حمدي دوبلة
مشروع القرار الأمريكي – الذي قدمته واشنطن مؤخرا إلى مجلس الأمن الدولي وتشدق بلينكن طويلا أنه يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في قطاع غزة- يثير الضحك حد البكاء، ولا يختلف كثيرا عن أكاذيب الولايات المتحدة حول حماية المدنيين وإغاثة الجائعين من أبناء الشعب الفلسطيني.
-المشروع إياه امتداد لمسرحية الخلافات بين تل أبيب وإدارة بايدن بخصوص الحرب الوحشية التي يشنها كيان الاحتلال على قطاع غزة منذ ستة أشهر، والهدف – كما هو معلوم – ذر الرماد على العيون ومحاولة بائسة للتغطية على الوجه القبيح لأمريكا وحقيقة أنها القاتل الأول لعشرات الآلاف من نساء وأطفال الشعب الفلسطيني والشريك الرئيس في جريمة الإبادة الجماعية التي تتم اليوم أمام عيون العالم.
-كان الفيتو الأمريكي خلال خمسة عقود كاملة، الحامي الأول لدولة الاحتلال وصمام أمان جرائمها وانتهاكاتها ضد فلسطين وكل شعوب الأمة العربية والإسلامية، وجعلت من هذا “الحق الدولي” سيفاً مصلتاً على رقاب الشعب الفلسطيني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية.
-لم تتردد أمريكا التي تتباكى على المدنيين في غزة في إشهار ” الفيتو” لعدة مرات وبشكل مستفز للعرب وللضمير الإنساني قاطبة، لإجهاض مشاريع قُدمت لمجلس الأمن الدولي تدعو إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي المدمر على الشعب الأعزل في قطاع غزة، لتقف من جديد وبكل صلف وغطرسة متحدية كل المطالبات الدولية المتزايدة بإنهاء “حرب الإبادة”، التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
-كان استخدام أمريكا حق النقض ضد المشروع الجزائري، قبل أيام، هو المرة الثالثة التي تمنع فيها مشروع قرار يطالب بوضع حد للجريمة منذ بدء العدوان الصهيوني.
-خلال العدوان الصهيوني المتواصل دشنت واشنطن هوايتها في الدفاع عن الإجرام الإسرائيلي مبكرا ووقفت سدا منيعا ضد أي جهد دولي لوقف جريمة الإبادة الجماعية.
في 22 ديسمبر الماضي، أجهضت أمريكا تعديلًا لروسيا يدعو لوقف إطلاق النار، وتسليم المساعدات في غزة.
وفي الثامن من الشهر ذاته، منعت مشروع قرار آخر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية.
وفي 18 أكتوبر الماضي استخدمت واشنطن حق النقض ضد مشروع قرار برازيلي يدعو إسرائيل، من بين أمور أخرى، إلى سحب الأمر الصادر لسكان غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع، معللة قرارها بالقول إن مشروع القرار لم يذكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
-عبر التاريخ المعاصر استخدمت أمريكا حق النقض 46 مرة ضد القرارات التي تنتقد إسرائيل، واستخدمت حق النقض ضد 89 قرارًا في مجلس الأمن منذ عام 1945، ما يعني أن ما يزيد قليلًا على نصف حق النقض قد تم استخدامه على قرارات تنتقد كيان الاحتلال.
كل هذه المعطيات والحقائق تثبت أن الفيتو الأمريكي هو قاتل الشعب الفلسطيني الأول وأن جيش الاحتلال ليس أكثر من أداة رخيصة لتنفيذ الجريمة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی حق النقض
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية: جرائم الاحتلال في الضفة جزء من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
القدس المحتلة-سانا
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن جرائم المستوطنين في الضفة الغربية امتداد لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 395 على قطاع غزة، مشيرة إلى أن فشل المجتمع الدولي في وقف الحرب يشجع الاحتلال على تصعيد إرهابه في الضفة.
وأدانت الوزارة في بيان اليوم نقلته وكالة وفا اقتحام مستوطنين بحماية قوات الاحتلال مدينة البيرة فجراً وإحراقهم منازل وعدداً من السيارات، مبينة أن الاحتلال يعمل على نقل تجربته الفاشية في القطاع وتطبيقها في الضفة الغربية وتسريع حلقات ضمها وتهجير أهلها، مشيرة إلى أن السقوط المدوي للإنسانية أمام معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمجازر البشعة بحقه يعطي انطباعا للمستوطنين بتوفير غطاء لارتكاب المزيد من الجرائم.
وأوضحت الخارجية أنها ستواصل حراكها على جميع المستويات لفضح جرائم الاحتلال ومستوطنيه، مطالبة الأمم المتحدة باحترام التزاماتها والمبادئ الإنسانية التي تدعي الحرص عليها وترجمتها إلى خطوات عملية ضاغطة على الاحتلال للانصياع لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في أيلول الماضي الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بشأن إنهاء الاحتلال في غضون 12 شهراً.