بعد أزمة عاصفة.. السنغال تختار رئيسا من المعارضة وترسل رسالة لفرنسا
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
اختار السنغاليون المعارض الشاب باسيرو ديوماي فاي، خامس رئيس لبلدهم، وذلك بعد أزمة سياسية عاصفة، تسبب فيها الرئيس المنتهية ولايته ماكي صال، حين قرر تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان مقررا أن تجرى 25 شباط/ فبراير الماضي.
قرار ماكي صال حينها أثار أعمال عنف خلّفت 4 قتلى وأعدادا أخرى من الجرحى، قبل موافقته على العودة للمسار الانتخابي بعد قرار المجلس الدستوري بتحديد آجال للعملية الانتخابية، حيث أجريت الانتخابات يوم الأحد.
اعتراف بالهزيمة
ورغم أن اللجنة المكلفة بالإشراف على الانتخابات لم تعلن رسميا النتائج النهائية، إلا أن مرشح ائتلاف الأغلبية الحاكم المدعوم من الرئيس المنتهية ولاتيه أمادو با، اعترف رسميا بهزيمته في هذه الانتخابات وهنأ مرشح المعارضة، باسيرو ديوماي افاي بالفوز برئاسة السنغال.
أمادوبا، تمنى للمرشح الفائز مزيدا من النجاح مضيفا أنه "في ضوء الاتجاهات الحالية لنتائج الانتخابات الرئاسية، وفي انتظار الإعلان الرسمي فإنه يهنئ الرئيس باسيرو ديوماي فاي على فوزه في الجولة الأولى".
تهاني قادة دول الجوار
قادة دول الجوار السنغالي، سارعوا أيضا لتقديم التهاني للمرشح المعارض بمناسبة انتخابه رئيسا للسنغال.
وفي هذا السياق بادر الرئيس الموريتاني (الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي) محمد ولد الشيخ الغزواني إلى إرسال رسالة تهنئة للمرشح ديوماي فاي.
وعبر الغزواني عن ارتياحه لجو الهدوء والمسؤولية، الذي طبع هذه الانتخابات والذي برهن على نضج الديمقراطية السنغالية.
وأعلن الغزواني استعداده للعمل سويا مع الرئيس المنتخب باسيرو ديوماي فاي، لأجل تعزيز وتنويع التعاون الثنائي بين البلدين.
كما هنأ الرئيس الغامبي آداما بارو، في تغريدة له، ديوماي فاي بفوزه في الانتخابات.
نهاية النفوذ الفرنسي؟
ويرى متابعون أن انتخاب باسيرو ديوماي فاي، مؤشر على نهاية النفوذ الفرنسي في أفريقيا، إذ أعلن باسيرو ديوماي فاي، خلال حملته الانتخابية برنامج إصلاح نقدي من شأنه إنهاء سيطرة الفرنك الأفريقي ذي الأصول والاعتماد الفرنسي، وإقامة عملة سنغالية خاصة.
كما أن وعيد باسيرو بمراجعة اتفاقيات الدفاع تعني أيضا رسالة أخرى تجاه فرنسا بأن حاكم دكار الجديد لن يظل معتمدا على باريس.
ويقول الخبير المختص في الشأن الأفريقي أحمد ولد محمد المصطفى، أن انتخاب باسيرو ديوماي فاي، المناهض للنفوذ الفرنسي في السنغال، مؤشر على تراجع الحضور الفرنسي ليس على مستوى النخب فقط وإنما على مستوى الجماهير ومؤشر أيضا على نهاية جيل من السياسيين وهو الجيل الذي حكم في البلدان الأفريقية ما بعد الاستقلال عن فرنسا.
تعاط حذر
واعتبر ولد محمد المصطفى، في تصريح لـ"عربي21" أن مستقبل فرنسا في المنطقة ككل يواجه تحديات منها أن مناهضتها أصبحت أداة جالب للأصوات.
لكنه رأى أن الرئيس السنغالي المنتخب "سيكون مضطرا في النهاية للتعامل مع فرنسا حتى ولو كانت لديه مواقف حدية منها ولدى حزبه والداعمين له".
وأضاف: "خصوصية السنغال وطبيعة علاقاتها مع فرنسا والتشابك في هذه العلاقات وحجم المصالح المتداخلة هذا كله سيفرض مستوى من التعاطي الحذر مع باريس".
وأكد أنه لا يمكن لعلاقات البلدين أن تتطور نحو الأحسن "فقصارى ما يطمح له البلدين في هذه المرحلة هو أن يسيرا علاقاتهما بهدوء ويمنعا انجرارها نحو ما وصلت إليه في بلدان أفريقية أخرى".
