«المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان في تونس»
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
دخل الإسلام تونس في عام 27 هجرية في عهد الخليفة عثمان بن عفان عندما أرسل عبد الله بن أبي الصرح لمواصلة فتح بلاد أفريقيا وقد تم تأسيس مدينة القيروان وهي من أوائل المدن الإسلامية في بلاد المغرب العربي في عهد القائد عقبن بن نافع الذي أسس جامع القيروان الشهير، ومنها انطلقت هجرات القبائل العربية التي جاءت لدول أفريقيا ليصبح العرب جزء هام من سكان البلدان الأفريقية مما شجع على نشر الدعوة الإسلامية، يبلغ عدد سكان تونس 10.
ويهتم الشعب التونسي اهتمام كبير بالتراث والحفاظ على عاداته وتقاليده ومظاهره الاحتفالية في الأعياد والمناسبات الدينية مما يوضح التنوع الثقافي للمجتمعات الإسلامية في إطار من وحدة المفاهيم الدينية والإسلامية، ويحتل الاحتفال بشهر رمضان صدارة الاحتفالات الدينية في تونس.
لرمضان في تونس سحر خاص حيث يهتم الشعب التونسي به قبل دخوله حيث تعد المساجد وتهيئ المنازل وعند دخوله يستقبلوه بالفرحة والحفاوة البالغة وتتزين المساجد بالمصابيح كما تتزين الشوارع والبيوت وواجهات المحلات المختلفة والمقاهي ونوادي شرب الشاي ويحلو الشهر الكريم وتشعر بعبقه في الشوارع والزنقات الضيقة التي تشبه الحواري الإسلامية في المدن القديمة الزاهرة، ويبدأ الإفطار بتناول التمر والحليب والفطائر وشرب الشاي الأخضر بالنعناع أو القهوة ثم الذهاب إلى المساجد المنتشرة في كل أرجاء تونس حيث يصبح للمساجد التاريخية قداسة خاصة في شهر رمضان حيث تزدحم بالمصلين مع انتشار الزحام ليلا حيث تقدم المحلات أشهر الأطباق والحلويات التونسية ناهيك عن أنواع التمور المعروضة مع المخبوزات من أجل الإفطار وبعد صلاة العصر يحدث الرواج استعدادا للإفطار حيث تقوم الأسرة التونسية بإعداد الإفطار الذي يكون فرصة للم شمل الأسرة وبعد الإفطار يذهبون للصلاة ثم يعودون لتناول الوجبة الرئيسية..
وتنتشر مجالس وحلقات الذكر والوعظ الديني بكل أشكالها في المساجد والندوات الدينية حيث قراءة القرآن وحصص الحديث النبوي، وتنظم السلطات التونسية مسابقات القرآن الكريم بكافة المساجد بالبلاد ومن أشهرها المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم التي يشارك فيها دول إسلامية كثيرة ويتولى الرئيس التونسي تسليم الجائزة، ويتم الاجتهاد في العشر الأواخر ويتم الاحتفال أيضا بليلة 27 رمضان حيث يتم ختم القرآن، وطوال الشهر تقام موائد الرحمن في مختلف أنحاء البلاد حيث تقدم المساعدات المادية والعينية للفقراء.
ويعتبر رمضان فرصة للتكافل الاجتماعي ولم شمل الأسر حيث تتم فيه الخطبة ويتم فيه ختان الأطفال مع الأناشيد الدينية وفرق المدح الديني وهي فرق منتشرة في تونس وتتميز بإحياء التراث من ألحان ومدح ودعاء وتسمى السلامية، كما تنتشر الطرق الصوفية لإحياء التراث الغنائي من أذكار وأدعية دينية ومدح وموسيقى روحية، كما يعد مهرجان الموسيقى الروحية من أهم المظاهر الصوفية في شهر رمضان، ولرمضان أطعمة وحلوى شهيرة يعدها التونسيون في رمضان ومنها أطباق شعبية متوارثة كالعصيدة وطبق البركوكش في الجنوب، كما يعد البريك طبق رئيسي على الموائد التونسية في الإفطار وهو عبارة عن فطيرة كبيرة محشوة باللحم أو الدجاج مع التوابل والبصل والبقدونس والبطاطس ثم حساء الفريك باللحم أو الدجاج أو طبق الحريرة مع الطواجن بأنواعها المختلفة والسلطات والشطة المعجونة وتسمى هريسة، كما يعتبر طبق المسفوف سحور أساسي عند التونسيين وهو عبارة عن اللبن مع الكسكسى ومن الحلوى قلب اللوز والكنافة والمقروض والبوظة والمهلبية والقطا يف وغيرها من المشروبات الباردة والساخنة والسلطات، ومازال المسحراتي يقوم بدوره في الأحياء الشعبية وفي المدن والقرى لإيقاظ النائمين من أجل السحور ويسمى في تونس أبو طبيلة وطوال الشهر الكريم يهنئ التونسيون بعضهم بعضا عند الإفطار بمقولة صح فطورك صح تشربتك وفي العيد يقولون عيدك مبروك لتصبح تونس من البلاد الجميلة التي يصبح لشهر رمضان مظاهر دينية وفلكلورية متعددة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المظاهر الاحتفالية تونس شهر رمضان فی تونس
إقرأ أيضاً:
رئيس الشؤون الدينية يحث المسلمين باستثمار أوقاتهم في الطاعات والعبادات في شهر رمضان
أكد معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في كلمته التوجيهية التي ألقاها بمناسبة حلول شهر رمضان عقب صلاة العشاء بالمسجد الحرام، “أنَّ بلوغ شهر رمضان نعمة عظيمة ومنَّة جسيمة، ومن تمام شكره تعالى, إخلاص العمل لوجهه الكريم، والقيام بما أوجبه من الصيام، مراعيًا أحكامه وآدابه، والمحافظة على صلاتي التراويح والقيام، وتعاهد تلاوة كتاب الله -عز وجل-، والصدقة والإحسان، وجميع الأعمال الصالحة؛ لنيل العتق من النار”، مثمنًا جهود القيادة الرشيدة أيدها الله في خدمة الحرمين الشريفين وإثراء تجربة القاصدين والزائرين التعبدية.
