عربي21:
2025-02-21@13:02:11 GMT

الجريمة موصوفة والمجرم معروف.. والقضاة خائفون

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

أصبح المحلل السياسي لما يجري داخل فلسطين يملك اليوم عددا متزيدا من الشهادات والمعطيات التي تمكنه من تقديم صورة موضوعية عن الأوضاع، حتى لو لم يكن مختصا في هذا الملف؛ يكفيه أن يجمع تلك المعطيات المتفرقة ويضعها في سياق ما حتى تتجلى أمامه الخلفيات والتداعيات. وما يميز هذه المرحلة أن كما هائلا من التصريحات والأدلة الداعمة يتم بثها بشكل متواصل وتنشرها وتتناقلها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، خلافا لما كان يحصل من قبل حين كانت هذه المعطيات تكتب في تقارير سرية، أو تقال داخل مكاتب مغلقة.

والعينات التي سنعتمدها في هذا المقال دليل قاطع على ذلك.

عندما وصفنا في مقالات سابقة نتنياهو وحكومته بالعصابة المتمردة على القيم والقوانين والأعراف الدولية، لم نفعل ذلك من موقع التضامن المبدئي مع الشعب الفلسطيني، ولكن بناء على حجم الجرائم التي ارتكبتها هذه العصابة وطبيعتها الهمجية والدموية؛ جرائم موثقة ومنقولة على المباشر.

عندما سئل عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، خلال مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأمريكية عن مدى قوة بن غفير وسموتريش، أجاب بدون تردد: "هما إرهابيان يهوديان مسيحانيان". وأضاف وهو من هو داخل جهاز القمع الإسرائيلي: "لو كنت فلسطينيا لحاربت إسرائيل من أجل حريتي"، وهذا الذي لا تزال السلطة الفلسطينية ترفضه، وتعتقل من يرفع السلاح ويقاوم الاحتلال.

نتنياهو الذي سيحمل المسؤولية الكبرى في جريمة الإبادة الجماعية، سواء أقرت بذلك محكمة العدل الدولية أو اكتفت بالدوران حول الحِمى دون أن تقتحمه، رغم أن الأطراف المشاركة في ذلك عديدة سواء داخل إسرائيل أو خارجها، ويكاد يوجد شبه إجماع حول وصفه بمختلف الأوصاف الشريرة
عندما توقفنا في أكثر من مناسبة أمام ازدواجية الخطاب الأمريكي الرسمي، وانتقدنا بشدة سياسة الرئيس بايدن واتهمنا سياسته بالتصهين، لم نفعل ذلك من منطلق موقف عدائي للولايات المتحدة، وإنما بناء على تصريحات بايدن، وأكدته كتابات عدد من المحللين الأمريكيين الذين ذكروا أن بايدن هو أقرب رئيس أمريكي لإسرائيل.

في هذا السياق، اعتبر ماثيو ميلر، المحلل السابق في وزارة الخارجية الأمريكية أن مشكلة بايدن تكمن في "ارتباطه بإسرائيل"، وأضاف أن الرئيس الأمريكي هو الوحيد الذي "وصف نفسه مرات ومرات بأنه صهيوني". لهذا يعتقد ميلر أن هذا الارتباط هو الذي منع بايدن من "فرض شروط على إسرائيل طيلة الحرب"، ليستمر في تقديم العون لها من خلال إرسال مختلف أنواع الأسلحة الفتاكة التي قتلت الأطفال والنساء. وهو ما كشفت عنه الصحف الإسرائيلية التي تحدثت عن "وصول نحو 35 ألف طن أسلحة وذخائر، غالبيتها من الولايات المتحدة، على متن أكثر من 300 طائرة ونحو 50 سفينة، منذ اندلاع الحرب"، دون القائمة التي حملها وزير الدفاع في زيارته الأخيرة إلى واشنطن، والتي تضمنت أنواعا مختلفة من الأسلحة المتطورة.

