كشف الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، عن نصيحة لكيفية التعامل مع العصاة، وفقا للمنهج القرآني.

وقال محمد سالم أبو عاصي، خلال حديثه ببرنامج "أبواب القرآن"، إن القرآن يبث روح الأمل في قلوب العصاة فعلينا ألا نزيد من ألم العصاة وعلينا مساعدة في الخروج من المعصية وتجاوزها.

وتابع أبو عاصي: ذكر العاصي برحمة الله ومغفرته للذنوب، أما إذا استكبر وتعالى وأصر على المعصية، فذكره بالعقاب الشديد الذي أعده الله للعصاة والمذنبين.

وحذر من قضية اجتماعية خطيرة، كثير من الناس يرفضون توبة الإنسان، يقولون يعني بعد كل هذه المعاصي والعمر يتوب!، وجاي يدخل الجامع!، نعم يتوب الحديث يقول ولو كانت ذنوبك تبلغ عنان السماء، ورحمة ربنا أكبر من ذنوب البشر كلها".

وأكد أن رفض الناس توبة إنسان، هو جهل بالقرآن، مردفا: "بعض الدعاة يعبرون عن شخصيتهم في الدعوة، ويكون إنسان طبيعته فيها قسوة وشدة، فتجده في الوعظ عنيف جدا واذا وجد منك معصية يفعل معك الأفاعيل، وهذا ليس منهج القرآن، وإنما تعبير عن مزاج عصبي تعبير عن قلب قاسي والقلب القاسي صعب يخرج منه الرحمة أو الرفق أو اللين".

وأردف: "لما بسمع هذه الحناجر تتكلم بهذه الطريقة اعرف أن هذا الرجل يعبر عن نفسيته، لكن لو توجهت لداعية لين هين رقيق المشاعر رقيق القلب تجده يعالج نفس القضية علاجًا آخر".

وأشار إلى أن الجماعات  تهتم بأمور غير جوهرية، مردفا: "يدخلك جهنم من أجل أن ثوبك ليس قصير، أو أنك غير ملتحي، أو لأنه فاتتك الصلاة في المسجد، وهذه الأمور خطورتها تكمن في تحويل الفروع إلى أصول".

وذكر أن شخص أتى للنبي عليه الصلاة والسلام، وقال له فلان زنا، النبي غضب وقال له هلا سترته بطرف ثوبك، أما ما نفعله الآن هو تحول الظن والتخمين إلى واقع، عندما نرى فتاة عائدة للمنزل في وقت متأخر سواء لظروف عمل أو ظروف عائلية، ترمي عليها تهم وكلام قد يصل إلى القذف وتعاقب عليه في الشريعة وتعاقب عليه في الآخرة بمجرد الظن.

وتابع: " لما إنسان شاف آخر يزني، النبي طلب يستره، والنهارده الناس تخوض في الأعراض لمجرد الظن، القضايا تحتاج إلى فقه الدعوة، النصوص قدامنا والمادة الخام قدامنا، كيف نُفعّلها، ونوجه الناس بها".

وقال أبو عاصي، إن العاصي نوعان، إنسان يرتكب المعصية، وهو مستكبر، وآخر يرتكبها وهو يتمنى التوبة وغير قادر، عليه أن يدعو الله أن يتوب عليه، مضيفا "المهم عدم الاستكبار، "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".

ولفت إلى أن الآية فيها إشكال لدى المفسرين، الذين تساءلوا، إذا ارتكب شخصان نفس الذنب كيف يغفر الله لأحدهما ولا يغفر للآخر،  مردفا: "لأن الله سبحانه وتعالى اطلع على البواعث والنيات،  يعني واحد يرتكب المعصية تحت ضعف تحت ضغط نفسي، هو مش عاوز، لكنه في ظرف ما دفعه فارتكب المعصية، الثاني يرتكب المعصية بتبجح باستكبار وعدم مبالاة".

وأردف: "لهذا الإنسان العاصي أمره إلى الله، إياك تحكم على العاصي الذي مات على المعصية ومات على الكبائر، إنه داخل النار أو داخل الجنة، نحن لا نعلم لأن المفاتيح ليست في أيدينا، وكنا ندرس في العقيدة في الأزهر "ومن مات ولم يتب من ذنبه فأمره مفوض لربه"، لكننا تحولنا من دعاة إلى حكام وقضاة، بينما منهج الإسلام في الدعوة أنك تؤمل وتفتح باب الأمل للعصاة وأنت تدعو الناس بالرفق واللين.

وقال إن الاستهانة بالذنوب باب خطير، كلما استهان الإنسان بالذنب والمعصية الصغيرة، يتحول القلب إلى قلب مظلم ميت لا يستشعر الذنوب.

