مجلس الأمن يفجّر الخلافات الأميركية – الإسرائيلية.. كيف قرأ العدو الصهيوني الامتناع عن استخدام الفيتو؟!
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
يمانيون/ تقارير
فجّرت موافقة مجلس الأمن الدولي، اليوم، على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزّة، الخلافات المتصاعدة بشدّة في الآونة الأخيرة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، بعد امتناع الأخيرة عن التصويت وعدم استخدامها حق النقض (الفيتو).
وأظهرت نتائج التصويت التي بثّها موقع الأمم المتحدة موافقة 14 عضواً على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في غزة، في مقابل امتناع واشنطن عن التصويت، بعدما عطّلت محاولات سابقة لإصدار قرار عبر اللجوء الى حق النقض، ليكون أول قرار لوقف إطلاق النار يعتمده المجلس بعد أربع إخفاقات سابقة.
وفي إثر هذا القرار، أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وفد رفيع المستوى إلى واشنطن لمناقشة الهجوم المحتمل على رفح، على ضوء “التغيّر في الموقف الأميركي”، في خطوة اعتبر مكتب نتنياهو أنها تضرّ بالمجهود الحربي ضدّ “حماس”.
واعتبر مكتب نتنياهو أنّ الولايات المتحدة “تراجعت عن موقفها الثابت في مجلس الأمن، الذي ربطت فيه قبل بضعة أيام فقط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الأسرى”، مشيراً إلى أنّ هذا الانسحاب “يضرّ بكلّ من المجهود الحربي والجهود المبذولة للإفراج عن الأسرى، لأنه يعطي حماس الأمل في أنّ الضغط الدولي سيمكنها من الحصول على وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح أسرانا”.
استياء إسرائيلي كبير من واشنطنووصف الإعلام الإسرائيلي ما حدث بأنه “ذروة الأزمة مع الولايات المتحدة”، فيما عبّرت القنوات “12” و”13″و “14” عن الاستياء الإسرائيلي في عنوان عريض واحد: “دراما في الأمم المتحدة: الولايات المتحدة لم تضع فيتو لصالح إسرائيل”.
بدورها، اعتبرت مراسلة القناة “13” في واشنطن، نيريا كراوس، أنّ هناك، بشكلٍ قاطع، تغيير في السياسة وتغيير في نظرة الولايات المتحدة إلى “إسرائيل”، مشيرةً إلى أنّ هذا يحدث على خلفية أزمة ثقة غير مسبوقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو.
وتابعت كراوس بالقول: “خطوةً بعد خطوة، تفاقمت الأزمة في العلاقات، ووصلت إلى الذروة اليوم حيث هناك تداعيات عملية”.
من ناحيته، قال اللواء احتياط عاموس غلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الأمن سابقاً، إنّ ما حدث في مجلس الأمن “لا تناسبه كلمة مقلق، بل هذه كارثة، ولا أفهم كيف وصلنا الى هذا، فشل ذريع”.
وأضاف غلعاد، في مقابلة مع قناة “كان”، أنّ “قوتنا الاستراتيجية مبنيّة على قوة الجيش الذي يأتي أغلب سلاحه من الولايات المتحدة على حساب دافع الضرائب الأميركي، وعلى الحكمة المتمثلة في صداقة رائعة مع الولايات المتحدة”.
وأكد أنه “يجب أن نتعاون مع الولايات المتحدة مقابل التهديد المركزي وهو التهديد الإيراني”، موضحاً أنّ “الحلف مع الولايات المتحدة هو أحد ضمانات وجودنا”.
كذلك، تساءل غلعاد، قائلاً إنّ “ما حصل جنون، كيف وصلنا إلى هذا الوضع، كيف وصلنا إلى مواجهة واحتكاك مع الولايات المتحدة؟”، مشدداً على أنّ “هذا مسٌّ بالأمن القومي الإسرائيلي، هذا أمرٌ لا يعقل”.
من جهته، نقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله إنّ قرار مجلس الأمن “معقد وخطير للغاية”. ولفت المصدر إلى أنّ “ردّ نتنياهو يفاقم المشكلة، إذ يضعنا أكثر في الزاوية من خلال إلغاء زيارة الوفد إلى الولايات المتحدة”.
من جانبها، أكدت عضو “الكنيست” السابقة، عينات فيلف، أنّ ما جرى في مجلس الأمن “يخدم حماس كثيراً”.
صدامات إسرائيلية داخليةفي غضون ذلك، أشعل قرار نتنياهو بإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن الغضب في الأوساط السياسية الإسرائيلية، إذ رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، أنّ تحدّي نتنياهو الأميركيين “ينمّ عن عدم مسؤولية مخيفة”.
