بغداد اليوم- بغداد

اعتبر الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الإيرانية، قاسم محب علي، اليوم الإثنين، (25 آذار 2024)، إن علاقة بلاده مع العراق ليست مستقرة لأسباب عديدة، فيما استبعد أن تشهد العلاقات السعودية الإيرانية تطوراً في المجال الاقتصادي.

وقال محب علي لـ "بغداد اليوم"، عن علاقات بلاده مع العراق وبعض دول المنطقة، إن "العلاقة مع العراق ليست مستقرة، وهذا يعني أن العديد من مشاكله (العراق) لم يتم حلها بعد، كما أن علاقة العراق بأمريكا، وتحديداً وجود القوات الأمريكية في هذا البلد، تجعل إيران غير قادرة على الثقة بالوضع السياسي القائم في العراق بنسبة 100%" على حد قوله.

وأضاف، إن "قضايا مثل الأكراد في شمال العراق وعلاقات المكون السني مع الحكومة العراقية الحالية، وبالطبع العواقب والآثار التي خلفتها حرب السنوات الثماني (العراقية – الإيرانية)، كانت سبباً في إبقاء العلاقات الإيرانية العراقية معلقة وغير مستقرة".

وأكد الدبلوماسي الإيراني والخبير في الشؤون الدولية أن "العقوبات الغربية على طهران كانت لها الأثر الكبير في توتر العلاقات وعدم استقرار المنطقة".

وقال "لقد فقد الاقتصاد الإيراني بشكل شبه كامل ارتباطه بالأسواق الاقتصادية العالمية خلال فترة العقوبات، وبينما بدأ العام الماضي أن إيران تحاول استئناف العلاقات مع الدول المجاورة للخليج وحل الأزمة النووية مع الغرب، فإن الهجوم الإسرائيلي على غزة جعل الوضع في المنطقة معقداً ومتوتر مرة أخرى، وكانت النتيجة الانفتاح في علاقات إيران الخارجية، لم يحدث".

وبين المدير العام السابق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الإيرانية، العقبات التي تعترض التجارة الإقليمية لإيران، معتقداً أن حل القضية النووية هو السبيل الوحيد للنمو الاقتصادي".

"لا مجال لتوسيع العلاقات الاقتصادية مع السعودية"

وقال "إيران والسعودية لا تزالان في مرحلة إقامة العلاقات الدبلوماسية ولم يحدث أكثر من هذا، ومع شروط إيران فإن أسس توسيع العلاقات الاقتصادية مع السعوديين ليست جاهزة".

وأضاف "السياسة المصرفية السعودية لم تتغير، وتسعى المملكة إلى تحقيق أهداف كبيرة، ولهذا السبب فإن السوق الإيرانية ليست جذابة بالنسبة لهم. ومن ناحية أخرى، لا تملك إيران فرصاً كثيرة لإقامة علاقات اقتصادية مع السعودية".

"الإمارات استفادت من العقوبات"

ورأى قاسم محب علي إن الإمارات العربية المتحدة استفادت كثيراً من العقوبات الغربية المفروضة على إيران، وقال "الإمارات استفادت كثيراً من الحظر الإيراني في مجال إعادة التصدير، حيث تبيع الإمارات النفط الإيراني على أنه نفط إماراتي أو عبر وسطاء".

وأضاف "تختلف العلاقة بين الإمارات وإيران تمامًا عن الجيران الآخرين، فالإمارات هي السوق التقليدية لإيران، وبطبيعة الحال، يستغل الإماراتيون أيضًا الحظر المفروض على إيران ويتم إرسال العديد من البضائع التي لا يمكن إرسالها مباشرة إلى إيران عبر الإمارات العربية المتحدة".

"السوق الإيرانية ليست جذابة للجيران"

وعن سبب تراجع الاقتصاد الإيراني مع دول الجوار، أجاب قاسم محب علي إن "العقوبات وعدم العضوية في اتفاقيات مجموعة العمل المالي (FATF) والمواجهة مع الغرب أدت إلى تأخير التنمية والنمو الاقتصادي، ومن ناحية أخرى، لا تتمتع السلع المصنعة الإيرانية بالجودة اللازمة للتصدير إلى المنطقة، ولهذا السبب، لا يمكنها الدخول في منافسة جدية في التجارة الإقليمية".