رسائل بشأن النفوذ الأجنبي
ورأى المتحدث أن انتخاب باسيرو ديوماي فاي، يحمل رسائل مباشرة لفرنسا مفادها أن الجيل الشبابي في السنغال لا يريد التبعية لباريس.
وتابع: "فوز باسيرو ديوماي فاي، يعني فوز الخطاب الشبابي المناهض للنفوذ الأجنبي بشكل عام والنفوذ الفرنسي بشكل خاص".
لكن ولد محمد المصطفى، لفت إلى أن تعاطي الرئيس السنغالي المنتخب مع فرنسا، سيكون مختلفا عن تعاطي قادة أفارقة وصلوا السلطة في انقلابات عسكرية.
وأضاف: "لا اعتقد أن الوتيرة التي سارت بها العلاقات بين الفرنسيين وحكام مالي والنيجر وبوركينافاسو ستكون هي نفسها بالنسبة للسنغال، فقد لا تكون هناك قطيعة سريعة لكن ستتأثر علاقات داكار وباريس بالتأكيد وأفقها بالنسبة للطرفين قاتم".
من هو باسيرو ديوماي فاي؟
هو أصغر المرشحين لرئاسة السنغال ولا يتجاوز عمره 44 سنة، منها واحدة قضاها وراء القضبان في سجن "كاب مانوال" بالعاصمة السنغالية داكار، قبل أن يخرج بعد مضي 6 أيام من الحملة الانتخابية الأخيرة إثر عفو عام أصدره الرئيس ماكي في سياق محاولة تهدئة المشهد السياسي بالتزامن مع انتهاء ولايته.
حصل على الثانوية العامة (الباكالوريا) سنة 2000، لم يسبق له أن تقلد مناصب كبيرة في الإدارة السنغالية.
عام 2014 انضم لحزب "باستيف" وترقى فيه بشكل متسارع ليكون أحد صانعي القرار الأساسيين في الحزب، والذراع القوية لرئيسه عثمان سونكو.
تولى باسيرو الأمانة العامة لحزب "باستيف" سنة 2023 واستطاع في فترة وجيزة أن يستحوذ على نصيب الأسد من دعم الجماهير الشبابية في بلاده.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السنغاليون فاي الانتخابات أفريقيا أفريقيا انتخابات السنغال فاي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دیومای فای
إقرأ أيضاً:
برلماني: كلمة الرئيس السيسي بأكاديمية الشرطة رسالة حاسمة لتعزيز الوعي الوطني
أكد النائب كريم السادات، عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى أكاديمية الشرطة جاءت كرسالة واضحة للمصريين بضرورة التكاتف والعمل الجاد للحفاظ على استقرار الوطن ومواجهة التحديات التي تواجه الدولة، لافتة إلى أن الرئيس تحدث عن كل ما يشغل بال المصريين بشأن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، وأثلج صدورهم بأن بلادهم في أيدي أمينة وقيادة رشيدة وحكيمة.
وأشار السادات في تصريحات صحفية له اليوم، إلى أن الرئيس تحدث بصراحة وشفافية حول القضايا الراهنة، وفي مقدمتها الشائعات التي يتم ترويجها بشكل مستمر بهدف إثارة البلبلة وزعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، موضحا أن مواجهة هذه الشائعات تتطلب وعي شعبي كبير ودور فعال من جميع الجهات لمكافحتها، مشيرا إلى أن التصدي لها يعزز استقرار الوطن ويحافظ على مكتسباته.
وأضاف السادات أن حديث الرئيس عن البناء المخالف والتعديات على الأراضي الزراعية يعكس حرص القيادة السياسية على الحفاظ على موارد الدولة وصون حقوق الأجيال القادمة، لافتا إلى أن التعديات على الأراضي الزراعية تعد خطرا حقيقيا على مستقبل الأمن الغذائي في مصر، مؤكدا أن التكاتف بين الحكومة والمواطنين ضروري لوضع حد لهذه الممارسات.
وثمن السادات تأكيد الرئيس على أهمية هيئة الشراء الموحد ودورها في ضبط الأسواق وتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة، مؤكدا أن هذه الخطوة هي نموذج للتخطيط الجيد والإدارة الحكيمة للموارد بهدف تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، مؤكدا أن مصر تواجه تحديات كبيرة، لكنها قادرة على تجاوزها بفضل وعي شعبها ودعمه المستمر لقيادته السياسية، فحديث الرئيس كان دعوة صريحة لجميع المصريين للعمل بجدية للحفاظ على مكتسبات الوطن ومواجهة أي محاولات للتخريب أو الإضرار بمصالحه.