عربي21:
2025-04-01@22:52:06 GMT

الجريمة موصوفة والمجرم معروف.. والقضاة خائفون

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

أصبح المحلل السياسي لما يجري داخل فلسطين يملك اليوم عددا متزيدا من الشهادات والمعطيات التي تمكنه من تقديم صورة موضوعية عن الأوضاع، حتى لو لم يكن مختصا في هذا الملف؛ يكفيه أن يجمع تلك المعطيات المتفرقة ويضعها في سياق ما حتى تتجلى أمامه الخلفيات والتداعيات. وما يميز هذه المرحلة أن كما هائلا من التصريحات والأدلة الداعمة يتم بثها بشكل متواصل وتنشرها وتتناقلها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خلافا لما كان يحصل من قبل حين كانت هذه المعطيات تكتب في تقارير سرية، أو تقال داخل مكاتب مغلقة.

والعينات التي سنعتمدها في هذا المقال دليل قاطع على ذلك.

عندما وصفنا في مقالات سابقة نتنياهو وحكومته بالعصابة المتمردة على القيم والقوانين والأعراف الدولية، لم نفعل ذلك من موقع التضامن المبدئي مع الشعب الفلسطيني، ولكن بناء على حجم الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابة وطبيعتها الهمجية والدموية؛ جرائم موثقة ومنقولة على المباشر.

عندما سئل عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، خلال مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأمريكية عن مدى قوة بن غفير وسموتريش، أجاب بدون تردد: "هما إرهابيان يهوديان مسيحانيان". وأضاف وهو من هو داخل جهاز القمع الإسرائيلي: "لو كنت فلسطينيا لحاربت إسرائيل من أجل حريتي"، وهذا الذي لا تزال السلطة الفلسطينية ترفضه، وتعتقل من يرفع السلاح ويقاوم الاحتلال.

نتنياهو الذي سيحمل المسؤولية الكبرى في جريمة الإبادة الجماعية، سواء أقرت بذلك محكمة العدل الدولية أو اكتفت بالدوران حول الحِمى دون أن تقتحمه، رغم أن الأطراف المشاركة في ذلك عديدة سواء داخل إسرائيل أو خارجها، ويكاد يوجد شبه إجماع حول وصفه بمختلف الأوصاف الشريرة
عندما توقفنا في أكثر من مناسبة أمام ازدواجية الخطاب الأمريكي الرسمي، وانتقدنا بشدة سياسة الرئيس بايدن واتهمنا سياسته بالتصهين، لم نفعل ذلك من منطلق موقف عدائي للولايات المتحدة، وإنما بناء على تصريحات بايدن، وأكدته كتابات عدد من المحللين الأمريكيين الذين ذكروا أن بايدن هو أقرب رئيس أمريكي لإسرائيل.

في هذا السياق، اعتبر ماثيو ميلر، المحلل السابق في وزارة الخارجية الأمريكية أن مشكلة بايدن تكمن في "ارتباطه بإسرائيل"، وأضاف أن الرئيس الأمريكي هو الوحيد الذي "وصف نفسه مرات ومرات بأنه صهيوني". لهذا يعتقد ميلر أن هذا الارتباط هو الذي منع بايدن من "فرض شروط على إسرائيل طيلة الحرب"، ليستمر في تقديم العون لها من خلال إرسال مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة التي قتلت الأطفال والنساء. وهو ما كشفت عنه الصحف الإسرائيلية التي تحدثت عن "وصول نحو 35 ألف طن أسلحة وذخائر، غالبيتها من الولايات المتحدة، على متن أكثر من 300 طائرة ونحو 50 سفينة، منذ اندلاع الحرب"، دون القائمة التي حملها وزير الدفاع في زيارته الأخيرة إلى واشنطن، والتي تضمنت أنواعا مختلفة من الأسلحة المتطورة.

نعود إلى نتنياهو الذي سيحمل المسؤولية الكبرى في جريمة الإبادة الجماعية، سواء أقرت بذلك محكمة العدل الدولية أو اكتفت بالدوران حول الحِمى دون أن تقتحمه، رغم أن الأطراف المشاركة في ذلك عديدة سواء داخل إسرائيل أو خارجها، ويكاد يوجد شبه إجماع حول وصفه بمختلف الأوصاف الشريرة.ملف إدانة إسرائيل وحكومتها الحالية أصبح جاهزا ومكتملا، سواء من الجانب القانوني أو الإنساني، لتوجيه تهمة الإبادة الجماعية، وأن هذه الحكومة البشعة تتجه الآن لاستكمال جريمتها نحو الهجوم على رفع بحجة القضاء على المقاومة، في حين أن الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لها هو تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين، وإعادة احتلال غزة وتسليمها إلى المستوطنين آخر ما صدر في هذا الشأن إقدام صحيفة "لابريس" الكندية على نشر رسم كاريكاتوري يصوّر نتنياهو في شكل "مصاص دماء"، ورغم اضطرار الصحيفة إلى التراجع وتقديم اعتذار بعد الاحتجاج الإسرائيلي إلا أن الصحف العالمية خصصت له بعض افتتاحياتها للهجوم عليه بقوة.

