المخا تحتضن احتفاء المكتب السياسي بذكرى تأسيسه الثالثة
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
شهدت المخا، مساء الاثنين، حفلًا خطابيًا؛ احتفاءً بالذكرى الثالثة لتأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، بمشاركة عدد من القيادات العسكرية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني من مختلف المكونات السياسية.
استُهل الحفل بالنشيد الوطني وآي من الذكر الحكيم، ثم وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني واستنكار لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقه واستغلال ومتاجرة إيران وأدواتها بقضيته العادلة.
كما وقف المشاركون لحظات حداد على أرواح الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الدين والوطن ضد المشروع الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي الإرهابية)، وعلى رأسهم الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا.
وفي كلمة ألقاها الأمين العام المساعد للمكتب السياسي- رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية الدكتور عبدالله أبو حورية، جدد المكتب السياسي التأكيد على مواصلة النضال في المعركة الوطنية، التي يخوضها الشعب اليمني لاستعادة مؤسسات الدولة المختطفة وتحرير العاصمة صنعاء والقضاء على الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا.
وقال: لن نتردد في تقديم الغالي والنفيس وفاءً لتضحيات الأبطال في الجبهات واستجابةً لتطلعات شعبنا، الذي يتوق لوطن ينعم فيه كل أبنائه بالأمن والاستقرار وتسوده الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
ولفت إلى ما تحقق خلال الثلاث السنوات من عمر المكتب السياسي، وفي مقدمته الانفتاح على جميع القوى الوطنية وبناء علاقات وطيدة مع كل القوى المناهضة للمشروع الإيراني وأدواته (مليشيا الحوثي الإرهابية).
ومن واقع إيمانه بأهمية دور القوى الوطنية لتجاوز التحديات الماثلة أمامنا اليوم، جدد المكتب السياسي الدعوة لقوى الصف الجمهوري إلى اتخاذ المزيد من الخطوات المعززة لوحدة الصف الوطني، وضمان التغلب على هذه المخاطر والمضي لاستعادة مؤسسات الدولة المختطفة، مؤكدًا أن الهم واحد والهدف مشترك والعدو يتربص بالجميع.
وفي هذا الصدد، أضاف: فما يرتكبه العدو الحوثي من جرائم بحق شعبنا وآخرها المذبحة المروعة في مدينة رداع، واستهداف مأرب بالصواريخ، يكشف عن سوء نواياه ومخططه، الذي يستهدف اليمن والمنطقة وليس إسرائيل كما يزعم.
ولفت المكتب السياسي إلى التصعيد الحوثي ومن ورائه حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، مؤكدًا أنها "نتيجة لاتفاق ستوكهولم ومنع المجتمع الدولي للقوات المشتركة من تحرير الحديدة.. والجميع يدفعون الثمن اليوم".
كما أكد المكتب السياسي أن مليشيا الحوثي افتعلت تعقيدات جديدة للهرب من استحقاقات خارطة الطريق للسلام، الذي يلبي طموحات الشعب اليمني ويضمن استعادة الدولة ومؤسساتها وصناديق الاقتراع.
وفيما ثمّن المكتب السياسي -في هذا الخصوص- جهود الأشقاء والأصدقاء وحرصهم على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، جدد التأكيد على تمسكه بالسلام العادل والشامل والمستدام، لافتًا إلى استعداده الكامل لتقديم كل ما يلزم لبلوغ هذه الغاية النبيلة.
بدورها، باركت الأحزاب والتنظيمات السياسية في محافظة تعز للمكتب السياسي احتفاءه بالذكرى الثالثة، مؤكدة -في كلمة ألقاها فهمي محمد عبدالرحمن ممثل الحزب الاشتراكي اليمني- أن المكتب السياسي وُجِد في مرحلة تاريخية صعبة، وانطلق من هذه المحافظة ليخوض مع كل المكونات السياسية الوطنية معركة استعادة الدولة والدفاع عن الجمهورية، التي ستظل دائمًا وأبدًا مع حاضر ومستقبل الأجيال المتعاقبة أعظم المكتسبات الوطنية لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.
وعبّرت الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز عن تطلعها "اليوم -أكثر من أي وقت مضى- إلى أن يلعب المكتب السياسي مع الأحزاب السياسية دورًا وطنيًا في هذا الظرف الاستثنائي المحيط باليمن"، منوهة الى أهمية عضوية رئيس المكتب السياسي طارق صالح في مجلس القيادة الرئاسي.
