صحيفة المناطق السعودية:
2025-02-03@01:57:57 GMT

“داعش” ليس أداة استخباراتية

تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT

ممدوح المهيني*

رغم أن «داعش خراسان» أعلن أنه خلف العملية الإرهابية في ضواحي موسكو، فإن هناك من ينفي ذلك! الإرهابيون الجناة يقولون إنهم من خطط للعملية ونفذها، والمعارضون يقولون لا!

يذكرني هذا بالتبريرات الغربية التي يقولها بعض المفسرين لإرهاب «القاعدة» سابقاً وحتى الآن، حيث يقول قادة «القاعدة» ومنظروها إنهم مؤمنون بآيديولوجية تكفيرية هي من تحركهم وتجعلهم يضحون من أجلها ويكفّرون حتى المقربين منهم، ولكنّ المنظرين في الغرب يرددون أن سبب «11 سبتمبر/ أيلول» وغيرها هو التوسع الأميركي والإمبريالية الحديثة وهجوم الحداثة على مجتمعات ترفضها.

وقد كنت في محاضرة بجامعة غربية وردد البروفيسور كل هذه التبريرات على الطلاب، لكنه نسي أن يقول التفسير البسيط، وهو أن التطرف يولد إرهاباً! ونسي أن يقول إن المتطرفين لا يخرجون من بطون أمهاتهم متطرفين، بل شخصيات سوية طبيعية، لكنهم ينغمسون في ثقافة تحولهم إلى متطرفين ويرتقون بعد ذلك في السلم الوظيفي ليصبحوا إرهابيين!

أخبار قد تهمك نائب أمير مكة يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية هدية الحاج والمعتمر 25 مارس 2024 - 11:23 مساءً رابطة العالم الإسلامي تُرحِّب بقرار مجلس الأمن الداعي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان 25 مارس 2024 - 11:01 مساءً

وآخر الأعذار الجديدة هو أن «داعش» أداة استخباراتية، وهناك بعض المخبولين على وسائل التواصل من يقول إن الرئيس أوباما هو مؤسسه. وهم يرددون بذلك تصريحات ترمب التبسيطية الكيدية الذي يتهم أوباما بأنه خلف «داعش»، وهو يقصد أن انسحابه من العراق خلق فراغاً ملأه «داعش»! وفي كلا الحالتين الأمر غير صحيح، فجماعة «داعش» أعلنت ذلك في بيانها الأخير، وبينت أن دوافعها نتيجة تفكير متطرف أولاً وآخراً، وقد تلجأ دول أو منظمات لاستخدامها، لكن سبب تشكلها ونشوئها هو فكر متطرف، ونهايتها يقضي بنهاية الفكر المتطرف الذي بث فيها الحياة من البداية.

ولكن لماذا اختلاق مثل هذه الأعذار؟ هناك أصحاب نيات طيبة ينخدعون بمثل هذه الدعايات ولا يريدون إلصاق التهم بالإسلام لهذا يبحثون عن تبرير يريحهم. ولكن الإسلام كدين عظيم بريء من هذه الاتهامات، وهناك فرق كبير بين الفكر المتطرف والدين الإسلامي، ولكن، للأسف، أصبح يُنظر لهما كشيء واحد. الإشكالية أن خطاب الكراهية ساد لعقود وربما قرون، وخلق هذه البيئة الحاضنة التي جعلت المتطرفين يختطفون الدين ويتحدثون باسمه وكأنه ملك لهم، ويخرجون منهم من يريدون ويستخدمونه أداة للتحريض والتجنيد. ولهذا شهدنا في العقود الأخيرة فقط كماً كبيراً من التنظيمات الإرهابية السنية والشيعية مثل «القاعدة» بفروعها لـ«داعش» بتقسيماته إلى «حزب الله» و«عصائب الحق»، كلها قامت عملياً باختطاف الدين وتكفير غيرهم لفظياً، أو الإجهاز عليهم بالأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة. إنها أزمة فكر متطرف، ولنتذكر أن روسيا تعرضت لهذه المذبحة الدموية، ولكن الدول المسلمة هي أكثر من تعرض لهجمات المنظمات الإرهابية، وأبناؤها هم الضحايا، سواء كانوا القتلة أو المقتولين. تحول فتى مسالم إلى وحش عديم القلب خلال سنوات قليلة هي مسؤولية المجتمع ولا يمكن أن يلقى اللوم عليه لوحده. لو عاش في بيئة تغرس فيه منذ صغره، في البيت والمدرسة والمسجد والتلفزيون، قيم التسامح والعقلانية وفهم الجوهر الإنساني لكل الأديان هل يمكن أن يتحول إلى إرهابي؟ بالطبع لا، سيكون إنساناً سوياً متسامحاً صالحاً يحب الخير للبشرية ويعمل لخدمتها (ولخدمة نفسه كما نفعل جميعاً)، ولن يقوم بتفجير نفسه وسط الأطفال أو دهسهم بالشاحنة كالحشرات بحجة أنهم كفار!

ولكن أكثر من يردد هذه الاتهامات بأن «داعش» أداة استخباراتية هم أصحاب النيات السيئة لسبب واضح وبسيط، وهو أنهم لا يريدون محاكمة الفكر المتطرف، ولهذا يقومون بخلط الأوراق. وهم من يقولون في كل مرة إن المنفذين مرضى نفسيون ومختلون، وهذا أيضاً عذر آخر بهدف التشويش بتحويل القضية من قضية فكرية ثقافية إلى قضية صحية! ولكن المرضى النفسيين يذهبون إلى العيادات ولا نراهم ينظمون أنفسهم في جماعات مسلحة حديدية ويحرقون المجمعات ويفجرون المساجد! كل هذه مجرد خدع بصرية وهم يتحدثون الآن عن المواجهة الثقافية مع الغرب وتحويلها إلى وقود لإنعاش الفكر المتطرف وإيجاد الأعذار والمخارج له، ومن المفارقات أن هؤلاء المتطرفين يذهبون إلى الغرب نفسه الذي يمنحهم حرية التعبير، ولكن يستخدمونها للتحريض على الدول التي تتبنى الفكر المتسامح والإنساني الذي يحفظ للإسلام تساميه وروحانيته ويستعيده تدريجياً من يد خاطفيه.

