«مؤتمر إسفيري» بمخيم كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
أشار إلى أن هذه الجهود تدل على إيمان اللجنة التحضيرية لمؤتمر القضايا الإنسانية بإقليم دارفور وفهمها الكامل للأوضاع الإنسانية المزرية داخل المخيمات
التغيير: الخرطوم
قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين، إن عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية في مخيمات النزوح بالداخل أكثر من مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد، بالإضافة لسوء التغذية العلاجية، والوقائية.
وأوضحت أن عدد الأطفال الذين ماتوا بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية داخل مخيمات النزوح خلال 11 شهراً أكثر من 561 طفلاً بمعدل يومي 17 طفلاً.
وقال آدم رجال الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، إنه يتوجه بالشكر إلى اللجنة المنظمة للمؤتمر التحضيري الذي يعقد إسفيريا في مخيم كلمة للنازحين بولاية جنوب دارفور.
وأشار إلى أن هذه الجهود تدل على إيمان اللجنة التحضيرية للمؤتمر وفهمها الكامل للأوضاع الإنسانية المزرية داخل المخيمات.
كما وجه شكره لكل من ساهم ودعم هذا المؤتمر بماله ووقته وجهده من أجل إنجاحه لإنقاذ حياة الملايين من الأرواح في مخيمات اللجوء والنزوح.
وتابع: الشكر أيضاً لمنظمات المجتمع المدني والناشطين لحقوق الإنسان والصحفيين والمحامين والأطباء الذين يعملون ليلاً ونهاراً في ظل بلد منهار فيها كل مناحي الحياة.
وأشار إلى أن الإعلان عن المؤتمر التحضير يأتي توطئة لمؤتمر شهر مايو المقبل، نيابة عن ضحايا الحروب والمجاعة في مخيمات اللجوء والنزوح بإقليم دارفور.
وأعلن الناطق الرسمي للنازحين واللاجئين، وبصفة رسمية من داخل مخيمات النزوح بدارفور الوصول إلى مرحلة المجاعة بالدرجة الأولى.
ولفت إلى أوضاع الأطفال الذين يموتون جوعاً بسبب سوء التغذية، وشح في المواد الغذائية الرئيسية والنقص الكبير في الغذاء المتكامل.
وأضاف: كذلك الحال بالنسبة للأمهات الحوامل والمرضعات وكبار السن، أضف لذلك انهيار الوضع الصحي وشح الأدوية المنقذة للحياة، وتوقف مراكز الرعاية الصحية الأولية داخل المخيمات نسبة لعدم وجود الدواء والكوادر الصحية.
إلى جانب شح المياه الشرب النقية، وتعطل 70% من مصادر المياه داخل المخيمات مثل المضخات والصهاريج وغير ذلك.
فضلاً عن عدم وجود الصرف الصحي مع اكتظاظ الكثافة السكانية في المخيمات، والذي يمكن أن يؤدي إلى أمراض معدية مثل الإسهال المائي والكوليرا وغيرها.
إجمالي عدد النازحين
وأكد انعدام مواد الإيواء خاصة للنزوح الجديد 2023. أما النازحون القدامى الذين نزحوا منذ العام 2003 بداية الصراع في دارفور، والذين يبلغ عددهم أكثر من 3 ملايين نسمة في الداخل أصبحوا منسيين أمام المجتمع الدولي.
وأكد أن إجمالي عدد النازحين في مخيمات النزوح بالداخل الذين يحتاجون الغذاء بشكل عاجل أكثر من خمسة ملايين نسمة.
وأوضح أن المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين تعد إحدى المؤسسات التطوعية التي تعمل قيادات المعسكرات، وتمثل قضايا النزوح واللجوء في كل المحافل.
كما أشار إلى أن المنسقية توثق قضايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وكتابة التقارير والبيانات والمؤتمرات الصحفية وتسليط الضوء على قضية النازحين المنسية من قبل المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن كل ذلك يتم بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني الأخرى كهيئة محامي دارفور ومنظمة سوا سوا وقصة قروب وغيرها، والتي تخدم قضايا المجتمع ذات الصلة.
ودعا لضرورة الضغط على الطرفين الذين يحاربون الحرب العبثية، دون النظر إلى مصالح المجتمع السوداني وزهق أرواح الآلاف من المدنيين بدون وجه حق.