وأوضح قائلاً "توصيف هذه الشروط يؤكد أن سوق إيران هي في الأساس سوق صغيرة لجيرانها، ولهذا السبب فمن الطبيعي أن لا يمكن حتى مقارنة صادرات إيران بصادرات دول المنطقة، ناهيك عن الدول المتقدمة".

"النظرة للغرب قائمة"

ويعتقد إن النظام الحاكم في إيران "يصر على الاستمرار على النهج الحالي والنظرة المتضاربة للغرب، في حين أن عقبات العقد الماضي أمام الاقتصاد الإيراني واضحة ولا يمكن إنكارها، ولم يتأثر الهيكل الاقتصادي في إيران فقط بهذه العقبات، بل تأثرت أيضًا السياسة والمجتمع والثقافة".

وختم قوله "نحن أمام مأزق عميق في كل الأمور فالمراجعة الجادة للسياسة العامة أمر لا ينبغي تجاهله بأي شكل من الأشكال، ومع ذلك، فإن الملاحظات ونوع الإدارة في البلاد قادت الناس للأسف إلى نتيجة مريرة مفادها أن السياسيين ليس لديهم قرار بتغيير أسلوبهم في اتخاذ القرار".


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: مع العراق

إقرأ أيضاً:

أزمة طاقة في العراق.. هل تكون تركيا وقطر البديل عن إيران أو استمرار التصدير بطرق غير رسمية؟

بغداد اليوم -  متابعة

ناقش موقع "اقتصاد" الإيراني، قرار الولايات المتحدة بإنهاء الإعفاءات الممنوحة للحكومة العراقية بفك ارتباطه مع إيران فيما يتعلق باستيراد الغاز والكهرباء، بكيفية تغلب العراق على الأزمة، مشيراً إلى أنه "من الممكن أن تكون تركيا وقطر البديل عن الغاز الإيراني".

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بغداد اليوم"، فإن التقرير طرح العديد من الخيارات أمام الحكومة العراقية، من بينها أن تبحث إيران عن طريق غير رسمية لتصدير الغاز إلى العراق.

وفي 8 مارس 2025، ألغت واشنطن الإعفاءات التي سمحت للعراق باستيراد الغاز والكهرباء من إيران دون التعرض للعقوبات الأميركية، هذا القرار يضع العراق في موقف صعب، حيث يعتمد بشكل كبير على الطاقة الإيرانية، لكنه في السنوات الأخيرة بدأ يبحث عن بدائل بسبب الضغوط السياسية والمالية.

كيف تأثرت صادرات الغاز والكهرباء من إيران إلى العراق؟

بموجب اتفاقية موقعة في مارس 2024، التزمت إيران بتصدير 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا إلى العراق، وهو ما يعادل صفقة بقيمة 6 مليارات دولار سنويًا. كما وقع العراق عقدًا في يوليو 2022 لشراء 400 ميغاواط من الكهرباء من إيران لمدة خمس سنوات.

لكن هذه الاتفاقيات واجهت تحديات كبيرة. فقد أدت أزمة نقص الغاز في إيران إلى انخفاض ضغط الإمدادات وتكرار انقطاعات التصدير، مما تسبب في فقدان العراق 6000 ميغاواط من الكهرباء في ديسمبر 2024، وتفاقمت الأزمة مع مرور الوقت.

الآن، مع إنهاء الإعفاءات الأميركية، أصبح سداد العراق لديونه لإيران أكثر تعقيدًا. سابقًا، كانت العقوبات الأميركية تمنع بغداد من دفع مستحقاتها لإيران، مما أدى إلى خفض الإمدادات الإيرانية أو وقفها بشكل متكرر. ومع تزايد الضغوط، سيتعين على العراق إما العثور على بدائل جديدة للطاقة أو مواجهة خطر العقوبات الأميركية.

هل ينجح العراق في إيجاد بدائل للطاقة الإيرانية؟

1 - الغاز التركماني: في أكتوبر 2024، وقع العراق اتفاقية لاستيراد 20 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز من تركمنستان، مما قد يخفف من تبعيته لإيران.

2 - الغاز الطبيعي المسال (LNG) من قطر: بدأ العراق ببناء محطة تخزين الغاز الطبيعي المسال في ميناء الفاو، وقد تصبح قطر المزود الرئيسي لهذا المشروع.

3 - مشروع خط أنابيب الغاز "قطر – تركيا": رغم توقفه عام 2009 بسبب الأزمة السورية، عاد هذا المشروع إلى الواجهة مجددًا بعد تراجع نفوذ النظام السوري، وقد يوفر للعراق إمكانية استيراد الغاز من قطر عبر تركيا.

