الرئيس المشاط يؤكد موقف اليمن الثابت من الأحداث في غزة ويضع هذه الشروط لإيقاف “عمليات صنعاء” (تفاصيل+نص الكلمة)
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يمانيون/ صنعاء أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، موقف اليمن الثابت مِن الأحداثِ في غزة.
ودعا الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بالذكرى التاسعة ليوم الصمود الوطني، أمريكا وبريطانيا لِوقفِ عُدْوانِهِمُ الوحْشِّيِ بِحقِ أبناءِ غزة، ورفعِ الحصار الفوري بِاعتبارِ ذلك المدخل الوحيد لِلْحَلِّ الأمْثل لوقفِ إجراءاتِ صنعاء التي تَهدِفُ في جَوْهَرِهَا لِوقْفِ الإبادة الجماعية والمُمارساتِ الوحشيِّةِ بِحقِ أبناءِ غزةَ المظلومة.
كما أكد الحرص التام والمتجددِ على المُضِيِّ قُدُماً في طريقِ السلامِ.. مطمئنا الجميعَ بأنَّ اليمنَ لا يُمثِل خطراً على أحد، وأن كُلَّ مَنْ لديْهِ مُشْكِلَةً مع صنعاء يُمْكِنَهُ حلَّها ِبالحِوارِ.
كما دعا الرئيس المشاط، قادة التحالف إلى المضي قدماً نحو إحلال السلام المستدامِ وإنهاء العدوان وتوقيع وتنفيذ خارطةِ السلامِ التي تم التوصل إليها في المفاوضات برعاية سلطنة عمان وبعد جهدٍ كبيرٍ ونقاشاتٍ طويلةٍ.
وجدد التأكيد على جهوزية صنعاء لذلك، معبرا عن الأمل في أن تتمكن قيادة التحالف من قطع الطريق على تجار الحروب وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا اللتان تظهران إصراراً واضحاً على إعاقة وعرقلة جهود السلام في اليمن والمنطقة.
وأشار إلى أن يومَ السادسِ والعشرينَ من مارسٍ، كانَ بداية المشوارِ ليمنٍ عزيزٍ يعتمدُ على الله، ويتمكن في زحمةِ الأهوالِ من تضميدِ جِرَاحاتِهِ بِنفسِهِ ومن تَثْمِيرِ تَجارُبِهِ، ومُراكمَةِ خِبْراتِهِ، وإعادةِ اكتشافِ ذاتهِ الإيمانِيَّةِ التيْ مثَّلتْ مصدرَ إلهامٍ وإبداعٍ في صنعِ مُوجِباتِ ومُقَوِّماتِ هذا الصُّمُودِ الكبيرِ.
ولفت الرئيس المشاط، إلى أن الجميع معني في هذه الذكرى بِترسيخِ كلِّ المبادئ التي مضى عليها شهداء الوطن وتعزيزِ وإثراءِ القيمِ والأفكارِ التي صَنَعَتْ هذا الصُّمُود، وتَثْمِير كلِّ الخِبِراتِ والمكاسِب التي جادَتْ بِها التَجْرُبَةِ الفَرِيدَةِ لِشَعْبِنَا وَبَلَدِنا طِيْلَةَ التِّسع السنواتِ الماضية.فيما يلي نص الخطاب:
الحمد لله وحدهُ، نصرَ عبدهُ، وأعزَ جندهُ، والصلاةُ والسلامُ على من لا نبيَ بعدهُ، وعلى آله الطيبينَ الطاهرين وارضَ اللهم عن صحبهِ المُنتجَبِينَ وسائرَ عِبادكَ المؤمنين من يومِنا هذا إلى يومِ الدين، أما بعد:
أيها الشعبُ اليمني الكريم -أخوةٌ وأخوات:
أُحييكم بتحيةِ الإسلام حيثما كنتم، وأُجدد التهاني والتبريكات بمناسبةِ هذه الليالي الرمضانية المباركة التي شرفكم الله فيها بمشاركةِ أهلِكُم في فلسطين بقيادةِ غزةَ الإسلامَ والعروبة -جهادَهُم العظيم وتضحياتهم العزيزة التي يُقدِمُونها بسخاءٍ في سبيلِ الله ودفاعاً عن شرفِ الأمةِ المهدور، ومُقدساتِها وحُقوقِها المُغتصبة.
