود خدمة اتصال من الاساس في مناطقها عندها حق حكومي اصيل هي للاسف ما عارفاه ويشكر مسؤول من حماية المستهلك اتواصل معاي ولفت نظري للنقطة دي ونبهني ليها.. الحكومة انشات قبل سبعة سنوات صندوق سمته “صندوق الخدمة الشاملة”.. الصندوق ده غرضه الرئيسي هو توفير خدمة اتصالات للمجتمعات الما وصلتها شبكات اتصال من الاساس وظلت الحكومة تتحصل سنويا ولمدة سبعة سنوات ضريبة لصالح الصندوق ده من شركات الاتصالات من غير ما تقدم بالمقابل الخدمة ولو لجهة محددة وواضحة حتى الان.
يعني انت ما عندك خدمة في منطقتك بتاعت اتصال وده حق اصيل ليك يتلمو اعيان واهل المنطقة ويمشو لجهاز تنظيم الاتصالات والبريد ويطالبوا بالحق ده.
اي مجتمع محلي ما عنده شبكة يتواصل مباشرة مع جهاز تنظيم الاتصالات اللي هو الجهة المسؤولة ويطالب بحقه في انه تصله خدمة والحق ده حق اصيل للمواطنين في المناطق دي وليس منحة وليصححنا الباشمهندس دكتور الصادق جمال الدين مدير عام جهاز تنظيم الاتصالات والبريد بالسودان الحاشير ليهو للمرة التالتة عبر حسابه الشخصي اذا كانت معلومتنا دي غير صحيحة وانه الناس ديل ما عندهم حق مسؤول عنه الجهاز ومعلق في رقبته وعلى إستعداد لنشر رده حال تكرمه بالتوضيح.
الجانب الاخير من المعلومات اليوم والمتعلق بعودة الشبكة لعدد من المناطق والمناطق المتوقع دخولها فشبكة سوداني وصلت لعدد من قري شمال محلية كرري في النوفلاب والحريزاب والجزيرة اسلانج والنوبة و السروراب وما حولها من مناطق ، عدا منطقة الشيخ الطيب ( أم مرحي ) لا زالت معدومة ولتاكيد المعلومة فقد اتواصل الصديق
نوفل عبدالرحيم حسن
مع الاهل هناك واكد صحة عودة الشبكة ولكن لنكون واضحين فالشبكة لن تكون مستقرة هناك وربما تتعرض مجددا للانقطاع بسبب عمل المحطة بالكهرباء وعدم استقرارها وبالتالي توقفها حال انقطاع التيار.
بقية مناطق امدرمان العمل في مقسم سوداني بغرض اعادة التاهيل قطع شوط بعيد ويتوقع عودة الشبكة لبقية مناطق امدرمان حال اكتمال العمل وقد لا تشمل العودة اجزاء واسعة من مناطق محلية امبدة البتجري في عدد من مناطقها عمليات عسكرية حتى الان.
اعتذر للإطالة في البوست ولكن لتشعب التفاصيل فالبوست طال شوية.. حفظكم الله وطمانكم جميعا على اهلكم واحبابكم.
