رحبت الكثير من الدول والجهات بالقرار الذي صدر اليوم من مجلس الامن الدولي بالأمم المتحدة، والخاص بوقف إطلاق النار داخل قطاع غزة، وهو القرار الوحيد الذي تخطى عقبة الفيتو من الدول الخمسة العظمى صاحبة الحق في ذلك، ولكن بالنظر إلى الواقع العملي للقرار، نجد أنه مرتبط زمنيا بشهر رمضان فقط، وهو ما تضمنه نص القرار الذي وافقت عليه الدول الأعضاء، فيما امتنعت واشنطن عن التصويت، ولكن دون أن تستخدم حق الفيتو لمنع صدوره.

 

والملفت للنظر للأجواء المصاحبة للصدور القرار، هو الخلاف الظاهري بين شركاء مذبحة غزة، حيث أبدت تل أبيب وحكومتها العنصرية غضبا تجاه واشنطن، وذلك لرفضها استخدام حق الفيتو ضد القرار، وخرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في العلن ليهدد بمنع إرسال الوفود إلى كافة الجهات الخاصة بمناقشات وقف إطلاق النار، ولكنه خلاف لا يتخطى الشكل المعلن في التصريحات، وذلك في ظل انصياح تام من أكبر دولة في العالم لحكومة عنصرية في تنفيذ مخطط إبادة غزة، وتلك قصة القرار بالكامل. 

اقتراح من 10 دول 

اقتراح نص القرار الذي وافق مجلس الأمن عليه اليوم بعد مناقشته في جلسة عامة، كان قد قدمته إلى مجلس الأمن 10 دول ليست أعضاء دائمين في المجلس، وهي الجزائر والإكوادور وغويانا واليابان ومالطا وموزمبيق وكوريا الشمالية وسيراليون وسلوفينيا وسويسرا، وهم الأعضاء العشرة المنتخبون بالمجلس.

 

وجاءت تلك الخطوة بعد فشل القرار الأخير الخاص بغزة، والذي تقدمت به واشنطن، حيث استخدمت الصين وروسيا حق الفيتو ضد الاقتراح الأمريكي، يوم الجمعة الماضية، حيث أصرت واشنطن على ربط الدعوة لوقف إطلاق النار بصفقة الرهائن وإدانة حماس.

 

تفاصيل القرار .. ووعد واشنطن المسبق 

وطالب القرار بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وحسب ما ذكرته مسودة القرار، فإنه يشدد على ضرورة امتثال جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، و"يشجب" جميع الهجمات ضد المدنيين و"جميع أعمال الإرهاب"، ويشير إلى أنه من غير القانوني احتجاز الرهائن بموجب القانون الدولي، وكذلك يعرب مقترحيه عن قلقهم العميق "إزاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة"، داعيين إلى بذل المزيد من الجهود لتوسيع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

 

وقد سبق التصويت على القرار وعود أمريكية بعدم استخدام حق الفيتو ضده، وقد ذكرت العديد من الصحف والوكالات العالمية، أنه من غير المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض ضد القرار ومن المرجح أن تمتنع عن التصويت، وذلك نقلا عن اثنين من كبار الدبلوماسيين في الأمم المتحدة، وهو ما مثل فرصة قوية ليكون أول قرار لوقف إطلاق النار يعتمده المجلس بعد أربع إخفاقات سابقة، وكان مبرر واشنطن لهذا الموقف، هو أن أنه يربط بين القضيتين "وقف إطلاق النار – الإفراج عن الرهائن"، وذلك على الرغم من أن اللغة مختلفة عن القرار الذي طرحته الولايات المتحدة.

 

 

ليس كافيا .. رمضان فقط 

ورغم الترحيب الواسع بالقرار، إلا أن الجميع اعتبر الخطوة ليست كافية، وذلك لأن نص القرار الذي وافقت عليه 14 دولة، فيما امتنعت واشنطن عن التصويت، على أن وقف إطلاق النار سيكون لمدة شهر رمضان فقط، وهي المهلة ذاتها لإطلاق سراح الأسرى، ولكنهم أكدوا في الاقتراح على الحاجة الملحة لتقديم مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة.

 

وحاول المجتمع الدولة احتواء ضآلة الخطوة في ظل جسامة المذابح بغزة، وذلك حين عبر العديد من الجهات عن أملهم أن يكون القرار بداية للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وتوفير أجواء مناسبة للمفاوضات التي تمر بحالة تعثر للوصول إلى اتفاق شامل لوقف الحرب، وهي المفوضات التي تجري في العديد من العواصم العربية والعالمية، ومنها مصر وقطر بمشاركة أمريكية إسرائيلية مع دول عربية وغربية أخرى. 

