صاحبة هذه الصورة روبوت.. لماذا يرفض المتابعون تصديق الخدعة؟
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
لا يزال العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يشعرون بالمفاجأة، حين يكتشفون أن الحساب الذي يتابعونه، وتعجبهم منشوراته، تم تخليقه بالكامل، عن طريق الذكاء الاصطناعي، وأن شخصيتهم المفضلة ليست سوى صورة تم تطويرها عبر التقنيات الحديثة، بحيث تمتلك خصائص جسدية، وميزات لشخصيات مشابهة للبشر الحقيقيين.
ظاهرة انتقلت أخيرا إلى داخل الوطن العربي، حيث لا يزال كثيرون يشعرون بالمفاجأة كل يوم، حين يكتشفون أن تلك السيدة المغربية الجميلة، المحجبة الراقية، التي تجيد تقديم النصائح، ونشر اليوميات، ليست سوى "شخصية خيالية" ينطمس معها الخط الفاصل بين الواقعين الافتراضي والحقيقي.
لم يصدق كثيرون أن الفتاة المغربية الجميلة التي تدعى كنزة ليلي، التي تظهر لتقدم نصائح للفتيات بشأن موديلات الحجاب، وتشارك يومياتها، مجرد "روبوت"، وتحظى صفحتها على منصة إنستغرام بأسئلة استنكارية كيف لا تكون حقيقية، تتكرر مع كل منشور جديد، رغم حرص صناع الشخصيات المؤثرة الافتراضية على التأكيد أن السيدة التي يتابعها أكثر من 125 ألف شخص، تخاطبهم بشكل شبه يومي، غير حقيقية.
بحسب دراسة نشرت عام 2021، فإن المؤثرين الافتراضيين، عبارة عن هويات رقمية يتم إنشاؤها من قبل البشر، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لتظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتقوم بتقليد السلوك البشري من خلال، صور، ومقاطع فيديو، ومنشورات، وقد أوصت العديد من الدراسات، بضرورة استخدامهم كأدوات في التسويق والإعلام، نظرا لقدرتهم التغلب على مجموعة واسعة من القيود التي لا يستطيع البشر التغلب عليها، كما أن فرص نجاحهم ونموهم وتطورهم تتزايد مع الوقت، خاصة إذا تم الأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والثقافية للشعب الذي يقوم المؤثر الافتراضي بمخاطبته.
كنزة ليلي يتابعها أكثر من 125 ألف شخص على منصة إنستغرام (مواقع التواصل الاجتماعي) البعض يرفض التصديق!تجني الإنفلونسر الإسبانية آيتانا، ما يصل إلى 10 آلاف يورو شهريا عبر صفحاتها بمنصات التواصل الاجتماعي، الفتاة الافتراضية، ذات الشعر الوردي، التي يفترض أنها تبلغ من العمر (25 عاما)، وتتلقى رسائل خاصة لا نهائية من متابعيها على إنستغرام.
الشخصية التي قام شخص يدعى روبين كروز بتصميمها، صارت لاحقا تقدم إعلانات لشركات عديدة، مكملات غذائية، وملابس داخلية، وغيرها، وتجني في الإعلان الواحد ما لا يقل عن ألف دولار.
فسرت دراسة علمية حول "التفاعل الاجتماعي بين الإنسان والروبوت" ما يحدث في تلك الحالات، وخلصت الدراسة التي نشرت عام 2019 إلى أن الروبوتات الاجتماعية، لديها القدرة على إقناع البشر بنفسها، ومن ثم الحصول على ثقتهم.
النتيجة ذاتها عادت لتؤكدها دراسة نشرت لاحقا في عام 2020، انتهت إلى أن استخدام المؤثرين الافتراضيين في الإعلان له فوائد إيجابية للعلامة التجارية، وهي نتائج مماثلة تماما لتلك التي ينتجها نظراؤهم من المؤثرين البشريين.
ربما لهذا اختارت إحدى شركات مستحضرات التجميل العالمية الشهيرة، المؤثرة الافتراضية، الهندية "كيراونيغ"، لتقدم إعلانا خاصة بالشركة، تظهر خلاله الشخصية الافتراضية، وهي في صالة تجميل، تجلس على مقعد استعدادا لتغيير مظهرها بالكامل، باستخدام منتجات الشركة، ويحمل مقطع الفيديو الذي لا يتعدى ثوان، تأكيدا على أن الشراكة بين الصفحة والشركة مدفوعة.