ليس التوسع الأميركي أو غزو الحداثة ولا الاستخبارات ولا الاستعمار أو الإمبريالية أو المواجهة الثقافية مع الغرب. كل هذه مبررات اختلقها المتطرفون المراوغون لإبقاء فكرهم المتطرف على قيد الحياة. الإرهابيون أنفسهم أكثر صراحةً ويقولون إنهم تكفيريون ويستحلون الدماء، لنصدقهم مرة واحدة!

*إعلامي وكاتب سعودي
نقلاً عن: aawsat.com

25 مارس 2024 - 11:37 مساءً شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي منطقة الجوف25 مارس 2024 - 10:54 مساءًمنطقة الجوف تفوح بعبق النباتات العطرية والزهور مع موسم الربيع أبرز المواد25 مارس 2024 - 10:44 مساءًالبرلمان العربي يرحب بتبني مجلس الأمن لأول مرة منذ بداية العدوان لقرار يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة أبرز المواد25 مارس 2024 - 10:40 مساءًنائب أمير نجران يشارك عددًا من الأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة وأبناء الشهداء مأدبة الإفطار منطقة المدينة المنورة25 مارس 2024 - 10:20 مساءًسقيفة بني ساعدة شاهدة على حدث تاريخي بمبايعة سيدنا أبي بكر الصديق رضى الله عنه أبرز المواد25 مارس 2024 - 9:55 مساءًنجاح باهر لـِ«درايش»: جوائز قيمة وجلسات ممتعة وعروض مبهرة تستكشف الإبداع والابتكار في التراث والحرف الوطنية25 مارس 2024 - 10:54 مساءًمنطقة الجوف تفوح بعبق النباتات العطرية والزهور مع موسم الربيع25 مارس 2024 - 10:44 مساءًالبرلمان العربي يرحب بتبني مجلس الأمن لأول مرة منذ بداية العدوان لقرار يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة25 مارس 2024 - 10:40 مساءًنائب أمير نجران يشارك عددًا من الأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة وأبناء الشهداء مأدبة الإفطار25 مارس 2024 - 10:20 مساءًسقيفة بني ساعدة شاهدة على حدث تاريخي بمبايعة سيدنا أبي بكر الصديق رضى الله عنه25 مارس 2024 - 9:55 مساءًنجاح باهر لـِ«درايش»: جوائز قيمة وجلسات ممتعة وعروض مبهرة تستكشف الإبداع والابتكار في التراث والحرف الوطنية نائب أمير مكة يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية هدية الحاج والمعتمر تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXيوتيوبانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوكXيوتيوبانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الفکر المتطرف نائب أمیر مارس 2024

إقرأ أيضاً:

انطلاق مشروع “المسعف المدرسي” بتعليم نجران

المناطق_نجران

أطلقت الإدارة العامة للتعليم بمنطقة نجران، بالتعاون مع فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة اليوم، مشروع “المسعف المدرسي” للمسار الثاني؛ بهدف تعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية للوصول إلى مجتمع حيوي.

وأوضحت الإدارة أن المشروع يستهدف تدريب 2880 متدربًا ومتدربةً خلال ثلاثة أشهر؛ بهدف تمكين المجتمع المدرسي من حياة صحية، وتوطين التدريب على الإسعافات الأولية في المدارس.

أخبار قد تهمك “تعليم نجران” يُطلق فعاليات المهرجان الرياضي “من مدارسنا إلى كأس العالم 2034” 15 ديسمبر 2024 - 10:00 صباحًا “تعليم نجران” يستقبل أكثر من 182700 طالب وطالبة مع انطلاقة الفصل الدراسي الثاني 17 نوفمبر 2024 - 10:32 صباحًا

مقالات مشابهة

  • 5 سنوات سجنا لإرهابي من “داعش ليبيا” جنّد ارهابيين عبر “الفايسبوك”
  • بلايلي هدافا من جديد ويطرق أبواب “الخضر”
  • بلايلي هداف من جديد ويطرق أبواب “الخضر”
  • موسيفيني: “البلاد لا يحكمها القضاة” والمحاكم العسكرية أداة مفيدة للاستقرار
  • “إنفاذ” يُشرف على 36 مزادًا لبيع 334 عقارًا في 12 منطقة بالمملكة
  • استكمالًا للإصلاحات المالية.. “السعودية للكهرباء” تُسوِّي جميع التزاماتها التاريخية للدولة بقيمة 5.687 مليار ريال وتحوِّلها إلى أداة مضاربة تعزِّز هيكلها الرأسمالي
  • انطلاق مشروع “المسعف المدرسي” بتعليم نجران
  • “السعودية للكهرباء” تُسوِّي جميع التزاماتها التاريخية للدولة بقيمة 5.687 مليارات ريال وتحوِّلها إلى أداة مضاربة تعزِّز هيكلها الرأسمالي
  • ترامب يعلن عن تنفيذ ضربات جوية “منسقة” ضد (داعش) في الصومال
  • “العصيمي” يحصل على درجة الدكتوراه