إبراهيم سليم (أبوظبي)

أخبار ذات صلة في لفتة إنسانية.. مطار الشارقة يوزع وجبات إفطار صائم على المسافرين رمضان في الشارقة.. وجهات ساحلية وجبلية ومعالم تراثية ومراكز ثقافية وترفيهية

أوصى «مؤتمر القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية» الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في إطار برنامجها الرمضاني، واختتم أعماله أمس، بضرورة تعميق الوعي العالمي بالدور الحضاري للقرآن الكريم في إيجاد الحلول للقضايا المعاصرة، وتحقيق التنمية المستدامة، والاستعانة بعلماء متخصصين في العلوم الطبيعية، في إطار من التكامل المعرفي، والتواشج الحضاري.


ودعا المؤتمر الذي امتد على مدار يومين، بمشاركة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة وعدد من العلماء المختصين، الأكاديميين والباحثين إلى إجراء الدراسات التي تربط بين القرآن الكريم، وبقية فروع المعرفة الكونية والفلسفية؛ بهدف فتح آفاق جديدة تسهم في الارتقاء بالمجتمعات، وتحقيق رفاهيتها، ورسم ملامح خريطة طريق واضحة للعمل المستقبلي على المستويين المحلي والعالمي؛ بهدف الارتقاء بالوعي الإنساني، وتعزيز التناغم بين العلوم الإنسانية والطبيعية.
أقيم المؤتمر تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وبحضور عمر الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومحمد سعيد النيادي، مدير عام الهيئة والمسؤولين فيها، وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية. ودعا المؤتمر في توصياته إلى إعداد موسوعة تفسير حضاري يعنى بإظهار العنصر القيمي في القرآن الكريم، وفق ثوابت علمية، وضوابط منهجية، ورؤى استشرافية.كما أوصى بالتفكير في إدراج مناهج دراسية تعنى بموضوعات العلوم الكونية في علاقتها مع القرآن الكريم، وتوسيع آفاقها ضمن البحث العلمي في الدراسات الجامعية الأكاديمية، وتشجيع الأقلام الرصينة لإغناء مفرداتها البحثية، وفروعها المعرفية. 
وأوصى بالعمل على نشر التجربة الإماراتية الرائدة في استثمار التقنية الحديثة في خدمة القرآن وعلومه، وتعميم فائدتها لنفع الإنسانية، وتبني الدراسات العلمية الجادة الساعية لتصحيح المفاهيم القرآنية المختطفة، وتشجيع الدراسات الكاشفة عن منهجية القرآن الكريم في بناء الإنسان، استناداً إلى ترتيب نزول سور وآيات القرآن الكريم.
وأكد العلماء، من خلال مداخلاتهم القيمة، ضرورة العناية والاحتفاء بالتفسير القيمي للقرآن الكريم، وبيان أثره في الإفضاء إلى فهم أعمق، واستيعاب أشمل، وتناول أدق للنص القرآني، وما يحمله منهجه من تعزيز أمثل وأمتن للقيم الإنسانية العالية، في مشتركاتها الكلية، بما يمكن من مواجهة التحديات المعاصرة، في مختلف تشعباتها الحياتية، وبما يشرع للمتأملين في الكتاب العزيز سبيلاً تنأى بمناهج تفسيره عن خطابات التطرف والكراهية، وتهدي المتبصرين عواصم تفكيكية تستعصي عندها كل محاولات للتشدد والتكفير تحاول النمو على ضفافه.
كما دعوا إلى أهمية الفهم الصحيح للآيات الكونية، والإدراك العميق لمقاصدها ومراميها، وطرق قراءتها واستثارتها، حتى يكون لها دور في تحقيق الإيمان بمنزلها، وسهم في تقدم الأوطان وتنميتها وازدهارها.
وأكدوا أن القرآن الكريم كتاب هداية، لم يقدم لنا معادلات رياضية، ولا قوانين فيزيائية، ولم يكن أبداً كتاب نظريات علمية، إلا أنه أودع إشارات دالة، يلتقط شفوفها العالمون، ويفهم مراميها الحضارية المتأملون.
وقالوا: إنه ينبغي الحذر من تلك التفسيرات ذات التوجه الإعجازي التي تجعل من التأويل المتعسف منهجاً تنهجه، ومن التمحل والتكلف ولي أعناق النصوص سبيلاً تسلكه، لإثبات علاقات مزعومة بين بعض الآيات الكونية، والنظريات العلمية.
ودعا المشاركون إلى أهمية استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، في خدمة القرآن الكريم وعلومه، وتيسير تعلمه وفهمه، بما يواكب حاجة العصر، ويحقق مصالحه، إذ ثمن العلماء والمختصون الدور الرائد لدولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة القرآن الكريم وعلومه من خلال المبادرات المجتمعية، والمشاريع الابتكارية.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي تلاه الدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف، أن الفعاليات جاءت إجلالا لمكانة القرآن، وأثره في تقوية الإيمان، وإسعاد الإنسان، واحتفاء بشهر القرآن، وحرصاً على خدمته بجهود ذوات أفنان، وتلبية لنداء القرآن، ونظراً في آياته الكونية، ومدارسة لإشاراته التفكرية، وإشراقاته التدبرية، واستشرافاً لآفاقه المعرفية.