السيد مدير جهاز تنظيم الاتصالات والبريد بالسودان بعلم الوصول
Elsadig Gamaleldeen
Zain Sudan
Sudani
طلال مدثر
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: تنظیم الاتصالات من مناطق
إقرأ أيضاً:
جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
الدكتور الخضر هارون
يثلج الصدر أن كثيرا من مؤسسات التعليم العالي في بلادنا قد حرصت علي ألا يفضي العدوان الغاشم علي بلادنا المتمثل في هذه الحرب الضروس التي اندلعت في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ إلى تكليف البلاد ضياع أجيال من بنات السودان وأبنائه وذلك بأن تكيف أوضاعها وفقاً للضرورات بالحفاظ علي الحد الأدني مما يمكنها من الاستمرار عند توقف الحرب. وقد تسارعت الخطى هذه الأيام بعد أن لاحت بشائر النصر، نحو عودة الاستقرار بإنفاذ الخطط الموضوعة لفترة ما بعد الحرب. وفي هذا السياق نقول إنه قد بذلت إدارة جامعة الخرطوم الحالية جهدا كبيرا كبيراً في سبيل بث الحياة في الجامعة إثر الصدمة التي صُدٍمتها البلاد بنشوب الحرب فقد كانت الجامعة من أوائل المؤسسات التي حرصت على دفع المرتبات لمنسوبيها (في غضون شهرين من وقوع الحرب) وخفف ذلك من معاناة الناس شيئاً ما. كما سارعت إلى اعتماد الوسائل الاكترونية لاستئناف التدريس عن بعد وكانت ثمرة ذلك أن تخرجت دفعات من الطلاب متلمسةً طريقها نحو المستقبل وعلى هدى الجامعة سارت بقية الجامعات، حيث افتتحت لها مكتباً في سواكن بشرقيّ السودان واعتمدت نظاماً إلكترونياً مخدوماً مكّن خريجيها ومنسوبيها من الحصول على شهاداتهم التي فقدوها إثر الظروف المعلومة وهكذا صار بمقدور خريجي الجامعة استعادة شهاداتهم و مؤهلاتهم استئنافاً لحياتهم ومضياً في بناء مستقبلهم. كما إنها اعتمدت عدداً من المراكز لامتحان طلبتها داخل السودان وخارجه سابقة نظيراتها التي سلكت هذا الطريق بعد حين. ونسقت مع مؤسسات نظيرة لنقل مكتب خدمات الترجمة إلى بورتسودان فلاقى من النجاح النصيب الوافر خدمةً للبلاد وأهلها وانتظاماً في خدمة المجتمع المستمدة من رسالة الجامعة ومنهاجها .
واستناداً إلى هذا الجهد وانطلاقاً منه فإن وحدة الترجمة تسعى إلى ارتياد آفاقٍ أرحب وساحات أعلى بما يليق بماضيها التليد ويتسق ومستقبلها الزاهر والبلاد تتزيّا بزيّ العافية وتتزيّن بثياب السلام والاستقرار والأمان ماشيةً في درب النهضة وساعيةً في طريق العزً وماضيةً في سبيل النماء والازدهار والمنعة.
ولما كنت ذا صلة بوحدة الترجمة في كلية الآداب إذ استضافتني الوحدة في مشاركات ثقافية ومعرفية كان أهمها مشاركتي في تدشين ترجمة طروحة العالم الجليل الأستاذ الدكتور عبدالله الطيب لنيل درجة الدكتوراة من جامعة لندن في قاعة الشارقة بجامعة الخرطوم قبل سنوات خلت. وقد ترجم الطروحة التي تحمل العنوان (أبو العلاء المعري شاعرا) الترجمان الفذ ابن القسم، الأستاذ عبد المنعم الشاذلي ترجمة لو أن شيئا يبلغ حد الكمال لحازت ذاك المرتقي الرفيع. نقول ذلك بمطالعة فاحصة مقارنين فيها بين أصل الرسالة في متنها باللغة الانقليزية وترجمتها إلي العربية. وكنت قد أفردت لذلك مقالة عقيب ذلك التدشين الذي نظمه الأديب الصديق الدكتور الصديق عمر الصديق رئيس مركز عبدالله الطيب والذي أمه لفيف من علماء السودان وأساطين البيان من أبنائه وتناول بالتعليق فيه علي ترجمة الطروحة