وفي زخمِ هذِه المواقفِ النبيلةِ والمُشِرِفةِ تجاه أُمَتَكُم، تُطِلُ علينا الذكرى التاسعة ليومِ السادسَ والعشرين من مارس مُؤْذِنَةٌ بِاكْتِمال تسعةَ أعوامً ِمن صُمُودِكُم الكبير وصبْرِكُمُ الجميل؛ جهاداً مع اللهِ وفي سبيله، ودفاعاً مشروعاً عن النفس، وذوداً عن سيادةِ واستقلالِ البلاد.
أيُّها الإخوة والأخوات:
إننا بِإحياءِ هذا اليومِ لا نَحْتَفِيْ بالحربِ التي فُرِضَت علينا وإنما نَحْتَفِيْ بقرارِ الدفاعِ والتصدي كأولِ خطوةٍ على طريقِ استعادةِ القرارِ اليمنيِ السليب مُنْذُ عقودٍ طويلةٍ ونَحْتَفِيْ بصمودِ شَعْبِنا وبَلَدِنا في وجهِ واحدةٍ من أشرسِ الحروبِ العُدْوانِيَّةِ في التاريخِ البشري، وهذا الصمود – بِبِيْئَتِهِ وتَوقِيْتِه، وبِطبِيعةِ الظُروفِ والمُلابَساتِ المُحِيطَة، وبِما يُرتِبَهُ أيْضاً من اسْتِحْقَاقاتٍ مُهِمَّةٍ وحاسِمَةٌ في صُنْعِ المُسْتَقبلِ العزيزِ والواعد – يُعتَبرُ لاشكَ صُموداً نادِراً وعَظِيماً ويستَحِقُ أن نتذكَّرهُ وتتذكرهُ الأجيالِ لا على سبيلِ الاستعراضِ أوْ نَكْأَ الجِراحِ وتَأْجِيج الإحن، وإنما على سبيلِ النَظَرِ لِهذا اليومِ كمحطةٍ سنويةٍ تُقدِمُ بِطبِيعَتِها فرْصةً مَهُولَةٍ للاعتزازِ بالله الواحدِ الأحد واهِبُ هذا الصمودِ وصانعهِ الأول.
والتعرفِ من خِلالِها على يَمنٍ مُرْهَقٍ داهَمَهُ العالمَ القويِّ والغنيِّ بِحَرْبٍ ضَرُوسٍ وعُدْوانٍ غاشِمٍ وهو في ذروةِ ضَعْفِهِ، ومِن دُونِ أيِّ مُسَوِّغٍ أو سبَبٍ مشروعٍ وإنَّما لِأنهُ فقط قرَّرَ أن يَنفُضَ عن أكتافِهِ غُبارَ عُقُودٍ طويْلَةٍ من الوهنِ والضَّعْفِ، وأن يسْتَعِيدَ قراراً باعَهُ الأقْزامِ على الرصِيفِ، وبلداً عزيزاً طَمَرَهُ الفاشِلونَ والفاسِدونَ بِألْوانٍ وأشْكالٍ من الفقرِ والفسادِ والعنصريةِ والمناطِقيَّةِ والتَّبَعيةِ المخزيةِ حتى صارَ السفير الأمريكي حِينها هو من يُديرَ كل شيء، وكأنهُ ليسَ من حقِّ اليمنِ أن يكونَ دولةٌ حقيقيةٌ بِقدرِ ما يَجِبُ أن يبْقى مُجرد حديقةٍ ومسرحٍ للخارجِ لقاءَ الإنْعامِ عليه بالمسمى الشَّكلِي أو البرُوتوكولي للدولةِ فيما هُم منْ يُعِينونَ رُؤساءِ البلدِ ويعْزِلُونَهم ويتحكمونَ في قرارِها ومقدَّراتِها وفي أحلامٍ وتطلُعاتِ أبنائِها.