نعود إلى نتنياهو الذي سيحمل المسؤولية الكبرى في جريمة الإبادة الجماعية، سواء أقرت بذلك محكمة العدل الدولية أو اكتفت بالدوران حول الحِمى دون أن تقتحمه، رغم أن الأطراف المشاركة في ذلك عديدة سواء داخل إسرائيل أو خارجها، ويكاد يوجد شبه إجماع حول وصفه بمختلف الأوصاف الشريرة.ملف إدانة إسرائيل وحكومتها الحالية أصبح جاهزا ومكتملا، سواء من الجانب القانوني أو الإنساني، لتوجيه تهمة الإبادة الجماعية، وأن هذه الحكومة البشعة تتجه الآن لاستكمال جريمتها نحو الهجوم على رفع بحجة القضاء على المقاومة، في حين أن الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لها هو تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين، وإعادة احتلال غزة وتسليمها إلى المستوطنين آخر ما صدر في هذا الشأن إقدام صحيفة "لابريس" الكندية على نشر رسم كاريكاتوري يصوّر نتنياهو في شكل "مصاص دماء"، ورغم اضطرار الصحيفة إلى التراجع وتقديم اعتذار بعد الاحتجاج الإسرائيلي إلا أن الصحف العالمية خصصت له بعض افتتاحياتها للهجوم عليه بقوة.

يكفي في هذا السياق الإشارة إلى الصحفي والكاتب الأمريكي توماس فريدمان؛ الذي اعتبر في حوار له مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن بنيامين نتنياهو "سيُدرج في التاريخ باعتباره أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي وليس فقط في التاريخ الإسرائيلي".

وهذا يعود لعناده وانفراده بالرأي وثقته في نفسه نظرا لنفسيته الخبيثة، وأن هناك جبهة واسعة عالمية ضده وضد سياسته بمن ذلك عدد من كبار الساسة اليهود في أمريكا؛ من بينهم زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي المؤيد بحماس لإسرائيل، والذي يعتبر "أكبر مسؤول أمريكي يهودي منتخب"، حيث تجرأ في خطابه الأخير واتهم نتنياهو بكونه "عقبة أمام السلام"، وهو ما أثار غضب حكومة في تل أبيب.

بناء على ما سبق يمكن القول إن ملف إدانة إسرائيل وحكومتها الحالية أصبح جاهزا ومكتملا، سواء من الجانب القانوني أو الإنساني، لتوجيه تهمة الإبادة الجماعية، وأن هذه الحكومة البشعة تتجه الآن لاستكمال جريمتها نحو الهجوم على رفع بحجة القضاء على المقاومة، في حين أن الهدف الاستراتيجي الأهم بالنسبة لها هو تهجير العدد الأكبر من الفلسطينيين، وإعادة احتلال غزة وتسليمها إلى المستوطنين.. فهل هناك أكثر بشاعة من هؤلاء

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو الإسرائيلي الإبادة الجماعية العدل الدولية غزة إسرائيل غزة نتنياهو الإبادة الجماعية العدل الدولية مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإبادة الجماعیة فی هذا

إقرأ أيضاً:

انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، “إن إسرائيل ستجعل حركة حماس تدفع ثمن عدم تسليم جثمان المحتجزة شيري بيباس كما هو متفق عليه”.

واتهم نتانياهو حماس بارتكاب انتهاك “وحشي” للهدنة بعدم إعادتها جثة شيري بيباس.

وأضاف في بيان مصور “سنعمل بكل عزم على إعادة شيري إلى الوطن مع كل رهائننا، الأحياء والأموات، وضمان أن تدفع حماس الثمن الكامل لهذا الانتهاك القاسي والشرير للاتفاق”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه بعد استكمال عمليات الفحص والتشخيص، تبين أن إحدى الجثث التي سلمتها “حماس” لا تلائم أي أسير إسرائيلي، مشددا على أن الجثة مجهولة الهوية واتهم الحركة بانتهاك وقف إطلاق النار الهش بالفعل.

وقال الجيش في بيان: “بعد استكمال عملية التشخيص في المركز الوطني للطب العدلي بتعاون مع شرطة إسرائيل أبلغ مندوبو جيش الدفاع عائلة بيباس انه تم تشخيص أعزائهم الطفليْن أريئل وكفير بيباس”.

وأضاف: “وفق تقييم الجهات المعنية المختصة وبناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة والمؤشرات من عملية التشخيص فقد تم قتل أريئل وكفير بيباس بوحشية داخل الأسر في شهر نوفمبر من العام 2023 من قبل الإرهابيين الفلسطينيين”.

