عبر الوزير السابق والقيادي في حزب العدالة والتنمية، محمد نجيب بوليف، عن استنكاره لما جاء في مداخلة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق خلال الدرس الحسني الأول لهذه السنة، والذي تحدث فيه عن الربا والفوائد البنكية.

وانتقد بوليف، في مقال مطول ما جاء في كلام الوزير في الدرس المذكور وقوله “أما القضية الثالثة عشرة فتهم التعامل مع الأبناك؛ ذلك أن بعض المتكلمين في الدين قد أحرجوا ضمير المسلمين بالقول إن الربا هو الفائدة على القرض بأي قدر كانت، مع العلم بأن حكمة القرآن جاءت للقطيعة مع ممارسة كانت شائعة في بعض الحضارات القديمة وهي استعباد العاجز عن رد الدين بفوائد مضاعفة، وكان بعض فلاسفة اليونان قد استنكروا ذلك.

أما الاقتراض في هذا العصر فمعظمه للضرورة أو الاستثمار، وما يتم أداؤه من الفوائد يتعلق بثمن الأجل ومقابل الخدمات، فيما الفائدة تقل بقدر نمو الاقتصاد في البلد”.

وردا على ذلك سجل بوليف أن التوفيق استعمل منطق “الإقصاء الفوري” للرأي الأساسي والمعتمد عند غالبية المسلمين، بحديثه منذ بداية تناوله لهذه النقطة عن “بعض المتكلمين في الدين”. موضحا أن هؤلاء “المتكلمين في الدين” هم جمهور الرأي المحرم للفوائد البنكية في المذاهب الفقهية الرئيسية، وكذا كل المجمعات العلمية الشرعية عبر أنحاء العالم، وتساءل بوليف عمن الذي يعتبر رأيه “تكلما في الدين”؟ هل الغالبية العظمى من مجتهدي المسلمين أم “القلة” التي لها رأي مخالف وتريد فرضه على الغالبية العظمى؟

واعتبر بوليف أن الوزير قدم مغالطة و”اختلق” تصنيفا خاصا به، لإيهام الناس بأن الذين يقترضون بفوائد من البنوك يفعلون ذلك في معظمهم للضرورة والاستثمار.

وأكد بوليف أن الخبراء عندما يتحدثون عموما عن القروض الموجهة للاستثمار، فهي عادة ما تصنف في خانة قروض التجهيز، بينما أن قروض التجهيز بقيت في حدود 179.7 مليار درهم، بين 2020-2022، أي ما يناهز 16%-17% من مجموع القروض المقدمة للاقتصاد، وبالتالي لا يمكن القبول بما صرح به الوزير من نسب غير صحيحة (معظم القروض) لتبرير موقفه.

كما رد بوليف على قضية الضرورة في أخذ الربا، متسائلا عما إذا كان الاقتراض لشراء منزل بـ 5 ملايين درهم مثلا ضرورة؟ وهل الاقتراض لشراء تلفزة من نوع جيد بـ 10000 درهم ضرورة؟ وهل الاقتراض بفائدة للقيام برحلة سياحية لجزر “معينة” بـ 50000 درهم ضرورة؟

من جهة أخرى اعتبر بوليف أن ما تحدث عنه الوزير بخصوص إشكال علاقة المسلمين مع الغرب وتفوقه العلمي والصناعي هو من المزايدات التي يصعب تصديقها، مؤكدا أن كل ما تكلم عنه الوزير من إشكالات قد عرفت نقاشا كبيرا وردودا كثيرة خلال مختلف الأزمان.

وأضاف بأن ما يظنه الوزير نافعا في الليبرالية، كـ “فوائد القروض”، قد لا أراه أنا نافعا، وبالتالي سأرفضه. ومن ثم وجب الاحتكام إلى أهل الاختصاص المرتبطين بقواعد “حاكمة” صارمة تستطيع الجزم بـ “نفعية الشيء” من عدمها.

وقال بوليف إن تصريحات الوزير حول الفوائد البنكية، لها مآلات قد تستشف من  من خلال التطورات التي تتم في مجال التدبير الاقتصادي والمالي في العديد من البلدان الإسلامية، والتي تسير على نفس نهج التطورات التي تمت عند الغرب، حيث نجدها في العموم تسلك نفس مسالك الكنيسة، التي تطورت مع الزمن من التحريم التام للربا بكل أنواعه، إلى تحريم نوع فقط من القروض، إلى إجازة فوائد البنوك، إلى إجازة كل المعاملات الربوية دون استثناء… مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح عن أبي سعد الخدري: “لتتَّبعنَّ سَننَ من كانَ قبلَكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّةِ حتَّى لو دخلوا جحرَ ضبٍّ لدخلتُموه. قالوا: اليَهودُ والنَّصارى؟ قالَ: فمَن؟”.

