«مسبار الأمل» يوفر 4.1 تيرابايت من البيانات العلمية للمريخ
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
دبي: يمامة بدوان
كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عن توفير 4.1 تيرابايت من البيانات والملاحظات العلمية للكوكب الأحمر، مع إطلاقه الدفعة العاشرة من البيانات، بحسب تغريدة نشرها على «إنستغرام»، أرفقها بصورة، تظهر هلالاً رقيقاً جداً من توهج هواء الأكسجين الذري عند 135.6 نانومتر.
وأوضح المشروع أن هذه الدفعة الجديدة، تحتوي على ملاحظات تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة الفوق بنفسجية في 16 يوليو من أعماق الجانب الليلي، حيث كان لدى المسبار منظوراً قريباً جداً ل «المريخ الجديد»، وهو مشابه ل «القمر الجديد»، عندما كانت الأدوات العلمية موجهة بزاوية لا تتجاوز 28 درجة عن الشمس.
وكان المشروع، قد أعلن في نهاية أكتوبر من العام الماضي، عن المجموعة التاسعة من بياناته العلمية، ليصل إجمالي البيانات حينها إلى 3.3 تيرابايت، والتي جمعت باستخدام الأدوات العلمية الثلاث خلال فترة 1 مارس 2023 إلى 31 مايو 2023، مجموعة من صور السحب عالية التكرار التقطت بواسطة كاميرا الاستكشاف الرقمية في 11 و25 إبريل 2023، و6، 13، 18، و22 مايو 2023، حيث سمحت عمليات الرصد هذه بدراسة تغيرات وتحركات سحب المريخ على فترات قصيرة المدى.
بينما كشف في الدفعة الثامنة من سلسلة البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ، متابعة يومية للتغيّرات الجوية على الكوكب الأحمر، وهو ما يمكّن العلماء والباحثين من تعميق دراستهم للتحولات الموسمية على المريخ، واكتساب نظرة أعمق للتغيرات السنوية، حيث تضمن هذه الحزمة ملاحظات عالية الوضوح عن حركة السحب والغبار على حد سواء، كما تضمنت ولأول مرة، معلومات عن توزيع السحب الممتدة من ذرات الهيدروجين والأكسجين المحيطة بكوكب المريخ وهروبها إلى الفضاء.
إنجازات تاريخية
ومنذ وصول «مسبار الأمل» إلى مداره، قدم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ مساهمات كبيرة للمجتمع العلمي الدولي، حيث نشر 18 ورقة علمية وبحثية في مجلّات علمية عالمية ومرموقة، تدعم دراسات الباحثين والعلماء في العالم، وتعزز نمو الأبحاث التي يجريها الطلاب والعلماء والباحثون الإماراتيون.
كما نجح «مسبار الأمل» في تحقيق إنجازات تاريخية، حيث التقط ملاحظات غير مسبوقة لقمر المريخ الأصغر «ديموس»، التي التقطها باستخدام الأجهزة العلمية الثلاث للمسبار، خلال مروره لأقرب نقطة من القمر على مسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، وتعد الأقرب لمركبة فضائية منذ مهمة «فايكنغ» عام 1977.
تغيرات وظواهر
كما تمكن «مسبار الأمل» من رصد ظواهر مناخية وفلكية في المريخ، بعضها يعد الأول على مستوى العالم، أبرزها التقاط أول صورة طيفية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى والمتطرفة لقمر «ديموس»، التي أسهمت في التعرف إلى تكوين السطح والعوامل الجوية الفضائية، كما تمكن من رصد بيانات طيفية غير مسبوقة، بالأشعة تحت الحمراء، لسطح «ديموس» بأكمله تقريباً، خلال مرور المسبار لأقرب نقطة له للقمر بمسافة تقارب 100 كيلومتر فقط، والتي كشفت عن اختلاف درجات الحرارة.