وخلال فعاليات، أمس، تم عقد جلستين علميتين تناولتا عدداً من المحاور، حيث تناولت الجلسة الأولى «الآيات المتلوة والمرئية، نحو تعزيز مناهج الاعتبار والتفكر في التفسير»، وتحدث فيها معالي الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، رئيس اللجنة الشرعية بالهيئة العامة للأوقاف في المملكة العربية السعودية.
وقال: «عظَّم الله سبحانه شأن الأخْذِ بالأسباب في البحثَ عن الحقيقة، فحاط البحث العلميَّ بما يحفظه من الخطأ والزلل، فواجب الوقت أنْ يكون كلُّ فردٍ منّا قائماً مع عالَم الأسباب الذي أقامه الحقُّ فيه بسلوك السُّبل التي تترقّى بالعلوم إلى درج الكمال، إننا إنْ استغْرَقْنا أوقات جلسات هذا المؤتمر في عملٍ مُتْقن، ولم نُضيِّعْها، فقد صَدَقْنا في بذل الأسباب، وتحقَّقْنا بمعاني العبودية لله، وحُقَّ لنا أن نرجوَ الوصول لما نريد؛ لأنَّ الرجاء ما قارنه عملٌ».
وتناولت ورقة الدكتورة مريم راشد الشحي من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف «التفكر في آيات الله الكونية من المقاصد القرآنية والإيمانية»، أكدت فيها أنه لا طريق لمعرفة المقاصد الشرعية إلا بالنظر في كتابه عز وجل، والوقوف على آياته، وتدبر معانيها، وتحدثت عن مقاصد الآيات الكونية، وعن العلاقة بين الآيات الكونية والمقاصد القرآنية، وما الذي ترمي إلى تحقيقه من ثمرات في حياة الفرد والمجتمع مقدمة محورين لمداخلتها تضمنت أهمية التفكر في آيات الله الكونية. ومقاصد التفكر في الآيات الكونية في القرآن الكريم.
وقدم فضيلة الشيخ توفيق بن مولاي العبقري، من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ورقة علمية حول «القرآن الكريم والعلوم الكونية والمعارف المعاصرة أية علاقة؟»، متحدثاً عن طبيعة العلاقة الواصلة بين القرآن الكريم، وبين علوم الكون ومعارف العصر المستجدة، متناولاً عدداً من المحاور شملت مقصد إنزال الكتاب، ورصد آفاق الدلالة القرآنية، والنظر المتبحث في سبل التوفيق بين معهود اللسان القرآني وجريانه على أمية الخطاب، والتفريق الدقيق بين الآيات الداعية لتطلب آفاق الكون والسعي في امتلاك معرفة خباياها وأسرارها، وغيرها من العناوين المعززة لجوانب هذه المداخلة.
وتناولت ورقة الدكتور إبراهيم إمونن، أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين بجامعة عبد الملك السعدي بالمغرب، ومن العلماء الضيوف «مدرسة الإعجاز العلمي وثمرة التفكر في آيات الله»، تحدث فيها قائلاً إن الغاية المنشودة من التفكر في آيات الله وثمرتها، هو معرفة الإنسان لخالقه، وإدراك بديع صنعه وعظمته، وتنزيل روح هذه المعرفة الخاصة على مستوى بناء جسور التواصل الإنساني من جهة، ومن جهة ثانية للمحافظة على بيئة الكون وكيانه، والإسهام في إعماره وبنائه. حيث إن الخطاب القرآني بكل مكنوناته سيظل منهلاً ثرّاً للتفكر في آيات الله وغيرها من الآيات، معطاءً فوق كل المظان، وأرضيةً صلبةً لبناء التقدم الإنساني والعمراني بكل أمان. وقدم الأستاذ الدكتور أحمد حسين محمد إبراهيم، عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة ورقة علمية عن «الحقائق العلمية المعاصرة ومعايير اعتبارها في تفسير القرآن»، قائلاً إن هدايات القرآن الكريم ليست مقتصرة على جيل من الناس دون جيل، ولا زمان دون زمان، فإننا مأمورون مع تلاوة القرآن الكريم، بتدبره والتفكر في معانيه، فالعقل في أفقه الواسع رهين بعالمه الذي ينطلق منه ولا ينخلع عنه، وواقعنا الآن مليء ومزدحم بما أنتجته الحضارة الحديثة، وبما أفرزه العقل البشري من وسائل وأدوات تخللت إلى تفاصيل وجزئيات حياته، وإن استصحاب ما وصلت إليه البشرية من شأوٍ بعيد في العلم التجريبي والتقني والمعلوماتي، عند النظر إلى كتاب الله عز وجل، باعتبار ثقافة الناظر فيه المتفكر في آياته، ليس بدعاً ولا منكراً من القول وزوراً، لكن مع الضوابط العلمية، والقواعد المرعية. 