يكفي في هذا السياق الإشارة إلى الصحفي والكاتب الأمريكي توماس فريدمان؛ الذي اعتبر في حوار له مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو "سيُدرج في التاريخ باعتباره أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي وليس فقط في التاريخ الإسرائيلي".

وهذا يعود لعناده وانفراده بالرأي وثقته في نفسه نظرا لنفسيته الخبيثة، وأن هناك جبهة واسعة عالمية ضده وضد سياسته بمن ذلك عدد من كبار الساسة اليهود في أمريكا؛ من بينهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي المؤيد بحماس لإسرائيل، والذي يعتبر "أكبر مسؤول أمريكي يهودي منتخب"، حيث تجرأ في خطابه الأخير واتهم نتنياهو بكونه "عقبة أمام السلام"، وهو ما أثار غضب حكومة في تل أبيب.

بناء على ما سبق يمكن القول إن ملف إدانة إسرائيل وحكومتها الحالية أصبح جاهزا ومكتملا، سواء من الجانب القانوني أو الإنساني، لتوجيه تهمة الإبادة الجماعية، وأن هذه الحكومة البشعة تتجه الآن لاستكمال جريمتها نحو الهجوم على رفع بحجة القضاء على المقاومة، في حين أن الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لها هو تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين، وإعادة احتلال غزة وتسليمها إلى المستوطنين.. فهل هناك أكثر بشاعة من هؤلاء

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو الإسرائيلي الإبادة الجماعية العدل الدولية غزة إسرائيل غزة نتنياهو الإبادة الجماعية العدل الدولية مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة فی هذا

إقرأ أيضاً:

أبوبكر الديب يكتب: إقتصاد إسرائيل يدفع ثمن طموحات نتنياهو السياسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كلما حلت أزمة سياسية تهدد حكم اليمين المتطرف في اسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سارع الي المزيد من سفك دماء الشعب الفلسطيني لصرف الانظار عن تلك الأزمة، لكن ورغم آلاف الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية، تزداد أزمات الإقتصاد الاسرائيلي الذي أطلقت عليه الرصاصة الأولي في الحرب المستمرة منذ ما يزيد عن 17 شهرا. 

وقبل ساعات، أبدت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني نظرة مستقبلية لإسرائيل، في ضوء زيادة الدين العام وضبابية المستقبل الاقتصادي للبلاد بما يعكس زيادة الدين العام وحذرت الوكالة من مخاطر سياسية عالية جدًا تضعف اقتصاد إسرائيل ما أضعف القوة الاقتصادية والمالية لاسرائيل، بسبب استئناف العدوان علي غزة والتظاهرات الرافضة لتغيير النظام القضائي الذي تسعي إليه الحكومة، مع وجود مخاطر على قطاع التكنولوجيا الفائقة ذات صلة بشكل خاص، نظرا لدوره المهم كمحرك للنمو الاقتصادي والذي يساهم كبير في حصيلة الضرائب الحكومية.

ويشكل قطاع التكنولوجيا الفائقة حوالي 20% من الناتج المحلي الإجمالي لاسرائيل بما يعاجل نصف صادراتها و30 % من عائدات الضرائب، وهو ما جعله أكبر مساهم في الناتج المحلي، وخلال عام 2024، تم  إغلاق 60 ألف شركة في قطاعات متعددة وهجرة الاستثمارات للخارج، حيث تفكر 60 % من الشركات تفكر في نقل عملها إلى الخارج.

موديز حذرت من خفض تصنيف الائتمان في المستقبل القريب، مع وجود مخاطر كبيرة على الاقتصاد والبنية التحتية.

من جهة أخري، تراجعت مؤشرات الأسهم الإسرائيلية، في ختام تعاملات أمس الاثنين الموافق وهبط المؤشر الرئيسي 0.83%، بعد أن وتراجع مؤشر TA 35 بنسبة 0.83%، أو ما يعادل 20 نقطة، عند مستوى 2406 نقطة.

وبينما يشتد سباق الذكاء الاصطناعي عالميا، تجد إسرائيل نفسها في موقف صعب، ليس فقط بسبب تراجع الابتكار التكنولوجي، ولكن بسبب تصاعد ظاهرة هجرة الكفاءات نتيجة الحرب وعدم الاستقرار السياسي.