ولم يكتفِ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من رصد الظواهر الفلكية، بل تمكن من رصد ظواهر مناخية على الكوكب الأحمر، منها حُفَر بحواف متجمدة على القطب الشمالي تسمى «أوكسيابالوس»، التي هي أكبر من حفرة «لومونوسوف»، وهي تقريباً 150 كم من جانب إلى الجانب الآخر، وذلك من ارتفاع نحو 29 ألف كيلومتر في آخر الشتاء، لتكشف الصقيع الموسمي الذي أودع في فترة القطب الشمالي، كذلك رصد عاصفة غبار إقليمية في وادي مارينر على سطح المريخ، ومدى تطورها على مدى 6 ساعات، وعاصفة غبارية أخرى بنفس المنطقة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مسبار الأمل الإمارات كوكب المريخ الفضاء مسبار الأمل من رصد
إقرأ أيضاً:
أستاذ بجامعة الأزهر: تفسير القرآن الكريم لا يعارض الحقائق العلمية
أكد الدكتور عبد الشافي الشيخ، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، أن علم التفسير يواكب التغيرات الحضارية والتكنولوجية التي طرأت على العالم في العصر الحديث، لافتا إلى أن التفسير ليس نصاً مقدساً، بل هو فهم بشري للنصوص القرآنية، وتجديد هذا الفهم بما يتناسب مع الواقع المتغير.
قال الدكتور عبد الشافي، خلال لقاء مع الشيخ خالد الجندي، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "التفسير يجب أن يتطور ليواكب العصر، فالنصوص القرآنية ثابتة لا تتغير، لكن الفهم البشري لهذه النصوص يجب أن يتطور، لسان التفسير ليس مقدسًا، بل هو وسيلة لفهم وتفسير النصوص بما يتماشى مع الزمن والمجتمع، التفسير ليس بمعزل عن التخصصات العلمية المعاصرة، ولا بد أن يتماشى مع الحقائق العلمية الثابتة، وليس النظريات التي يمكن أن تُخطئ أو تُصيب".
أشاد بجهود العلماء الذين وضعوا أسسًا للتفسير، تتضمن شروطًا عديدة، كان قد جمعها الإمام السيوطي في 63 شرطًا، لافتا إلى ان العلماء وضعوا شروطًا دقيقة لمن يريد أن يتصدى لتفسير القرآن، وهذه الشروط ليست مقدسة، بل هي قواعد وضعت بمرور العصور لتساعد في تقديم التفسير بشكل علمي دقيق، لكن في النهاية، يجب أن يكون لدينا مرونة في التعامل مع هذه الشروط بما يتلاءم مع العصر.
أشار الدكتور عبد الشافي إلى أهمية احترام التخصصات، حيث يجب أن يتولى تفسير القرآن المتخصصون في علوم القرآن والتفسير، منوهاً إلى أن النصوص الدينية يمكن أن تسيء الفهم إذا تم تفسيرها بغير علم أو اجتهاد سليم.
وأضاف: "لا يمكن لأحد أن يقدم تفسيرًا دقيقًا للقرآن الكريم دون أن يمتلك الأدوات العلمية الصحيحة، وإذا لم نلتزم بهذه الأدوات قد يقع التفسير في أخطاء جسيمة".
وفيما يتعلق بمسألة الإعجاز العلمي في القرآن، أوضح الدكتور عبد الشافي أن القرآن ليس كتابًا في الفيزياء أو الكيمياء، ولكنه يوجه إشارات تتماشى مع الحقائق العلمية، ويشير إلى هذه الحقائق بهدف الهداية وليس لتقديم شرح علمي دقيق.
وقال: "القرآن الكريم يتضمن إشارات علمية، ولكن يجب أن نتجنب المبالغة في تفسير هذه الإشارات على أنها إعجاز علمي مطلق، لأن ذلك قد يؤدي إلى اختلاق تفسيرات غير دقيقة".