وتناولت ورقة الدكتورة نوف أحمد الشحي، من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإسلامية والأوقاف «جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في خدمة القرآن وعلومه»، تطرقت خلالها لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في خدمة القرآن الكريم، وعنايته الذاتية بالقرآن الكريم وأثرها عليه، وعنايته بالتعاليم القرآنية وتسخيرها في مسيرة التقدم، وعنايته بنشر العلم القرآني حفظاً وتدبُّراً.
وبينت أن مفهوم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» للتقدم والتنمية مبنيّ على اعتقاده الراسخ بأن الدين يحض على التقدم وينادي به، ولا يوجد شيء في القرآن الكريم أو التراث الإسلامي يتعارض مع التقدم والتحضر والازدهار، مع تأكيده الدائم على أهمية اتباع الطريقة الوسطية التي تجمع بعقلانية بين الإرث الإسلامي والعالم الحديث لتكوين نهضة وطنية مستمرة، فبرزت عنده تلك التعاليم على صورة مجموعة من القيم الإنسانية والمثل العليا ابتداءً من قيم الاتحاد والتعاون، ثم أبوة القائد لشعبه، مروراً بقيم التسامح والتعايش، والاعتدال الفكري والديني، وقيم المحبة والإخاء والإغاثة والمعونة والنجدة، وسلسلة طويلة من قيم زايد التي ما زلنا نتعلمها حتى اليوم. وحول عنوان «مستقبل التقنيات الحديثة والتطبيقات في خدمة القرآن الكريم وأثرها على الأجيال»، تحدث الدكتور حميد الأصلي الشامسي، خبير الذكاء الاصطناعي بشرطة أبوظبي، عن بعض النماذج في كيفية تسخير التقنية الرقمية الحديثة في خدمة القرآن الكريم، ذاكراً في أولها الذكاء الاصطناعي قائلاً يمكن استخدامه في تلخيص التفسيرات القرآنية، توفير ملخصات للآيات القرآنية بأسلوب سهل الفهم، والتعرف على الصوت مساعدة غير الناطقين بالعربية على نطق القرآن الكريم بشكل صحيح، وتوفير أدوات تصحيح النطق للمتعلّمين وفي البحث والترجمة وغيرها من علوم القرآن التي يمكن إيصالها للمتعلمين عبر هذه التقنية.
أعقب ذلك كلمة موزة علي الظاهري، من الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، التي تناولت «التعريف بالمنصة الذكية لتعليم القرآن الكريم عن بُعد، وجهود الهيئة العامة للشؤون الإسلامية في خدمة القرآن الكريم»، عرفت فيها بالمنصة الذكية التي أنشأتها «الهيئة»، والتي يتم من خلالها تحفيظ القرآن الكريم، وتعليم تجويده في فصول دراسية افتراضية بالصوت والصورة على أيدي محفظين متقنين أكفاء، حرصاً منها على تحقيق رؤية القيادة الرشيدة، وتمكين كل من يرغب حفظ القرآن الكريم، وتعلم علومه ولم يتمكن من الالتحاق بمركز أو حلقة تحفيظ، مؤكدة أنه بجانب خدمة تحفيظ القرآن الكريم وتعليم علومه كعلم التجويد تقدم المنصة تعليم مناهج في الأخلاق والعبادات، وبرامج تأهيلية وتعليمية من أبرزها برنامج الإجازة بالسند وبرنامج تأهيل للكوادر الإدارية مع وجود الأنشطة التعليمية والترفيهية، كما وتشارك الدارسين الفعاليات الوطنية والدينية المعتمدة في «الهيئة». 
 وقدم سعيد عايد الكتبي، من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية مداخلة عن «المبادرات المجتمعية والإعلامية في خدمة القرآن الكريم في دولة الإمارات»، أكد فيها تمسك حكام دولة الإمارات وشعبها بموروثهم الثقافي والديني يعطي للدولة مكانة قوية بين الدول، حيث تبوأت دولتنا الصدارة في المشاريع التي تعنى بخدمة القرآن الكريم، ومن أبرزها المراكز الدائمة لتحفيظ القرآن الكريم، وبرامج التأهيل، ومنصة القرآن الكريم للتعليم عند بعد، مبيناً أن من أبرز المبادرات المجتمعية والإعلامية في خدمة القرآن الكريم في دولة الإمارات تتمثل في إذاعة زايد للقرآن الكريم، وإنشاء منصة دبي لأفضل الممارسات في خدمة القرآن الكريم، والمسابقات والجوائز القرآنية في الدولة. وكذلك مشاريع تحفيظ القرآن الكريم المتعددة والممتدة على جميع إمارات الدولة، والكليات والمجامع والمؤسسات القرآنية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القرآن الكريم الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف رمضان الهیئة العامة للشؤون الإسلامیة والأوقاف فی خدمة القرآن الکریم تحفیظ القرآن الکریم دولة الإمارات للقرآن الکریم من العلماء الکریم فی