وأكد بوليف أن النقاش الأبدي حول الربا قد أخبرنا الله سبحانه عنه في القرآن، وأعطانا الجواب: “ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرم الربا”.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: فی الدین

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي يقرر الإلغاء التدريجي لمعالجة القروض غير المنتظمة للشركات الصغيرة والمتوسطة

أصدر البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين 1 يوليو، تعليمات للبنوك تفيد بالإلغاء التدريجي لمعالجة القروض غير المنتظمة للشركات الصغيرة والمتوسطة وفق تعليمات المعيار الدولي للتقارير المالية رقم 9.

وقال البنك المركزيفي كتاب دوري بتاريخ 1 يوليو 2024، إنه "بالإشارة إلى الكتاب الدوري المؤرخ 14 ديسمبر 2021 بشأن الاستثناء المؤقت لمعاملة القروض غير المنتظمة للشركات الصغيرة والمتوسطة بتعليمات تطبيق المعيار الدولي للتقارير المالية رقم (۹)، وكذا الكتاب الدوري المؤرخ 14 يونيو 2023 بشأن من العمل بهذا الاستثناء حتى نهاية يونيو 2024، وفى ضوء استمرار تداعيات الأزمات المختلفة وتأثيرها على القطاعات الاقتصادية خاصة قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وحرصاً على مساندة هذا القطاع الحيوي ودعمه للوفاء بالتزاماته تجاه القطاع المصرفي والاستمرار في العمل والإنتاج والحفاظ على العمالة، فقد وافق مجلس إدارة البنك المركزي المصري بجلسته المنعقدة بتاريخ 25 يونيو 2024 على الآتي:

- الإلغاء التدريجي للاستثناء الخاص بإدراج العملاء من قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ضمن المرحلة الثالثة خلال فترة 18 شهر حتى نهاية ديسمبر 2025، بحيث يتم إدراج تلك الفئة من العملاء ضمن المرحلة الثالثة في حالة عدم الالتزام بالشروط التعاقدية للتسهيلات الائتمانية الممنوحة للعملاء على النحو التالي:

وجود مستحقات تساوى أو تزيد عن 180 يوم متصلة وذلك حتى نهاية ديسمبر 2024.

وجود مستحقات تساوى أو تزيد عن 150 يوم متصلة وذلك حتى نهاية يونيو 2025.

وجود مستحقات تساوى أو تزيد عن 120 يوم متصلة وذلك حتى نهاية ديسمبر 2025.

وأضاف البنك المركزي في كتابه الدوري، أن ذلك سينتج عنه إدراج العملاء ضمن المرحلة الثالثة عند وجود مستحقات تساوي أو تزيد عن 90 يوم متصلة اعتباراً من يناير 2026.

واختتم البنك المركزي كتابه، "مد العمل بالبند الخاص بترقية العملاء من المرحلة الثالثة إلى المرحلة الثانية في حالة استيفاء كافة العناصر الكمية والنوعية الخاصة بالمرحلة الثانية وسداد العوائد المستحقة المجنبة/ المهمشة (حسب الأحوال) والانتظام في السداد لمدة 90 يوم، وذلك حتى نهاية ديسمبر 2025."

اقرأ أيضاًلتحديد سعر الفائدة.. موعد الاجتماع المقبل للجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي

البنك المركزي يبيع أذون خزانة بقيمة 16.1 مليار جنيه في عطاء الخميس

مقالات مشابهة

  • لماذا توقف الجميع عند دمج وزارتي النقل والصناعة؟ نائب بالشيوخ يُجيب
  • ارتفاع القروض البنكية للقطاع الخاص
  • وزير التموين: المواطن سيشعر بالنتائج سريعًا مع وعد بتقديم خدمات متعددة
  • الرافدين: إنجاز أكثر من 3 آلاف معاملة قرض لمشاريع وعقارات خلال العام الحالي
  • بعائد 22%.. تفاصيل ودائع فليكس بالجنيه المصري من بنك مصر
  • التيار الوطني: نناشد المجتمعات التي فر إليها النازحون من سنجة بتقديم السند النفسي لهم
  • ما التصرف الصحيح حال سرقة البطاقات البنكية خلال السفر؟.. مختص يوضح
  • ما التصرف الصحيح حال سرقة البطاقات البنكية خلال السفر؟
  • النزاع يتفاقم داخل جبهة حلفاء نتنياهو.. سموتريتش يهاجم بن غفير ويتهمه بالفشل
  • البنك المركزي يقرر الإلغاء التدريجي لمعالجة القروض غير المنتظمة للشركات الصغيرة والمتوسطة