لقد كانَ على اليمنِ أن يختارَ بينَ أن يصْمُدَ ويُعاني ولكن بهدفٍ ومشروعٍ يستحقُ المعاناة، أو أن يسْتَسْلِمَ فيُعاني أكْثَرَ وأكْثَر، وَبِلا أيِّ مشرُوعٍ أو هدفٍ سِوَى المُعاناةِ المُزْمِنَةِ والبقاءِ محْبوساً في قبضةِ الخارجِ الظالمِ الى مالا نهاية، ومن دُونِ أيِّ أمل.
أيُّها الشعبُ اليمنيِّ العزيز:
إن يومَ السادسِ والعشرينَ من مارسٍ وبِالرُّغْمِ من كَونِه يُؤرِخُ لِعُدوانٍ خارجيٍ مسنوداً باصطفافٍ عالميٍ وسياسةٍ دُولِيةٍ مُجْحِفَةٍ أبَاحَتْ التعاطي مع اليمنِ بِقسْوةٍ عاليَّةٍ وفائِضَةٍ عنِ الحاجة، إلا أنَّهُ كانَ بداية المشوارِ ليمنٍ عزيزٍ يعتمدُ على الله، ويتمكن في زحمةِ الأهوالِ من تضميدِ جِرَاحاتِهِ بِنفسِهِ ومن تَثْمِيرِ تَجارُبِهِ، ومُراكمَةِ خِبْراتِهِ، وإعادةِ اكتشافِ ذاتهِ الإيمانِيَّةِ التيْ مثَّلتْ مصدرَ إلهامٍ وإبداعٍ في صنعِ مُوجِباتِ ومُقَوِّماتِ هذا الصُّمُودِ الكبيرِ الذي نحتفي به كل عام، ونستذكر بتذكرهِ رجالاً كِراماً من كُلَّ العشائر والمذاهب والمناطق شَمَّرُوا عنِ السَّواعِدِ وأجْزلوا العطاءَ والتضحيةَ وعَبَرُوا في مواكبٍ من نورٍ، فداءً لليمِن الغالي.
وفي هذهِ الذكرى نحنُ معْنِيُّونَ بِترسيخِ كلِّ المبادئ التي مضى عليها شُهداؤُنا الأعزاء، ومعْنِيَّونَ أيْضاً بتعزيزِ وإثراءِ القيمِ والأفكارِ التي صَنَعَتْ هذا الصُّمُود، وتَثْمِير كلِّ الخِبِراتِ والمكاسِب التي جادَتْ بِها التَجْرُبَةِ الفَرِيدَةِ لِشَعْبِنَا وَبَلَدِنا طِيْلَةَ التِّسع السنواتِ الماضية.
أيُّها الإخوةُ والأخوات:
إنني أكتفي بهذا القدرِ من المشاركةِ في يومِ صُمُودِكُم وأتْرُك لِكلِّ حَمَلَةِ الأقلامِ وأَرْبابِ السِياسةِ والإعلامِ مُهِمَةَ اسْتِكمالِ البحثِ والقراءةِ في تفاصيلِ ودلالاتِ هذا اليومِ الوطنيِ الكبير وأختم بالآتي:
أولاً: نشكُرِ الله تعالى واهِبَ الصبْرِ وصانِعَ الصمودِ الأول
وتحية إجلالٍ وإكبارٍ لِشعبِنا الصامد بكلِ قبائلِهِ وفِئاتِهِ ومُكوِناتِهِ وبكلِّ أبنائِهِ وبناتِهِ وهي موْصُولَةٍ لِسَيِّدِي قائدِ الصمودِ السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ولِكُلِّ العلماءِ الأجلاءِ والأكاديميين والمثقفين والسياسيين والإعلاميين والأطباء، وتحية خاصة لأبطالنا الشهداءِ والجرحى والمرابطين في الثغورِ، ولِأَسْرَانَا خَلْفَ القُضْبَانِ، وكُلِّ مُنْتَسبِي القوات المسلحة والأمن، وسائرَ مُؤسساتِ الدولة، وهي كذلك لِكُلِّ شُركاءِ النِضالِ والصُّمودِ من قبائِلَنا الوَفِيَّةِ ومشائِخَنا الكرامِ وكُلِّ النُخَبِ والأحْزابِ وجميعِ الشُّرفاءِ والأحرارِ من رجالِ ونساءِ اليمنِ في الداخلِ والخارج.