وأكد الناطق الرسمي باسم النازحين واللاجئين، آدم رجال، أن استخدام الإغاثة كسلاح من بعض طرفي الصراع يعد جريمة الحرب.
الناطق الرسمي دعا إلى وقف الحرب والموت الجماعي والفردي وتمزيق النسيج الاجتماعي ونشر خطاب الكراهية في أوساط المجتمع
ودعا رجال إلى وقف الحرب والموت الجماعي والفردي وتمزيق النسيج الاجتماعي ونشر خطاب الكراهية في أوساط المجتمع، أوقفوا هذا الحرب الآن، وترجع إلى منصة الحوار والنقاش والتفاوض، وفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال موجها حديثه للأمين العام للأمم المتحدة ووكالتها وللاتحادين الأفريقي الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول الترويكا، إن المجتمع السوداني ولا سيما النازحين في مخيمات النزوح واللجوء بدارفور يستحقون وقفتكم إلى جانبهم في محنتهم؛ بسبب الحرب التي أدت إلى نقص الأمن الغذائي وانعدام الأدوية المنقذة للحياة ليعامل أسوة ببقية المجتمعات في العالم وفقاً القوانين الدولية لحقوق الإنسان، والإنسانية لا يتجزأ معاً نحو بناء مجتمع متعاف.
ودعا مجلس الأمن الدولي من أجل الضغط على طرفي النزاع لوقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل وفق القرار تحت الرقم (2724) والقرارات الصادرة سابقاً ضد حكومة السودان بما في ذلك القرار (1593).
كما دعا مجلس الأمن الضغط لوقف الحرب العبثية والعودة إلى منصة الحوار والنقاش والتفاوض.
الوسومآثار الحرب في السودان جنوب كردفات حرب الجيش والدعم السريع مؤتمر القضايا الإنسانية بإقليم دارفور معسكر كلمة للنازحينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع داخل المخیمات مخیمات النزوح الناطق الرسمی فی مخیمات أکثر من إلى أن
إقرأ أيضاً:
السودان يشهد أكبر «أزمة نزوح» في العالم
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةمع استمرار النزاع الدائر منذ أبريل 2023، يشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، تسببت في وجود أكثر من 12 مليون نازح داخلياً، و3.8 مليون لاجئ في دول الجوار، وتتوقع الأمم المتحدة ارتفاع أعداد النازحين واللاجئين بنحو مليون شخص خلال العام الجاري.
وبحسب بيانات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية، فإن 25 مليون سوداني، ما يعادل نصف السكان، يواجهون الجوع الشديد، ويعاني نحو 5 ملايين طفل وأُم سوء التغذية الحاد.
الضحية الأولى
أوضح القانوني السوداني، حاتم إلياس، أن الحرب الدائرة في السودان تسببت في واحدة من أكبر كوارث النزوح واللجوء الإنساني، ما جعل ملايين السودانيين يعيشون أوضاعاً مأساوية، مشيراً إلى أن اندلاع العمليات العسكرية في العاصمة الخرطوم كان سبباً رئيسياً في اتساع رقعة الحرب، إذ إنها ليست مجرد عاصمة، بل المدينة الأكبر من حيث الكثافة السكانية، ويقدر عدد سكانها بنحو 10 ملايين نسمة، ما جعلها الضحية الأولى للصراع.
وذكر إلياس، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الحرب تمددت سريعاً إلى وسط السودان ودارفور، ولم تسلم سوى مناطق قليلة، خرجت من دائرة التأثير المباشر، لكنها تضررت من الآثار غير المباشرة، مثل شرق السودان، ونهر النيل، والشمالية، والعاصمة المؤقتة «بورتسودان».
وأشار إلى أن الحرب أدت إلى تهجير جماعي، ليس داخل البلاد فقط، بل نحو دول الجوار، ما قد يُحدث تغييرات ديموغرافية طويلة المدى في طبيعة الحياة ونمط الاستقرار وتوزيع السكان، مؤكداً أن سيطرة القوات المسلحة السودانية على الخرطوم لا تعني بالضرورة عودة جميع من نزحوا أو لجأوا.
وأفاد إلياس بأن حالة القلق والخوف لدى ملايين السودانيين تعود أسبابها إلى شكل الدولة السودانية الحالي وأسلوب إدارتها، موضحاً أن غالبية النازحين واللاجئين لن يعودوا إذا استمرت الأسباب التي دفعتهم للهروب من منازلهم ومناطق إقامتهم الأصلية.