4 - شبكة الكهرباء الخليجية: يعمل العراق على ربط شبكته الكهربائية بمجلس التعاون الخليجي، بدءًا من خط يربط الكويت بالبصرة، لتقليل اعتماده على إيران.

5 - استثمارات مع "توتال إنرجي": وقع العراق في 2023 عقدًا بقيمة 27 مليار دولار مع "توتال إنرجي" الفرنسية لتطوير قطاعي النفط والطاقة.

لكن هذه البدائل تتطلب استثمارات ضخمة ووقتًا طويلًا، مما يعني أن العراق لن يتمكن من التخلص من اعتماده على الغاز الإيراني في المدى القصير.

هل تبدأ صادرات الغاز والكهرباء غير الرسمية من إيران؟

ويشير التقرير إلى أن إلغاء الإعفاءات الأميركية لا يعني ضرورة توقف الصادرات الإيرانية للعراق تماماً، فإيران لديها تاريخ طويل في التحايل على العقوبات، وقد تستخدم أساليب مختلفة مثل:  المقايضة (النفط مقابل السلع): يمكن للعراق الدفع مقابل الغاز الإيراني بالمواد الغذائية أو المنتجات الأخرى بدلًا من الدولار، أو المدفوعات بالعملة المحلية (الدينار العراقي) بدلًا من الدولار الأميركي، وإعادة التصدير عبر أطراف ثالثة، مثل عمان أو تركيا، لإخفاء مصدر الغاز.

هذا السيناريو مشابه لما حدث مع صادرات النفط الإيرانية إلى الصين، حيث تستخدم بكين شركات وسفن غير رسمية لاستيراد النفط الإيراني بعيدًا عن العقوبات.

لكن يبقى السؤال: هل سيتسامح العراق مع هذه التحايلات أم يخضع للضغوط الأميركية؟

هل نشهد نهاية التعاون الاستراتيجي بين إيران والعراق؟

إذا نجح العراق في إيجاد مصادر بديلة للطاقة، فقد يتمكن من التحرر جزئيًا من الهيمنة الإيرانية. بغداد أعلنت أنها تخطط لوقف استيراد الغاز الإيراني بحلول عام 2028، وأكدت أن القرار ليس بسبب الضغوط الأميركية، لكن الحقائق على الأرض تشير إلى أن العقوبات سرّعت هذا التوجه.

ويتطرق التقرير إلى أنه " إذا تمكن العراق من تنويع مصادره، فقد يصبح أكثر استقلالية سياسيًا عن طهران، وربما أقرب إلى تركيا ودول الخليج وأميركا، أما إذا فشلت البدائل، فقد تستمر الصادرات الإيرانية بشكل غير رسمي، مما يطيل أمد الاعتماد المتبادل بين البلدين".

ويختم التقرير إنه "على المدى القصير، يبقى العراق بحاجة إلى الغاز الإيراني، خاصة مع ارتفاع الطلب خلال فصل الصيف. لكن مستقبل العلاقة يعتمد على مدى قدرة العراق على إيجاد حلول بديلة ومدى صرامة العقوبات الأميركية".

مقالات مشابهة

  • الضربة الثانية من واشنطن لبغداد بقلب نظامها المالي.. ويلسون: عقوبات على الرافدين
  • الضربة الثانية من واشنطن لبغداد بقلب نظامها المالي.. ويلسون: عقوبات على الرافدين- عاجل
  • مصدر إيراني لـبغداد اليوم: خيار واحد أمام ترامب لاستئناف المفاوضات النووية
  • أزمة طاقة في العراق.. هل تكون تركيا وقطر البديل عن إيران أو استمرار التصدير بطرق غير رسمية؟
  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟
  • العقوبات تضيق الخناق على إيران.. هل تُفسح الطريق أمام الخليج وتركيا في العراق؟- عاجل
  • إيران: قرار واشنطن عدم تجديد الإعفاء لبغداد لشراء الكهرباء غير قانوني
  • مصدر دبلوماسي: وزراء خارجية العراق وتركيا والأردن وسوريا يجتمعون اليوم في عمان لتشكيل التحالف الرباعي ضد الإرهاب
  • واشنطن: لم نجدد إعفاء العراق الخاص بشراء الكهرباء من إيران
  • بتوجيه إيراني..العراق يعلن عن رفضه لمقاتلة “ذيول إيران” في سوريا من قبل قوات الشرع