قالت منظمة الصحة العالمية، إن الصراع في اليمن بلغ عامه العاشر، وها قد أصبح أكثر من نصف سكان البلاد بحاجة ماسة إلى مساعدات، حيث أصبح قرابة 17.8 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات صحية، نصفهم أطفال.

 

وقالت الدكتورة حنان حسن بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، يبدو الأمر كما لو أن الصراعات الجارية قد صارت جزءًا مقبولًا من حقائق الحياة اليومية في إقليمنا، ولكن من المهم أن نأخذ خطوة إلى الخلف، ونتذكر أن الأطفال الجوعى، وفاشيات الأمراض، وإغلاق المستشفيات كلها كوارث، وأنه يتعين عدم النظر إلى هذه الأمور بوصفها أحد مفردات الحياة الطبيعية.

 

وأضافت بلخي"إن الاحتياجات الصحية ملحة، لكن نقص التمويل مزمِن، وتظل المنظمة ملزمة بإعطاء الأولوية للخدمات الصحية اللازمة على قدم المساواة لإنقاذ الأرواح، وهي قرارات يصعب البت فيها للغاية، ونحن ممتنون بالتأكيد للمانحين على دعمهم على مر السنين، ولكن لا بد من التأكيد على مدى الحاجة إلى الدعم الآن، وأؤكد أننا ماضون قدمًا في إثبات أنه يمكن تحقيق حصائل صحية جيدة للغاية، عندما تتاح لنا فرص الوصول إلى من يحتاجون إلى المساعدة، وتتوفر لنا الموارد اللازمة لأداء مهامنا.

 

 

من جانبها قالت الدكتورة إيمان تاج الدين، من المختبر المركزي في عدن: "لقد دمر الصراع كل شيء، فقد أغلق العديد من المرافق الصحية أبوابه، وانتشرت الأوبئة، وعاودت أمراض، مثل شلل الأطفال والكوليرا للظهورَ، بعد أن ظُن أنها صارت جزءًا من الماضي، إننا نحب اليمن، ونتمنى أن يسترد عافيته ويتجاوز محنته.

 

وأوضحت، إن الأطفال، بوجه خاص، عرضة لأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي والدفتيريا، ويعانون في الوقت نفسه من ارتفاع معدلات سوء التغذية بشكل مخيف، ويعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من التقزم المعتدل إلى الشديد، أي ما يقرب من 2.4 مليون طفل.

 

وأكد الدكتور أرتورو بيسيجان، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس البعثة في اليمن: "بعد 9 سنوات من الصراع، وتدهور الحصائل الصحية، وتدمير البنية التحتية، أصبحت حياة الملايين من اليمنيين متوقفة على الاحتياجات الصحية والإنسانية الطارئة، الأمر الذي يحد من قدرتهم على تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.

 

وأضاف، "إن هذا الوضع يتفاقم بسبب الانخفاض الكبير في الدعم الدولي، وهو ما يجعل المجتمعات عرضة لظروف آخِذة في التدهور أكثر فأكثر، وكل يوم إضافي من هذه الظروف يؤثر على مستقبل الملايين لسنوات عديدة قادمة، موضحا ، إن اليمن واحد من أكثر دول العالم تأثرًا بتغير المناخ، وهو في الوقت نفسه واحد من أقل الدول استعدادًا لمواجهة آثار هذا التغير، ولقد كان السبب الرئيسي للنزوح الجديد في اليمن عوامل مرتبطة بالمناخ، لا سيما الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة، ولا يزال نحو 4.5 ملايين شخص نازحين داخليًّا في الوقت الحاضر، مع الإشارة إلى أن النساء والأطفال يشكلون قرابة 80% من هذه الفئة السكانية المتضررة.

 

ورغم الضغوط الكبيرة على الموارد، تدعم المنظمة حاليا 96 مركزا للتغذية العلاجية (بطاقة سريرية تكفي لخدمة نحو 30000 طفل سنويًّا) وتقدم أيضًا خدمات فحص التغذية في أكثر من 270 مديرية، وتحقق هذه المراكز نتائج مبهرة، حيث تصل معدلات الشفاء فيها إلى 96%، وهي معدلات أعلى كثيرًا من المعايير الدولية.