وحمل القانوني السوداني مسؤولية ما جرى في السودان للجهات التي أشعلت الحرب تحت وهم أنها ستكون قصيرة، وستعيدهم للسلطة، مضيفاً أن ما حدث يمثل مغامرة بمصير الشعب السوداني، تحت تأثير طمع الإسلاميين المتطرفين.
أوضاع مزرية
بدوره، أوضح أستاذ العلوم السياسية، الدكتور هيثم عمران، أن تفاقم تداعيات النزاع الدائر في السودان أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وأسفر عن أكبر موجات للنزوح الداخلي واللجوء الخارجي، ما تسبب في معاناة شديدة لملايين السودانيين، وأربك جهود الإغاثة الإنسانية، مشيراً إلى أنه مع تصاعد القتال في الخرطوم ودارفور وكردفان، باتت حياة المدنيين مهددة بشكل يومي، وقد اختار الملايين منهم الفرار من منازلهم، بعيداً عن أعمال العنف، وبحثاً عن الأمان.
ونوه عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، بأن غالبية النازحين داخلياً في السودان يعيشون أوضاعاً مزرية داخل مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، من مياه نظيفة وغذاء ورعاية صحية، لا سيما مع انهيار الخدمات العامة في العديد من المناطق بسبب استمرار القتال، إضافة إلى أن النزوح الجماعي أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وأثر بشكل كبير على البنية التحتية والمرافق والخدمات.
وأشار إلى أن الأزمة تفاقمت بسبب محدودية قدرات الدول المستقبلة للاجئين، واعتماد اللاجئين بدرجة كبيرة على المساعدات الإنسانية التي تعاني أصلاً نقص التمويل، ما يُنذر بكارثة إنسانية متواصلة، مشدداً على أن عمليات النزوح الجماعي تؤثر على الاستقرار الإقليمي، حيث تزايدت الضغوط الأمنية والاقتصادية على الدول المجاورة.
مشروع حرب ودمار
قالت عضو الهيئة القيادية بالقوى المدنية المتحدة «قمم»، لنا مهدي، إن الحرب في السودان لم تكن نتيجة كارثة طبيعية ولا صراع أهلي عابر، بل جاءت نتيجة مباشرة لانقلاب عسكري قاده عبدالفتاح البرهان بتحالفه مع كتائب البراء المصنفة «تنظيماً إرهابياً»، وهذا الانقلاب الذي فشل في فرض السيطرة عبر الوثائق والدساتير، تحول سريعاً إلى مشروع حرب ودمار.
وأضافت مهدي لـ«الاتحاد» أنه في فجر الخامس عشر من أبريل 2023، اندلعت المعارك في الخرطوم بلا مبرر، سوى رغبة قيادة القوات المسلحة السودانية في قطع الطريق على أي تحول مدني ديمقراطي، وسرعان ما تحولت أحياء العاصمة إلى ساحات قتال، قبل أن تمتد نيران الحرب إلى معظم مدن السودان الكبرى.
وأشارت إلى أن القصف لم يكن عشوائياً، بل كان ممنهجاً، في محاولة واضحة لكسر صمود المدنيين وتهجيرهم قسراً، وهذا ما أكدته تقارير الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن معظم الانتهاكات ضد المدنيين كانت نتيجة القصف الجوي الذي لا يملكه سوى القوات المسلحة السودانية.
وأفادت مهدي بأن الحرب دفعت ملايين السودانيين إلى الفرار من منازلهم، فاضطر بعضهم إلى النزوح الداخلي في ظروف إنسانية مأساوية، بينما لجأ البعض الآخر إلى دول الجوار، حيث يواجهون الموت البطيء، في ظل صمت مطبقٍ من حكومة البرهان، التي لا تزال ترفض الاعتراف بمسؤوليتها عن إشعال الحرب.
وشددت على أنه لا يمكن معالجة أزمة النزوح دون محاسبة المتسببين فيها، ولا يمكن بناء سلام حقيقي دون وقف الحرب التي بدأتها القوات المسلحة السودانية، وتتمسك بإدارتها من القصر الرئاسي، بينما يدفع المدنيون وحدهم الثمن.