ثانياً: أُؤَكِد بأنَّ هذا الصُّمود بِكُلِ ما ارتبطَ ويرتَبِطَ بِهِ من تضْحِياتٍ وآمالٍ وطُمُوحَاتٍ ومكَاسِب مستقبليةٍ هو مِلْكُ الشعبِ كلَّ الشعبِ وهو اليومَ أمانةٌ في عُنِقِ كلِّ يمنيٍّ ويمنيةٍ والحفاظ عليهِ مُهِمَّةٌ مُقدسةٌ تقعُ على عاتِقِ الجميعِ، ونَحُثُّ الجميعَ على النهوضِ بِها على أكْمل وجه، باعتبارِهِ شرفُ اليمنِ الذي لنْ نُفَرِّطَ فيهِ ولن نتهاونَ في مُهمةِ صَوْنِهِ وحِمايَتِهِ بِكُلِ الطُرِقِ والوسائل، وحِيال شعبٍ كريمٍ صنعَ كُلَّ هذا الصمودِ يُشرِّفُنا على الدوامِ بأنْ نكونَ لَهُ خُدَّاماً مخْلِصينَ، وأُخوةٌ أوْفِيَاءٌ لِكلِ الشرفاءِ من أبْنائِهِ وبناتِهِ على اختلاف مذاهِبِهِم ومشارِبِهِم ومناطِقِهِم .
ثالثاً: نُؤِكِد مَوقِفُنا الثابت مِن الأحداثِ في غزة، وندعُو أمريكا وبريطانيا لِوقفِ عُدْوانِهِمُ الوحْشِّيِ بِحقِ أبناءِ غزة، ورفعِ الحصار الفوري بِاعتبارِ ذلك المدخل الوحيد لِلْحَلِّ الأمْثل لوقفِ إجراءاتِ صنعاء التي تَهدِفُ في جَوْهَرِهَا لِوقْفِ الإبادة الجماعية والمُمارساتِ الوحشيِّةِ بِحقِ أبناءِ غزةَ المظلومة.
رابعاً: نُؤَكِد حِرْصَنا التَّامِ والمتجددِ على المُضِيِّ قُدُماً في طريقِ السلامِ ونُطَمْئِنَ الجميعَ بأنَّ اليمنَ لا تُمثِل خطراً على أحد، وأن كُلَّ مَنْ لديْهِ مُشْكِلَةً مع صنعاء يُمْكِنَهُ حلَّها ِبالحِوارِ والتفاهُمِ وتغليبِ لغةَ الاحترامِ باعتبارِها اللغة الوحيدة والمتاحة لحل أَيْة مشاكل مع صنعاء.
خامساً: أدعو قادة التحالف إلى المضي قدماً نحو إحلال السلام المستدامِ وإنهاء العدوان وتوقيع وتنفيذ خارطةِ السلامِ التي تم التوصل إليها في المفاوضات برعاية سلطنة عمان وبعد جهدٍ كبيرٍ ونقاشاتٍ طويلةٍ ونُؤكِّدَ جهوزية صنعاء لذلك وأملنا أن تتمكن قيادة التحالف من جهتها من قطع الطريق على تجار الحروب وفي مقدمتهم أمريكا وبريطانيا اللتان تظهران إصراراً واضحاً على إعاقة وعرقلة جهود السلام في اليمن والمنطقة.
(تحيا الجمهورية اليمنية – المجد والخلود للشهداء – الشفاء للجرحى – الحرية للأسرى)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أمریکا وبریطانیا الرئیس المشاط هذا الص ت ث م یر ع د وان خ ب رات التی ت
إقرأ أيضاً:
عملية “ناحال سوريك”.. اليمن يضرب في العمق الصهيوني
يمانيون – متابعات
أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن عملية نوعية بصاروخ “فلسطين ٢” الفرط صوتي استهدف قاعدة “ناحل سوريك”، إسنادًا لغزة ولبنان، وأكد متحدث القوات المسلّحة العميد يحيى سريع أنها حققت هدفها.
