إصابة عشرات الفلسطينيين باعتداء للاحتلال في الخليل
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
أصيب عشرات الفلسطينيين مساء اليوم جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم العروب واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز السام ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق.
وأصيب 3 فلسطينيين في وقت سابق اليوم خلال اقتحام قوات الاحتلال مناطق بالضفة الغربية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
رصاص الفراشة الحديدية المتفجر.. كيف أصبح سلاحا للاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؟
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا، يسلّط الضوء على استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي المتزايد للرصاص المتفجر، المعروف بـ"الفراشة الحديدية"، ضد الفلسطينيين، على الرغم من حظره دوليًا؛ مشيرًا إلى تسبب هذا النوع من الرصاص بأضرار بالغة للجسم، قد تؤدي إلى الموت في العديد من الحالات.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن محمد حوشية، البالغ من العمر 12 سنة، كان متوجهًا إلى الملعب المجاور لمنزله في مدينة رام الله، عندما فوجئ بآليات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي تقتحم حي أم الشرايط في وضح النهار في 14 حزيران/ يونيو.
حاول محمد التراجع قليلًا، لكن جنديًا إسرائيليًا أطلق عليه رصاصة متفجرة استقرت في بطنه فسقط على الأرض، وبدلاً من إسعافه منعت الآليات العسكرية أي شخص من مساعدته.
وقد بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي تكثّف من استخدام هذا النوع من الرصاص، المحظور دوليًا، بسبب الأضرار الجسيمة التي يسببها في الجسم، إذ يؤدّي إلى إصابات خطيرة وإلى الوفاة في كثير من الحالات.
ويُعرف هذا النوع من الرصاص بين الفلسطينيين باسم "الفراشة الحديدية" لأن الرصاصة تدخل إلى الجسم ثم تنفتح داخله فتتسبب أجنحتها الحديدية بأضرار بالغة في كل ما تلمسه.
أجنحة الدمار الحديدية
ونقل الموقع عن حنين حوشية، والدة محمد، أن ابنها ظل ملقى على الأرض لأكثر من 40 دقيقة قبل أن يتمكن أحد الجيران من نقله إلى المستشفى، بسبب تواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
وقالت: "لم أتمكن من الذهاب إلى المستشفى للاطمئنان عليه بسبب استمرار الاقتحامات الإسرائيلية، وعلمت من والده أنه أصيب برصاصة في بطنه، كنت مطمئنة بعض الشيء، ولم أكن أعلم أنها رصاصة متفجرة ستدمر جسده".
في الساعة السابعة مساءً، خضع محمد لعملية جراحية، تلقى خلالها عشر وحدات دم بسبب النزيف الحاد، انتهت العملية في منتصف الليل، في الوقت الذي تمكنت فيه والدته من الوصول إلى المستشفى.
خرج الطبيب وأخبر والديه أنه في حالة حرجة، وأن الرصاصة أتلفت البنكرياس والطحال والكبد والشريان الرئيسي للقلب، والذي حاول الأطباء إصلاحها لكن دون جدوى.
ما يلفت النظر هو أن محمد لم ينزف على الإطلاق بعد سقوطه على الأرض. فيما أوضح الطبيب أن هذه الرصاصة تُحدث ثقبًا صغيرًا جدًا حين تدخل، ثم تفتح شفراتها الحديدية الحادة لتدمر كل ما أمامها، وإذا خرجت من الجسم، فإنها تحدث ثقبًا كبيرًا.
إلى ذلك، أمضى محمد ثمانية أيام في العناية المركزة قبل أن يتوفى متأثرًا بجراحه، مودعًا طفولته وعائلته.
وأضاف الموقع أن هذا النوع من الرصاصات يسبب أيضًا ضررًا وتفتتًا في العظام، وإصابات في الشرايين والعضلات في نفس منطقة الكسر، وقد تحتاج العظام إلى مدة تصل إلى ثلاثة أشهر للشفاء في حالة عدم وجود مضاعفات.
ضرر لا يمكن تصوره
أوضح الموقع أنه يوجد نوعان من الرصاص المتفجر: "توتو" الذي يُطلق من بندقية خاصة تسمى روجر، و"دمدم"، وينفجر كلاهما عندما يصطدمان بالجسم، ويتحولان إلى شظايا في الداخل، مما يتسبب في إصابات بالغة.
ووفقًا لمنظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية، فإن رصاص "توتو" يُستخدم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على نطاق واسع لتفريق المتظاهرين الفلسطينيين، وقد أعربت المنظمة في أحد تقاريرها عن استهتار دولة الاحتلال الإسرائيلي الصارخ بحياة الفلسطينيين وأجسادهم وسلامتهم.
ولا يزال عبد الرحمن حسن يعاني من إصابة برصاصة متفجرة أصيب بها قبل 20 سنة؛ حيث كان يبلغ من العمر 16 سنة، وكان مع أصدقائه بالقرب من المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم عندما أطلق جندي إسرائيلي النار عليه وأصابه في رأسه.
وتسبّبت الرصاصة بنزيف حاد نُقل على إثره إلى المستشفى، حيث أصيب بتهتك في منطقة الصدغ الحساسة.
وقال حسن إنه مكث في المستشفى لمدة شهر كامل حتى بدأ يتعافى، وأنه لا زال يعاني من آلام في مكان الإصابة في البرد؛ حيث يضطر لارتداء قبعة طوال اليوم في الشتاء لحماية مكان الإصابة من الألم.
وأفاد الموقع أن الرصاصة المتفجرة التي أصابت حسن، بحسب وصف الأطباء، كانت ضعف حجم الرصاصة العادية وعادة ما تحتوي على قنبلة متفجرة صغيرة بداخلها تخترق الجسم ثم تنفجر.
أيضا، تكمن خطورة هذا النوع من الرصاصات في أنها تمزق الأنسجة والأوردة والعضلات، ما يتسبب في بتر العضو الذي تصيبه.
وقال الطبيب لحسن إنه كان محظوظًا جدًا لأن الإصابة في الرأس بمثل هذه الرصاصة يعني الموت على الفور عادةً.
ويركز القناصة الإسرائيليون على الجوانب العلوية عند استهداف الفلسطينيين خلال المظاهرات بهذا النوع من الرصاص، كما أنهم يضيفون إليها اليورانيوم المنضب لجعل الرصاصة أكثر فتكًا وضررًا.
وحشية بلا عقاب
ونقل الموقع عن مدير مركز شمس لحقوق الإنسان، عمر رحال، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد جرّب أنواعًا مختلفة من الأسلحة على الفلسطينيين على مدار العقدين الماضيين؛ حيث استخدم في البداية الرصاص المطاطي، ثم الرصاص البلاستيكي، والآن الرصاص المتفجر.
وأفاد رحال أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تُواصل تجاهل القانون الدولي الذي يحظر استخدام مثل هذه الأسلحة، وذلك بفضل حماية الولايات المتحدة التي تستخدم باستمرار حق النقض في مجلس الأمن الدولي.
وأضاف أن المجتمع الدولي لم يصل إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بفرض عقوبات مثل التدابير الاقتصادية والتجارية؛ حيث استندت جميع قرارات مجلس الأمن إلى الفصل السادس، الذي ينص على التوصيات فقط.
وأكد أن عدم ملاحقة الضباط والجنود والسياسيين أمام المحاكم الجنائية الدولية أو القضاء الدولي هو أحد أسباب استخدام دولة الاحتلال الإسرائيلي لهذا السلاح المحرم دوليًا.