وثمّنت الأحزاب السياسية بمحافظة تعز حجم التضحيات التي قدمتها، وتقدمها المقاومة الوطنية من شهداء وجرحى في سياق المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب لاستعادة دولته ودفن خرافة الولاية وبتر الذراع الإيرانية.
من جهته، ألقى مدير عام مديرية المخا سلطان محمود، كلمة السلطة المحلية رحب في مستهلها بضيوف المخا من مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية، والأكاديميين، والقيادات العسكرية، وممثلي المجتمع المدني.
وأكد سلطان أن ما تحقق للمكتب السياسي خلال الثلاث السنوات الماضية، وما أسهم في تحقيقه على مختلف الأصعدة، مثار فخر واعتزاز كل منتسبيه وأحرار اليمن التواقين لاستعادة دولته ودفن خرافة الولاية.
ولفت إلى ما تحقق في المخا وعموم مديريات الساحل الغربي المحررة من إنجازات تنموية وخدمية وإنسانية وعلى رأسها: مطار المخا الدولي، وطريق المخا- الكدحة- تعز، ومشروع الطاقة الشمسية لمدينة المخا، والمدينة الطبية في المخا، وجملة المشاريع قيد الإنشاء مثل مستشفى الخوخة المركزي والمجمعات التربوية النموذجية في المخا وحيس والخوخة، ومشروع الشيخ زايد لمياه الشرب في مدينة تعز.. وكلها تجلٍّ واضح لنموذج الدولة المنشودة، الذي باتت تشكله المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي.
وشهد الحفل فقرات فنية للزهرات، وقصائد حماسية نالت استحسان الجميع.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المکتب السیاسی
إقرأ أيضاً:
رمضان في مناطق الحوثي .. من أجواء روحانية إلى موسم للقمع الطائفي والتلقين السياسي.. شوارع تعج بالمتسولين وأزقة تمتلئ بالجواسيس
لطالما كان شهر رمضان في اليمن موسمًا للروحانية والتقرب إلى الله، حيث تكتسي المساجد بحُلة إيمانية خاصة، وتمتلئ بالمصلين الذين يؤدون الصلوات ويستمعون إلى الخطب والمواعظ التي تذكرهم بقيم التسامح والمحبة، كانت صلاة التراويح تجمع الناس في أجواء من الطمأنينة يعلو فيها صوت القرآن، وتُلقى الدروس التي تعزز الأخلاق وتحث على التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع.
لكن هذه الأجواء تغيرت في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، إذ لم تعد المساجد كما كانت، ولم يعد رمضان شهرا تملؤه السكينة، بل باتت المساجد ساحات لفرض الأيديولوجيات السياسية، واستُبدلت الدروس الدينية بخطابات دعائية تمجد زعيم الجماعة وتروج لمشروعها الطائفي، ومع استمرار هذا التضييق، بات المواطنين مجبرين على سماع ما لا يعبر عن واقعهم، وما لا يلبي احتياجاتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمرون بها.
أجواء الشحن الطائفي
تحولت الأجواء الرمضانية في مناطق سيطرة المليشيا من روحانية تعبّدية إلى بيئة مشحونة بالإجبار والتلقين السياسي، حيث لم يعد للمصلين مجال للراحة أو ممارسة شعائرهم بحرية، بل باتوا مجبرين على الانخراط في أنشطة الجماعة، سواء كانت دينية ذات طابع تعبوي أو سياسية موجهة، كما يروي معاذ أحمد، أحد أبناء محافظة إب لـ"مأرب برس".
ويضيف معاذ أن حتى صلاة التراويح، التي كانت تجمع اليمنيين في أجواء إيمانية خاصة، لم تعد بمنأى عن هذا التسييس القسري، فالأولوية لدى الحوثيين ليست للعبادة وإنما لما يليها من خطابات دعائية مفروضة بالقوة. "نُجبر على حضور محاضراتهم في المساجد والساحات العامة، ومن يرفض الامتثال يواجه التهديد أو حتى الملاحقة"، يقول معاذ، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تعكس استراتيجية الجماعة في فرض أيديولوجيتها على المجتمع بالقوة، وتحويل المساجد من بيوتٍ للعبادة إلى منصاتٍ لنشر خطابها الطائفي والتعبوي، في محاولة لترسيخ سلطتها عبر أدوات القمع والترهيب.
