الاتحاد النسائي ينظم محاضرة بعنوان”أموال مباركة” ضمن فعالياته في رمضان
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
نظم الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، محاضرة تحت عنوان “أموال مباركة” وذلك بمقره في أبوظبي ضمن فعالياته بمناسبة شهر رمضان الفضيل.
قدمت المحاضرة كبير الوعاظ، موزة أحمد مشاري الشامسي وتحدثت عن مكانة الزكاة التي شرعت وجعلت فريضة من فرائض الله، عز وجل، وركناً من أركان الإسلام، أوجبها الله تعالى لتحقيق معان جليلة، وقيم أخلاقية رفيعة، لافتة إلى أن شهر رمضان المبارك بنفحاته الإيمانية يشجع الناس على إخراجها، خصوصاً الذين اعتادوا أداءها في هذه الأيام الكريمة، وذلك لأهميتها البالغة في تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع.
وقالت إن الزكاة علامة كبيرة على تماسك المجتمع وتعاون أفراده وتكافلهم وشعورهم بعضهم ببعض، إذ أن الإسلام جعل الزكاة والتكافل ورعاية المحتاجين ركناً من أركانه وهو أقوى درجة في الإلزام، كما أن هناك أموراً كثيرة حث عليها الإسلام وتدخل في باب التكافل الاجتماعي، ومنها الكفارات والصدقات وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار ورعاية الأيتام .
وأكدت أن المسارعة في العبادات دليل على رجاحة العقل وسلامة الدين، ومن تلك العبادات فريضة الزكاة التي لا يجوز تأخيرها عن وقتها وقالت : “ حثنا الله تعالى على المسارعة إلى الخيرات، والمبادرة في أداء الطاعات والعبادات، لننال أعلى الدرجات، ونحصل على أعظم الأجور والهبات” مشيرة إلى أن تأخيرها يجر على المسلم آفات وتبعات من جراء تراكم الواجبات، فيستثقل إخراجها، ويعجز عن النهوض بها، وقد يعاجله أجلُه قبل إخراجها في وقتها، فيكون قد قصر في أداء ركن من أركان الدين.
وتطرقت إلى توضيح فضل الصدقة، لافتة إلى أن الإسلام حث على الصدقة، وبيّن أن للعبد في ذلك أجراً عظيماً، ومقاماً رفيعاً عند الله تعالى، مشيرة أن العبد يكون في ظل صدقته يوم القيامة، ووعد الله أنه لا ينقص مال من صدقة، بل أصل البركة والسعة في الرزق الإحسان إلى الفقراء والمساكين.
وأوضحت أن الصدقة تدفع المصائب والكروب والشدائد، وترفع البلايا والآفات والأمراض، وتحفظ البدن، وتطفئ الخطايا وتكفر الذنوب، مشيرة إلى أن الله جعل الصدقة سبباً لغفران المعاصي وإذهاب السيئات، والتجاوز عن الهفوات، وتحفظ المال من الآفات والهلكات والمفاسد، وتحل فيه البركة، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب، إنها وقاية من العذاب وسبيل لدخول الجنة، ودليل قوة اليقين وحسن الظن برب العالمين، لأن النفوس جبلت على حب المال، فإذا سمحت النفس بالتصدق به، كان برهانا على صحة الإيمان.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أسامة فخري: التصوف ليس مجرد موائد بل منهج تربوي
قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الحديث الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، حول زيارة جبريل عليه السلام للنبي، يعد من أهم الأحاديث التي تشرح مراتب الدين الإسلامي بشكل واضح، حيث ذكر أن هذا الحديث يلخص جوهر الإسلام ويقسمه إلى ثلاث مراتب: الإسلام، الإيمان، والإحسان.
وقال الجندي، فى تصريح له: "أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه روى لنا تفاصيل زيارة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم، عندما جاء وسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان، وفي نهاية الحوار، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن هذا كان جبريل الذي جاء ليعلم المسلمين دينهم".
ونص الحديث: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ . قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أمارتها ؟ . قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لي : “ يا عمر ، أتدري من السائل ؟ . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ”.
واوضح الجندي أن أول مرتبة هي الإسلام، والتي تتضمن الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج، و هنطائفة من العلماء قد اهتمت بحفظ هذه المرتبة عبر فقه الأحكام والتشريع، أي من خلال علم الفقه الذي يوضح كيفية تطبيق هذه العبادات، وأما المرتبة الثانية فهي الإيمان، التي تشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وقد قام علماء العقيدة بتوضيح هذه المفاهيم من خلال علم العقيدة وعلم التوحيد، حيث يتم تعليم الناس كيفية الإيمان بكل هذه الأركان.
أما المرتبة الثالثة فهي الإحسان، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وبالتالي التصوف المعتدل هو الذي يختص بحفظ هذه المرتبة، حيث يهدف إلى تهذيب النفس ورفعها عن الرذائل مثل الكبر والغرور، أن الصوفية المعتدلين هم من قاموا بشرح كيفية الوصول إلى هذه المرتبة، من خلال علم التصوف، الذي يوجه المسلم إلى تحسين علاقته بالله..
وأكد أن التصوف في عصرنا الحالي يعاني من مشكلات، حيث أصبح بين الأعداء الذين ينكرون التصوف والادعياء الذين يزعمون تمسكهم بالتعاليم الصوفية وهم في الحقيقة يبتدعون ممارسات بعيدة عن التصوف الحقيقي.
وبين: "التصوف ليس مجرد موائد أو طقوس خرافية، بل هو منهج تربوي يهدف إلى تهذيب النفس والتقرب إلى الله وفقًا للكتاب والسنة".
ودعا العودة إلى التصوف المعتدل الذي يتسم بالاعتدال والضبط وفقًا لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، بعيدًا عن أي انحرافات أو بدع.