واعتبر لابيد أنّ تصريحات نتنياهو هي “محاولة بائسة ومؤسفة أخرى لصرف الانتباه عن مشروع قانون التجنيد على حساب علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة”.
وأردف بالقول: “هناك سؤال واحد يجب أن نطرحه على أنفسنا حول الأزمة التي قادها نتنياهو مع الولايات المتحدة، هل هي جيدة لإسرائيل أم سيئة لإسرائيل؟ الجواب الذي لا لبس فيه هو: سيئة لإسرائيل، سيئة للأمن، سيئة للاقتصاد، سيئة لمواجهتنا البرنامج النووي الإيراني، سيئة لوضعنا الدولي وسيئة للأسرى”.
بدوره، رأى عضو “كابينت” الحرب، بيني غانتس، أنه “ليس من الصواب فقط أن يذهب الوفد إلى واشنطن، بل من الأفضل لرئيس الوزراء أن يسافر بنفسه ويجري حواراً مباشراً مع الرئيس بايدن وكبار مسؤولي الإدارة.”
من جهته، ردّ نتنياهو على اقتراح غانتس، قائلاً: “بعد أن رحّبت حماس بقرار مجلس الأمن الذي تم تمريره مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، لا يزال بيني غانتس يعرض الليلة إرسال وفد إلى الولايات المتحدة. أنا أرفض هذا الاقتراح.”
خيبة أمل أميركية من “إسرائيل”هذا وعبّر البيت الأبيض عن “خيبة أمل” واشنطن لإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي، معرباً عن “إحباطه من عدم قدوم الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن لبحث البدائل الناجعة عن تنفيذ عملية برية في رفح”، بحسب ما أعلن.
وأشار البيت الأبيض إلى أنّ واشنطن تقوم بسدّ الفجوات في مفاوضات صفقة الأسرى، “لكننا لم نصل إلى اتفاق بعد”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إنّ قرار مجلس الأمن “يتّسق مع السياسة الأميركية بشأن غزة، وعدم استخدام الفيتو يتماشى أيضاً مع سياستنا”.
وأضاف ميلر: “لا زلنا نعتقد أنّ الاجتياح العسكري لرفح خطأ، ونحن على استعداد لتقديم خطة تأخذ بعين الاعتبار مطالب إسرائيل الأمنية وفي نفس الوقت حماية المدنيين”.
وكشف أنّ خيار الامتناع عن التصويت جاء بسبب “خلوّ القرار من إدانة حماس”، موضحاً أنّ القرار “يتماشى مع مطالبنا بوقف إطلاق النار جنباً إلى جنب مع مطلب إطلاق سراح الأسرى”.
وأشار ميلر إلى أنّ بلاده لا تتوقع إعلان “إسرائيل” وقف إطلاق النار من جانب واحد.
من جهته، أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أنّ بلاده “لا تزال تدعم إسرائيل وقدرتها على ملاحقة حماس، هذا لم يتغير”.
وتابع بالقول: “إننا نتطلع إلى الحصول على فرصة للتحدث مع الوفد إلاسرائيلي في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع يشأن خيارات وبدائل قابلة للتطبيق بشأن هجوم رفح”، مضيفاً: “لا نعتقد أنّ الهجوم البري في رفح هو المسار الصحيح للعمل،لا سيما بالنظر إلى وجود 1.5 مليون شخص يبحثون عن ملجأ”.
وأشار كيربي إلى أنه “إذا لم تكن هناك زيارة للوفد هذا الأسبوع، فمن الواضح أننا سنواصل إجراء محادثات مع نظرائنا الإسرائيليين، ونبذل قصارى جهدنا لمواصلة مشاركة وجهات نظرنا معهم”.
كذلك، لفت إلى أنّ وزير الأمن الاسرائيلي (يوآف غالانت) “موجود في واشنطن اليوم وغداً، إنه يجتمع مع وزير الخارجية بلينكن، وسوف يجتمع مع مستشار الأمن القومي جايك سوليفان ،وسيحصل أيضاً على فرصة للقاء وزير الدفاع لويد أوستن”.
وأضاف أنه “ليس لدي أدنى شك في أنه في تلك المناقشات، سيكون لدينا فرص كبيرة للتحدث معه حول ما يحدث في تخطيطهم لرفح، وكذلك ما يحدث داخل المفاوضات لإخراج الأسرى”، مردفاً: “لذلك نحن نركز على دفع الأمور إلى الأمام، نحن نركز على توفير كل هذه الخيارات وبذل كل ما في وسعنا لدعم إسرائيل”.
نقلا عن الميادين نت #العدوان الصهيوني على غزة#الفيتو#قرار مجلس الأمنً#كيان العدو الصهيونيأمريكامجلس الأمنالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة قرار مجلس الأمن فی مجلس الأمن إلى واشنطن عن التصویت إلى أن
إقرأ أيضاً:
لبنان يقدم شكوى ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن
قدم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل نحو شهر.