كان اليمنيون طوال عقود يستمعون في المساجد خلال شهر رمضان إلى خطب التراويح التي تتناول مواضيع دينية وإرشادية، إلا أن الحوثيين اتضايقوا من هذه الخطب واستبدلوها بكلمة سيدهم وهو سلسلة من المحاضرات التي تتضمن خطابات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وتروي "بطولات" جماعته منذ انطلاقها من صعدة وحتى استيلائها على صنعاء وبعض المحافظات الاخرى.
هذا الكلمة التي يتم تقديمها على أنها توعية دينية لا تهدف إلا إلى غرس الفكر الطائفي في عقول الناس، حيث يتم ربط الأحداث السياسية بمفاهيم دينية مشوهة لتبرير سياسات الجماعة، لم تقتصر هذه الدروس على المساجد فقط، بل أصبحت تُفرض في المدارس والجامعات وحتى في التجمعات العامة، مما يعكس رغبة الحوثيين في تشكيل وعي المجتمع وفقًا لأيديولوجيتهم.
يقول المهتم بالشأن السياسي اليمني محمد النمر لـ"مأرب برس"استهدف الحوثيين للمساجد لم يأتي من فراغ، فالحوثيين يسعون من خلال السيطرة على المساجد تكثيف خطابهم الطائفي وإرغام السكان على الالتزام بتوجهاتهم، في مسعى لإحداث تغيير مذهبي يعتقدون بأنه سيوفر لهم قاعدة جماهيرية بعد أن أصبح اليمنيون يصفون الجماعة بأنها الوجه الآخر للسلالة، وتسعى لاحتكار الحكم في البلاد.
ويضيف النمر مع تصاعد الخطاب القومي الوطني التوعوي، وامتداده إلى الدراما الرمضانية التي تبثها غالبية المحطات التلفزيونية المحلية، أمرَ الحوثيون كما هي العادة ببث محاضرات زعيمهم عبد الملك الحوثي في المساجد وفي الأسواق وتقاطعات الشوارع، حيث نصبت مكبرات الصوت لهذا الغرض.
حشد حوثي في مساجد المحافظة الكبيرة بغرض مضايقة المصلين أثناء أداء صلاة التراويح، مبررين ذلك ببث محاضرات زعيمهم، وتوجيه أئمة المساجد بالتقيد بتعليماتهم فيما يخص مواعد الإمساك والإفطار، حيث يشكو العديد من المواطنين الذي يعيشون في مناطق سيطرة الحوثيين من القيود التي تفرضها الجماعة على العديد من جوانب الحياة الرمضانية حسب ما حديث النمر.
إلى جانب فرض خطاباتهم، قام الحوثيون بتحويل المساجد إلى أماكن تخضع لرقابة مشددة، حيث يتجول المسلحون داخلها بلباسهم العسكري، يراقبون المصلين ويرهبونهم، لم تعد المساجد في مناطق الحوثيين فضاءات مفتوحة للعبادة بل باتت أماكن تُفرض فيها الطاعة بالقوة ومن يرفض الامتثال يواجه المضايقة أو حتى الاعتقال.
لم يسلم الأئمة والخطباء من هذه الضغوط، فالكثير منهم أُجبروا على الترويج لأفكار الجماعة، بينما أُقصي من رفض التعاون. بعضهم تعرض للاختطاف أو الإخفاء القسري، في حملة ممنهجة لإسكات أي صوت معارض للهيمنة الحوثية على الخطاب الديني.
وضع مأساوي وترويج طائفي.
في الوقت الذي يعاني فيه اليمنيون من أوضاع اقتصادية كارثية، حيث تتفشى المجاعة والبطالة وانعدام الخدمات الأساسية ينشغل الحوثيون بفرض خطاباتهم الأيديولوجية، بدلاً من البحث عن حلول لمعاناة المواطنين، والمفارقة أن الجماعة ترفع شعارات التضامن مع قضايا خارجية، مثل دعم فلسطين ولبنان، بينما تفرض على شعبها الجوع والفقر والاستبداد.
لم يعد المشهد الرمضاني في إب والحافظات الاخرى يعكس قيم التكافل والطمأنينة، بل أصبح مشهداً مأساوياً متسولون يملؤون الشوارع، أطفال فقدوا ذويهم في حرب الحوثي العبثية، أسواقٌ تحتضر بسبب الضرائب الباهظة والإتاوات، وموظفون سابقون تحولوا إلى عمالٍ يبحثون عن أي فرصة للبقاء على قيد الحياة.
يقول صلاح فارع أسم مستعار أحد تجار محافظة إب، إن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي فرضتها سياسات الحوثيين حولت رمضان من شهر للبهجة والتراحم إلى موسم للمعاناة وشظف العيش. "لم يعد الناس قادرين على شراء ما اعتادوا عليه في هذا الشهر الكريم، فقد باتت الأولوية فقط لتأمين الحد الأدنى من المواد الغذائية الأساسية".
ويضيف فارع أن لحوم العيد والحلويات الرمضانية التي كانت جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الفضيل أصبحت حلمًا بعيد المنال. ويعكس هذا الواقع المأساوي تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل الضرائب الباهظة والإتاوات المفروضة على التجار، والتي أفرغت الأسواق من زبائنها، وحولت رمضان إلى مجرد أيام صيام بلا أي ملامح للفرح أو الاحتفال.
قمع ممنهج.
لم يقتصر التضييق على المساجد فحسب، بل امتد ليشمل الشوارع والأحياء، حيث تنتشر دوريات مسلحة تفرض أجواء من الرعب وتُجبر الناس على حضور محاضرات تُبث عبر مكبرات الصوت.
من يرفض الامتثال قد يواجه الاعتقال أو المضايقة، في وقتٍ بات فيه الخروج لأداء العبادات محفوفاً بالمخاطر وكأن رمضان الذي كان شهراً للسلام، تحول إلى فترةٍ إضافية من القمع والإنهاك النفسي.
إب ليست سوى نموذج مصغر لما تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث أصبح رمضان موسماً لزيادة المعاناة بدلا من أن يكون فرصةً للتراحم، ففي الوقت الذي يرفع فيه الحوثيون شعارات التضامن مع القضايا الخارجية يعاني شعبهم من الجوع والفقر والاستبداد.
لقد أثبتت التجربة أن السيطرة على المنابر والمساجد، ونهب مقدرات الدولة، وتجويع السكان، لن يمنح الحوثيين الشرعية التي يبحثون عنها، فكما رفض اليمنيون عبر التاريخ أي محاولاتٍ لفرض فكرٍ متطرف عليهم، فإنهم اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لما يُحاك ضدهم. رمضان الذي أرادوه شهراً للهيمنة، أصبح شهراً يكشف حقيقتهم، ويؤكد أن مشروعهم محكوم عليه بالفشل، لأن الشعوب لا يمكن أن تُجبر على الإيمان بشيءٍ لا يعكس واقعها، ولا يحل مشكلاتها.
وفي هذا السياق يفسر الناشط الحقوقي يونس الشجاع التحدي الاقتصادي القائم بقوله: مع ارتفاع الأسعار والغلاء، أصبح الناس غير قادرين على تجهيز متطلبات الشهر كما كانوا يفعلون في السابق. لم يعد بالإمكان شراء المواد الأسياسية لا سيما الكمالية.
يسعى الحوثيون لاستنساخ النموذج الإيراني للحكم في اليمن، ولا يقبلون التعايش مع أحد، ولا يلقون أي اعتبار للدستور والقوانين النافذة،.
ورأى الشجاع أن هذه الأطروحات تتجاهل في المقام الأول حالة التنوع والتعدد القائمة في البلاد، وكذا الرفض الشعبي العارم للحوثيين في المناطق الخاضعة كافة، بما في ذلك معقلها الرئيسي في محافظة صعدة وباقي المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، ورفض ما قام به الحوثيون منذ نشأتهم من فضائع في محاولة لفرض أفكارهم "المتخلفة" على اليمنيين بقوة السلاح.
ويشير الشجاع يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إدارك أن الحوثيين " تنظيم إرهابي" لا يقبل الشراكة ولا التعايش، وينتهج القوة والعنف والإرهاب.
واتهم الشجاع الحوثيين باستهداف النسيج الاجتماعي، عبر تغذية النزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية، ومسخ الهوية الوطنية وإحتلال الثقافة الفارسية؛ سبيلاً لفرض مشروعهم، ورهن اليمن بيد إيران.