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة بحلول الشهر الفضيل ويحث على العناية بتلاوة القرآن الكريم

الثورة نت/..

عبر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن التهاني للشعب اليمني والأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك.

وتقدّم السيد القائد في كلمة له مساء اليوم خلال لقاء موسع حضره علماء وقيادات الدولة استقبالا لشهر رمضان المبارك، بأطيب التهاني والتبريكات إلى الأمة الإسلامية كافة والشعب اليمني والمرابطين في الجبهات وكل الذين هم في إطار المهام الجهادية وفي موقع المسؤوليات بحلول شهر رمضان”.

وقال “جرت العادة أن نتحدث في آخر جمعة من شهر شعبان على مدى السنوات الماضية للفت النظر إلى شهر رمضان، والتهيئة والاستعداد الذهني والنفسي للإقبال على الشهر المبارك بما ينبغي من الاهتمام وعدم التأثر بالحالة الروتينية الاعتيادية”.

وأشار قائد الثورة إلى أن الحالة الروتينية تجعل الإنسان لا يستشعر الأهمية الكبيرة والفرصة العظيمة لشهر رمضان المبارك.. مبينًا أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كان يحث على العناية بشهر رمضان والاستفادة منه كفرصة عظيمة.

وأضاف “هناك فارق كبير بين أن يدخل الإنسان في شهر رمضان بشكل اعتيادي روتيني وبين أن يدخله في حالة استعداد ذهني ونفسي، وهذه الجمعة هي الأخيرة من شعبان وهي كما يظهر اليوم الأخير من شعبان، لذلك بداية شهر رمضان المبارك من يوم غد السبت”.