 

 

خلاف ظاهري لشركاء المذبحة

وعلى مدار اليوم، ومنذ تسريب واشنطن لموقفها السلبي من القرار دون إيقافه، كان هناك خلافا ظاهريا بين شركاء الجريمة، حيث هدد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، الولايات المتحدة الأمريكية بعدم السماح بسفر الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن، بعد امتناع واشنطن عن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

وخلال الأسبوع الماضي، تحدث نتنياهو والرئيس جو بايدن بعد حوالي شهر من عدم التحدث، وذكر الإعلان الرسمي للبيت الأبيض أن الرئيس كرر ضرورة هزيمة حماس لكنه أعرب لنتنياهو عن "قلقه العميق بشأن عملية برية واسعة النطاق في رفح"، كما أكدا أن إسرائيل سترسل فريقا إلى واشنطن لمناقشة الهدف التالي للحرب و"تبادل وجهات النظر ومناقشة طرق بديلة للتركيز على العناصر الأساسية لحماس حتى تظل الحدود بين مصر وغزة آمنة بدون عملية في رفح". 

ولكن هذا الخلاف ليس له تأثيرا على أرض الواقع في ظل استمرار الدعم اللامحدود من واشنطن لتل أبيب، وبكافة أنواع الدعم المالي والتسليحي، والسياسي، والعسكري، ويبدو كذلك أن بيان نتنياهو له أهداف سياسية داخلية، فمن جانبه، رد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على كلام نتنياهو بشأن قرار مجلس الأمن الدولي قائلا: "إن بيان نتنياهو المتحدي ضد الأمريكيين هو محاولة أخرى مثيرة للشفقة ومحزنة لصرف الانتباه عن قانون التجنيد على حساب علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة"، وأضاف: هذا تصرف غير مسؤول مثير للقلق من رئيس حكومة فقدها".

 

 

واشنطن تسترضي تل أبيب 

ومن جانبه رد  مستشار الاتصالات والأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي على الاحتلال الإسرائيلي، فيما يخص سحب وفد  زائر إلى واشنطن بعد قرار أمريكا في مجلس الأمن ضدها،  وفق ما ذكرت صحف أمريكية، وبين كيربي أن أمريكا لا تعبئ بطريقة الرد الصهيونية على قرارها وأنها ستسمر في سياستها الداعمة للاحتلال  لكن وفق محددات واشنطن ذاكرًا: "لا أعلم ما إذا كان الوفد الإسرائيلي سيأتي إلى واشنطن أم لا وهو سؤال ينبغي توجيهه للإسرائيليين"

وذكر كيربي: "إذا قرر الإسرائيليين عدم القدوم إلى واشنطن بسبب تصويت مجلس الأمن فسنستمر بالتواصل معهم لإيصال آرائنا"، وأكد على أن واشنطن "تسد الفجوات المتعلقة بمفاوضات اتفاق تبادل الأسرى لكننا لم نصل إلى اتفاق بعد، مشيرا إلى أن أمريكا كانت تأمل أن تناقش عملية رفح مع وفد إسرائيل ولكن إذا قرروا عدم القدوم سنناقشها مع وزير الدفاع الإسرائيلي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف إطلاق النار القرار الذی مجلس الأمن عن التصویت إلى واشنطن حق الفیتو

إقرأ أيضاً:

تسريب مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. ماذا كشفت التفاصيل؟

نشرت وسائل إعلام عبرية مقتطفات مسربة لمسودة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في لبنان، تشمل منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يوما لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان.

وتشمل مسودة الاتفاق، “منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يوما لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ والتزام الطرفين بتنفيذ قراري مجلس الأمن 1559 و1701″، بحسب ما نقلت “القناة 13” الإسرائيلية.

وأوضحت أن “الاتفاق يتضمن ملحقا إضافيا بين إسرائيل والولايات المتحدة، يقدم ضمانات أمريكية بشأن دعم حرية العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان للرد على تهديدات فورية أو انتهاك للاتفاق، ويفتح الاتفاق، وفقا للمسودة المسربة، الباب أمام مفاوضات مستقبلية غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية”.

واعتبرت القناة أن “القرارين يهدفان إلى منع تعزيز قدرات حزب الله في لبنان، كما تنص المسودة على أنه مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، فإن حزب الله وجميع الفصائل المسلحة في لبنان لن تهاجم إسرائيل، في مقابل تعهد إسرائيل بعدم تنفيذ عمليات داخل لبنان، بما يشمل أهدافا مدنية وحكومية”.

ويتيح الاتفاق للجيش الإسرائيلي، وفقا للمسودة، “البقاء في جنوب لبنان لمدة تصل إلى 60 يوما بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبعدها ستكون ملزمة بالانسحاب الكامل. كما يدعو الطرفان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم مفاوضات غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة تستند إلى الخط الأزرق”.

وتشير المسودة إلى أن الجيش اللبناني “سينتشر في جميع المعابر البرية والبحرية، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية، مع إنشاء لجنة خاصة تحت قيادة الولايات المتحدة للإشراف على الانتهاكات المحتملة للاتفاق”. وتشمل مهام اللجنة “الإشراف على تفكيك مواقع الإرهاب وبناه التحتية فوق الأرض وتحتها”.