وأضاف: “إننا نعيش في بيت الله الحرام شرف المكان، وينبغي على المسلمين جميعًا أن يحرصوا على إخلاص العمل لله, وفق سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتفرُّغ في هذا الحرم الشريف للعبادة، واستغلال هذا الموسم الفيَّاض بالجود والنفحات الربانية، وعلينا الحرص على سلامة أنفسنا، ومراعاة صحتنا، وعدم المزاحمة وإيذاء إخواننا بالقول أو الفعل، واتباع التعليمات والتوجيهات من الجهات المعنية في خدمة قاصدي بيت الله الحرام”.
وقال معاليه “كان النبي – صل الله عليه وسلم – يبشِّر أصحابه بدخول شهر رمضان ويذكر فضائله، وإنَّ علينا اغتنام هذا الشهر الكريم بالإقبال والتوبة، وأنْ نجتهد فيه بالأعمال الصالحة؛ اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام”. وعدَّد معاليه فضائل الشهر الكريم”، قائلًا “إنَّ هذا الشهر الكريم فرصة للابتهال لله -عز وجل- بالدعاء بالغفران والعتق من النيران”، مضيفًا إن الصيام ترسٌ للمسلم من الخطايا والأوزار، ولَأمة دون التلطُّخ بالأدران والأكدار، وجنَّةٌ واقيةٌ من لهيب النار”.
وأهاب رئيس الشؤون الدينية بجميع قاصدي بيت الله الحرام بعدم التصوير، وإشغال أوقاتهم بالطاعات، وعدم المدافعة والتزاحم عند الأبواب والممرات والمطاف والمسعى, وحثَّ المرأة المسلمة على المحافظة على عفافها وحجابها وحشمتها وحيائها وخفض صوتها في هذا المكان المبارك، وعلى مصطحبي الأطفال توجيههم وتعليمهم آداب الحرمين الشريفين.
أخبار قد تهمك الفوانيس الرمضانية تُزيّن ميادين وشوارع جدة بمناسبة قدوم شهر رمضان 1 مارس 2025 - 2:14 صباحًا المحال والأسواق التجارية بجازان.. إقبال متزايد واستعدادات مبهرة لشهر رمضان 1 مارس 2025 - 1:20 صباحًاوأوصى المسلمين بتقوى الله –عز وجل- وتزكية الأعمال والأقوال في شهر القرآن بالتقوى والإخلاص، والمبادرة بالتوبة، قبل أن يؤخذوا بالنواص، وضرورة التعاون مع رجال الأمن والقائمين على شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ لإنجاح هذا الموسم، ولتحقيق الأمن والإيمان والخير والبركات، وفق توجيهات ولاة الأمر الميامين -حفظهم الله-، داعيًا إلى مراعاة الأمن والسلامة في بيت الله الحرام.
وأوضح أن من مَقاصِد الصِّيام العِظام تهذيبَ النّفوسِ وَتَرْقِيَتَهَا، وزَمَّها عن أٔدْرَانِها وتَزْكِيَتِها، وذلك هو المُرَاد الأسْمى والهَدَفُ الأسْنى من شِرْعة الصِّيام، إلا وهو التقوى، مشددًا على ضرورة الالتزام بالأنظمة، وعدم التدافع والتزاحم والرأفة والتراحم، داعيًا المسلمين إلى الاجتهاد في شهر رمضان واغتنام لياليه.
وختم معاليه كلمته بأن يتقبَّل الله من المسلمين صالح الأعمال، وأن يجعل شهر رمضان المبارك شهر خير وعبادة، وأن يمنَّ علينا بالعتق من النار، وأن يعيده على بلادنا وبلاد المسلمين بكل خير وأمن واطمئنان.