وأشار الجيش إلى أنه “خلال عملية التشخيص تبين أن الجثة الأخرى التي تم تسليمها لا تعود لشيري بيباس ولا تلائم أي مختطف أو مختطفة آخرين. الحديث عن جثة مجهولة الهوية دون تشخيص”.

وشدد الجيش الإسرائيلي على أن هذا “خرق فاضح لحماس التي التزمت وفق الاتفاق بإعادة أربعة مختطفين.. نطالب حماس بإعادة شيري بيباس مع جميع المخطوفين”.

واختتم الجيش بيانه قائلا: “نشارك عائلة بيباس حزنها العميق في هذه الساعة العصيبة وسنواصل الجهود لإعادة شيري وجميع المختطفين في أسرع وقت”.

وسلمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس الخميس، جثث 4 أسرى إسرائيليين تعود 3 منها لعائلة بيباس (أم وطفليها) كانوا بحوزة “كتائب المجاهدين” في حين كان أسير رابع بحوزة حركة “الجهاد الإسلامي”.

وذكرت قناة (كان) أن “حماس نقلت الرهائن القتلى في نعوش مقفلة وكان معها مفاتيح لا تناسبها”، كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن السلطات في تل أبيب عثرت على مواد دعائية لحماس في التوابيت.

بدوره، أصدر مسؤول أميركي بارز تحذيرا شديد اللهجة لحماس، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أن الحركة أطلقت سراح “جثة مجهولة الهوية”، وليست جثة رهينة إسرائيلية.

وفي حديثه لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية، وصف مبعوث الولايات المتحدة لشؤون الرهائن آدم بوهلر، ما اعتبره “قرار حماس بإطلاق سراح الجثة مجهولة الهوية”، بأنه “مروع وانتهاك واضح لوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

وقال بوهلر: “لو كنت مكانهم لأطلقت سراح الجميع، وإلا فسوف يواجهون الإبادة الكاملة”.

ولم يصدر أي تعليق من حماس على الفور.

انفجار 3 حافلات في عدة مواقع يهز تل أبيب
انفجرت 3 حافلات مساء الخميس في مواقف ومواقع مختلفة بمدينة بات يام جنوب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، وأعلنت الشرطة الاشتباه بعملية والبحث عن مشتبه به.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن الشاباك يحقق في اشتباه زرع عبوات ناسفة بحافلات، ما أدى إلى انفجارها، فيما أفادت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11” باشتباه وجود عبوتين ناسفتين أخريين دون انفجارهما.

وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى تعزز التقديرات بأن الانفجارات كانت محاولة لتنفيذ عملية، حسبما نقل عنها موقع “هآرتس”، وأفيد بأن حركة القطار الخفيف توقفت بشكل كامل في منطقة بات يام على خلفية انفجار الحافلات.

وأوردت القناة 12 الإسرائيلية، أنه يستدل من التقديرات الأولية لانفجار الحافلات بأن اتجاه التحقيق يشير إلى محاولة لتنفيذ عملية، فيما جرى إيعاز جميع السائقين بمنطقة تل أبيب بتفقد حافلاتهم.

وجاء عن بلدية بات يام أن “انفجارين وقعا بحافلتين بينما كانتا في موقفي حافلات بالمدينة من دون وجود مسافرين على متنهما، ولم تقع إصابات في الحدثين”.

وأشارت إلى أن “تفاصيل الحدثين غير واضحة حتى الآن، وتجري عمليات بحث واتخاذ وسائل الحذر في هذه المرحلة من أجل التأكد من عدم وجود أي خطر آخر”.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان الاشتباه بعملية على خلفية انفجار عدد من الحافلات، فيما وصلت قوات كبيرة إلى المواقع وشرعت بالبحث عن مشتبه بهم، وباشرت فرق المتفجرات بفحص الأغراض المشبوهة بالمنطقة، حسبما جاء في بيان لها.

مقالات مشابهة

  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • عاجل. نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • نتنياهو: غدا سيكون يوما صعبا لدولة إسرائيل
  • جواد ظرف: سردية "إيران الضعيفة" التي يبينها نتنياهو "خطيرة"
  • حذر وترقب لما قد يحدث.. سكان الشمال في إسرائيل خائفون من العودة إلى بيوتهم
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها