«الفاروق».. تحفة معمارية بالبرازيل
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةتم رفع الأذان لأول مرة بمسجد الفاروق عمر بن الخطاب بالبرازيل في مارس 1987، ومنذ ذلك الوقت تحوّل إلى مركز إشعاع إسلامي وثقافي في مدينة فوز دو إيغواسو، كونه بُني في حي يجتمع فيه الآلاف من الجاليات الإسلامية والعربية.
قبة عملاقة
عمارة المسجد عبارة عن تحفة فنية وطفرة نوعية في العمارة الإسلامية، فهو يضم أكبر قبة حرّة في أميركا اللاتينية مصنوعة من الخرسانة المسلحة، وتم تصميم مبنى المسجد على شكل قاعدة ثمانيّة الشكل ومحاطة بأقواس، ومئذنتين بارتفاع 15 متراً. الجزء الداخلي من مسجد الفاروق يسوده اللون الأبيض وتمنح النوافذ الزجاجية الملونة مشهداً ملوناً في ساحة الصلاة الرئيسة، وتغطي أرضية المسجد سجادة زرقاء جميلة مرسومة بشكل جميل ذات أقواس، والأعمدة الرخامية المنتشرة تعطي رونقاً وفخامة لساحة الصلاة، تزينها فنون الأرابيسك التقليدية والزخارف واللوحات التي تحمل آيات قرآنية.
زينة رمضان
في رمضان، يتخذ المسجد مشهداً بديعاً عبر الأضواء الملونة التي تكسي المبنى من الخارج، ليصبح بمثابة لؤلؤة ملونة تزين ليل المدينة، ويستقبل الصائمين طوال اليوم لقضاء الوقت، وتزدحم منطقة الطعام بالعائلات أثناء وقت الإفطار في مشهد جميل. وفي عيد الفطر يتحوّل مسجد الفاروق إلى تجمع احتفالي مميز بالزينة الملونة وتوزيع الهدايا على المصلّين عقب صلاة العيد، كما تتزين القبة بزخارف إسلامية من خلال نظامها الضوئي الفريد.
ديني تثقيفي
يقدم مسجد الفاروق خدمات عديدة، أبرزها مدرسة لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، إلى جانب الدور التثقيفي عبر محاضرات وكتب متنوعة في عدة مجالات، يستفيد منها الآلاف من المسلمين الموجودين في المدينة منذ عقود، ومؤخراً أصبح للمسجد دور مؤثر في المجتمع والاقتصاد كونه مركزاً لتنشيط السياحة الدينية في البرازيل، ودور مجتمعي يتجسد في التوعية من الأوبئة، وجمع المال لإطعام الفقراء وشراء الأدوية لغير القادرين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عمر بن الخطاب البرازيل المساجد المسجد الأقصى مسجد الفاروق
إقرأ أيضاً:
مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان.. صرح ثقافي يعزز التراث والمعرفة
إبراهيم الهادي
في خطوة تعكس التزام أوزبكستان بالحفاظ على إرثها الإسلامي وتعزيز الحوار الثقافي، يتجه مركز الحضارة الإسلامية في طشقند ليكون صرحًا عالميًا لنشر التراث الإسلامي والمعرفة جاء ذلك بموجب مرسوم رئاسي، ووُضع حجر أساسه خلال احتفالات عيد الفطر، ليشهد افتتاحه الرسمي ضمن مجمع حضرة الإمام التاريخي، ويجمع المركز بين العمارة الأوزبكية التقليدية والتكنولوجيا الحديثة ويمتد على مساحة واسعة يجسده مبنى بثلاثة طوابق، تتوجه قبة شاهقة تعكس عظمة التصميم الإسلامي، ويتميز المبنى بأربعة مداخل رئيسية مزينة بآيات قرآنية تعكس قيم العلم والتسامح ومحاط بلوحات فسيفسائية دقيقة تحكي تاريخ أوزبكستان وشخصياتها العلمية البارزة.
ويهدف المركز إلى توثيق مساهمات العلماء المسلمين وتعزيز قيم التسامح والتعايش من خلال التعاون مع منظمات دولية مثل اليونسكو والإيسيسكو كما يسعى إلى نشر الفهم الصحيح للإسلام وتعزيز دوره كدين يدعو إلى التقدم والسلام.
ويضم المركز عدة أقسام رئيسية تستعرض تطور الحضارة الإسلامية عبر العصور، بداية من الفترات السابقة للإسلام، مرورًا بعصور النهضة الإسلامية المختلفة، وصولًا إلى المرحلة الحديثة في أوزبكستان، وفي قلب المركز ستُعرض نسخة نادرة من المصحف العثماني، أحد أعظم الكنوز الإسلامية، أما الطابق الثاني فسيضم متحفًا واسعًا يعرض قطعًا أثرية نادرة، إضافة إلى قاعة مؤتمرات تسع عددًا كبيرًا من الحضور فيما يحتضن الطابق الثالث مكتبة ضخمة تضم آلاف الكتب والمخطوطات، إلى جانب مصادر رقمية ضخمة.
ومن المؤمل أن يكون المركز منصة للبحث والتبادل الثقافي إذ يتم تنفيذ العديد من المشاريع البحثية بالتعاون مع مؤسسات علمية، بمشاركة باحثين من مختلف أنحاء العالم.
يأتي مركز الحضارة الإسلامية ليؤكد أن الإسلام ليس مجرد دين روحي، بل قوة محركة للتقدم العلمي والتبادل الثقافي من خلال برامجه التعليمية ومبادراته البحثية، وسيعمل على مكافحة التطرف وترسيخ قيم المعرفة والسلام، ليصبح منارة عالمية للحوار والتفاهم المشترك.