الأساتذة البروفسور الحبر يوسف نور الدايم والبروفسير التجاني الجزولي المتعافي مدير معهد الخرطوم للترجمة رحمهما الله والبروفسور عبد الله محمد أحمد وجمع غفير من محبي الأدب ضاقت بهم القاعة علي سعتها وشرفته بالحضور الفضلى جوهرة الطيب حرم بروفسور عبدالله الطيب. كما أني قد قدمتُ لاحقاً في مقر الوحدة محاضرة لدارسين للترجمة من القضاة في القسم عن طرائف الترجمات والمترجمين. وصلتي بالترجمة سابقة لذلك كله فقد عملت مترجماً لخمس من السنين ووجدت في رحابها متعة لا توصف وهي مبتدأ للنهضة وسبيل إلى تحقيقها كيف لا وقد فتحت دار الحكمة التي أسسها الخليفة العباسي المأمون بن هارون الرشيد في بغداد التي كانت عاصمة الدنيا وزينة المدائن فانخرطت في الترجمة فنشأ علم الكلام وحوار الأديان وعلم الأديان المقارن في العصور الحديثة. وقد سرني أن الأستاذ عبدالمنعم الشاذلي قد أنجز مؤخرا مع صديقيه الدكتور مكي بشير مصطفى، كبير المراجعين بقسم الترجمة بمنظمة الأمم المتحدة وعضو هيئة التدريس السابق بجامعة الخرطوم، وخريج وحدة الترجمة والتعريب بجامعة الخرطوم، والدكتور البشير الصادق، الأديب والمترجم بدولة قطر، ترجمة لكتاب مهم للغاية هو قيد الطبع الآن عنوانه (Unstoppable) أو (عزائم لا تقهر) للكاتبة الأمريكية سينثيا كيرسي (Cynthia Kersey) • ومثلما كانت جامعة الخرطوم بادرة للمعارف التطبيقية يوم أن أسسها الغازي المستعمر هيربرت كتشنر حاكم عام السودان وسردار الجيش المصري تخليدا لذكري مواطنه شارلس غردون حاكم عام السودان السابق والمعيّن من قبل خديوي مصر الذي قتله ثوار المهدية عندما تحرر السودان بأسيافهم، باسم (كلية غردون التذكارية) كمدرسة لتخريج العمال المهرة وصغار الكتبة لكنها تطورت عبر الزمن فتبرع رجل البر والإحسان أحمد محمد هاشم بغدادي بتأسيس مدرسة الطب ثم سُمح بتدريس الانسانيات عشرينيات القرن العشرين وهكذا حتي غدت كلية الخرطوم الجامعية ثم جامعة الخرطوم بعد الاستقلال وأسهم خريجوها مع غيرهم من قطاعات الشعب في تحرير البلاد من قيود الاستعمار وتزويد السودان المستقل بالكفاءات في شتي المجالات. وحفاظا علي ميراث هذه المؤسسة الوطنية العريقة في ابتدار المبادرات الخيرة، تبادر اليوم وحدة الترجمة والتعريب وهي تستشرف انتصار البلاد وتحررها من قبضة المؤامرة الاقليمية والدولية التي تضطلع مليشيا الدعم السريع المتمردة والأجيرة بتنفيذها منذ أكثر من عام والخلوص إلى حقبة جديدة من التحرير، بمسعى علمي يفتح الطريق لاستئناف رسالته في ترميم ما خربته الحرب علي السودان وكانت جامعة الخرطوم من أول ضحاياه مبانيَ ومعداتٕ ومكتبات وأجهزة، ومعان تمثلت في وقف الدراسة في ربوعها. فكم سرني أن تفكر وحدة الترجمة والتعريب بهذا المستوى من التفكير الراشد بهذا المسعى الأكاديمي الخدمي مساهمة منها في إعادة إعمار هذه الجامعة، إذ سيذهب الريع المادي كله لهذا البرنامج (دورة الترجمة الفورية) للجامعة دون أن ينال منه أساتذة الوحدة شيئاً. وهي لعمري لفتة وطنية بارعة ما أحوج بلادنا إلى مثلها في هذه الظروف القاسية، وما أجدر أن تنحو هذا المنحى كل الإدارات والأقسام والوزارات في كل الدولة، لينهض كل قادر على دور إيجابي بأدائه. وهذه السطور بعض إعجاب بهذه اللفتة، وبهذا النهج في التفكير والشعور.
سدد الله الخطى وبلغ المقاصد.
abuasim.khidir@gmail.com