أضاف أما الإنسان الذي لا يدرك أو لا يتحكم في نفسه عند ارتكاب الذنب، ووقت ارتكاب الذنب يكون غافلا يكون تائها وليس في وعيه، هو معذور، لأنه غير مدرك، مثلا من يحلف بالطلاق على زوجته في حالة غضب شديد.

وأردف: "أما الاستهانة بالمعصية ولو كانت صغيرة تتحول الى كبيرة من الكبائر، وهنا ابن عطاء الله له حكمة "لا صغيرة إذا واجهك عدله ولا كبيرة إذا واجهك فضله".

وتابع: "الأعمال التي نعملها ليست سبب دخول الجنة، "لا يدخلكم أحدكم الجنة بعمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"، فالأمر متوقف علي فضل الله ورحمة الله، المقياس في الأخرة غير الحياة الدنيا".

وختم: "الناس تظن زي ما بنحاسب بعض، لكن هناك حديث أن ربنا يجي يوم القيامة يأتي بالظالم والمظلوم فالمظلوم يقول لربنا سله فيما ظلمني فربنا يسأله، وبعدين يجد أن هذا العبد الظالم هالك ملوش حسنات خالص، فالمظلوم يقوله أعطني من حسناته فربنا يقوله هالك ليس عنده حسنات، فيقوله خد من سيئاتي أديله، فيقوله هو كده كده هالك، فيأتي الله بمشهد في الجنة ويضعه أمام المظلوم، فيقوله لمن هذا يا رب، فيقوله هذا لمن عفي عن أخيه، فطبعا يشوف المشهد يقول يا رب عفوت عنه، فربنا يقوله خذ بيد أخيك وأدخل الجنة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر العصاة الأعراض زنا أبو عاصی

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية: رحلة الإسراء والمعراج عكست مكانة النبي عند ربه

أكد الدكتور محمد الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أن معجزة الإسراء والمعراج تتضمن العديد من المسارات، فهناك المسار العلمي والأخلاقي والسلوكي، وتمت هذه المسارت كلها في معجزة الإسراء والمعراج، مشيرا إلى أنه عندما قال سبحانه وتعالى، " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) (الإسراء)، كان فيها تنزيه عن المكان، مشيرا إلى أن النبي بلغ مكانة عظيمة عند ربه سبحانه وتعالى.

وأضاف الجندي - خلال احتفال وزارة الأوقاف بذكرى الإسراء والمعراج بمسجد الحسين اليوم، الأحد، أنه في هذه المعجزة نجد الألوهية والعبودية حيث سبحان الذي أسرى بعبده تتجلى الألوهية وفي كلمة عبده تتجلى العبودية، حتى يميز الله بين الألوهية والعبودية في الآية الكريمة.

من جانبه، قال الدكتور عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هذه الذكرى خُلدت في القرآن الكريم، الذي سيبقى خالدًا إلى يوم القيامة وما بعدها حتى في الجنة، سيُقال لقارئ القرآن: "اقرأ وارتل كما كنت تقرأ وترتل في الدنيا".

وأضاف أن الإسراء حدث بالروح والجسد معًا، كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾، حيث يشير لفظ "العبد" إلى الروح والجسد معًا. وقد أجمع جمهور العلماء على أن المعراج أيضًا وقع بالجسد والروح يقظةً وفي ليلة واحدة.

أما القول بأن المعراج كان بالروح فقط أو مجرد رؤيا منامية، فهو رأي ضعيف لا يُعوَّل عليه؛ لأن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يُعرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه، تمامًا كما أسرى به، كما أن تعجب العرب آنذاك من هذه الرحلة يؤكد أنها حدثت بالجسد والروح، فلو كانت مجرد رؤيا منامية لما أثارت دهشتهم أو استغرابهم.

وشدد على أننا نستشرف من هذه الذكرى معاني الفرج والنصر لأهالي غزة ولكل من كانت حياته دفاعا عن الدين، والأمة، مؤكدا أنه يجب أن نتمسك بهدي الرسول ونكون على يقين بوعد الله الذي لا يتخلف لقوله تعالى "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".

مقالات مشابهة

  • كيف نربي أبنائنا في ظل وجود السوشيال ميديا؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
  • شهر شعبان.. سبب إكثار النبي من الصيام فيه
  • أمين الفتوى: من تطلب الطلاق فى هذه الحالة لن تدخل الجنة
  • احترس.. فعل محرم يرتكبه الأخ مع أخته يمنع فاعله من الجنة ونعيمها
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون.. ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ شيخ الأزهر يجيب
  • دعاء ليلة الإسراء والمعراج للميت.. ردده الآن يفرح به ويدخله الفردوس الأعلى
  • البحوث الإسلامية: رحلة الإسراء والمعراج عكست مكانة النبي عند ربه
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون؟.. شيخ الأزهر يُجيب
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون .. ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ شيخ الأزهر يجيب بمعرض الكتاب
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ الأزهر يجيب