 

وفي عام 2023، واصلت المنظمة تقديم دعمها إلى 114 مرفقًا أساسيا وشاملا من أجل رعاية التوليد والمواليد في حالات الطوارئ، وذلك بتوفير الأدوية والإمدادات ومعدات الرعاية الصحية الأساسية للأمهات، وبالإضافة إلى ذلك، ظل 333 فريقا من فرق الاستجابة السريعة منتشرة في جميع أنحاء اليمن لضمان الاستجابة للفاشيات في الوقت المناسب، وأجرت هذه الفرق أكثر من 69000 زيارة ميدانية، لقد انخفض التمويل بنسبة 45%، في السنوات الخمس الماضية، في وقت تحتاج فيه المنظمة إلى 77 مليون دولار أمريكي خلال عام 2024 لتقديم المساعدة الصحية الأساسية، وفقا لبيان المنظمة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الصحة العالمية أوبئة الصراع

إقرأ أيضاً:

«التضامن»: 620 ألف سيدة ترددن على عيادات «2 كفاية» لخدمات الصحة الإنجابية

كشفت وزارة التضامن الاجتماعي عن جهود مشروع الحد من الزيادة السكانية «2 كفاية»، موضحة أنَّه تمّ تنفيذ 9.5 مليون زيارة توعية أسرية و4.500 ندوة توعية للمساهمة في جهود تنظيم الأسرة بالشراكة مع 112 جمعية منذ بدء المشروع.

وأكّدت أنَّ 620 ألف سيدة ترددن على عيادات «2 كفاية» لخدمات الصحة الإنجابية، و75% استخدمن وسائل تنظيم أسرة مجانية بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان.

وبالنسبة لبرنامج مودة تخطى عدد المتدربين على منصة «مودة» لإعداد المقبلين على الزواج 5 مليون و1,2 مليون مستفيد من التدريب المباشر بنسبة مشاركة 71% ذكور و29% للإناث، وأكدت الوزارة، أن المستفيدين من أعمال مودة الرقمية بلغوا 25.3 مليون.

زيادة عدد الرائدات الاجتماعيات

ونوهت إلى أنَّه تمّ إطلاق منصة الاستشارات الرقمية «اسأل مودّة» وبلغ عدد مستفيدي المنصة 6.500 من جميع المحافظات، وبالنسبة لبرنامج وعي للتوعية الأسرية والتنمية المجتمعية، تم زيادة عدد الرائدات الاجتماعيات من 2.500 رائدة إلى 15.000 رائدة اجتماعية يقمن بزيارات منزلية وندوات توعية مع رجال الدين ويستهدفن 3 ملايين أسرة.

وأدت الوزارة تنفيذ حملة زواجها قبل 18 يضيع حقوقها حول مخاطر واضرار زواج الأطفال قبل السن القانوني 18 سنة بإجمالي 30 مليون مستفيد، وتنفيذ حملة 16 يوم عنف ضد المرأة تشمل كافة الموضوعات التي تمس العنف ضد المرأة والطفل واشكال العنف الاسري بإجمالي 11 مليون مستفيد، وتنفيذ حملة وعي لمناهضة الممارسات الضارة «جريمة ختان الإناث، زواج الأطفال، العنف في تنشئة الأطفال استفاد منها 876 ألف مستفيد».

أيضاً تنفيذ المرحلة الأولى والثانية من حملة «بالوعي مصر بتغير للأفضل» بـ9 محافظات بإجمالي 250 ألف خدمة والتي حصل عدد 35 ألف مستفيد تشمل خدمات تنظيم الأسرة، والرعاية الصحية للأطفال، وخدمات لذوى الإعاقة، وتوعية مباشرة، وتنفيذ 3 ملايين زيارة منزلية للتوعية بحقوق المواطنة والحق الانتخابي من خلال 15 ألف رائدة.

مقالات مشابهة

  • متحدث "الصحة" يكشف تفاصيل فحص 2 مليون شاب وفتاة مقبلين على الزواج
  • الصحة تكشف تفاصيل فحص أكثر من 2 مليون شاب وفتاة مقبلين على الزواج
  • «الصحة» تكشف تفاصيل فحص أكثر من 2 مليون شاب وفتاة مقبلين على الزواج
  • لكبار السن وذوي الهمم.. فريق طوارئ متنقل للخدمة الطبية بالمنازل في القليوبية
  • «التضامن»: 620 ألف سيدة ترددن على عيادات «2 كفاية» لخدمات الصحة الإنجابية
  • أكثر من 400 أسرة نازحة تلقت تهديدات بإخلاء مساكنها خلال مايو الماضي
  • أكثر من 10.460 مبنى في بيروت بحاجة الى تدخل فوري!
  • رئيس الباطنة بـ "طب عين شمس" يبرز جهود الدولة للنهوض بقطاع الصحة بعد 30 يونيو
  • الصحة العالمية: تقارير الأمن الغذائي بشأن السودان”مفجعة”
  • المقررة الأممية: ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه إلا بالإبادة الجماعية