ولم يكن قطاع الزراعة بعيدا عن هذه الخسائر فقد لحقت بالزراعة الإسرائيلية أضرار كبيرة حيث تقع 32% من الأراضي الزراعية في مناطق النزاع في الجنوب والشمال كما أدي النقص الحاد في عدد العمال الأجانب، إلى خسارة 228 ألف طن من المنتجات الزراعية فيما يعيش 1.5 مليون إسرائيلي في حالة انعدام الأمن الغذائي، وتتحمل الدولة نفقات صحية إضافية بقيمة 5.5 مليار شيكل سنويا بسبب سوء التغذية كما يتسبب فقدان الطعام في ضرر بيئي بقيمة 4.1 مليار شيكل سنويا كما كشف تقرير حديث عن فقدان إسرائيل نحو 2.87 مليون طن من الغذاء خلال عام 2023، بقيمة إجمالية بلغت 24.3 مليار شيكل بما يعادل 6.6 مليار دولار، نتيجة الحرب في غزة وتزايد معدلات الجوع، ووفقا للتقرير، الذي يستند إلى بيانات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، فقد أضافت الحرب خسائر اقتصادية بلغت 1.6 مليار شيكل بما يعادل 437 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من القتال، فضلا عن التدهور الكبير في الأوضاع الاقتصادية والمالية لجنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب استدعاؤهم للمشاركة في العدوان على غزة وفقد 41% من جنود الاحتياط الإسرائيليين وظائفهم.

ونما اقتصاد إسرائيل في العام الماضي بأبطأ وتيرة منذ أكثر من عقدين، باستثناء فترة جائحة "كورونا"، ما يعكس الأثر الاقتصادي للحروب في غزة ولبنان، حيث شكل الإنفاق العام المحرك الأساسي للنشاط الاقتصادي، مدفوعًا بزيادة الإنفاق الدفاعي، ولا سيما المدفوعات للجيش، وإيواء النازحين، وتعويض الشركات والأفراد المتضررين، وتراجعت الاستثمارات الثابتة بنسبة 5.9%، وانخفضت الصادرات بنسبة 5.6%، ما أدى إلى تباطؤ النمو خلال العام بأكمله، وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للعام الثاني على التوالي، مسجلا تراجعا بنسبة 0.3%.

وبلغت الخسائر الإجمالية لإسرائيل بسبب العدوان علي غزة ولبنات 67 مليار دولار وهناك بعض التقارير ترفعها إلى 120 مليار دولار، أو 20 % من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بسبب انحسار الإنتاجية، وضعف الإمدادات للأسواق، والنقص الحاد في العمالة، إما بسبب استدعائهم للتجنيد في الجيش الإسرائيلي، أو نتيجة هجرتهم للخارج، وانخفضت السياحة في 2024 بنسبة 70% مقارنة بـ 2023،  وألغت 49% من شركات التكنولوجيا بتل أبيب استثماراتها بسبب الحرب، فيما توقع الكثير من المستثمرون انخفاضا في نشاط الاستثمار خلال عام 2025، حيث انخفضت ثقتهم بشكل خاص في قدرة الحكومة على قيادة جهود التعافي، إذ أعرب أكثر من 80% من الشركات في جميع أنحاء إسرائيل عن شكوكها بشأن هذه القدرةوتدهور قطاع السياحة الإسرائيلي، الذي شهد انخفاض في 2024 بنسبة 70% مقارنة بـ2023، وشهدت الموانئ الإسرائيلية انخفاضا هائلا بعمليات الشحن، كما أن عشرات آلاف من الشركات تضررت بسبب ارتفاع معدل الفائدة وزيادة كلفة التمويل، ونقص القوى العاملة، والانخفاض الحاد في حجم الأعمال والعمليات، وتعطل الخدمات اللوجستية والإمدادات، وعدم كفاية المساعدة الحكومية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبيل يوم التحرير الذي أعلنه ترامب
  • حسن بدير.. من هو القيادي في حزب الله الذي استهدفته إسرائيل؟
  • آيزنكوت: نتنياهو فقد القدرة على العمل لصالح إسرائيل
  • كان يُخطّط لعملية ضد طائرة إسرائيلية في قبرص.. معلومات عن حسن بدير الذي استهدفته إسرائيل في غارة الضاحية
  • أبوبكر الديب يكتب: إقتصاد إسرائيل يدفع ثمن طموحات نتنياهو السياسية
  • نائب أردوغان يشن هجوماً لاذعاً على إسرائيل.. ما الذي يحدث؟
  • خلي بالك.. عقوبة الإيذاء الجسدي والتعدي بالضرب على الزوج أو الزوجة
  • عاجل| نتنياهو: مستعدون للحوار بشأن المرحلة النهائية للحرب التي يتم بموجبها نزع سلاح حماس وإخراج قادتها من غزة
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل المقترح البديل الذي قدمته إسرائيل لمفاوضات التهدئة بغزة .. 10 أسرى مقابل التهدئة في العيد
  • ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