وأوضح أن الشعب اليمني هو من أكثر الشعوب اهتماما بشهر رمضان وتعظيما له وإقبالا فيه على الطاعات والأعمال الصالحة، ومع النظرة الإيجابية تجاه رمضان من الجميع في الوسط الإسلامي، هناك فجوة ما بين النظرة والاهتمام والاستثمار العملي تتفاوت من شعب لآخر.

وتابع “لا تزال هناك أهمية كبيرة لدفع الإنسان لنفسه بالنصح والتذكير والموعظة الحسنة إلى الاستثمار لهذه الفرصة، في ظل الحرب الشيطانية المفسدة ضد هذه الأمة بهدف إبعادها عن الاستفادة من مثل هذه الفرص العظيمة”.

ولفت السيد القائد إلى أن الأمة بشكل عام فيما تمر به في هذه المرحلة من تاريخها من تحديات ومخاطر كبرى، تحتاج إلى ما يفيدها ويوفر لها الوقاية تجاه هذه المخاطر.. مشيرًا إلى أن الحرب الشيطانية المفسدة التي يطلق عليها “الحرب الناعمة” تهدف لإضلال الأمة فكريًا وثقافيًا وفي رؤيتها وتوجهاتها.

وأكد أن الأمة بحاجة للوقاية من العواقب الخطيرة جدًا الناتجة عن تفريطها وتقصيرها في مسؤولياتها.. موضحًا أن الفرص الكبيرة يضاعف الله فيها الأجر ويجعلها مواسم لاستجابة الدعاء وتساعد المسلم على حل الكثير من مشاكل الحياة وتفادي العقوبات الإلهية.

ولفت إلى أن شهر رمضان هو موسم الخيرات والطاعات والإقبال على الله بالعبادات، وأبرزها ليلة القدر التي تكتسب أهميتها الكبيرة جدًا على مستوى الفضل ومضاعفة الأجر واستجابة الدعاء ولها أهمية كبيرة جدا تتعلق بحياة المسلمين.

ومضى بالقول “إذا لم نُقبل نحن على هذه الفرص ولم نستثمرها ونستفيد منها تمر علينا ونخسرها وقد أُتيحت لنا وهيأها الله لنا ودعانا إليها، لديك فرصة في شهر رمضان أن تفوز فيه بأن يكتب لك الله التوفيق في بقية عمرك والنجاة من عذابه وأن تكون من أهل الجنة”.

وأفاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن أهمية شهر رمضان المبارك تكمن في أن الله تعالى يفتح لك أبواب الجنان كلها ويعرض لك جنته.. متسائلًا “هل تريد الجنة والسعادة الأبدية؟”.

وأكد أن أكبر خطر على الإنسان وأكبر شيء يؤثر على نفسه سلبًا هي الذنوب.. مشيرًا إلى أن الإنسان يغبن نفسه حينما يفرط في وقت رمضان الثمين ويضيعه في الأشياء التافهة أو في المعاصي والعياذ بالله أو يهدره في حالة فراغ.

وأوضح أن “حفظ اللسان من أهم ما يحتاج إليه الإنسان في شهر رمضان لأن كثيرًا من المعاصي تأتي من خلاله وهي خطيرة ومحبطة لقبول الأعمال، والإنسان بحاجة لغض البصر عمّا لا يحل النظر إليه وكل حواس الإنسان وجوارحه يحفظها ويصونها من المعاصي”.

وبين “أن المكسب من الصيام مهم للغاية وهو مكسب لنا، أما الله فهو غنيُ عنا وعن أعمالنا والإنسان حريص بفطرته على نجاة نفسه والخطر الكبير للإنسان هو المخالفة لتوجيهات الله تعالى وتعليماته التي فيها الوقاية له، وكل تعليم من الله في أمره ونهيه وهدايته ونوره هو لما فيه الخير للإنسان والمخالفة وراءها الشر”.