View this post on InstagramA post shared by K Y R A ✨ (@kyraonig)
يتمتع المؤثرون الافتراضيون بعدد من المزايا التي لا تتوفر في أمثالهم من البشريين، من بين هذه المزايا:
إمكانية التحكم الإبداعي الكامل، بداية من مظهرهم مرورا بسلوكياتهم. معدلات مشاركة عالية للمحتوى الذي يقدمونه من باب الفضول تارة، ومن باب جودة المحتوى وتفرده من ناحية أخرى. القاعدة الجماهيرية العريضة من المتابعين، كما هو الحال مع المؤثرة الافتراضية شودو، أول عارضة أزياء افتراضية والتي يتابعها عبر موقع إنستغرام فقط 240 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم وهي قاعدة مستهلكين فريدة يقدرها المعلنون. كلفة أقل، فالمؤثر الافتراضي، لن يحتاج إلى تكاليف باهظة تتعلق بالسفر، وشراء الأدوات والملابس، والمعدات، المسألة بالكامل تنتهي بكبسة زر. قصص أغرب وأكثر ابتكارا حيث لا حدود للخيال ولا ضوابط لما يمكن أن يتم روايته على لسانهم سوى تلك التي يضعها صانع الشخصية. مخاطر مخيفةهم شخصيات خيالية، بلا أخطاء تٌذكر، يشهدون على براعة منشئيهم، ولكن هل هذا كل شيء؟ بالطبع لا، فبالنسبة للدكتورة منة دياب، الأستاذة المساعد بكلية الإعلام جامعة بني سويف، تحمل صفحات المؤثرين الافتراضيين مخاطر عدة للمستخدمين، لا تتوقف عند حدود المثالية المطلقة في تجسيد معايير الجمال بشكل يمثل خطرا على الصحة العقلية والنفسية للمتابعين، خاصة من هم في أعمار صغيرة، حيث تقدم تلك الشخصيات معايير بعيدة المنال، ومستويات من المثالية تمثل خطرا على متابعيهم.
تقول دياب للجزيرة نت "أجري مزيدا من الأبحاث حول هذا الموضوع، ولعل أكثر ما يبدو لي مخيفا بشأنهم هو إمكانيات انتهاك خصوصية البيانات الشخصية الخاصة بالمستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فمع تزايد المؤثرين الوهميين، وعدم وجود قوانين واضحة، ورادعة، أصبح من الممكن سرقة السمات البايومترية لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وجمهور تلك الصفحات بالذات، هكذا يمكن أن يستيقظوا شخصا ما عادي في يوم، ليكتشف أن وجهه صار ملكا لمؤثر افتراضي، مع احتمالات لا نهائية للتضليل والتحيز، وبعيدا عن أي اعتبارات أخلاقية أو ضمانات تذكر".
وتضيف الباحثة التي تخصصت في دراسة إمكانات التزييف العميق، أن نشر صور ذات جودة عالية فضلا عن بقية المعلومات الدقيقة جدا عن حياة الشخص، والتي يتم استخدامها واستغلالها عبر ما يسمى بـ"التأثير البايومتري" والذي يعني بصمة الصوت والوجه والعين وغيرها، هكذا يتم الاستيلاء عليها ويتم انتهاك الخصوصية بالكامل، بدون ردع، حيث لا يوجد ما يسمى بـ"الخصوصية البايومترية".
وتتابع دياب حديثها قائلة "بات الخطر قريبا مع ظهور نماذج غربية، ككنزا، الفتاة المحجبة، الرقيقة، العربية، التي يرفض الناس تقبل أنها ليست حقيقية، ربما لهذا نحن بحاجة إلى مزيد من التوعية الرقمية، وإمكانات انتهاك البيانات البايومترية، فهذا هو الخطر القادم، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحتى من أدرك الحقيقة، وتوقف عن نشر صوره وبيانات، لا يملك صورة واضحة بشأن مصير منشوراته القديمة ومعلوماته المخزنة بالفعل لدى شركات مواقع التواصل المختلفة، كيف سيتم استغلالها لاحقا، في إنتاج نسخ إلكترونية، حيث الأمر يذهب لأبعد من مجرد خداع المتابعين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات مواقع التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
السيسي للمصريين: (15 سنة وهنبقى في حتة تانية)
#سواليف
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح #السيسي، أن استمرار معدلات النمو الاقتصادي والتنمية في بلاده على مدار 10 إلى 15 عامًا سيساهم في نقل #مصر إلى “حتة تانية”، مشددًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار لتحقيق ذلك.
وأشار السيسي، خلال تصريحات أدلى بها أثناء زيارته إلى أكاديمية الشرطة يوم السبت، إلى وجود “حجم ضخم من الأكاذيب والشائعات” التي تواجهها مصر ودول المنطقة، متهمًا خططًا تستهدف زعزعة الاستقرار باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال: “الخطة اللي اتعملت معانا كانت أول مرة نشوفها، أول مرة نشوف استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تحريك الدنيا”.
مقالات ذات صلة منفذ هجوم ماغديبورغ يكشف عن دوافعه 2024/12/22وأوضح أن هذه الأكاذيب تعتمد على مزيج من الحقائق والعناصر المضللة لتعظيم الأثر السلبي، واصفًا ذلك بأنه “عمل منظم لن ينتهي”.
وخاطب السيسي الشعب المصري قائلًا: “لازم تكونوا عارفين إن لنا خصوم، والخصوم مش مصلحتهم إن مصر تبقى كويسة… بلد فيها 120 مليون نسمة، ومعدلات حركتها لو استمرت على هذا الوضع، وهذا النمو، أنتم هتبقوا في حتة تانية”.
وأضاف السيسي أن تحقيق التقدم ليس مرتبطًا بشخصه أو بمن يتولى القيادة في المستقبل، بل باستمرار العمل والاستقرار، وتابع: “متقعدوش كل شوية تهدوا في بلدكم… البلد دي قاعدة بناسها.
يبقى الناس دي تهد في بلدها ولا تحافظ عليها؟”.
وأكد السيسي على أهمية التكاتف للحفاظ على مصر ومواصلة جهود التنمية لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.