العملية تكتسب أهميتها من أربعة مستويات، هي الرسائل التي حملها الصاروخ فرط صوتي، بالإضافة إلى إشارتها لبنك أهداف واسع أمام القوات المسلحة اليمنية، داخل الكيان، على امتداد جغرافيا فلسطين المحتلة.
الأول: هي ثاني عملية صاروخية بصاروخ فرط صوتي ضد هدف عسكري الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة، منذ إعلان فوز دونالد ترامب بولاية جديدة وهزيمة كامالا هاريس، بما يحمله من أجندات تصعيد بحسب بعض المراقبين. والأكيد أنه يحمل طبيعة عدائية لكل محور الجهاد والمقاومة، فأتت هذه العملية لتؤكد مرة ثانية أن اليمن سيمضي في إسناد غزة كائنًا من كان ساكن البيت الابيض، ولن يتغير هذا الموقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
الثاني: هذه العملية جاءت استجابة للموقف الشعبي الذي أكدته جماهير مليونية في صنعاء والمحافظات الجمعة الماضية، وتأكيد جهوزيتها لكل الخيارات التصعيدية من تحالف الشيطان الأكبر بقيادة أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وهي المظاهرات التي أعقبها ضربات عدوانية أمريكية استهدفت مواقع في صنعاء وعمران.
الثالث: العملية نفذت، في ساعات الصباح الأولى، تقريبًا عند الساعة السادسة صباحًا بتوقيت صنعاء. وهذا يعني أن التحضير لإطلاق الصاروخ الباليستي “فلسطين ٢” كانت جارية في أثناء تحليق عدة طائرات لتحالف العدوان الأمريكي البريطاني أو بعده، والتي أغارت على محافظتي صعدة وعمران، لتدل على أن الضربات الأمريكية مهما كانت فلن تؤثر على القدرات العسكرية ولا على قرار إسناد غزة؛ لأن القدرات العسكرية محفوظة؛ حيث لا تصل إليها، أو على الأقل لا تتعرض إلى أضرار بأي هجوم أمريكي محتمل. وهو ما يتأكد عليه ميدانيًا بعد كل الادعاءات الأمريكية عن تضرر أي قدرات عسكرية نوعية، لا في الطائرات المسيّرة ولا الإمكانات الصاروخية. ومن ناحية أخرى؛ القرار السيادي اليمني نابع من مبادئ إنسانية ودينية لا تسمح بالتراجع مهما كانت التحديات والمغريات والتهديدات.
الرابع: هذه العملية تحمل رسالة كبرى بسرعة فرط صويتة، للقادة الذين اجتمعوا في الرياض لتحمّل مسؤوليتهم بعد أكثر من عام من التوحش والعربدة الصهيونية في غزة ولبنان، وأن ما تقوم به اليمن، سياسيًا وعسكريًا وشعبيًا، يجب أن يمثل نموذجًا، ويقدم مثالًا على القدرة والإمكانات التي تمتلكها الأمة الإسلامية، ويلزم القادة بحجة لا تقبل الدحض على تلك المسؤولية والقدرة على تحمّلها لو وجدت فقط النوايا، وابتعدت الأنظمة والدول والحكومات العربية عن الغرب الكافر، وقدمت مصالح الأمة على مصالح الغرب العدائية ضد كل ما يمت لأمتنا بصلة، سواء دينيًا أو ثقاقيًا أو أمنيًا واقتصاديًا.
إنّ أقل ما يمكن للزعماء والقادة العرب والمسلمين القيام به، هو وضع الكيان المجرم على لوائح ما يسمى الإرهاب، ورفع اسم المقاومة وحركات الجهاد في فلسطين ولبنان والمنطقة بشكل عام من تلك القوائم. وأما أكثر ما يمكن القيام به فهو كثير، ولو كان للأمة قرار في هذه القمة لما أصبح الصباح على وجود أي أثر لهذا الكيان المجرم.
هذا ليس مبالغة؛ بل حقيقة يحاول الغرب منعها أو على الأقل تأخيرها، لكنها تقترب بهؤلاء القادة أو من دونهم، وما عليهم سوى أن يضعوا بصمتهم على قائمة الشرف إن أرادوا.
————————————————
– العهد الاخباري – علي الدرواني