وينص “ملحق الضمانات الأمريكية” بين تل أبيب وواشنطن، بحسب “القناة 13″، على أن “لإسرائيل الحق في التحرك ضد التهديدات الفورية القادمة من لبنان، لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وضمان أمنها على الحدود الشمالية، تلتزم الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن أمنها”.

وأشارت القناة إلى “وجود نقاط خلافية في الاتفاق، أبرزها البند الذي يمنح إسرائيل حق التحرك ضد التهديدات الفورية من لبنان، بالإضافة إلى إشراف واشنطن على اللجنة المخصصة لمراقبة الانتهاكات”، وهو ما ترفضه لبنان في ظل انحياز الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل ودعمها المطلق لها.

وعقد المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكستين، فور وصوله إلى إسرائيل، اجتماعا مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون درمر، و”وصفه بأنه بنّاء”.

وأفادت مصادر لقناة 12 الإسرائيلية، أنه “إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن النقطتين الخلافيتين، فإنه يمكن تحقيق وقف إطلاق النار خلال أسبوع”.

وتتعلق النقطتان الرئيسيتان للخلاف، بحرية العمل الإسرائيلي في لبنان في حال حدوث انتهاك، وتشكيل اللجنة المشرفة في لبنان. وتعتبر إسرائيل حرية العمل في لبنان “خطًا أحمر غير قابل للتفاوض”، وهو أمر يرفضه لبنان.

ووفقا للقناة فإن إدراج هاتين النقطتين “قد يكون في اتفاق جانبي مع الولايات المتحدة وأنه لا يزال الأمر غير واضح”.

ومن المقرر أن يواصل هوكستين اجتماعاته في إسرائيل على مدار الخميس.

واعتبر المبعوث الأميركي خلال مشاوراته مع القيادات اللبنانية في بيروت، أن هناك فرصة حقيقية للوصول إلى اتفاق لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله، مشيرا إلى أن النقاشات التي عقدها ركزت على تضييق الفجوات للوصول إلى اتفاق.

ومن المقرر أن يجتمع هوكستين، يوم الخميس، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، لمناقشة القضايا ذات الصلة، وسط اتفاق نهائي محتمل خلال الفترة المقبلة، علما بأنه لا تزال هنالك بعض المسائل الخلافية.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس خلال اجتماعه مع قادة شعبة الاستخبارات، أن أي تسوية سياسية في لبنان ستكون مرهونة بـ “القدرة والأحقية” الإسرائيلية في العمل ضد “حزب الله”.

هذا وأكد أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، أن “نجاح المفاوضات يعتمد على رد إسرائيل وجدية نتنياهو”، مشيرا إلى شرطين رئيسيين باعتبارهما “خطوطا حمراء” في أي اتفاق، وهما “الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي، والحفاظ على سيادة لبنان”.

نيوزيلندا تدرج “حزب الله” اللبناني و”أنصار الله” على قائمة الإرهاب
وفي سياق آخر، أعلنت نيوزيلندا تصنيفها “حزب الله” اللبناني وحركة “أنصار الله” الحوثية في اليمن “منظمتين إرهابيتين”، وحظرت التعامل معهما تحت طائلة الملاحقة القضائية بموجب قانون محاربة الإرهاب.

ونشرت السلطات النيوزيلندية في الجريدة الرسمية يوم أمس: “اليوم 20 نوفمبر 2024، وبموجب المادة 22 من قانون مكافحة الإرهاب لعام 2002، تم تصنيف منظمة “حزب الله” ككيان إرهابي في نيوزيلندا”.

وقال المنشور في الجريدة الرسمية: “أي شخص يتعامل مع هذه الكيانات المدرجة أو يوفر لها الممتلكات أو الخدمات المالية أو ذات الصلة، قد يتعرض للملاحقة القضائية بتهمة ارتكاب جريمة بموجب المادتين 9 و10 من قانون مكافحة الإرهاب”.

تجدر الإشارة إلى ما أعلنه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، عقب زيارته إلى بيروت، أواخر يونيو الماضي، وأن “الجامعة لم تعد تصنف حزب الله كمنظمة إرهابية”.

وكانت جامعة الدول العربية صنفت في مارس 2016 “حزب الله” منظمة إرهابية، وطالبته بـ”التوقف عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي”.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة
  • تسريب مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. ماذا كشفت التفاصيل؟
  • فيتو أمريكي في مجلس الأمن على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
  • هوكستين: هناك تقدماً بالمفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في لبنان
  • «فيتو» أمريكي ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة
  • أميركا تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار بوقف إطلاق النار في غزة
  • واشنطن تستخدم الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة.. وتوضح السبب
  • مجلس الأمن يفشل في تبني مشروع قرار يدعو لوقف النار بغزة
  • من جديد.. واشنطن تعرقل مشروع وقف إطلاق النار في غزة
  • فيتو أمريكي ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة