ملتقى لتصفية الذهن في ليالي رمضان.. جبال الطائف.. أنس المتسامرين
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
البلاد – الطائف
باتت مقاهي جبال الطائف بمواقعها الإستراتيجية أنس المتسامرين في ليالي رمضان بعد وجبة الإفطار، وروح الجلسات العائلية، التي أصبحت ملتقى يتزاحم عليه كل من يريد الارتياح من تعب النهار وتصفية الذهن؛ إذ تتنافس في حشد جموع الزائرين، الذين ينشدون البساطة والاستجمام، ومغادرة الأبواب المغلقة إلى الأجواء المفتوحة، لتلوذ ذائقتهم بكوب من القهوة السعودية أو الشاي، الذي يمتزج معه الصخب الثقافي المنعش بحواراته البناءة بحد ذاتها.
وتتميز محافظة الطائف- على غرار باقي مدن المملكة- بتعدد وتنوع فضاءاتها، التي تضفي عليها رونقًا وجمالية في رمضان، وتستقطب ساكنيها قبل زوارها، الذين يقصدونها، في ليالي الشهر الفضيل، ولاسيما بعد أداء صلاتي العشاء والتراويح، وذلك للترويح عن النفس وقضاء أوقات ممتعة؛ تضم في جوفها الحدائق والمساحات الخضراء، التي تنتشر بها الأشجار والنباتات العطرية بين أحضان الطبيعة. وأخذت مقاهي جبال مركزي الشفا والهدا نصيبها في استقطاب عشاقها، إلى جانب روادها الأوفياء الذين دأبوا على الذهاب لها، في أجواء يملؤها الود والإخاء، وأيضًا استغلال الفرص للالتقاء بالأقارب، وإيجاد أجواء حميمية، لتجاذب أطراف الحديث في موضوعات عديدة، ذات طابع اجتماعي أو فني أو ثقافي أو رياضي.
وتسهم هذه المقاهي بشكل كبير في النشاط الاقتصادي، ما يحفزها على تنويع عروضها، وتقديم ما لديها من خدمات؛ تتضمن أفكارًا جديدة مع تنوع كبير في الأنشطة، وكذا في قائمة الأطباق المقترحة أو المشروبات.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
العروض المسرحية بـ"ليالي مسقط" تسلط الضوء على القضايا المجتمعية في قوالب ترفيهية وإبداعية
◄ إقبال واسع من الزوّار لحضور العروض المسرحية
◄ أساليب فنية متنوعة لتقديم تجارب استثنائية تجمع بين الكوميديا والتثقيف
الرؤية-ريم الحامدية
شهدت فعاليات ليالي مسقط هذا العام حضورًا لافتًا للعروض المسرحية التي خطفت أنظار الزوار وأبهرتهم بمضامينها المتنوعة وأدائها المُميز، فقد نجحت هذه الفعاليات في تقديم تجربة استثنائية تجمع بين الترفيه والفكر ما جعلها واحدة من أبرز الفقرات التي جذبت اهتمام الجمهور من مُختلف الأعمار.
ويشكل المسرح جزءًا أساسيًا من أي مهرجان ثقافي حيث يُعد نافذة فنية تعكس قضايا المجتمع وتروي حكاياته بطرق إبداعية مشوقة ويعزز المسرح الوعي الثقافي ويرسخ القيم الإنسانية من خلال تسليط الضوء على موضوعات حياتية واجتماعية عميقة بأساليب تمزج بين التراجيديا والكوميديا، وفي مهرجان ليالي مسقط جاءت العروض المسرحية لتثبت أنَّ المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه بل وسيلة تعبير قوية تسهم في تعزيز الحوار الاجتماعي وتقديم رسائل تحمل في طياتها الكثير من القيم والمعاني التي تمس الجمهور بمختلف فئاته.
وتميزت العروض المسرحية بالتنوع الكبير في مواضيعها وأساليبها الفنية حيث قدمت تجارب مسرحية كلاسيكية إلى جانب أعمال حديثة تستخدم التكنولوجيا والمؤثرات البصرية والصوتية وشهدت خشبة المسرح مشاهد تجمع بين الفكاهة الراقية واللحظات العاطفية المُؤثرة، ما جعل كل عرض تجربة فريدة تستحق المتابعة وقد كان لافتًا الاهتمام بالتفاصيل الفنية الدقيقة سواء في تصميم الديكور أو الإضاءة أو الموسيقى المصاحبة للعروض ما أضفى جوًا ساحرًا على الفعاليات وأكد مدى احترافية الفرق المشاركة.
وتضمنت فعاليات ليالي مسقط تقديم مجموعة من العروض المسرحية المميزة التي نالت استحسان الجمهور من بينها العرض المسرحي المبتكر "احتفل بكل قصة في ليالي مسقط" الذي جمع بين شخصيات محبوبة تحت سقف واحد، وأُقيم في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، كما قدمت فرقة الرستاق عرضًا مذهلًا أضفى لمسة فنية فريدة على المهرجان وأبرز إبداع المسرح المحلي وغيرها الكثير من العروض.
وحظيت العروض المسرحية بتفاعل جماهيري كبير حيث امتلأت القاعات بالجمهور الذي تابع بشغف الأداء المتميز على خشبة المسرح ولم تقتصر ردود الفعل على التصفيق الحار بل امتدت إلى إشادات واسعة بالمضامين الهادفة والرسائل الاجتماعية التي قدمتها العروض.
وأشار العديد من الزوار إلى أن هذه العروض أضافت أجواء ثقافية ممتعة إلى المهرجان، معبرين عن تقديرهم للجهود المبذولة في تقديم تجربة مسرحية استثنائية.
ويعكس نجاح العروض المسرحية في مهرجان ليالي مسقط التنامي المستمر للاهتمام بالمسرح كفن يُعزز الثقافة والتفاعل الاجتماعي، إذ يأمل القائمون على المهرجان أن يسهم هذا النجاح في دفع عجلة الإنتاج المسرحي في السلطنة وتقديم المزيد من الفرص للمواهب المحلية.
ومن المتوقع أن تستمر العروض المسرحية في إمتاع الجمهور خلال الأيام القادمة مع تقديم أعمال جديدة تستهدف مختلف الأذواق، لتؤكد مرة أخرى أن مهرجان ليالي مسقط ليس مجرد مناسبة ترفيهية بل منصة ثقافية تعزز من الوعي الفني وتدعم المواهب الوطنية.