وفي التفاصيل، قدمت وزارة الخارجية والمغتربين بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن الدولي تتضمن احتجاجا شديدا على الخروقات المتكررة التي ترتكبها إسرائيل لـ"إعلان وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بترتيبات الأمن المعززة تجاه تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 والتي بلغت أكثر من 816 اعتداء بريا وجويا بين 27 نوفمبر و 22 ديسمبر 2024".
وأشار لبنان في الشكوى بحسب وزارة الخارجية أن الخروقات الإسرائيلية "من قصف للقرى الحدودية اللبنانية تفخيخ للمنازل تدمير للأحياء السكنية وقطع للطرقات تقوض مساعي التهدئة وتجنب التصعيد العسكري، وتمثل تهديدا خطيرا للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، كما أنها تعقد جهود لبنان في تنفيذ بنود القرار 1701 وتضع العراقيل أمام انتشار الجيش اللبناني في الجنوب".
وإذ جدد لبنان التزامه بالقرارات الدولية وتطبيق ترتيبات وقف الأعمال العدائية وأكد أنه تجاوب بشكل كامل مع الدعوات الدولية لتهدئة الوضع وما زال يظهر أقصى درجات ضبط النفس والتعاون في سبيل تجنب الوقوع مجددا في جحيم الحرب ودعا مجلس الأمن لا سيما الدول الراعية لهذه الترتيبات إلى إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء خروقات إسرائيل والعمل على إلزامها باحترام التزاماتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائيّة والقرارات الدولية ذات الصلة" وفق وزارة الخارجية.
وطالب لبنان بتعزيز الدعم لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني لضمان حماية سيادته وتوفير الظروف الأمنية التي تتيح له استعادة استقراره وعودة الحياة الطبيعية إلى جنوبه".
وأمس الاثنين، أفادت صحيفة "الأخبار" بأن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي استدعى اللجنة الخماسية المكلفة بمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار لبحث خروقات الجيش الإسرائيلي، وأنه طلب للمرة الأولى الاجتماع باللجنة "للتأكيد على أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي في الجنوب من خروقات يسبب إحراجا للدولة اللبنانية التي وقعت قرار وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية".
وأفادت مصادر مطلعة بأن "ميقاتي سيطلب من الجانبين الأمريكي والفرنسي الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لأن استمرارها يعني انفجار الوضع في أي لحظة وسقوط الهدنة".
وفي 27 نوفمبر الماضي تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين "حزب الل"ه اللبناني وإسرائيل بعد أكثر من عام على تبادل الهجمات على الحدود.
في حين يواصل الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث فجر وجرف عددا من المنازل والبساتين والممتلكات في عدة قرى وبلدات بجنوب لبنان.
إسرائيل تضغط لإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب وسط تصاعد التوترات
طالب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إلى البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في دول الاتحاد الأوروبي بضرورة الضغط على حكومات تلك الدول لإعلان جماعة الحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية"، مشيرًا إلى أن عدة دول، بينها عربية، تصنّف الجماعة بالفعل ضمن قوائم الإرهاب.
وزعم ساعر، في رسالة نقلها موقع "والاه العبري"، أن الحوثيين يمثلون تهديدًا يتجاوز إسرائيل ليطال المنطقة والعالم، خاصة من خلال استهداف حرية الملاحة في أحد أكثر طرق الشحن الدولية ازدحامًا، واصفًا تصنيفهم كمنظمة إرهابية بأنه "خطوة أساسية وضرورية للمجتمع الدولي".
التوتر تصاعد بعد إطلاق الحوثيين صاروخًا باتجاه إسرائيل ليلة أمس دعمًا لغزة، ما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق واسعة، منها تل أبيب. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ قبل عبوره، بينما أُصيبت إسرائيلية بجروح خطيرة أثناء توجهها إلى ملجأ، وأصيب نحو 25 آخرين بجروح طفيفة نتيجة التدافع.
في سياق متصل، هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بتوجيه ضربات قاسية لجماعة الحوثيين، مشيرًا إلى استهداف بنيتهم التحتية وقادتهم، على غرار العمليات التي نفذتها إسرائيل ضد قادة في غزة ولبنان وإيران. وأضاف كاتس أن إسرائيل سترد على أي تهديد موجه إليها من اليمن بضربات حاسمة.
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد تبادل الهجمات بين إسرائيل والحوثيين، بما في ذلك إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن، واستهداف إسرائيل لمحطات طاقة وكهرباء في صنعاء والحديدة، مما يعمق حالة التوتر في المنطقة.