كما أكد أن معظم الأنظمة في ذل وهوان أمام اليهود والنصارى وأمام أمريكا وإسرائيل، نتيجة مخالفة توجيهات الله تعالى والإعراض عن هداه.. لافتا إلى أن الإنسان يحتاج لزكاء النفس والهدى والرشد والوعي والفهم والبصيرة وإذا لم يحصل على ذلك يكون عنده نقص في التقوى.

وعبر قائد الثورة عن الأسف لبعد الأمة عن التركيز على الاهتداء بالقرآن الكريم في مواجهة العدو الإسرائيلي وتقييم واقعها بناءً على ذلك.. مضيفًا “في مواجهة العدو الأمريكي، الإسرائيلي برزت لدى الأمة خيارات وتوجهات وأفكار في منتهى الغباء والسذاجة بمثل خيار السكوت والاستسلام لدفع الخطر عنها”.

واستهجن فكرة أن يتم تقدّيم تريليون دولار للعدو، باعتبار أن ذلك في منتهى الغباء والسذاجة في مقابل ما يحمله العدو لك من شر وحقد وكراهية.

وقال “في غير شهر رمضان ضُعّفت الأجور إلى سبعين ضعفا في الحد الأدنى أما مع ليلة القدر فالمضاعفة كبيرة جدًا تصل إلى عشرات الآلاف، ويمكن للإنسان أن يقطع مسافة ويحقق نقلة في شهر رمضان بما يساوي عمرًا كاملًا وهذه فرصة كبيرة، والإنسان في شهر رمضان بحاجة ليكون لديه اهتمامات محددة كالإقبال إلى الله تعالى والتوبة النصوح والتخلص من المعاصي، ومحاسبة النفس، واتخاذ قرار حازم باستثمار الوقت والحذر من تضييعه”.

وحث السيد القائد الإنسان المسلم على أن يبحث في شهر رمضان في واقع نفسه إن كان هناك مظالم أو معاص أو جوانب تقصير بالتخلص منها، وأن يكون حازمًا ويوطن نفسه على استثمار فرصة أيامه كما قال عز وجل “أياما معدودات”.

وشدد على ضرورة العناية بأداء فرائض الله والاهتمام بالمسؤوليات الدينية، والتزام التقوى والحذر من المعاصي ومن خطوات الشيطان.. داعيًا إلى العناية بتلاوة القرآن الكريم وهدى الله، وإعطاء أهمية كبيرة لذلك وكذا الدروس والمحاضرات القرآنية.

وتابع “الدعاء مهم جدًا في شهر رمضان وموسم من أعظم المواسم للدعاء ينبغي الإقبال عليه أكثر، وينبغي الاهتمام بالإحسان في شهر رمضان فهو شهر المواساة، والإحسان هو من أعظم القربات إلى الله تعالى”.

كما حث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، على الاهتمام بإخراج الزكاة في هذا الشهر الكريم.. مؤكدًا أن التفريط فيها ذنب عظيم وتفريط في ركن من أركان الإسلام الحنيف.

واستطرد قائلًا “ينبغي الاهتمام بصلاة النافلة في الليل فهي من القربات العظيمة، وكذا إحياء المساجد لمن ليسوا في الجبهات لأن للعبادة في المساجد قيمة أكبر وأجر أعظم”.

وحذر من إهدار الوقت وتضييع الشهر الكريم في التلهي بالمسلسلات والجولات، والحذر أيضًا من قرناء السوء ممن لهم دور كبير في إضلال الإنسان المسلم وإفساده وتضييع وقته.

وقال “نحن في مرحلة من أخطر المراحل، والأعداء يستهدفوننا بالحرب الشيطانية المفسدة لإضلالنا وبالحرب العسكرية الصلبة لتدمير أمتنا”.. مؤكدًا أن الأعداء طامعين بشكل كبير في الأمة، ونحن كشعب يمني نتجه الاتجاه الإيماني بناءً على الهوية الإيمانية.

وأشار إلى ضرورة تفاعل الناس في هذه المرحلة أكثر.. مبينًا أن شهر رمضان كان من أهم مراحل الجهاد في سبيل الله، مستشهدًا بغزوة بدر الكبرى التي هي يوم الفرقان وقعت أحداثها في شهر رمضان وهي مناسبة مهمة ينبغي إحياؤها والاستفادة منها.

واعتبر السيد القائد، غزوة بدر وفتح مكة من أهم الأحداث التاريخية التي ترتب عليها نتائج تستمر إلى يوم القيامة، ثبتت دعائم الإسلام وأزهقت باطل الكفر والضلال.. مؤكدًا أن الأمة بحاجة لاستلهام الدروس من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعودة إليها لاستذكار مسؤوليتها المقدسة والعظيمة.

وعرّج على تحرك الشعب اليمني في إطار إسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية لمواجهة العدو الصهيوني .. وقال “نحن كشعب اليمني تحركنا في إطار إسناد المجاهدين في فلسطين ولبنان لمواجهة العدو الإسرائيلي في جولة من أهم الجولات في معركة “طوفان الأقصى”.

وجددّ التأكيد على أن اليمن يراقب ويرصد باستمرار مجريات الوضع في غزة.. مضيفًا “نراقب ونرصد باستمرار مجريات الوضع في غزة ونلاحظ مدى تهرب العدو الإسرائيلي من الالتزام بالاتفاق بشكل كامل”.

وأوضح قائد الثورة أن جزءًا كبيرًا من الالتزامات المتعلقة بالجانب الإنساني لم يف بها العدو الصهيوني، ويتهرب من التزامات أخرى من بينها الانسحاب من محور رفح.. معتبرًا تهرب العدو من الانسحاب من محور رفح انتهاكًا خطيرًا للاتفاق وانقلابًا على التزامات العدو بتشجيع ودعم أمريكي.

وتابع “تهرب العدو الإسرائيلي من الانسحاب من محور رفح يشكل انتهاكًا واضحًا وصريحًا للاتفاقات السابقة بين العدو الإسرائيلي وبين مصر”.. مؤكدًا أن عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من محور رفح يشكل تهديدًا للشعب الفلسطيني ولمصر شعبًا وحكومة وجيشًا.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يُراهن في تهربه من الاتفاقات على الموقف والدعم الأمريكي، ويتذرع بالإذن الأمريكي، وعمل ذات الشيء في لبنان، لم يكمل انسحابه من جنوب لبنان بشكل كامل وبقي في مواقع داخل لبنان، ما يشكل احتلالًا وتهديدًا للشعب اللبناني وانتهاكًا للسيادة اللبنانية، ومخالفة واضحة للاتفاقات.

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن العدو الإسرائيلي يتمدد ويحتل المزيد في ثلاث محافظات جنوب سوريا، وفي ذات الوقت يفترض كيان العدو من الشعب اللبناني ومجاهديه في حزب الله والمقاومة اللبنانية وسوريا، وفي غزة، ومن المصريين ومن الجميع ألا أحد يعترضه على شيء أو يتحرك أي تحرك للتصدي لما يقوم به من احتلال وسيطرة واعتداءات.

وأفاد بأن العدو الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته بالقتل بالغارات الجوية وفي نفس الوقت إطلاق النار والاعتداء على الناس في لبنان وسوريا وغزة، وهكذا من جهة المصريين ألا يتحركوا بتعزيزات عسكرية إلى سيناء في الوقت الذي انتهك الاتفاق معهم وتجاوزهم.

وبين أن الإسرائيلي والأمريكي يعملان معًا على تثبيت معادلة الاستباحة بحق الأمة، ويريدان بكل وضوح أن تكون الأمة مستباحة ولا تعترض على أي عدوان أمريكي أو إسرائيلي عليها لا تعترض ولا تحتج في التصدي لذلك، يحتل أرضها وليس لها حق الاعتراض، المسألة مناطق عازلة، ومواقع استراتيجية وثروات يريدها الأمريكي.

ووصف السيد القائد، تعامل الأمريكي والإسرائيلي في هذه المرحلة بالوقاحة غير مسبوقة تجاه الأمة.. مضيفًا “إذا وقفت أمتنا الموقف الصحيح ستردع الأمريكي والإسرائيلي”.

ولفت إلى أنه لا ردع للأمريكي والإسرائيلي إلا بالمواقف الصحيحة، وبتحمل المسؤولية في التصدي لهم لأنهم أهل شر ولؤم، ولا يُقدرون أي شيء من العرب مهما تسامحوا معهم وتنازلوا لهم، بكل وقاحة يتنكرون لما عليهم من التزامات والاتفاقات ويعتبرون أنها ملزمة فقط للعرب.

وتابع “تحدث ترامب بكل وقاحة عن تهجير أهل غزة والسيطرة عليها وتملكها بكل وقاحة، وكان يريد مصادرة الاتفاق بكله وحدد سابقًا يوم السبت في أحد الأسابيع التي قد مضت بأنه موعد نهائي لإخراج كل الأسرى الإسرائيليين دون إكمال الاتفاق ولا تبادل الأسرى، وهدّد بالحرب، لكن لم يتم له ذلك والمسألة ليست كما يُريد”.

ومضى بالقول “كنا جاهزين للتدخل العسكري إذا فتح ترامب حربًا في تلك المرحلة، ونحن أمام المستوى من الصلف والطغيان والعدوان والإجرام والوقاحة الأمريكية، والإسرائيلية، يجب أن نعي مسؤوليتنا جيدًا ونكون دائمًا في حالة استعداد تام للتحرك في أي وقت”.

وأكد السعي الدائم لتطوير القدرات العسكرية والاستعداد لكل ما نحتاج إليه من عناصر قوة، لا سيما على مستوى الوعي والاستقرار الداخلي والإعداد لما يلزم من أجل الجهوزية للتحرك بفاعلية في أي يوم أو وقت أو مرحلة تستدعي التدخل لمساندة الشعبين الفلسطيني أو اللبناني أو أي شعب من شعوب الأمة يتجه الأمريكي، والإسرائيلي لاستباحته، أو مواجهة أي عدوان على بلدنا.

وأضاف “نحن نتحرك من المنظور العام، في إطار المسؤوليات الكبرى لنا كأمة واحدة، ولا ننظر من منظور التجزئة أنه لا يهمنا ما يجري هناك وكل تهديد وخطر على الشعب الفلسطيني هو تهديد على بقية الأمة.

واستعرض ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة من عدوان واعتداءات مستمرة.. مؤكدًا أنه بات واضحًا سعي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين حتى من الضفة، ما يتطلب أن نكون يقظين ومستعدين لأي مستوى من التطورات في الضفة يستدعي التحرك الشامل أو في غزة أو باتجاه الساحة اللبنانية أو أي ساحة أخرى أو باتجاه العدوان على بلدنا.

وتابع “وفقنا الله لموقف عظيم في إسناد ودعم معركة طوفان الأقصى، لكنه في إطار جولة لم تنته الأمور بعد، وسنبقى مستعدين ومستمرين ومن أعظم مكاسب التقوى وثمراته ومظاهر الالتزام بالتقوى، روحية الجهاد والتحرك في سبيل الله لمواجهة الطغيان والإجرام، وأي طغيان أكبر وأوقح من الطغيان الإسرائيلي والأمريكي”.

مقالات مشابهة

  • محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته
  • جهاد التهامي تكتب: التجربة الروحية والأبعاد الرمزية في تفاسير المتصوفة للقرآن الكريم
  • ماردين عادل تكتب: الصحة النفسية فى القرآن الكريم ومنهجه فى علاج الحزن وتزكية النفس
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. كتاب الله.. مفاتيح لفهم معانى القرآن الكريم وإدراك ما يحتويه من كنوز
  • قائد الثورة يهنئ الشعب اليمني والأمة بحلول الشهر الفضيل ويحث على العناية بتلاوة القرآن الكريم
  • خطيب الجامع الأزهر: القرآن الكريم هو نبراس الأمة الذي ينير طريقها
  • اختتام التصفيات النهائية لمسابقة الملك سلمان المحلية للقرآن الكريم في دورتها الـ26
  • اختتام أعمال التصفيات النهائية لمسابقة الملك سلمان المحلية لحفظ القرآن الكريم في دورتها الـ 26
  • ختام تصفيات مسابقة الأزهر للقرآن الكريم.. مواهب واعدة تتألق في تلاوة كتاب الله
  • الشؤون الإسلامية تضع خارطة طريق لأئمة المساجد في رمضان